عرض مجلة الفيصل العدد 123

لقد كان الرفاعي في هذا الكتاب باحثاً جاداً ، ومققاً متأنياً ، وحريصاً على إثبات حقائقه عبر تلك الروايات والأخبار التي تؤكد صحة حديث أم معبد المشهور ، والذي يلخص الهجرة هجرة الرسول وأبي بكر ومن رافقهما ، ومرورهم بأم معبد ، وحاجتهم للطعام والشراب .

ولم يجدوا عندها سوى " شاة خلفها الجهد عن الغنم " ، ويحلبها رسول الله ، فتدر حليباً كثيراً .. ثم يرتحلوا ، ويعجب أبو معبد حين عودته بما رأى ، ويطلب من زوجته أن تصف له حال ذاك الرجل المبارك ، ثم تصفه بقولها ـ وهو الذي حرك بالرفاعي الدوافع إلى الكتابة ـ :

" رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ، ولم ترز به صولة ، وسيم قسيم ، في عينيه وهج ، وفي أشفاره وطف ، وفي صوته صهيل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثافة ، أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأجمله من قريب .. حلو المنطق .. لا نزر ولا هزر ، كأن منطقه خرزات يتحدرن ، ربعة ، لا تشنأه من طول ، ولا تقتحمه العين من قصر ، غصن بين فصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به ، إن قال سمعوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا مفند " . ويعرفه أبو معبد ، وتسمع مكة صوت الهاتف يقول شعراً لا يدرون من صاحبه ، يروي قصة الرسول مع أم معبد ، ويشبب حسان بشعر يجاوب الهاتف .

ولقد قام الرفاعي بشرح ذلك الحديث وتخريجه بكل دقة ، معتمداً على كثير من كتب الحديث والمعاجم ، كما وقف عند متن الحديث الذي رواه (حزام بن هشام الخزاعي) الثقة ، ثم عند أم معبد وسيرتها ؛ وسيرة ابنها معبد وزوجها .. ونسبهم الكعبي الخزاعي ، ويختم كتابه بالحديث عن " قُديد " مكان أو موطن أم معبد وخيمتها .

ومع أن الأستاذ الرفاعي وقف " وقفة فنية " عند نص الحديث ، وأبدى إعجابه به من الوجهة البلاغية ، وبصفحة واحدة ، وهو من المتذوقين للأدب بكل فنونه واتجاهاته ، ويمتلك ثقافة أدبية فنية معاصرة .. إلا أنه لم يقم على تحليل النص تحليلاً أدبياً وفنياً ، واستخلاص الكثير من الخصائص الأدبية والفنية ، التي نلمحها في المواقف القصصية .

إن سياق الحديث ، وما تضمنه من حكاية وسرد وحوار وأحداث وشخصيات ، ومواقف اختلط فيها الرمز بالمعجزة والأسطورة بالواقع .. ودقة اللغة التي أوحت بدلائل وجدانية وفنية ، وبلورت صورة الرسول بلورة حية وكأننا نراه فعلاً ، لتبرز الكثير من المعالم القصصية ، ولكن الرفاعي لم يلتفت إلى الجانب القصصي للحديث ، ولم يحاول أن يستنبط جوانب وأبعاداً فنية معاصرة .. يستطيع من خلالها أن يقرب التراث ، ويضيئه ؛ ومن ثم ليؤكد الثروة القصصية في تراثنا العربي والإسلامي ..

إصدار جديد

صدر حديثا كتاب جديد للأطفال تحت عنوان "دقدوق لا تزعج أبوك"، للكاتبة فدا سمير أبو كف. هذا الكتاب هو عبارة عن قصة قصيرة للأطفال تعالج قضية تحدث يوميًا في كل بيت بين الأهل والأبناء، ألا وهي مسألة "الإزعاج"، وتعرضها الكاتبة من خلال الأحداث من وجهة نظر الأهل ووجهة نظر الأبناء، واختلاف الرأي بين الطرفين. واعتمدت الكاتبة على سرد أحداث واقعية قام بها بطل القصة "دقدوق" بطريقة عفوية بأسلوب السجع مشوق يجذب القارئين وخاصة من الجيل المبكر من الأطفال. كما وركزت الكاتبة على أهمية الحوار في حل المشكلات التي تظهر في البيت بين الأهل والأبناء، وهذا ما تفتقر إليه معظم الأسر العربية والمجتمعات الشرقية. تحتوي القصة على رسومات ملونة جذابة تفي بالغرض المطلوب وتعبّر عن الأحداث كما هي. وقد صدر الكتاب عن دار الرازي للنشر- كفر قاسم ربيع 2018. والكتاب من القطع المتوسط من الغلاف المقوى والورق المصقول مما يجعله يتلاءم مع جيل الطفولة ليصبح سهلا للاستخدام. تحتوي القصة على قيم تربوية وتعليمية كثيرة أهمها الحفاظ على الترابط الأسري، والتوجيه الصحيح للسلوك الحسن، وإعطاء الأطفال حقهم في اللعب، واعتماد الحوار لأنه هو الأساس في حل المشكلات بطريقة سليمة، وعدم التغاضي عن غضب الأطفال ومراعاة شعورهم. كما ويحتوي الكتاب على كلمات ومصطلحات تثري الطفل لغويا.

 clip_image002_9d329.jpg

clip_image002_aa8ca.jpg

تكمن كتابات الكاتبة انتصار عابد بكري وقصائدها النثرية في سبعة وستون قصيدة حيث تمكنت من تشكيل كيانه الانساني والادبي واستطاعت انتعتلي منصة الكتاب والادباء

في خطوة مباركة بعد أن نجحت في تقديم كتبها على منصة أدب الأطفال في السنوات السابقة:

كتاب اسمي لمن عام 2000 وزارة المعارف

كتاب أغاني ترقيص الأصابع عام 2005 مطبعة الأماني

كتاب جسمي أمانة 2009 جمعية سند

كتاب بسبوسة تعبر الشارع السلطة الوطنية للأمان على الطرق.

كما ترجمت كتاب السرطان ليس وحشا وهو كتاب إلكتروني في موقع جمعية مكافحة السرطانhttp://ar.cancer.org.il/template/default.aspx?PageId=9385

وننتظر روايتها "كل الأقلام تكتب الآن"

كتابة  راقية لكل الأجيال ...

clip_image002_e1500.jpg

clip_image004_34267.jpg

clip_image006_da6f9.jpg

د.ميسون حنّا

    في العاصمة الأردنيّة عمّان صدر حديثاً عملان إبداعيان للأديبة الأردنية د.ميسون حنّا؛إذ صدر لها مجموعة قصصيّة بعنوان "مطاردة النمال" ،ومسرحيّة بعنوان "الرّباط المقدّس"؛وكلاهما إصدارات من القطع الورقيّ الصّغير؛إذ تقع المسرحيّة في 107 صفحات،في حين تقع المجموعة القصصيّة في 110 صفحات.وذلك بعد إصدارها للأعمال الإبداعيّة التّالية: "شباك الحلوة" 1978،"كاهن المعبد"1989،"مقتل شهرزاد" 1990،"الشّحاد حاكماً" 1993،"مدينة الرّهان" 1998،"حكاية توت" 2020،فضلاً عن مسرحيّة "عازف النّاي" في عام 2001 التي حازت بها على جائزة أفضل نصّ مسرحيّ محليّ في مهرجان عمون المسرحيّ في الأردن.

   والمجموعة القصصيّة "مطاردة النمال" تتكوّن من 36 قصة قصيرة،تحمل على التّوالي العناوين التّالية :الشّجرة،هاجس،اغة العناكب،بابا نويل،افتتان،نشوة،الطاووس،كرة،الشجرة والنّعش،المخلوقات التّحتيّة،ثلج،الدّالية،مطاردة النمال،ثلاثية الحبال،فنجان قهوة،الصّبي والقطار،الصّغير والنّهر،العشّ،العبد،الوالي،النّجمة،الوجيه،بحر الرّمال،الطّاغية،مورفين،ظريف وشقيف،البئر،جرّة،البوق،غيوم،وردة،الصّدى واللّيل،الأفعى،فراغ،التّمني،حوارية الضرير.

   أمّا مسرحيّة"  الرّباط الأزليّ" فهي تقع في ثلاثة فصول،يحتوي الفصل الأوّل والثّاني منها على مشهد واحد لا غير،في حين أنّ الفصل الثالث منها يحتوي على ثلاثة مشاهد.

 ومجموعة "مطاردة النمال" هي تجربة قصصيّة جديدة وخاصّة للدكتورة ميسون حنّا؛إذ تقدّم فيها خلاصة نضوجها الفنّيّ والفكريّ وطريقتها الخاصّة في التّشكيل ومزج رؤيتها للواقع بما تملك من أدوات الرّؤية والسّبر والنّقاش،كما يتجلّى في مجموعتها هذه حسّها الفلسفيّ الخاصّ بما يزدحم حولها من تجليّات الحياة وتناقضاتها وفرضياتها وتجلياتها وصورها وانعكاساتها،مقدّمة ذلك من زاوية خاصّة للنّظر تنتقيها ببراعة كي تقدّم للقارئ مساحة رؤية نقيّة وصادقة تسمح له أن يرى الحقائق دون تزوير أو إكراهات في الرّؤية والتّلقّي،فهذا ما نراه في قصة "رقص"(1)؛إذ يغدو سلوك الفرح والحياة عدوى لذيذة تنتشر بين البشر،في حين تقف الأشجار مراقبة لهذا السّلوك العذب المٌشتهى "وبسرعة عجيبة تفشّى الوباء،وأخذ الحشد يتمايل ويتراقص،وموسيقى الرّيح تتصاعد وتتصاعد،ويتصاعد الرّقص.رقصت الّناس حدّ الإعياء.وأخيراً سقطوا على الأرض دون حراك،بقيت الشّجرة تتمايل وتنظر إليهم من علّ وتضحك" (2)

    والرّؤية الكونيّة الفلسفيّة عند د.ميسون حنّا تجعلها تقترف لعبة الإحياء والإنسنة للكائنات الحيّة بل وللجمادات أيضاً،فتصبح شريكاً  حقيقيّاً في خلق الحدث وصنعها؛ففي قصّة "الرّيح"(3) تقسّم المشاعر البشريّة بكلّ تناقضاتها على الرّيح والأشجار،وصولاً إلى التّجليّ في صورة الحكمة المنشودة التي تنفذ الشّجرة إليها إذ تقول:" أمّا الشّجرة ففي غمرة اندماجها بالرّيح أدركت أن أنينها يحمل بين طيّاته الأمل،وأصبحت تنتظر الرّيح كلّ يوم ليندمجا معاً" (3)

   وهذه النّزعة نحو أنسنة الكائنات والجمادات تغدة سمتاً ثابتاً في الثّلث الأوّل في هذه المجموعة القصصيّة؛ففي قصة "الهاجس" الإناء هو بطل صامت في إزاء بطولة الإنسان،وفي قصّة"لغة العناكب" الحبّ والحياة والمشاركة ومفارقات الحياة نعيشها في قصّة صغيرة من قصص زوج من العناكب/ذكر وأنثاه.وفي قصّة" افتتان" العصفور يقوم بتجربته الشّعوريّة والفكريّة الخاصّة في قصّة مغازلة مع زهرة تستهوي قلبه.في حين أنّ الزهرة المسحوقة في يدي امرأة عابثة هي بطلة قصّة " نشوة"،لكن في قصّة"الطاووس" يتعاظم دور هذا الطّائر ليخلق من جمال تضحيته بريشة من ريشاته الجميلة لأجل إسعاد طفلة صغيرة من البشر جمالاً أعظم،وهو جمال العطاء وإسعاد الآخرين،ولو على حساب الذّات؛فالإيثار هو البطل الحقيقي في هذه القصّة. في حين أنّ "الكرة" هي البطل في قصة" كرة".وهذه النّزعة إلى الأنسنة تغدو واضحة في قصص "الشّجرة والنّعش"،وقصص "المخلوقات التّحتية"،و"ثلج"،و"الدّالية"،ومطاردة النمال"، و"فنجان قهوة"،والصّبي والقطار"،والصّغير والنّهار"،والعشّ"،و"النّجمة"،و "بحر الرّمال"،و"البئر"،و"جرّة"،و"البوق"،و"وردة"،و"الصدى واللّيل"،و"الأفعى"،و "فراغ".

    وتطعّم د.ميسون حنّا مجموعتها القصصّية بشكل القصص المتوالدة؛إذ تلجأ إليها في قصص: "ثلاثيّة الحبال"،و " الوالي"،و"ظريف وشفيق"،و"غيوم"  ؛ إذ نجد عنواناً واحداً تتوالد منه قصصاً لها لحمة موضوعيّة واحدة،وجميعها تحيك الفكرة من أكثر من زاوية وصولاً إلى تجسّد الحالة والمشهد،وقفله بطريقة ذكيّة.وكأنّ د.ميسون في هذه المشهديّة القصصيّة الخاصّة تنقل فكرة المشهد المسرحيّ إلى نسيجها القصصيّ،وتوزّع حبكته بطريقة فنيّة خاصّة على مساحات القصّ المتوالد انتهاء إلى قلق خاص وحساسيّة تقودنا نحو ما تريد أن تقوله بكلّ وضوح وصراحة.

  واللافت للنّظر في هذه المجموعة أنّ د.ميسون تدير ظهرها للحدث الإنسانيّ ولبطولة أفراده في الأحداث كي تجعله أكثر حضوراً ،وإن كان ذلك في تجليّة من التّغيب والإخفاء والصّمت الفاضح لا المتجاهل؛فكلّ الأشياء والكائنات التي أضفت عليها رداء الأنسنة تكلّمت بصوت الإنسان،وعاشت تجاربه،وقاربت مشاعره وحيواته وإكراهاته،وفي النّهاية عاشت مخاضاته وتجاربه ومصائره،ولذلك كانت تهتف بالوجود الإنسانيّ وبتجربة الإنسان حتى وإن كانت تقف وهماً خارج هذه الدّائرة،في حين أنّ الإنسان لم يظهر في بطولة حدثيّة كاملة إلاّ في القليل جداً من قصص المجموعة مثل:" بابا نويل"،والعبد"،والوالي"،والوجيه"،والطاغية"،و"حواريّة الضّرير".

  نستطيع القول إنّ د.ميسون تقدّم لعبة سرديّة فكريّة ذات تجليات متعدّدة في هذه المجموعة؛فهي تعني الإنسان،وتعيش عوالمه جميعاً،ولكنّها – في الغالب- ترفضّ أن تجهر باهتمامها المباشر به،وتزيح هذا الاهتمام إلى مساحات وظلال أخرى تخترق فيها عوالم الأرض والسّماء والكائنات والتّصورات والحقائق والأوهام،لتقودنا بعد رحلة مضنية شديدة التّعقيد والتّداخل واللهاث إلى كائن كونيّ واحد يعنيها أمره وعذاباته،وهو: الإنسان.

   أمّا في مسرحيّة" الرّباط المقدّس" فنجد د.ميسون تنقل فلسفة القصّة وقلقها وحبكتها وصراعتها إلى عوالم الفعل الدّراميّ المتصاعد في جو من الحكاية الإنسانيّة المصيريّة حيث تدخل الثيمات الكبرى في الوجود لتكون أركان صراع؛فيحضر القدر مجسّداً في رجل،لتكون له حكايته الخاصة مع "الحياة" المجسّدة في امرأة،وويدخلان في جدليّة متّصلة من المماحكة في خط قلق من التقارب والتّنافر،إلى أن يقع "القدر" في حبّ "الحياة" التي يعشقها البشر،وتحاول "الحياة " أن تستغلّ هذا الحبّ لتظفر ببعض المكاسب للبشر،مثل تخفيف قسوة الأقدار على محبّيها من البشر الذين ذاقوا الهول من تقلبات القدر وبطشه.

  ويدخل البشر شركاء جبرين في هذه اللّعبة المفترضة بين "الحياة" وعاشقها المفتتن بها" القدر"،وتكون "الجزيرة المخلميّة" هي الجزيرة الفنتازية الخياليّة التي تخيرتها الكاتبة لتكون الفضاء المكانيّ والزّمانيّ لهذه اللّعبة الغريبة،وهنا يدخل شريك فنتازيّ ثالث في هذه اللّعبة،وهي "الإرادة" التي تقدّم دعمها للإنسان بطريقتها المشجّعة الموثّبة،لتكون الصّوت الحي والمحرّك في النّاس في "الجزيرة المخمليّة"،ويبدأ نضال البشر في المسرحية للظّفر بحقل السّعد الذي يرتوي ببئر السّعد،وفي خضمّ هذه الرّحلة تكون هناك مشهديّة البشر بما فيها من آفات الحسد والحقد والتغابن والظّلم،وتنتهي المسرحيّة بأن تحبّ الحياة الإرادة،وتدفع عاشقها "القدر" إلى أن يحبّ الإرادة مثلما تحبّها،وإن ظلّ حرمانه من حبّها وتعاطفها معه يعكّر صفو وجوده،ويقزّم فرحه،ويدفعه إلى أن يصرخ في وجهها في آخر المسرحيّة " لقد عشتُ من أجل هذا اليوم (حالماً) كي ألتقيكِ،وأنت عائدة عروس السّماء،وأركع أمامكِ فتمسحين على رأسي،ثم أنهض،وأضمّك إلى قلبي".(4)

  وبذلك تلخّص د.ميسون صراع الحياة والقدر والإرادة في دراما جدليّة تحيك الوجود من هذه الخيوط الثّلاث،وتجعل الإنسان رهينها جميعاً،ليعيش في متناقضاتها،ويبني وجوده من تجاورها وتناظرها وتقاطعها،ويظلّ "القدر" هو ذلك المتربّص بالإنسان وحياته،والمصارع له كما يصرخ في الجملة الأخيرة من المسرحيّة عندما يقول موجّهاً كلامه للحياة :" (بيأس) إنّي أكرهكِ،أكرهكِ(ينتحب). ويكون الصّمت هو جواب الحياة والإرادة أمام نزق "القدر" وطيشه "لحظة،ثم يكفّ عن النّحيب وينظر للحياة بلوم،ويأس،ووعيد) (الحياة والإرداة تتبادلان النّظر).

    د.ميسون حنّا يروق لها في هذين العملين الإبداعيين الجديدين أن تخلق تجاوراً وتداخلان بين فني القصّة القصيرة والمسرحيّة،وان تنقل من أحدهما إلى الآخر قلق الحياة،وعدوى التّشكيل وفلسفة الرؤية،وألم التّجربة،إنّها باختصار تقول لنا: إنّها الحياة،وهذا ما أعرفه عنها،فماذا تعرفون أنتم عنها؟

الإحالات:

1-د.ميسون حنّا:مطاردة النمال،مجموعة قصصيّة،ط1،عمان،الأردن،2017،ص7.

2- نفسه:ص2.

3- نفسه:ص9.

4- د.ميسون حنّا:الرّباط الأزليّ،مسرحية،ط1،عمان،الأردن،2017،ص104.

5- نفسه:ص105.

البرفيسور الجزائري شريف بموسى عبد القادر يصدر الجزء الثاني من سلسلته البيبليوغرافية: الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942 - 2015)

clip_image002_c8086.jpg

clip_image004_5234d.jpg

أصدر البرفيسور الجزائري شريف بموسى عبد القادر أستاذ الرواية المغربية والسّرديات من قسم اللغة العربيّة في جامعة تلمسان الجزائريّة  الجزء الثاني من كتابه البيبليوغرافي " الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942 – 2015)" ،وذلك ضمن مشروع دار إي- كتب للنشر في لندن لإصدار أجزاء سلسلة بيبليوغرافيا الرواية المغاربية إلى غاية 2015 في طبعتيها الورقية والإلكترونية.

ويتصدّر  هذا الجزء الثاني لإعطاء صورة أكثر واقعية وموضوعية عن التراكم الروائي المتزايد الّذي عرفه المغرب منذ بداية القرن العشرين وإلى غاية سنة 2015، ومدى تطوّر هذا الكم ابتداء من العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول والثاني من الألفية الثالثة.

وينطلق هذا الكتاب من الهدف الضمني الذي ابتغاه له مؤلفه – بأجزائه الأخرى - هو خلق لُحمة بين الروائيين المغاربيين في القطر الواحد أو في الأقطار المغاربية الخمسة؛ وذلك بجعل هذا الكتاب وسيلتهم للاطلاع على ما قدّمه مواطنوهم الآخرون في القطر الواحد أو في الأقطار المغاربية الأخرى. فلا يصبح الروائي بمعزل عن إخوانه الروائيين الآخرين، وإنما يسمح له هذا الكتاب بالاطلاع على ما جادت به قريحة زملائه الآخرين.

 وقد جاء ترتيب المتون الروائية في هذا الفهرس البيبليوغرافي ترتيباً تاريخياً، ابتداءً من أول سنة للنشر مصحوبة بعنوان الرواية، ثمّ مؤلّفها ثم دار النشر ومكان النشر وعدد صفحاتها.

بينما تضمّن القسم الثاني من الكتاب ثبتاً بأسماء الروائيين والروائيات المغاربة مرتّبين ترتيباً هجائياً مع ذكر جميع رواياتهم مرتبة بحسب سنة الصدور الأولى إلى غاية 2015، تسهيلا للدارسين والباحثين وطلبة الجامعات، للعودة إلى روائي معيّن حيث سيجدون جميع رواياته مرتّبة بتاريخ الصدور الأول دون مشقة.

يضمّ الكتاب خلاصات واستنتاجات غاية في الأهمية من حيث عدد الروايات المغربية إلى غاية سنة 2015، إضافة إلى استنتاجات بخصوص عدد الروائيين والروائيات المغاربة وأكثرهم انتاجاً، وعدد الروائيين ذوي الرواية الواحدة فقط، واستنتاجات أخرى على جانب كبير من الأهمية منها :

-  يعتبر المغرب أكثر البلدان المغاربية إنتاجاً للسرد الروائي بمجموع إحدى وثمانين وتسعمائة (981) رواية بدءا من سنة 1942 إلى غاية سنة 2015.

-  أربعمائة وسبعين (470) روائياً وروائية مغربيين إلى غاية سنة 2015.

-  مائتان وأربعة وثمانون (284) روائيا وروائية ذوي الرواية الواحدة فقط؛ أي بنسبة 60.42 % من مجموع الروائيين المغاربة؛ بمعنى أنّ أكثر من نصف عدد الروائيين هم روائيون أصحاب رواية واحدة فقط إلى غاية سنة 2015.

-  بالإضافة إلى استنتاجات أخرى على جانب كبير من الأهمية بخصوص عدد الروائيات المغربيات وعدد الروائيين المغاربة الذكور. كما أنّ هناك ترتيبا لأكثر الروائيين المغاربة إنتاجا إلى غاية سنة 2015 وعلى رأسهم الروائي المغربي محمد عزّ الدين التازي بأربعة وعشرين (24) رواية (من 1978 إلى 2015).

وهذا الكتاب بعد نشره مع الأجزاء الأخرى التي تكوّن الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغاربية، سيصبح مرجعا أكاديميا هاما وأساسيا لجميع الباحثين والطلبة وأساتذة الجامعات، ليس في البلدان المغاربية وحسب وإنما في جميع البلدان العربية وغيرها من بلدان العالم، خصوصا لمن يريد البحث في الرواية المغاربية عامة والرواية المغربية على وجه الخصوص.

ولا ينسى مؤلف الكتاب في هذا المقام أن يوجه شكره الجزيل وتقديره العميق لجميع الروائيين والروائيات المغاربيين – وهم أكثر من 300 روائي وروائية - الذين اتّصل بهم سواء عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر مواقعهم الخاصة أو عن طريق مواقع التواصل، والذين استجابوا لتساؤلاته وسارعوا مشكورين بتزويده بالبيانات الدقيقة الخاصة برواياتهم المنشورة من حيث العنوان ودار النشر والسنة وعدد الصفحات، وذلك بالرغم من مسؤوليات بعضهم والتزاماتهم المهنية. وهذا يدل على مدى ما يتمتّعون به من حسّ حضاري راقي وتواضع معرفي يحسبان لهم. امتنانه لهم غير محدود.

ويُذكر إنّ البرفيسور عبد القادر شريف بموسى،له المؤلفات العلمية المتخصصة التالية: السنوات الدامية في حرب التحرير الجزائرية : مذكرات شاب مجاهد في جيش التحرير الوطني بتلمسان ونواحيها (1956- 1958) -  بالي بلحسن – ترجمة وتقديم : أ.د. شريف بموسى عبد القادر،و مختارات من القصة الإسبانو-لاتينية القصيرة جدا – جمع واختيار وتقديم : أ.د. شريف بموسى عبد القادر ،و الفهرس البيبليوغرافي للرواية الجزائرية (1947-2015) ،و الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942-2015) .

     كما أنّه قد حاضر في جامعات وطنية وأجنبية،مثل جامعتي مدريد (إسبانيا) وإسطنبول (تركيا)،إلى جانب أنّه قد شارك في عدة ملتقيات دولية بسوريا والمغرب ودبي وإسبانيا. وله دراسات في الرواية العربية والمغاربية وكذلك التحليل النفسي للحكايات الشعبية وأدب الرحلة منشورة في عدد من المجلات العربية من بينها: مجلة نزوى(سلطنة عمان) ومجلة الفيصل (السعودية) ومجلة عمان الثقافية (الأردن) ومجلة طنجة الأدبية (المغرب) ومجلة الرافد (الشارقة/الإمارات) ومجلة فيلادلفيا (جامعة فيلادلفيا بعمان/الأردن) ومجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية (طرابلس/ لبنان) ومجلة فكر الثقافية (الرياض/السعودية) ومجلات جامعية جزائرية ومغربية.

هو خبير بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية لتقييم مشاريع البحث العلمي، وعضو هيئة التحرير لمجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية (طرابلس/لبنان) المحكمة، ومجلات دولية محكمة أخرى،فضلاً عن أنّه أستاذ السّرديات والراوية المغاربية .

المزيد من المقالات...