بيروت-

fshdgh1014.jpg

صدر مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت مجموعة قصصية بعنوان "جون كينيدي يهذي أحياناً"، للروائي والقاص الفلسطيني المعروف يسري الغول.

تحاول هذه المجموعة معالجة الواقع الفلسطيني من خلال استدعاء شخصيات عالمية تم اغتيالها واستنطاقها بما يريده الكاتب الذي يصبح جزءاً من النص بشكل وازن وغير مبتذل أو متطفل، إذ إنه يصبح في مواقف كثيرة زبوناً في المقهى الذي يطل على نهر داخل العالم الافتراضي بعد الموت والبرزخ.

كما تعمل المجموعة أيضاً على إعادة صياغة التاريخ بشكل مختلف ومغاير عن الوقائع الحقيقية التي تسببت بالاغتيال، في محاولة لإيصال رسالة مفادها أن الحقيقة قد لا تكون وصلت كاملة في اغتيال تلك الشخصيات مثل كينيدي ونيرودا وبينوشيه ورابين وياسر عرفات وتشي جيفارا وشيرين أبو عاقلة وغيرهم، الأمر الذي قد يلفت نظر القارئ إلى حداثة وفنطازية عوالم يسري الغول التي يعرفها قراء الأخير.

يقول الروائي العراقي ضياء جبيلي عن المجموعة، "إنها سرديات ما بعد الموت/الاغتيال من منظر الكاتب الذي نلتمس وجوده وحضوره اللافت كجزء من النص أحياناً، مستفيداً بذلك من حقه في البلوغ إلى أقصى ما يمكن من خيال. الأمر الذي يضفي على التجربة طابعاً بعيداً عن التقليدية والقصدية، قريباً من الرمزية التي تحاول إيصال رسائل يمكن استشعارها في كل مرة ننتهي معها من قراءة قصة".

يسري الغول، روائي وقاص فلسطيني صدر له العديد من الأعمال، آخرها رواية مشانق العتمة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وخمسون ليلة وليلى عن وزارة الثقافة برام الله.

Sfgfdh101.jpg

بعد روايته الأولى "زمن العودة إلى واحة الأسياد" 2010 والثانية "أساطير الحالمين" رقميا عام 2015 يعود الكاتب المغربي مع مطلع عام 2023 بإصدار روايته الثالثة موسومة ب"مايا" وهي رواية من القطع المتوسط يبلغ عدد صفحاتها 340 صفحة وغلاف من تصميم الكاتب نفسه.

ويعتبر الكاتب عبده حقي هذه الرواية الجديدة انعطافا نوعيا في مساره الروائي وخروجا من جبة روايتيه السابقتين المتماستين والمتقاطعتين مع سيرته الذاتية في بعض المحطات حيث أن رواية "مايا" تنحاز كليا إلى صنف رواية الأفكار في دائرة الصراع القيمي والإيديولوجي والسياسي ...

ومن عتبة الصفحة الأولى من الرواية نقرأ في ملحوظة دالة :

هذه الرواية "مايا" التي شرعت في كتابتها ليلة 11 نونبر 1984 ولا أذكر إلى حدود هذه اللحظة متى أنهيتها ، هي رواية من نسج الخيال ولا علاقة لشخوصها وأحداثها بالواقع.

يخوض بطل الرواية صالح المودن صراعا إيديولوجيا يوميا مع زميله رحال الفيلالي ومع مجتمعه من خلال تجاذباتهما القيمية في قرية  تافوكت الذي يرى صالح المودن أن التنظيم العائلي وتحديد النسل وجعله ضمن أولويات حزبه اليساري "التحدي" هو المدخل الرئيسي للرقي بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة فيما يرى زميله رحال الفيلالي أن النمو الديموغرافي هو من القيم العقائدية والدينية اليقينية وهو أيضا من الحوافز الطبيعية الأساسية لتكريس التعدد والتنوع الاجتماعي والعدالة بين مختلف طبقات المجتمع .

إن صالح المودن الذي يلقبه سكان دوار تافوكت ب"الشيوعي" ليس سوى نموذجا لذلك المثقف العضوي وذلك اليساري الراديكالي الفاشل على مر العقود أمام إكراهات الواقعية والبراغماتية التي تنزل بثقل مسلماتها في تدبير اليومي عكس طروحات الطوباوية البائدة.

أخيرا وفي إعلان مفاجئ يعتبر الكاتب عبده حقي أن روايته "مايا" هي نقطة نهاية لمساره الإبداعي الأدبي حيث سيقرر الخلود إلى التقاعد من نشر أعماله الأدبية مستقبلا في ظل التحولات الضاغطة في صناعة النشر الرقمي.

رام الله – حيفا الكرمل

sfhgghjh1013.jpg

مع بداية عام 2023، تصدر الشاعرة هيام مصطفى قبلان مجموعتها القصصية "بَعْدَ أَنْ كَبُرَ الْمَوْجُ"، عن دار الوسط للنشر في رام الله، لتتوّج عامها الجديد بأحد إبداعاتها المميّزة، وقد استهلّت مجموعتها بقصّة تحت عنوان "أفقد نفسي"   :

"كيف بي لا أهوى السّفر، وأنت من علّمتني أنّ الأسفار تريح الفكر، وتُعلّقنا من أهدابنا كالنّجوم، بعيدًا عن الأرض".

جاءت المجموعة في 120 صفحة من القطع الأقلّ من المتوسّط، وضمّت بين دفتيها 22 نصًّا قصصيًّا، وبلغة شاعريّة مميّزة، حملت عناوين القصص التّالية:

"أفقد نفسي، شغف، ثرثرة، أشتهيك يا موت، العار، جمرٌ وأمرٌ، ضوءٌ متكسّر، سربُ ضجيج، بعد أن كبر الموج، لوم، ذاكرة العسل المُرّ، نقراتُ الكعب العالي، منفضة، رهان، طائرُ النفايات، دون خيار، فوق سرير أبيض، وفاء، مغفرة، هودج الأحزان، خطيئة، وهناء".

   واختتمت الشاعرة هيام مجموعتها القصصيّة بما ورد على الغلاف الأخير:

" الشّوارع مزدحمة، والباعة يتجوّلون ساعات الفجر في الحارات ككُتّاب القصيدة، يُعبّرون عن وجودهم بالهزيمة، تسقط كلّ الأقنعة، وما الشّاعر سوى بائعٍ مُتجوّل يحمل الكشكول، ويركل الحمار برجله. فيما شكلت لوحة الغلاف: لينا صقر مصطفى .

    يا للدّنيا الغرورة!

اللّحظات فيها عابرة هاربة، الموجة تتملّص من بين يديّ كلّما عانقت أوراق الرّحيل، عطشي ينبح، وجسدي ينبح دون اكتراث بالمطاردة.

   أُقاوم الطُّعم، أرنو من صخرة شهدتْ قراءاتي الأولى وامتصّت نهدَ الرّمال، وأُقرّر ألّا أتبعك، وأن أدخل غرفتي الصّغيرة المتعمشقة على جدرانها أحلامي الورديّة، ويسكنني ليلي وحدي..

  أشرب قهوتي، أطالع أخبار الصّباح وحدي، أتسكّع على الأرصفة، تثيرني كلماتُ وأشعار (كافكا)، أعاشر روحًا شهقتني،  وأعود لتلك الطفلة الشّقيّة الّتي تسكنني، لحقيبتي المدرسيّة، لأوراقي، لقصصٍ مثيرة لامست أهدابي، واعتصرها الدّمع"..

هيام قبلان والسّيرة الذّاتيّة

الاسم: هيام مصطفى قبلان، أديبة وشاعرة

السّكن: قرية عسفيا / جبل الكرمل /فلسطين

رقم الهاتف: 00972523765121  

ايميل: [email protected]

مراحل دراستي:

   أنهيت المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة في عسفيا، والمرحلة الثّانويّة في مدرسة راهبات الفرنسيسكان الطليان في النّاصرة، والتّعليم الأكاديميّ للّقب الأوّل في التّاريخ العامّ، في جامعة حيفا 1978، وللّقب الأوّل في اللّغة العربيّة وأدابها في الكلّيّة العربيّة حيفا 1985.

دورات استكمالي بموضوع التربية الخاصّة والعامّة في الكلّيّة العربيّة حيفا 1980، وموضوع ترابيا (العلاج عن طريق الفنون) في كلّيّة أورانيم 1995.

إصدارات:

  1. 1. آمال على الدّروب 1975 شعر، مطبعة العتقي - حيفا.
  2. 2. همسات صارخة 1981 شعر، دار المشرق - شفاعمرو.
  3. 3. وجوه وسفر 1992 شعر، دار المشرق - شفاعمرو.
  4. 4. انزع قيدك واتبعني 2002 شعر، مطبعة البلد سمير أبو رحمون- جديدة المكر، الجليل.
  5. 5. لا أرى غير ظلي 2008 شعر، بيت الشعر الفلسطيني - رام الله.

الأعمال النّثريّة:

  1. 6. بين أصابع البحر/ نصوص أدبية 6 199، دار المشرق- شفاعمرو
  2. 7. طفل خارج من معطفه/ قصّة قصيرة 1998 دار اسيا - القدس
  3. 8. رواية رائحة الزمن العاري ط1، 2010 دار التلاقي، القاهرة ط2، 2012، دار الريشة، نابلس

إنجازات أدبيّة أخرى:

  1. 1. مشاركة بأنطولوجيا مترجمة من اللغة العربية للفرنسية، طبعت في باريس، تضمّ 50 كاتبة وشاعرة من العالم العربيّ، ونماذج إبداعيّة من إعداد وإشراف الشّاعرة السّوريّة مرام المصريّ.
  2. 2. مشاركة في كتاب (المرأة وتطوير السّرد العربيّ) نماذج لروائيّات وقاصّات من العالم العربيّ - إعداد النّاقد والباحث المغربيّ محمد معتصم .

شاركت في مهرجانات: شاركت في مهرجانات:

  1. مهرجان الدّبلوماسيّة في المغرب .
  2. مهرجان أيّام القصيدة الذّهبيّة في تونس.
  3. مهرجان تراثيّ هُويّتي في تونس.
  4. معرض الكتاب في القاهرة منصّات شعريّة.
  5. معرض الكتاب في الإسكندريّة منصّات الشّعر والقصّة والنّقد.
  6. ملتقى زرهون للشّعر مولاي إدريس، ملتقى مريرت المغرب، ملتقى تيفلت المغرب.
  7. مهرجان الشّعر تطوان في المضيق المغرب وغيرها ..!

   شاركت في مهرجانات دولية غربية :

  1. مهرجان الشعر الدولي في مدريد أسبانيا
  2. مهرجان الشعر والسياسة في نيو كاسل ألمانيا.

   شاركت في أمسيات عديدة داخل البلاد وخارج البلاد:

الأردن، مصر، باريس، المغرب، تونس ودول أخرى!

حدث مألوف

د. مصطفى عطية جمعة

Dfdghg1013.jpg

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت المجموعة القصصية «حدث مألوف » للأديب والناقد المصري "أ.د. مصطفى عطية جمعة".

المجموعة تقع في 104 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن ستًا وسبعين قصة قصيرة جدًا، يقدّم المؤلف من خلالها تجربة جديدة في كتابة القصة القصيرة جدًا، تتضح فلسفتها من العتبة الأولى وهو عنوان المجموعة "حدث مألوف"، فكثيرة هي الأحداث التي تمرُّ علينا في يومنا، في صحونا، وأحيانًا في نومنا؛ معنا ومع الآخرين مِن حولنا. نُسمِّيها حدثًا مألوفًا، وربما روتينيًا مُكرَّرًا، ولكنها في الواقع تكشف عن كثير من المخبوء في أعماقنا، ونستدلُّ بها عن المتواري والمستور في أعماق غيرنا. فللحياة وجوه عدة، منها وجه مخبوء، وآخر متوارٍ، وثالث مفضوح، ومنها أيضًا وجه مألوف، قد لا ننتبه إليه كثيرًا، ولكنه قائم وواقع، وهو ما تسعى إليه هذه القصص القصيرة جدًا، صاغ فيها المؤلف بعضًا من العادي والمعتاد في يومنا، فحتمًا هناك دلالات وإشارات يحملها لنا.

أجاد المؤلف التقاط عشرات المواقف الحياتية في حياتنا، وسلّط كاميرته السردية عليها، في نصوص اتسمت بالكثافة أسلوباً، وباللقطة المدهشة بناءً، وبالحوار الرمزي دلالةً.

«حدث مألوف» هو التعاون رقم 13 بين المؤلف و"مؤسسة شمس للنشر والإعلام" منذ العام 2013م. والكتاب رقم 40 في مسيرة المؤلف الفكرية والإبداعية، منها 15 كتابًا في الدراسات الأدبية والنقدية، و 10 كُتب في الإسلاميات والفكر والحضارة، و 15 كتابًا في القصة القصيرة والرواية والمسرح وأدب الطفل.

 من قصص المجموعة:

   فستان زفاف / نرجسية / صفعتان / سيناريست / المدينة أسفله

   الضحكة الحلوة / تلغراف / رزق الفجرية / التذكرة / تحرُش

   جُملة غير تامة / الوصية / مكاشفة / الحظيرة / مكالمتان

sdgsfh1012.jpg

أطلق الروائي المغربي محمد الهجابي، عن دار القلم بالرباط برسم سنة 2023، رواية جديدة موسومة ب"المالغيقراط" (338 صفحة من القطع المتوسط). ويعد هذا الإصدار الجديد سادس عمل روائي في المنجز السردي للكاتب بعد "بوحُ القصبة" (رواية) 2004، و"زمانٌ كأهله" (رواية) 2004، و"موتُ الفوات" (رواية) 2005، و"إناثُ الدار" (رواية) 2011 و"بيضةُ العقر" (رواية) 2015، إلى جانب أربع مجموعات قصص قصيرة: "كأنما غفوت (2007) و"قليل أو كثير أو لا شيء" (2013) و "نواس" (2015) و"لغو سائر بيننا" (2021).. 

رواية "المالغيقراط" التي تتضمن عنوانا رديفا هو "كلّ هذا، سهلُ المنال"، هي "رواية المدينة" بامتياز، إن جاز القول. تمتد محكيات الرواية، التي أخذت مدينة القنيطرة (بوصفها مدينة "عالمثالثية" بحسب الاصطلاح المتواضع عليه سابقا) مسرحا لغالبية ماجريات وقائعها، لتطول زمنا ينتهي افتراضيا بأواخر العقد الأول من القرن 21، لكنه زمن يستضيف، استرجاعيا، تواريخ عاشها المغرب ما بعد الاستقلال؛ تواريخ سياسة ومنظمات حزبية وحقوق إنسان وحركات اجتماعية؛ تواريخ تراكبت فانتهت بالمدينة، في غياب رؤية "استراتيجية" للمجال والتهيئة والغد، إلى ما هي عليه اليوم من صراع قوى ومسخ وخصاص فظيع لشروط حياة تليق بالتمدن والتحضر وبمواطني القرن 21.

وهكذا، ففي الجهة المقابلة ل"بار الأروقة" بمدينة القنيطرة (المغرب)، حيث ألف ناصر وثلة من أصدقائه القعود باستمرار في فسحتها الخارج، هناك على بعد مسافة مقدرة تستوي "مقهى الأندلس" حيث دأب يوسف على الجلوس إلى طاولات لاتيراسها رفقة موظفين بالبلدية، وبين البار والمقهى مفرق طرق يسمى لدى الساكنة ب"المݣانة"؛ وهي المعلمة التي كانت عبارة عن جماع ساعات أربع تتوزّع اتجاهات طرق الفضاء الأربع، وبها كانت الساكنة تؤشر على المكان وتتواعد، وبها كانت تتفاخر أيضا. في نطاق هذا "المجال الحيوي" تعيش شخوص رواية "المالغيقراط" وتتواجه وتتكافح مستنفرة حيواتها أفقيا (سانكرونيا) وعموديا (دياكرونيا)، وصفا وحركة، ومستدعية، في ذلك وعبره، لذاكرة مدينة "حديثة" لم تني تتخلق ولأشواط قاسية من تاريخ المغرب المعاصر لم يقطع معها بالكامل بعد.

أراد ناصر (الموظف)، كما هو حال مواطنين آخرين، أن يمتلك شقة في عمارة كبيرة بمركز المدينة (الڤيلاج) يأوي إليها بأسرته الصغيرة، لكن العمارة هذه، التي سعى الرجل إلى توفير مقتضياتها، ثم تابع عملية بنائها أولا بأول، انهارت فجأة مما أدى إلى مقتل عمال وسقوط أحلام. وبذلك، بات ناصر أمام سيناريوهات لم يكن يتوقعها بالمرة جعلت الرجل "يعقل" وجوده ضمن سيرورة لا يمتلك ناصية مآلاتها. المأساة التي عاشها ناصر تستعيد، في سياقها وفي العديد من التفاصيل، وقائع مأساة شبيهة حصلت بقسم كبير من مركب سكني بالقنيطرة سنة 2008، ولا تزال معالمها قائمة إلى يومنا هذا.

وإذن، تقوم الرواية على وقائع تشاكل وقائع حقيقية جرت، وتناقلتها الصحف المغربية ورقية وإلكترونية ومحطات راديو وقنوات تلفزة عمومية وشبه عمومية. ولقد استثمر الكاتب حصيلة ما جرى فأعاد صياغتها على نحو لا ينقل الأحداث كما حصلت في الزمن والمكان عينهما، بقدر ما يعمد إلى فسح المجال للتخييل في تشييد معمار الرواية، وتوظيف شخوصها، وتصريف وقائعها، حتى تطول مساحة واسعة من آثار الفساد المالي على الإنسان والمجتمع. وتعد شخصية "المالغي" في الرواية (وهو بالمناسبة تكثيف لتيمة "الفساد" المالي والعقاري بخاصة التي جعلها الكاتب موضوع الرواية هذه) إحدى الشخوص الرئيسة. وحول هذه الشخصية، وشخوص أخرى ترد ضمن المتن (31 فصل)، تدور وقائع وأحداث بؤرتها فضاء سردي رئيس يقع داخل المحور الكلاسيكي الاقتصادي المعروف بالمغرب: القنيطرة- الدار البيضاء. وأحيانا يتسع هذا الفضاء السردي ليشمل، إلى هذا الحد أو ذاك، مدنا أخرى كبني ملال وبجعد وطنجة والعرائش. وهو إلى ذلك محاولة في رصد تحولات المجتمع المغربي في راهن زمنه، انطلاقاً من الجزء في اتجاه الكل.

وعليه، فالعمل الذي بين أيديكم هو عمل سردي تخييلي. وبالتبعية كذلك، فإن الأسماء الواردة في هذا النص السردي، وفق ما أراد المؤلف التأكيد عليه، هي أسماء من صنع خيال الكاتب، وكلّ تطابق مع أسماء واقعية، في المكان والزمن نفسهما، هو محض مصادفة، ليس إلاّ.

وحمل ظهر الغلاف مقتطفا نورده في ما يأتي:

«زهير، هو من وقع عليه اختيار الجماعة لمرافقة ناصر إلى المقرّ المركزي للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. الخبر صحيحٌ إذن. خبرُ الشريط الوثائقي أيّده زهير، وأكّده انتقالهما إلى حي أكدال بالعاصمة. والرواية التي ساقها زهير عن سفرته مع ناصر إلى شارع فرنسا، حيث المقر المركزي للجمعية، رواية مثيرةٌ، على أكثر من صعيدٍ. فقد أبدى زهير إعجابه بالرجل. قال إنّه طيّب ونبيل. قال إنّه جرئ ومقدام. قال إنّ ما فعله، وهو وزان الكاميرا، لا يفعله سوى الرجال الشّجعان. قال ناصر إنّ المالغي ليس وحده المسؤول. قال إنّ الحكومة هي أيضاً مسؤولة. البرلمان مسؤول كذلك. والمنتخبون، هم بدورهم، مسؤولون. قال إنّ هؤلاء لا يتعامون فقط عن أعمال الغش والتدليس، وإنّما يرعون الفساد والمفسدين. يشجعونهم تارة بالصمت، وتاراتٍ بالدّعم. قال إنّه لا وجود لطبقات. الذي يوجد هم حاكمون ومحكومون. حاكمون مالغيقراطيون متجبّرون، ومحكومون خاضعون لم يفقهوا بعد نسغ قوّتهم وإرادة الجماعة فيهم.

أليس هذا الكلام مثيراً حقاً؟ من أين جاء به ناصر؟ أين سمعه؟ أين قرأه؟ كيف فكّر فيه؟ كيف وجد الشجاعة للصّدع به أمام الكاميرا؟ من أين اجترح كلمة «المالغيقراط»؟»

المزيد من المقالات...