DSGFG1010.jpg

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الطبعة الثانية من رواية « امرأة سوداء في باريس  » للأديبة الفلسطينية "الدكتورة سناء أبو شرار".

الرواية التي تقع في 400 صفحة من القطع الكبير؛ تبدأ أحداثها في قرية إفريقية نائية تجتاحها حربٌ أهلية تسفك الدماء وتشرِّد من بقي من الأحياء، منهم من يفرُّ لقرى مجاورة، ومنهم من يجد طريقه لأوروبا، حيث يكتشفون حقيقة لم يعرفوها من قبل، وهي أن لون بشرتهم السوداء هو أول عدو لهم في ذلك الغرب البارد. منهم من يدافع عن لونه ويتمسك بهويته، ومنهم من يخجل من ذلك اللون ويهرب منه محاولاً بكل طريقة أن يصبح غربيًا أسود اللون. ولكنه ورغم كل محاولاته يبقى أسير ذلك اللون.

الرواية تتحدث عن معاناة رجل إفريقي أختار أن يعيش في فرنسا ويصبح فرنسيًا أسود اللون ولكن قلبه أصبح أوروبيًا أبيض اللون، بينما زوجته السوداء تمسكت بلونها وجذورها في جميع تفاصيل حياتها وفهمت إفريقيا فقط حين عاشت في الغرب البارد، وأصبح لونها الأسود هو وطنها الدافئ في غُربتها الطويلة.

رواية « امرأة سوداء في باريس  » هي التعاون السابع بين المؤلفة و مؤسسة شمس للنشر والإعلام.

dfsfgfg1010.jpg

قم/ إيران: أصدرت الباحثة الإيرانية سمانه موسى بور كتاباً ببليوغرافيّاً عن دار الارتقاء بالفكر منشورات بعنوان "نظرة على السّيرة العلميّة والأدبيّة للدكتورة سناء الشعلان" " نگاهي به زندگي‌نامه علمي و ادبي دکتر سناء الشعلان"، وهو صادر باللغتين العربيّة والفارسيّة؛ إذ الجزء الأوّل منه باللغة العربيّة، أمّا النّصف الثّاني منه فهو باللّغة الفارسيّة.

يقع الكتاب في 144 صفحة من القطع الكبير، وهو ببليوغرافيا دقيقة ومتسلسلة زمنيّاً لمسيرة الأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) عبر محطّاتها الإنسانيّة والأكاديميّة والفكريّة والإبداعيّة.

عن هذا الكتاب قالت المؤلّفة سمانه موسى بور أنّه تكريم منها وتقدير للأديبة د. سناء الشّعلان التي تنال إعجابها بمسيرتها الأدبيّة والإبداعيّة والأكاديميّة المميّزة، كما أنّها تأمل في أن يكون هذا الكتاب في ترجمته إلى الفارسيّة مصدراً للباحثين والأكاديميين المهتمين بأدب سناء الشّعلان من النّاطقين بالفارسيّة، فضلاً عن أن يكون مرجعاً في هذه الصّدد يغني المكتبة الفارسيّة حول هذه الأديبة المتميّزة ذات البصمة المتميّزة.

وهو يؤّرخ لمسيرتها التي يمكن اختصارها في أنّها أديبة وأكاديميّة وإعلاميّة أردنيّة من أصول فلسطينيّة، وكاتبة سيناريو، ومراسلة صحفيّة لبعض المجلّات العربيّة، وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطّفولة والعدالة الاجتماعيّة، تعمل أستاذة للأدب الحديث في الجامعة الأردنية/الأردن، حاصلة على درجة الدّكتوراه في الأدب الحديث ونقده بدرجة امتياز، عضو في كثير من المحافل الأدبية والأكاديميّة والإعلاميّة والجهات البحثيّة والحقوقيّة المحليّة والعربيّة والعالميّة.

حاصلة على نحو65 جائزة دوليّة وعربيّة ومحليّة في حقول الرّواية والقصّة القصيرة وأدب الأطفال والبحث العلميّ والمسرح، كما تمّ تمثيل الكثير من مسرحياتها على مسارح محليّة وعربيّة.

لها 72 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقديّ متخصّص ورواية ومجموعة قصصيّة وقصّة أطفال ونصّ مسرحيّ مع رصيد كبير من الأعمال المخطوطة التي لم تُنشر بعد، إلى جانب المئات من الدّراسات والمقالات والأبحاث المنشورة، فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصّحف والدّوريات المحليّة والعربيّة.

لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنّقد وحقوق الإنسان والبيئة والعدالة الاجتماعيّة والتّراث العربيّ والحضارة الإنسانيّة والآدابِ المقارنة، إلى جانب عضويتها في لجانها العلميّة والتّحكيميّة والإعلاميّة.

هي ممثّلة لكثير من المؤسّسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة، كما أنّها شريكة في الكثير من المشاريع العربيّة والعالميّة الثّقافيّة والفكريّة.

تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللّغات، ونالت الكثير من التّكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتّمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة.

مشروعها الإبداعيّ حقل للكثير من الدّراسات النقدية والبحثيّة ورسائل الدّكتوراه والماجستير في الأردن والوطن العربيّ والعالم.

dsgsfhg1009.jpg

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر كتاب «حكايات بعد العشاء» للكاتب والمسرحي الإنجليزي "جيروم كلابكا جيروم Jerome Klapka Jerome". ترجمة "سماح ممدوح".

«حكايات بعد العشاء» مجموعة قصص قصيرة نُشرَت عام 1891، تُقدِّم مُحاكاة ساخرة لقصص الأشباح في العهد الفكتوري، خاصةً تلك التي كتبها مؤلفون مثل «تشارلز ديكنز»، فالإطار السردي للمجموعة يعكس مُحاكاة مستمدة من مجموعة كتبها ديكنز عن الخوارق.

هذه المجموعة مكونة من ثمانِ قصص، عبارة عن حكايات عن الأشباح تُروى بعد العَشاء على لسان مجموعة من الأصدقاء الذين اجتمعوا للاحتفال بعيد الميلاد. ورغم أن القصص يحكيها أشخاص مختلفون، إلا أن راويها هو شخصٌ واحد.

يمكن القول إن الهدف الأساسي والتركيز الأهم للقصص هو الهجاء، من خلال تصميم الراوي الساخر على الالتزام العام بقصص الأشباح المرتبطة بشدة بتعاليم عقيدته الأرثوذكسية؛ في مجال السلوك الاجتماعي.

وفي هذا يُشبه الراوي تمامًا شخصية "السيد بوتر"؛ الشخصية المحورية في كتاب "مذكرات لا أحد" لـ"جروسميث"، ويتجلى هذا التشابه في محاولة التوافُق بين ما يراه من الأشكال التقليدية للسلوكيات؛ ونقد هذه السلوكيات بحس الدعابة. وهذا من أهم سمات الكتابة عند جيروم.

مما جاء في مقدمة المجموعة لـ"جيروم كلابكا جيروم (2 مايو1859 - 14 يونيو1927)":

(إنها عشية عيد الميلاد.

بالتأكيد، وللعلم فقط؛ لم يكن ضروريًا على الإطلاق ذِكر التاريخ، فالقارئ المُتمرِّس سيعرف دون أن أُخبره بذلك، فطالما هناك قصص أشباح؛ إذًا فهي عشية عيد الميلاد.

إنها عشية عيد الأشباح، وليلة احتفالهم السنوي، فالجميع يحكون قصص الأشباح في ليلة عيد الميلاد، فحريّ بالمرء أن يُفكِّر في أن الأشباح يخرجون ويتجولون في ليلة العيد ليعرضوا ـ هُم أو هنَّ ـ أكفانَهم البيضاء المدفونين بها، وكمثل الأحياء؛ ينتقدون ملابس بعضهم البعض، ويسخرون من بشرة بعضهم الشاحبة.

أُخمِّن أنهم يُسمون ذلك «موكب عيد الميلاد»، وبالنسبة لهم أظن أنها وظيفة مهمة يستعدون لها بكل شغف ويتطلعون إليها في كل أنحاء أرض الأشباح، خاصةً أشباح هؤلاء المولعين بالتباهي، مثل البارونات المقتولات، والكونتيسات الملطخات بجرائم القتل، والإيرالات اللواتي جِئنَّ مع الفاتح المنتصر وأُغتيل أقاربهن ومِتنَّ وهُن تهذين بجنون.

يمكن للأحياء أن يجزموا أن الأشباح في تلك الليلة يطلقون الأنَّات الجوفاء والابتسامات الشيطانية. أيضًا، يمكن أن يكون هؤلاء تدربوا لأسابيع مضت على الصرخات التي تُجمِّد الدماء في العروق، والإيماءات التي تُجمِّد النخاع... سلاسلَ صدِئة، وخناجرهم الدموية المشحوذة في حالة استعداد للعمل... أغطية وأكفان حُفِظتْ بعناية من عرض العام الماضي؛ تم إنزالها ونفضها وإصلاحها، ثم نُثِرتْ في الهواء.

إنها ليلة أشباح مثيرة؛ ليلةُ الرابع والعشرين من ديسمبر. من الممكن ألا تظهر الأشباح في ليلة الكريسماس نفسها، فنحن نُضفي إثارةً أكبر على ليلة الميلاد، وربما هي ليست كذلك بالنسبة لهم، فهم لم يعتادوا تلك الإثارة.

ولا يقتصر الأمر فقط على تواجد وتجُول الأشباح بأنفسهم في هذه الليلة، بل أن الأحياء أيضًا لا يكفُّون عن استحضارهم بالتحدُث عنهم طوال ليالي الكريسماس، فما إن يجتمع خمسة أو ستة أشخاص حول مدفأة ليلة عيد الميلاد حتى يبدأوا ليلة طويلة من الحكي عن الأشباح، فلا شيء يُسعد الأحياء في هذه الليلة أكثر من سرد قصة أشباح حقيقية. إنه موسم احتفالي لطيف، تُلهمنا فيه القبور والموتى والدم والجُثث وجرائم القتل.....)

sfhdfgh1008.jpg

صدرت مؤخراً عن دار" أروقة للنشر والتوزيع في القاهرة" الأعمال الشعرية للشاعر الكردي السوري إبراهيم اليوسف، واشتملت على (10) مجموعات شعرية، كانت قد صدرت منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين وحتى تاريخ صدور هذه الأعمال، وهي: للعشق للقبرات والمسافة- هكذا تصل القصيدة- عويل رسول الممالك- الإدكارات- الرسيس- مدائح البياض- أستعيد أبي ديوان إيسن- ساعة دمشق- مزامير السبع العجاف - أطلس العزلة ديوان العائلة والبيت، بالإضافة إلى بعض النصوص التي لم تصدر من قبل في مجموعة شعرية و أدرجها تحت عنوان" قصائد خارج الأغلفة".

وتجربة الشاعر إبراهيم اليوسف تبدو غنية من حيث ارتباطها بالعديد من القضايا الإنسانية، ومن بينها قضية إنسانه التي كرس لها إبداعاته وكتاباته في حقلي الشعر والنثر، منذ وقت مبكر من حياته، ليلتزم في مواجهة الاستبداد، ويدفع ثمن ذلك، بعد نشر أحد دواوينه الأولى، ويظل أحد الذين عانوا وتكبدوا من أجل قصائدهم وكتاباتهم ومواقفهم دون أن يرفع يديه.

قارئ مجموعات الشاعر التي يتجاوز عمر بداياتها الأربعين سنة سيجد مدى عمق تفاعل الشاعر مع مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية، فتكون قصيدته بذلك قصيدة موقف، محاولة أن تواكب لحظتها الزمنية من خلال محاولاته في ارتقاء الشكل الفني، وعدم المساومة على موقفه، فلا تكون قصيدته مجرد لعبة لغوية جوفاء، وإن حاولت القصيدة في بعض الأحيان مجاراة مرحلتها فنياً، ممتلكة ما تتطلب من أدوات الحضور، حيث كانت قصيدته تجد نفسها في إطار المواجهة، رغم الترويج للقصيدة التي لا تخرج عن جمالياتها المحايدة، بعيداً عن أية وظيفة أخرى. تقول قصيدته "الحدود" المكتوبة بمفردات قليلة والتي تفضح مصادرة الكتب غير الخاضعة لرغبة وشروط الرقيب كأحد عيون الدكتاتور:

ليكن

أيها الحارس

دع هذا الكتاب في محرسك

فأنا أستطيع أن أهرب

بهذه الرأس اليابسة

آلاف الكتب

وهي من نصوص تجربته الشعرية الأولى" للعشق والقبرات والمسافة" التي كتبها في الثمانينيات، وكانت تمثل خطواته الأولى في عالم الشعر، وكانت بالرغم من بساطة اللغة وبدايات التجربة تعبر عن حالة رفض للاستبداد، وتوق للحرية، وإصرار على الموقف، في زمن سيطرة أدوات الظلم، ويظل الموقف هو ذاته. موقف الشاعر الرافض للاستبداد عبر مجموعاته الشعرية العشر، فها هو في المجموعة نفسها- وهي المجموعة الأولى وفي أول قصيدة منها ويشير تاريخ كتابتها إلى سنة 1979- يواجه آلة العسس التي تعمل على تكريس الرعب واستدامة جبروت الطاغية، وتسعى لمنع عيده، ذاكراً اسم مدينته" قامشلي" كجزء من القصيدة ومناخها:

زوربا الفصل الزئبقي

ها تأتي كنبيٍّ …

كامرأة تترسخ

آه

آه

ترقص حتى أول الفجر

بين نار مجوسية ورصاصات

سكرى

تعلن:

أن ظهرك خريطة لوطن العشق

لوحة للوجوه الذَّابلة

حولك المصورون

يستعيرون لشفاههم ذؤابات

الفرح

قريبًا من الشجر الذي يتنصَّت إليك

ضمن جوقة تغيظها السيارات

التي تنهب الأرض

غدًا: العيد

تقول: العيد!

وأشياء أُخرى

من فمك تندلقُ الكلماتُ

زرافاتٍ

زرافاتٍ

تحتضن طنبورةً

تسبقُك العزفَ أوتارُها المهملة

منذ أولِ صلاةٍ لك

.................

...................

في عينيك تترنحُ فتياتُ البلاد

يأتينك محملاتٍ بالهلاهل

قاماتُهن بطول الانتظار

آه..........

آه..........

آخ...........

أيُّها الأرجوانيُّ

أراك تقترب مني

يحتويك نبضي

نكسر حدود اللحظة

تكتب على شفتي جرحي

أغانيك

تحدِّثني عن انتفاضات العالم

أنين طفل

بين أنقاض مدينة

يداعبُها الخراب

في هذا الوقت

المتأخِّر

جدًا

الصفحتان 11-12، المجلد 1

قصيدة الشاعر، ومن خلال قراءتها، ضمن مدونة الأعمال، تحاول أن تكون دائمة الحضور فيما يخصه، فها هو يتناول في قصيدة مطولة بعنوان- شنكالنامه- مأساة اليزيديين وسباياهم، ليبدو متجاوزاً الخطابية التي تفرض ذاتها في هكذا حالة انفعالية، يستعيد خلالها رموز اليزيديين الكرد وخصوصيتهم ومعاتهم الطويلة:

لم يكونوا يعرفون

وهم في طريقهم

الطويل... الطويل

أية وسائد من غضار وحجر

تنتظر لياليهم القريبة

تضع عليها

أساطيرهم

وحرمل السهل

ولهاث

أحلامهم

يؤول

إلى نسخة الموت الأخرى

كانوا

على اتساع نزيز الصورة

ومغازي الوجوه.

كثرٌ عجَّ بهم المشهد

كثرٌ تجاوزوا بحيرة البارود

وشباَّك الخطوط

ولزوجة الطين

الأيلولي

صنانير الضوء

وضراوة المفاجآت

لا موازين تلزم

عطَّار الأوقات

يكنس أثر الهدأة

والاستراحة

على غير ما هو متوقع

كما رايات اللصوص

مكبِّرة

كمنارات

تطحن الضوء

والاخضرار

القِ نظرتك

ما حولك

في حالة الذهول

لا تقلقْ

هي ليست الأخيرة

كما يراد

لطخة الحبر

على أصابعك

تغمرها الكريات المتفسخة

الأشجار

درايا

والأرواح شاهقة

تواصل رنينها

بلا توقف

طيلة المواجهة

صن صوتك

كما أنت

صن البيوتات

لا تفتأ أبوابها

تشنق الخوف على درابزيناتها

وتطمئن أجنحة العصافير

ونسمات اللحظة

هو المحارب

في أهبة

السَّبطانة

والزِّي العسكريّ

وجوازات سفر الغرباء

وصور الحوريات

تختصر لعاب الأمم

وألعابهم

قل كل شيء

إذًا

على سجية الصور

بملامحها

وغبارها

لا تسهُ عن أشباح متسللة

ملء الجهات

ملء فيك

ملء صوتك

ملء تضاريسك

المجلد 2، الصفحتان 72-73

وإدراج الشاعر مجموعاته الشعرية التي طبعها تباعاً، ضمن أعماله الشعرية دون إغفال أي منها، يكتب له، وهذا يختلف عما يشبه المختارات التي تنشر وقد يعاد النظر في بعض نصوصها، لأنه بهذا الفعل يعطي صورة عن تطور تجربته الشعرية، وكما تقول مقدمته لإحدى مجموعاته.

ذهبٌ في الكلامِ

خطاي حريقْ

ليس لي ساحلٌ

يحتفي بالمراكب

كيلا أباغتَها

بأوارٍ تبعثرُه راحتايْ

ليس لي كوكبُ

كي أخبّئه في قميصي

ألوذُ به

ليهدهدَني

كلَّما غزَّ مهمازُ أنثى القصيدة

في

خافقي

ما ينزُّ خطوطًا تنام على تِكآت

الدواةِ

لها ما تسنُّ

لها ما تراهُ

صوى الانكسار

تؤرجحُها

وتدلّ الحبارى على مائها

والهًا يحتسيه البريقْ...

هل تكون المتاهة أرحبَ من حلُمٍ

أم تراها تحوكُ الأناشيد

سادرةً

دون حاديِها

دون ماءٍ

لحاهْ!

لهبٌ في الوريدِ

خطاي رمادْ

هل أظلّ أهيمُ على فرحةٍ كنت

أذرفها

قرب ياقاتها المطرية مرهونةً

للنشيشْ

قرب قارئها موقدًا روحه في موات

الصورْ..

قرب هسهسةٍ لا تنيخ خيول

الشّذا

لهبٌ في فمي

وخطاي نقوشْ

هل أوازي اللهاث قليلًا

أخيطُ الهواءَ

لأمضيَ في نزهةٍ من نزيفْ

هل أعودُ لأشبه ما ستقول المرايا

عن التأتآت التي تتوارى

لكي أرتقي درجاتِ الفحيحْ

أتوضّأ بي

أكتوي في صلاةٍ..

لئلاّ "أطوْف" حواليْ نهارِ الأنوثة

يهمي على راحتيَّ

ينوسُ

ينوسُ

يغذّ اشتهاءاته

لا يداري الملامح

واشيةً بالبكاء...

الصفحتان 192-193، المجلد 2

وتأخذ قصائد الشاعر التي كتبها في بدايات انتشار جائحة كوفيد 19 ذات قيمة خاصة، لأن ما تتضمنه من قصائد الحنين إلى زمن ما قبل كورونا، واستحضار وجوه أفراد العائلة وأصدقاءها تعطي المجموعة أكثر من بعد وتحتاج التقويم النقدي كما كل تجربة الشاعر، خاصة بعد اكتمال ملامح الصورة القريبة من هذه التجربة، المفتوحة على الزمن والمتفاعلة مع زمنها، بما يكتب لها، أو عليها، نقدياً. فيما يلي مقاطع من قصيدة- أجراس-:

1- جرس باب البيت

لا يزال في انتظاره

لا أصبع تضغط على زرِّه

كي يبعث رنينَه في البيت الصغير!

2- جرس الكنيسة

وحده الكاهن

في عيدي الفصح والصّعود

يقرع ناقوس الكنيسة

على تراتيل أثر خطوات وروائح غابرة!

3- بائع البوظة

يوميًا في الساعة الرابعة والنصف عصرًا

بائع البوظة يقف تحت نافذتي

ينشر موسيقاه

ولعاب الأطفال يسيل من الشرفات

ولا أحد يقترب منه!

وإبراهيم اليوسف، أحد شعراء الثمانينيات في سورية، و من مواليد 1960 صدرت له مؤلفات في العديد من الأجناس الأدبية: الشعر- القصة- الرواية- الدراسات- النقد- السيرة. عمل في الصحافة الثقافية ويقيم في ألمانيا.

sfdfhy1008.jpg

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر كتاب «كنائس ومساجد» / والهوية الوطنية للدولة... للكاتب الصحفي "محمود سلطان".

الكتاب يقع في 184 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 40 مبحثًا يناقش من خلالها العديد من القضايا المتقاطعة ما بين أوروبا والعالم الإسلامي، ويقدِّم مقاربة رصينة للإجابة عن سؤال: لماذا يعادي الغرب الإسلاميين تحديدًا وليس العالم الإسلامي؟! مستعرضًا الفرق بين النظام الدولي الحالي والنظام القديم القائم على الغزو والتوسع الإمبراطوري - الغزوات - والذي لا يزال حاضرًا وبقوة في العقل الجمعي الإسلاموي المعاصر ويظل حلمًا معلقًا.

يستهل "محمود سلطان" كتابه بما أسماه "المكبوت الديني في أوروبا"، وخلُص خلاله إلى أن المسيحية تم قمعها بقسوة في عصور التنوير، وأصبحت تُستدعى فقط وقت الأزمات والمواجهات مع الآخر؛ المخالف ثقافيًا وحضاريًا ودينيًا، خاصةً إذا بلغت الأزمة مبلغ الصدام العسكري أو الثقافي العنيف، وأنه إذا كان الدين في الشرق مُشهَّرًا في الواجهة وحاضرًا في كافة تفاصيل الحياة، فإنه في الغرب أُحيل إلى ما وراء الجدار متخفيًا مقموعًا، خلف واجهات "ميك أب" الحداثة والتنوير والحريات وحقوق المرأة وما شابه... ولكنه يُستدعى مع كل مواجهة مع الآخر المخالف.

كما يستعرض الكتاب ردود أفعال عدد من العواصم الغربية، على تنامي انتشار الإسلام الرمزي (المساجد، الحجاب، النقاب، وغير وذلك)، موضحًا أن القضية في الغرب تتجاوز ما يُعتقد بأنه تمترس بالمسيحية كدين ضد الإسلام كدين أيضًا، وإنما القضية أكبر وأعمق وأبعد من هذا التفسير البسيط والساذج، إذا أنها تتعلق بالهوية الحضارية والمعمارية والثقافية للدولة، وأن أي عبث بهذه الهويات يعتبر تهديدًا لأمنها القومي، يمتد في تفاصيله ليصبح تهديدًا لوجودها ذاته ولتمايزها الثقافي والحضاري. فالأوروبيين لا تعنيهم المسيحية كدين، ولا المسيح "يسوع" كنبي أو كـ"إله" كما يعتقد المؤمنون بألوهيته، وإنما تعنيهم هوية بلدانهم المسيحية وحسب، ولن يقبلوا بأي ثقافة أو هوية أخرى تخصم من حضورها التاريخي. مستدعيًا - في هذا الشأن - العديد من تصريحات القيادات والرموز السياسية الرسمية الغربية، وكذلك ظاهرة اليمين المتطرف في أوروبا والمحافظين الجُدد في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تؤكد على أنها لن تسمح بأن يتمدد الإسلام الرمزي (مساجد، الحجاب، الذبح على الطريقة الإسلامية) حتى لا يخصم من هويتها المسيحية بما فيها الهوية المعمارية ممثلة في الكنائس.

ويخلُص المؤلف أن أوروبا لا تريد إخافتها بخطاب استعلائي - كما يفعل بعض الإسلاميين - يقدِّم الإسلام بوصفه خصماً لمسيحيتها، لاسيما وأنها اليوم تبحث عن الإسلام كشريك حضاري، وباتت مهيأة إلى قبوله إذا اقتنعت بأن فيه حلاً لمشاكلها على صعيد التجربة وليس التنظير المحض، وهو ما فعلته المصارف الإسلامية بشكل يفوق جهود المئات من الدعاة والفضائيات والمواقع الإلكترونية.

ويرى المؤلف أن الحالة الطائفية في مصر، لم تكن بعيدة، كأداة للمقاربة وولوج الحالة الغربية وتفسيرها وفهمها بعيدًا عن ديماجوجية الإسلام السياسي التي شوشرت لعقود على أية محاولة محايدة لفهم مكانة المسيحية في أوروبا ووظيفتها الثقافية وعلاقتها بالإسلام في طبعته الجديدة.

المزيد من المقالات...