clip_image002_e1500.jpg

clip_image004_34267.jpg

clip_image006_da6f9.jpg

د.ميسون حنّا

    في العاصمة الأردنيّة عمّان صدر حديثاً عملان إبداعيان للأديبة الأردنية د.ميسون حنّا؛إذ صدر لها مجموعة قصصيّة بعنوان "مطاردة النمال" ،ومسرحيّة بعنوان "الرّباط المقدّس"؛وكلاهما إصدارات من القطع الورقيّ الصّغير؛إذ تقع المسرحيّة في 107 صفحات،في حين تقع المجموعة القصصيّة في 110 صفحات.وذلك بعد إصدارها للأعمال الإبداعيّة التّالية: "شباك الحلوة" 1978،"كاهن المعبد"1989،"مقتل شهرزاد" 1990،"الشّحاد حاكماً" 1993،"مدينة الرّهان" 1998،"حكاية توت" 2020،فضلاً عن مسرحيّة "عازف النّاي" في عام 2001 التي حازت بها على جائزة أفضل نصّ مسرحيّ محليّ في مهرجان عمون المسرحيّ في الأردن.

   والمجموعة القصصيّة "مطاردة النمال" تتكوّن من 36 قصة قصيرة،تحمل على التّوالي العناوين التّالية :الشّجرة،هاجس،اغة العناكب،بابا نويل،افتتان،نشوة،الطاووس،كرة،الشجرة والنّعش،المخلوقات التّحتيّة،ثلج،الدّالية،مطاردة النمال،ثلاثية الحبال،فنجان قهوة،الصّبي والقطار،الصّغير والنّهر،العشّ،العبد،الوالي،النّجمة،الوجيه،بحر الرّمال،الطّاغية،مورفين،ظريف وشقيف،البئر،جرّة،البوق،غيوم،وردة،الصّدى واللّيل،الأفعى،فراغ،التّمني،حوارية الضرير.

   أمّا مسرحيّة"  الرّباط الأزليّ" فهي تقع في ثلاثة فصول،يحتوي الفصل الأوّل والثّاني منها على مشهد واحد لا غير،في حين أنّ الفصل الثالث منها يحتوي على ثلاثة مشاهد.

 ومجموعة "مطاردة النمال" هي تجربة قصصيّة جديدة وخاصّة للدكتورة ميسون حنّا؛إذ تقدّم فيها خلاصة نضوجها الفنّيّ والفكريّ وطريقتها الخاصّة في التّشكيل ومزج رؤيتها للواقع بما تملك من أدوات الرّؤية والسّبر والنّقاش،كما يتجلّى في مجموعتها هذه حسّها الفلسفيّ الخاصّ بما يزدحم حولها من تجليّات الحياة وتناقضاتها وفرضياتها وتجلياتها وصورها وانعكاساتها،مقدّمة ذلك من زاوية خاصّة للنّظر تنتقيها ببراعة كي تقدّم للقارئ مساحة رؤية نقيّة وصادقة تسمح له أن يرى الحقائق دون تزوير أو إكراهات في الرّؤية والتّلقّي،فهذا ما نراه في قصة "رقص"(1)؛إذ يغدو سلوك الفرح والحياة عدوى لذيذة تنتشر بين البشر،في حين تقف الأشجار مراقبة لهذا السّلوك العذب المٌشتهى "وبسرعة عجيبة تفشّى الوباء،وأخذ الحشد يتمايل ويتراقص،وموسيقى الرّيح تتصاعد وتتصاعد،ويتصاعد الرّقص.رقصت الّناس حدّ الإعياء.وأخيراً سقطوا على الأرض دون حراك،بقيت الشّجرة تتمايل وتنظر إليهم من علّ وتضحك" (2)

    والرّؤية الكونيّة الفلسفيّة عند د.ميسون حنّا تجعلها تقترف لعبة الإحياء والإنسنة للكائنات الحيّة بل وللجمادات أيضاً،فتصبح شريكاً  حقيقيّاً في خلق الحدث وصنعها؛ففي قصّة "الرّيح"(3) تقسّم المشاعر البشريّة بكلّ تناقضاتها على الرّيح والأشجار،وصولاً إلى التّجليّ في صورة الحكمة المنشودة التي تنفذ الشّجرة إليها إذ تقول:" أمّا الشّجرة ففي غمرة اندماجها بالرّيح أدركت أن أنينها يحمل بين طيّاته الأمل،وأصبحت تنتظر الرّيح كلّ يوم ليندمجا معاً" (3)

   وهذه النّزعة نحو أنسنة الكائنات والجمادات تغدة سمتاً ثابتاً في الثّلث الأوّل في هذه المجموعة القصصيّة؛ففي قصة "الهاجس" الإناء هو بطل صامت في إزاء بطولة الإنسان،وفي قصّة"لغة العناكب" الحبّ والحياة والمشاركة ومفارقات الحياة نعيشها في قصّة صغيرة من قصص زوج من العناكب/ذكر وأنثاه.وفي قصّة" افتتان" العصفور يقوم بتجربته الشّعوريّة والفكريّة الخاصّة في قصّة مغازلة مع زهرة تستهوي قلبه.في حين أنّ الزهرة المسحوقة في يدي امرأة عابثة هي بطلة قصّة " نشوة"،لكن في قصّة"الطاووس" يتعاظم دور هذا الطّائر ليخلق من جمال تضحيته بريشة من ريشاته الجميلة لأجل إسعاد طفلة صغيرة من البشر جمالاً أعظم،وهو جمال العطاء وإسعاد الآخرين،ولو على حساب الذّات؛فالإيثار هو البطل الحقيقي في هذه القصّة. في حين أنّ "الكرة" هي البطل في قصة" كرة".وهذه النّزعة إلى الأنسنة تغدو واضحة في قصص "الشّجرة والنّعش"،وقصص "المخلوقات التّحتية"،و"ثلج"،و"الدّالية"،ومطاردة النمال"، و"فنجان قهوة"،والصّبي والقطار"،والصّغير والنّهار"،والعشّ"،و"النّجمة"،و "بحر الرّمال"،و"البئر"،و"جرّة"،و"البوق"،و"وردة"،و"الصدى واللّيل"،و"الأفعى"،و "فراغ".

    وتطعّم د.ميسون حنّا مجموعتها القصصّية بشكل القصص المتوالدة؛إذ تلجأ إليها في قصص: "ثلاثيّة الحبال"،و " الوالي"،و"ظريف وشفيق"،و"غيوم"  ؛ إذ نجد عنواناً واحداً تتوالد منه قصصاً لها لحمة موضوعيّة واحدة،وجميعها تحيك الفكرة من أكثر من زاوية وصولاً إلى تجسّد الحالة والمشهد،وقفله بطريقة ذكيّة.وكأنّ د.ميسون في هذه المشهديّة القصصيّة الخاصّة تنقل فكرة المشهد المسرحيّ إلى نسيجها القصصيّ،وتوزّع حبكته بطريقة فنيّة خاصّة على مساحات القصّ المتوالد انتهاء إلى قلق خاص وحساسيّة تقودنا نحو ما تريد أن تقوله بكلّ وضوح وصراحة.

  واللافت للنّظر في هذه المجموعة أنّ د.ميسون تدير ظهرها للحدث الإنسانيّ ولبطولة أفراده في الأحداث كي تجعله أكثر حضوراً ،وإن كان ذلك في تجليّة من التّغيب والإخفاء والصّمت الفاضح لا المتجاهل؛فكلّ الأشياء والكائنات التي أضفت عليها رداء الأنسنة تكلّمت بصوت الإنسان،وعاشت تجاربه،وقاربت مشاعره وحيواته وإكراهاته،وفي النّهاية عاشت مخاضاته وتجاربه ومصائره،ولذلك كانت تهتف بالوجود الإنسانيّ وبتجربة الإنسان حتى وإن كانت تقف وهماً خارج هذه الدّائرة،في حين أنّ الإنسان لم يظهر في بطولة حدثيّة كاملة إلاّ في القليل جداً من قصص المجموعة مثل:" بابا نويل"،والعبد"،والوالي"،والوجيه"،والطاغية"،و"حواريّة الضّرير".

  نستطيع القول إنّ د.ميسون تقدّم لعبة سرديّة فكريّة ذات تجليات متعدّدة في هذه المجموعة؛فهي تعني الإنسان،وتعيش عوالمه جميعاً،ولكنّها – في الغالب- ترفضّ أن تجهر باهتمامها المباشر به،وتزيح هذا الاهتمام إلى مساحات وظلال أخرى تخترق فيها عوالم الأرض والسّماء والكائنات والتّصورات والحقائق والأوهام،لتقودنا بعد رحلة مضنية شديدة التّعقيد والتّداخل واللهاث إلى كائن كونيّ واحد يعنيها أمره وعذاباته،وهو: الإنسان.

   أمّا في مسرحيّة" الرّباط المقدّس" فنجد د.ميسون تنقل فلسفة القصّة وقلقها وحبكتها وصراعتها إلى عوالم الفعل الدّراميّ المتصاعد في جو من الحكاية الإنسانيّة المصيريّة حيث تدخل الثيمات الكبرى في الوجود لتكون أركان صراع؛فيحضر القدر مجسّداً في رجل،لتكون له حكايته الخاصة مع "الحياة" المجسّدة في امرأة،وويدخلان في جدليّة متّصلة من المماحكة في خط قلق من التقارب والتّنافر،إلى أن يقع "القدر" في حبّ "الحياة" التي يعشقها البشر،وتحاول "الحياة " أن تستغلّ هذا الحبّ لتظفر ببعض المكاسب للبشر،مثل تخفيف قسوة الأقدار على محبّيها من البشر الذين ذاقوا الهول من تقلبات القدر وبطشه.

  ويدخل البشر شركاء جبرين في هذه اللّعبة المفترضة بين "الحياة" وعاشقها المفتتن بها" القدر"،وتكون "الجزيرة المخلميّة" هي الجزيرة الفنتازية الخياليّة التي تخيرتها الكاتبة لتكون الفضاء المكانيّ والزّمانيّ لهذه اللّعبة الغريبة،وهنا يدخل شريك فنتازيّ ثالث في هذه اللّعبة،وهي "الإرادة" التي تقدّم دعمها للإنسان بطريقتها المشجّعة الموثّبة،لتكون الصّوت الحي والمحرّك في النّاس في "الجزيرة المخمليّة"،ويبدأ نضال البشر في المسرحية للظّفر بحقل السّعد الذي يرتوي ببئر السّعد،وفي خضمّ هذه الرّحلة تكون هناك مشهديّة البشر بما فيها من آفات الحسد والحقد والتغابن والظّلم،وتنتهي المسرحيّة بأن تحبّ الحياة الإرادة،وتدفع عاشقها "القدر" إلى أن يحبّ الإرادة مثلما تحبّها،وإن ظلّ حرمانه من حبّها وتعاطفها معه يعكّر صفو وجوده،ويقزّم فرحه،ويدفعه إلى أن يصرخ في وجهها في آخر المسرحيّة " لقد عشتُ من أجل هذا اليوم (حالماً) كي ألتقيكِ،وأنت عائدة عروس السّماء،وأركع أمامكِ فتمسحين على رأسي،ثم أنهض،وأضمّك إلى قلبي".(4)

  وبذلك تلخّص د.ميسون صراع الحياة والقدر والإرادة في دراما جدليّة تحيك الوجود من هذه الخيوط الثّلاث،وتجعل الإنسان رهينها جميعاً،ليعيش في متناقضاتها،ويبني وجوده من تجاورها وتناظرها وتقاطعها،ويظلّ "القدر" هو ذلك المتربّص بالإنسان وحياته،والمصارع له كما يصرخ في الجملة الأخيرة من المسرحيّة عندما يقول موجّهاً كلامه للحياة :" (بيأس) إنّي أكرهكِ،أكرهكِ(ينتحب). ويكون الصّمت هو جواب الحياة والإرادة أمام نزق "القدر" وطيشه "لحظة،ثم يكفّ عن النّحيب وينظر للحياة بلوم،ويأس،ووعيد) (الحياة والإرداة تتبادلان النّظر).

    د.ميسون حنّا يروق لها في هذين العملين الإبداعيين الجديدين أن تخلق تجاوراً وتداخلان بين فني القصّة القصيرة والمسرحيّة،وان تنقل من أحدهما إلى الآخر قلق الحياة،وعدوى التّشكيل وفلسفة الرؤية،وألم التّجربة،إنّها باختصار تقول لنا: إنّها الحياة،وهذا ما أعرفه عنها،فماذا تعرفون أنتم عنها؟

الإحالات:

1-د.ميسون حنّا:مطاردة النمال،مجموعة قصصيّة،ط1،عمان،الأردن،2017،ص7.

2- نفسه:ص2.

3- نفسه:ص9.

4- د.ميسون حنّا:الرّباط الأزليّ،مسرحية،ط1،عمان،الأردن،2017،ص104.

5- نفسه:ص105.

البرفيسور الجزائري شريف بموسى عبد القادر يصدر الجزء الثاني من سلسلته البيبليوغرافية: الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942 - 2015)

clip_image002_c8086.jpg

clip_image004_5234d.jpg

أصدر البرفيسور الجزائري شريف بموسى عبد القادر أستاذ الرواية المغربية والسّرديات من قسم اللغة العربيّة في جامعة تلمسان الجزائريّة  الجزء الثاني من كتابه البيبليوغرافي " الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942 – 2015)" ،وذلك ضمن مشروع دار إي- كتب للنشر في لندن لإصدار أجزاء سلسلة بيبليوغرافيا الرواية المغاربية إلى غاية 2015 في طبعتيها الورقية والإلكترونية.

ويتصدّر  هذا الجزء الثاني لإعطاء صورة أكثر واقعية وموضوعية عن التراكم الروائي المتزايد الّذي عرفه المغرب منذ بداية القرن العشرين وإلى غاية سنة 2015، ومدى تطوّر هذا الكم ابتداء من العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول والثاني من الألفية الثالثة.

وينطلق هذا الكتاب من الهدف الضمني الذي ابتغاه له مؤلفه – بأجزائه الأخرى - هو خلق لُحمة بين الروائيين المغاربيين في القطر الواحد أو في الأقطار المغاربية الخمسة؛ وذلك بجعل هذا الكتاب وسيلتهم للاطلاع على ما قدّمه مواطنوهم الآخرون في القطر الواحد أو في الأقطار المغاربية الأخرى. فلا يصبح الروائي بمعزل عن إخوانه الروائيين الآخرين، وإنما يسمح له هذا الكتاب بالاطلاع على ما جادت به قريحة زملائه الآخرين.

 وقد جاء ترتيب المتون الروائية في هذا الفهرس البيبليوغرافي ترتيباً تاريخياً، ابتداءً من أول سنة للنشر مصحوبة بعنوان الرواية، ثمّ مؤلّفها ثم دار النشر ومكان النشر وعدد صفحاتها.

بينما تضمّن القسم الثاني من الكتاب ثبتاً بأسماء الروائيين والروائيات المغاربة مرتّبين ترتيباً هجائياً مع ذكر جميع رواياتهم مرتبة بحسب سنة الصدور الأولى إلى غاية 2015، تسهيلا للدارسين والباحثين وطلبة الجامعات، للعودة إلى روائي معيّن حيث سيجدون جميع رواياته مرتّبة بتاريخ الصدور الأول دون مشقة.

يضمّ الكتاب خلاصات واستنتاجات غاية في الأهمية من حيث عدد الروايات المغربية إلى غاية سنة 2015، إضافة إلى استنتاجات بخصوص عدد الروائيين والروائيات المغاربة وأكثرهم انتاجاً، وعدد الروائيين ذوي الرواية الواحدة فقط، واستنتاجات أخرى على جانب كبير من الأهمية منها :

-  يعتبر المغرب أكثر البلدان المغاربية إنتاجاً للسرد الروائي بمجموع إحدى وثمانين وتسعمائة (981) رواية بدءا من سنة 1942 إلى غاية سنة 2015.

-  أربعمائة وسبعين (470) روائياً وروائية مغربيين إلى غاية سنة 2015.

-  مائتان وأربعة وثمانون (284) روائيا وروائية ذوي الرواية الواحدة فقط؛ أي بنسبة 60.42 % من مجموع الروائيين المغاربة؛ بمعنى أنّ أكثر من نصف عدد الروائيين هم روائيون أصحاب رواية واحدة فقط إلى غاية سنة 2015.

-  بالإضافة إلى استنتاجات أخرى على جانب كبير من الأهمية بخصوص عدد الروائيات المغربيات وعدد الروائيين المغاربة الذكور. كما أنّ هناك ترتيبا لأكثر الروائيين المغاربة إنتاجا إلى غاية سنة 2015 وعلى رأسهم الروائي المغربي محمد عزّ الدين التازي بأربعة وعشرين (24) رواية (من 1978 إلى 2015).

وهذا الكتاب بعد نشره مع الأجزاء الأخرى التي تكوّن الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغاربية، سيصبح مرجعا أكاديميا هاما وأساسيا لجميع الباحثين والطلبة وأساتذة الجامعات، ليس في البلدان المغاربية وحسب وإنما في جميع البلدان العربية وغيرها من بلدان العالم، خصوصا لمن يريد البحث في الرواية المغاربية عامة والرواية المغربية على وجه الخصوص.

ولا ينسى مؤلف الكتاب في هذا المقام أن يوجه شكره الجزيل وتقديره العميق لجميع الروائيين والروائيات المغاربيين – وهم أكثر من 300 روائي وروائية - الذين اتّصل بهم سواء عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر مواقعهم الخاصة أو عن طريق مواقع التواصل، والذين استجابوا لتساؤلاته وسارعوا مشكورين بتزويده بالبيانات الدقيقة الخاصة برواياتهم المنشورة من حيث العنوان ودار النشر والسنة وعدد الصفحات، وذلك بالرغم من مسؤوليات بعضهم والتزاماتهم المهنية. وهذا يدل على مدى ما يتمتّعون به من حسّ حضاري راقي وتواضع معرفي يحسبان لهم. امتنانه لهم غير محدود.

ويُذكر إنّ البرفيسور عبد القادر شريف بموسى،له المؤلفات العلمية المتخصصة التالية: السنوات الدامية في حرب التحرير الجزائرية : مذكرات شاب مجاهد في جيش التحرير الوطني بتلمسان ونواحيها (1956- 1958) -  بالي بلحسن – ترجمة وتقديم : أ.د. شريف بموسى عبد القادر،و مختارات من القصة الإسبانو-لاتينية القصيرة جدا – جمع واختيار وتقديم : أ.د. شريف بموسى عبد القادر ،و الفهرس البيبليوغرافي للرواية الجزائرية (1947-2015) ،و الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942-2015) .

     كما أنّه قد حاضر في جامعات وطنية وأجنبية،مثل جامعتي مدريد (إسبانيا) وإسطنبول (تركيا)،إلى جانب أنّه قد شارك في عدة ملتقيات دولية بسوريا والمغرب ودبي وإسبانيا. وله دراسات في الرواية العربية والمغاربية وكذلك التحليل النفسي للحكايات الشعبية وأدب الرحلة منشورة في عدد من المجلات العربية من بينها: مجلة نزوى(سلطنة عمان) ومجلة الفيصل (السعودية) ومجلة عمان الثقافية (الأردن) ومجلة طنجة الأدبية (المغرب) ومجلة الرافد (الشارقة/الإمارات) ومجلة فيلادلفيا (جامعة فيلادلفيا بعمان/الأردن) ومجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية (طرابلس/ لبنان) ومجلة فكر الثقافية (الرياض/السعودية) ومجلات جامعية جزائرية ومغربية.

هو خبير بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية لتقييم مشاريع البحث العلمي، وعضو هيئة التحرير لمجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية (طرابلس/لبنان) المحكمة، ومجلات دولية محكمة أخرى،فضلاً عن أنّه أستاذ السّرديات والراوية المغاربية .

clip_image002_881ec.jpg

أنا الآن في صفحة 245 من كتاب: " تحفة الزّائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر" لمحمد بن الأمير عبد القادر، الجزء الأول، دار الوعي، رويبة، الجزائر، عني به الأستاذ داوود بخاري والأستاذ رابح قادري، الطبعة الثانية، 1436 هـ - 2015، من 613 صفحة، فكانت هذه القراءة:

امتاز الأمير عبد القادر رحمة الله عليه ومنذ الاستدمار الفرنسي للجزائر سنة 1830 بجملة من الصّفات النبيلة، وهي:

1.    شرع في رفع راية الجهاد ومحاربة الاستدمار الفرنسي وهو شاب ضمن الجيش الذي قاده الأب، أي كان جنديا يحارب الاستدمار ومنذ اليوم الأوّل من الاحتلال وهذا قبل أن تعرض عليه الإمارة.

2.    كان همّ الأمير عبد القادر محاربة الاستدمار الفرنسي وليس الإمارة التي لم يطلبها يومها ولم يسعى إليها طيلة حياته.

3.    من الأخطاء التي علّمونا إياها في الصغر أنّ أب الأمير عبد القادر حين عرضت عليه الإمارة رفض لضعفه وكبر سنّه ثمّ منحها لابنه الأمير عبد القادر، وهذا خطأ فادح لا يتناسب مع الفقه والعلم والجهاد الذي ميّز الأسرة يومها، والصواب كما جاء في الكتاب أنّ أعيان وفقهاء وعلماء وكبار معسكر هم الذين ظلّوا يتوسّلون إلى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامين كاملين لعلّه يقبل بالإمارة كما جاء في صفحة 184-185 من الكتاب، وهم الذين طلبوا من الأب أن يسمح للابن الأمير عبد القادر بقبول الإمارة فأذن له في ذلك.

4.    راسل المجرم المحتل دي ميشيل مرتين الأمير عبد القادر ولم يرد عليه إلاّ في المرّة الثالثة حين طلب منه أن يقيم معاهدة صلح معه، فردّ عليه الأمير عبد القادر كما جاء في صفحة 209: "ديننا يمنعنا عن طلب الصلح ابتداء"، ما يعني أنّ الأمير عبد القادر لم يكن السّاع إلى إقامة معاهدة مع المحتل الفرنسي بل السّباق لمحاربة الاستدمار الفرنسي.

5.    لا يمكن بحال مقارنة الأمير عبد القادر الذي حارب الفرنسيين منذ الدقيقة الأولى ورفض في البداية أن يبرم معه معهادات وهم الذين سعوا إليها ببايات الجزائر وداي الجزائر الذين باعوا الجزائر في أوّل لحظة وطلبوا الأمان لأنفسهم وعائلاتهم وأموالهم وفروا من الجزائر تاركين أبناء الجزائر وخزينة الجزائر تحت خيل وبارود المحتل يعبث بالأرواح والأملاك كما يشاء.

6.    وجاء في صفحة 201، أنّ الخائن ابن نونة قاتل الأمير عبد القادر حين حاصره الأمير فرّ إلى ضريح سيّدنا الغوث أبي مدين رضي الله عنه وأرضاه، وحين توجّه الأمير عبد القادر إلى زيارة الغوث وجد ابن نونة متعلّقا بأستار الضريح لائذا، فأمّنه وعفا عنه وأقرّه على قيادة طائفته وظلّ الأمير في تلمسان إلى أن جمع كلمة أهلها ثم رجع إلى معسكر. هذه القصّة تعبّر عن حقيقة الأمير عبد القادر الذي يحترم سادتنا أولياء الله الصالحين ويعطي الأمان وهو القوي حينها لكلّ من يتشبّث بهم ولو كان خائنا كابن نونة الخائن، وفي نفس الوقت وجب التركيز على أنّ الأمير عبد القادر الصوفي حارب المحتل الفرنسي منذ اللّحظة الأولى ولم يكن البادئ في طلب المعاهدة بل المحتل هو الذي سعى إليه وعبر عدّة مرات ورسائل ليبرم معه المعاهدة.

7.  جاء في عنوان: "القوانين" 235-243 المتضمنة "القوانين" التي وضعها الأمير عبد القادر لتنظيم الجند، منها ماجاء في البند الرابع: وظيفة الباش كاتب: كتابة أمور الجيش، كارواتب والأكسية، والديون التي تترتب في ذمة أفراد العسكر، وقراءة القانون وقت الحاجة، ومن وظيفته أيضا:أنّه يجمع ما تحته من الكتاب، ويعلّمهم فرائض الغسل والوضوء والتيمم والصلاة والصوم وعقائد التوحيد، كما أنّ كلّ من هؤلاء الكتاب يعلّم المائة التي هو كاتب عليها جميع العبادات والعقائد ويؤذن للصلاة، ويصلي إماما، كما أنّ الباش كاتب يجب عليه أن يعلم الآغة وظائف الدين ويؤمه في الصلاة، وقد أوجب مولانا أن يحترموا هؤلاء الكتاب ورئيسهم، ومن أهان أحدهم فإنّه يعاقب العقوبة الشّديدة. أقول: هذا هو الأمير عبد القادر، ينظّم الجيش وينظّم له من يعلّمه الصلاة والوضوء والتوحيد، ويحترم أسيادنا أولياء الله الصالحين رضوان الله عليهم جميعا.

 clip_image001_e4e94.jpg 

بعد مسيرة خمسة أيام

بين المسالك الوعرة

منتعلا خفين من جلد الماعز الخشن

وصلت الى نقطة "الحريك"  *

 

قبل الرحيل الى المجهول

والهروب صوب البحر

وضعت حفنة من حبات الرمل

 في جيبي

انتقيتها من شط بلادي المفضل

ثم تركت نعالي المهترئة

عند باب البحر

 

الليلة سيكون العبور

كان القارب مجهزا للابحار

الليلة هادئة

السمك في اجازة

والطحالب ناعسة

لا هدير ولا شخير

النجوم شاهدة على ذلك

والبحر ينتظرنا لمبارزته

المعركة بين الأمواج

لم تبدأ بعد

ربان القارب

في مقهى الميناء

يعد حصيلة تكلفة الابحار

الى الضفة الاخرى

 

الابحار سيكون

على الساعة الواحدة صباحا

انسللنا نحو القارب

 الموشوم باللون الأزرق

 

كان قائد القارب

ينتظر قدومنا

مختبئا وراء الصخور

وهدير البحرينكسر

على ساحل طنجة الناعسة

 

من بحر الى بحر

ننتظر الموت على قارب خشبي

فوق أمواج متعبة

وبحر لعوب

 

الى أن جاء يوم العبور

فوقفنا أمام البحر

نتوسل الى حورياته   

يا ليت لو حفروا لنا نفقا تحت البحر

يا بحر لا توصد أبوابك النائية

 

وقبل ان يستيقظ البحر من نعاسه

كان الفجر يركب آخر أمواجه

وقد كان كل شئ هادئا

 

حين اقتربنا من القارب

ركضنا اليه متسابقين

فاشار علينا ربان القارب بالجلوس

فامتثلنا

ثم دخلنا البحر خلسة

ثلاثون جثة  

ومضغة جاهزة للحيتان

 

 

على عرش الليل البهيم

كان القمر يضاجع نجومه 

والبحر يلفظ قرابينه

 

توغل بنا القارب الخشبي

في أجواء البحر المظلمة

الامواج تصبح مصيدة هائلة

والسمك أقام سورا حولنا

نوشك أن نغرق

يا أصدقاء "الحريك"

أين المفر؟

 

صديقي يرمي نفسه

 في لج لا قرار له

ثم يصيح بنا:

انه بحر مليئ بالالغام

ان لم نتقن السباحة

سنغرق حتما

وسيقدودنا الى مرفأ

 معلق بين السماء والأرض

 

بينما كانت النوارس تحلق فوق رؤوسنا

كان قاربنا العتيق يبحرعكس التيار

أما الغربان فكانت تتجمل

 برغوة البحر الأبيض المتوسط

 

هذا البحر المزركش

له طعم لذيذ

يبلل ريق الحوت

رائحة المحار

تزعج الاعصار

فتثور الزوابع

ويصعد الموج الراقص

عاليا في زرقة السماء

 

ما أعتدت على الابحار

بلا جواز سفر ولا تأشيرة

لعل بطاقتي الوطنية

قادرة على تبديد

هول البحر

وأمواجه الهائلة

أنا الذي غازلت الموت

أكثر من مرة

وما زال الهروب

يتسكع في مخيلتي

 

والآن صرت كسمكة القرش

التي  ترفض أن تغادر البحر

من أجل تحقيق حلمي

سأصارع الامواج

وأعارك أعالي البحار

وأركب المخاطر

ولا يهمني ان كان العبور

يفضي الى الموت البطئ

لاشيء يضاهي هول البحر

لكن عبوره

مغامرة سهلة المراس

أريد الوصول الى الضفة الاخرى

لم يبق مني غير جثة عائمة

فهزيمة واحدة تكفيني

سأتم رحلتي ولو بمجداف واحد

ولو في بطن الحوت

واذا تعسر ذلك

فسأعبره مشيا على الاقدام

 

 

أفتش في نفايات البحر

عن غنائم

كنستها الأمواج الغاضبة

مجدافي وحده الكفيل

بايصالي الى مرعى خصب

عند ذلك سأكشف على طاولة الرهان

 كل أوراقي الثبوتية

وسأحرق كل ما تبقى

من حظي المغسول بتعاويذ

كتبها المنجمون

على مؤخرة قردة شمطاء

وسأعيد كتابة وصيتي من جديد

وسأبوح لكم باسراري

قبل موسم الحداد

وسيكون البحر شاهدا على ذلك

أسحب رائحته الى قاربي لينعشه

 

أنا الآن أتعارك مع ريح عاتية

قاربي في بحر متلاطم الأمواج

وجثث مبللة باردة كالصقيع

 

وانتظر الريح الغربية

لتحملني بعيدا

ما ابعد تلك الضفاف

وما أقرب الأفق

حين يلثم وجه البحر

 

غرقى مفقودون

ورسالة في قارورة

ساقتهم الامواج

الى شاطئ مجهول

 

 

يبدو أن البقاء في البحر

يشبه خلود جلجامش في بابل

 

في الشاطئ الآمن

حيث ينام الزبد

على امتداد الرمل

يتدحرج قارب الصيد

يمنة ويسرة

من بعيد

نباح الكلاب

يفسد متعة القيلولة

 

لماذا لا نكون كالاسماك

لا تحمل بطاقة هوية

في مملكة البحر

ولا ترتدي لباسا بلاستيكيا

 

وظل البحر يحدثنا عن زرقة مياهه

وعن الأمواج التي تحرض الطحالب

  على المد والجزر

 

يركل البحر امواجه

فتثور غضبا

 وهوالمحاصردوما

 بعاصفة من لون السماء

ولفافة من الزبد الكثيف

 

بيد أن الممر المائي طويل

لا يزال غائرا

وقاربي يتخبط فيه  ببطء

والامواج تنأى بنا عن شط الامان

 

 

كيف قدر لي أن اذهب الى البحر؟

ما الذي ينبغي علي أن أفعله؟

هذا هو قدري

ومصيري المحتم

 

"الحريك" عبر قوارب الموت

هو الامل المنشود للملايين

من العاطلين عن العمل

حرفة دنيئة تمتهنها

خلية تهريب المهاجرين السريين

الى جزيرة ابريا وايطاليا

فوق بحر زاخر بالغضب المحموم

 

يسكنني الهروب الى الضفة الأخرى

والتحليق الى آفاق بعيدة

كما أتوق الى عشب ندي كثير الاخضرار

 

الامواج العاتية

تلتهم  الارواح البشرية

 فيتحول الزبد الى مقبرة عائمة

 

قاربي في عرض اليم

جاثم على الماء

في دهليز عائم

تهدهده الامواج العالية

ركوب اهوال البحر

 يتبعه الغثيان والدوار

والغريق يستنجد

فمن يقذف به الى اليابسة

فمن يتطوع ؟

 

في جوف الليل

ركبنا البحر وأهواله

قاربنا المليئ بالأجساد

يصارع أنفاسه

فوق صهوة موجة عنيدة

ورياح مخاتلة

كسرت قاربنا المنكوب

وتذكرت أنني لا أجيد السباحة

وكنت أكره الماء

اعترتني حالة ذهول شديد

فشعرت بدوار

وفكرت بأن الابحار

بلا أقمصة وفلائك النجاة

وبدون مرآة عاكسة لاشعة الشمس

هو مغامرة خطيرة

ورهان غير رابح

لا يؤدي الى تربة الفردوس الموعود

لم يبق لي من أحلام

سوى هذيان كبوس

ما همني ان صرت غريقا

فما زال لهيب "الحريك"

يشتعل بداخلي

 

يتسائل البحرالحزين

من أنتم أيها التعساء؟

من أين أتيتم

ولماذا تغزون مياهي

بقوارب هشة ؟

 

من أنتم أيها الغرباء

هل لديكم وطن

هل ضاقت بكم اليابسة؟

 

أيها الغرقى

في أمواجي العاتية

سوف  نقيم لكم قداسا

تباركه القراصنة

 

ايها الغرقى

تزاحمون سمكي وطحالبي

وطيور السنونو

 

رفقا بنا أيها البحر

يا أيها الملك الثري

نحن بؤساء اليابسة

جئناك على لوح

 نطرق بابك

متوسلين بموجك

أن يبارك لنا العبور

الى الضفة الأخرى

الى الأقاصي البعيدة

الى مملكتك العائمة

جئنا لندفن

ما تبقى لنا من الاحباط

فهل يتسع لنا صدرك؟

 

جثث تطفوا

فوق صهوة البحر

وثمة مهاجر متعب

يحمل  أمانيه المتشظية 

ويدخل في نفق مظلم

على متن قارب متوتر

تتقاذفه امواج بحر هائج

 

لماذا لا نحفرله بحرا جديدا

ونضع فيه ماء عذبا

وامواجا من حرير

ورمالا من الزجاج الخالص

وطحالب وفراشات

ورياحا صديقة

تتعاطف مع سفنه و قواربه

هذا المهاجر السري

يتوق الى  شواطئ بلا مرافئ

فهو مطارد

و شرطة خفر السواحل ترصده

 

لماذا لا نحفر بحرا

ونحرر الاسماك

كي تجرب العيش على اليابسة

 

ترفض السنونوات التحليق فوق بحر

لا يملك أمواجا مضطربة

ولا يتوفر على سترات النجاة

 

 في قاربنا العتيق

فتاة مغربية

و طفل أندلسي من أصل موريسكي

وعجوز أمازيغية

من عمق جبال الاطلس

وثلاثون مهاجرا افريقيا

 

الى الذين لا يعرفون اين يقع بلدي

على خريطة الماء

نقول لهم ليس لديكم ذكاء الطحالب

ولا حكمة السنونوات

للبحر باب في مضيق جبل طارق

لا يفتحه الا "الحريك"

 

 يعتريني هول شديد

وأنا السندباد المغربي  الجديد

دلني يا أيها البحر

على مرتع آمن

بين أمواجك

لعلني أسكربرغوة زبدك

حتى ولو كان فاترا

 

تتوهج مشقة العبور

تحت بوابة الأمواج

وصيد وفير ينتظرني

رمال ملأى بالجثث

تجرها الطحالب

نحو شواطئ مهجورة

 

ومنذ ذاك الحين

وأنا أسأل هل مازالت الضفاف بعيدة

عن مرافئ النجاة

ماذا تخبئ  في منعطفاتها

وهل ما زال البحر يجلس على أريكته الرملية؟

ويضاجع طحاليبه فوق الموج الثائر

فيسرع طائر النورس نحوي بالجواب:

كم هي خصبة تلك المراتع

الرابضة فوق الشاطئ الآخر

كم هو وافر ذلك الحصاد

على جسد الماء

 

كان البحر يتوضأ برغوة المد

حين دهمته قوارب الموت

وكان يقيم كمينا غادرا

وحدها المرافئ تبكي

والسنونوات تكفكف دموعها

 

يجدل البحر ضفائر الماء

ويتحسس خصر الأهداب المخملية

أعشابه  تستحم فوق الرمال العارية

 

السمك يخرج من البحر حيا

ونحن ندخله أمواتا

وهل "الحريك" سوى الثأر

الذي نفدي به الكبش؟

أم هو انفراج للانتحاريين

 

جثث تطفوا على وجه الماء

قرب أريكة رملية

يجنح قاربي هاوية

فتتلاعب به أمواج وحيتان

 

يضيق البحر بأشرعتنا وقواربنا العتيقة

وأمواجه لا تهدأ

والقارب الذي تداعبه العواصف

صار شظايا عائمة

من موج العبور حتى شاطئ النجاة

صار هذا الشاطئ

لا يتسع حتى لرفات البحرالميت

ثمة موجة شاطرة

تطل عليه

وتغازل أفقه اللعوب

 

هذا الشاطئ

يكره السمك الداكن والمجعد

والحيتان الأسطورية

آه ..كم يحلوا له الابحار

بين المد والجزر

 

الأشرعة في الشط الآخر

تتحطم

وأطواق النجاة

تطفو على وجه الماء

 

وحدي أصارع الأمواج

في عرض البحر

تحت رحمة تياراته العاتية

أحيانا يخيل الي أن مركبي الهش

سيمرغ رأسه  في ممرات الملح

ما أعذب ملح البحر

وحين تتناسل الخفافيش

فوق زوبعة غارقة في سحب الصيف

حتما ستجدني أتسول في زرقة السماء

 

ليت البحر جسرا

يمد دراعيه

لكي نعبره بآمان

ليته خشبة جاهزة

تقودنا الى شط النجاة

أو حصاة رمل

نتعلق بها

علنا نفوز ببصيص أمل

 

وحين يضحك البحر العجوز

تسخر منه النوارس

وتمطره ظلاما

بأجنحتها السوداء

 

كم شابا يانعا من قريتي

لقي حتفه

وأضحى في عداد المفقودين

قبل الوصول

أو بعد العبور

 

كم جثة انتشلت

من تحت الرمال

والصخور

 

جثث على الشاطئ

جثث على الرمال

جثث في العراء

جثث على السواحل

جثث عائمة

جثث مغدورة

غص البحر بالجثث

جثث تعبت من الحياة

تعفنت في قعر البحر

فلفظتها الامواج

تأففا من طعمها

 

أيها المهاجر

ايها المغامر

ايها المقامر

بحياتك

انت كالجندي المجهول

الذي سقط في ساحة الوغى

أراك تحمل نعشك

فوق ألواح مبللة

أيها الطائر المهاجر

أراك تحلق الآفاق

بلا جناحين

صرت لا تعبأ بدوار البحر

ولا أهواله

زورقك تلتهمه الامواج المضطربة

 

البحر ليس له حدود

بل له باب واحدة

يلجها الغرقى

وصيادوا الطحالب

على ظهر قارب خشبي

 

سمك القرش

مل لحوم البشر

لا طعم ولا نكهة فيها

 

آه ! كم اشتقت لهدير البحر

وشطحات الموج

سوف أعبر ذلك البحر

قالها لنفسه

ثم قالها لأخيه الأكبر

ثم لصديقه في المهجر

في جيبه خريطة مائية

وبوصلة

كان قد اشتراها

من سوق الجوطية

وحرز ضد الغرق

وآيات من الذكر الحكيم

من سورة نوح

مكتوبة بقلم رصاص

في دفتر مدرسي متآكل

 

سوف أعبر البحر

وكفى...

لقد أغواني "الحريك"

على ظهر قارب

ينبت هاجس الهجرة

 

دون استئذان

أدخل الى البحر

على متن زورق عتيق

لقد وعدت نفسي

لا رجوع الآن الى الوراء

سوف أحقق كل أحلامي

"الحريك" يتوهج بداخلي

تستريح وحشة البحر

فوق زورقي

الاعصار يزداد خشونة

والامواج كأرجوحة

في مهب الريح

 

عندما يخدش مجدافي

وجه البحر

أواري هويتي

في  زجاجة                       

والق بها في الموج

وانسى من أنا

حتى أصير مجهول الهوية

 

ويبقى في البحر

غير السمك

أنا أيضا سمكة بشرية

أسبح في الزرقة القاتلة

لأتم مشواري المائي

وأتوارى

وراء المحيطات النائية

لكي أتجنب

زوارق الانقاذ الاسبانية

 

قاربي

هو نعشي

وكفني

ومقبرتي العائمة

وعلى ظهره

أقطع المسافات المائية

ثم أعود محملا

برفات الآخرين

 

لم أكن يوما

من سلالة السندباد البحري

ولا أجيد السباحة

حتى في بركة الوز

فوق موج الموت

أصارع غمار المجهول

لكن من آن لآخر

أقفز الى الماء

لانقاذ سمكة

من الانتحار الاضطراري

 

أنا المهاجر غير الشرعي

حاصل على مؤهل جامعي

كل يوم أقف في طابور البطالة

أعيش تحت خط الفقر

من على سطح

المركب الخشبي المتهالك

أحدق في الموت المحقق

والقي نفسي

في عرض البحر

 

 

كل شئ

يعتلي أفق الأمواج

حتي مصابيح الفنارات

التي تعربد في الهواء

السماء غابة من نجوم ناعسة

والغيوم مندلقة

على أعتاب السديم

لكي تهدأ  أعصاب العاصفة

تتناثر حبات المطر الشفيف

فوق قوس قزح

فيبتسم

ثم يرخي ألوانه الزاهية

 

من باب المنفى

دخلنا الى أروقة البحر

وما زالت أمواجه تجرجرنا

ومن قعر البحر نغرف رغوة النجاة

كل الاتجاهات تعرج

في موج موحش

 

دخلت البحر

سلمت على الحوت

وعانقت الطحالب

نويت الابحار

بمجداف واحد  لا غير

رحب بي البحر

وتمنى لي حسن الحظ

 

 

كانني بحار مبتدئ

على متن قارب خشبي

أمخر عبابا لا عمق له

واكتب وصايايا للحوت

 

في زبد البحر

نقشت ملحمتي البرية

وجلست الى سرب النوارس

بربابة بحة أعزف أنشودة الضياع

فصرت لا أقوى

على حمل الغياب

ولا املك تعويذة سحرية

للوصول الى الموج الصاخب

من بعيد

أراقب الطحالب

وهي تنشب مخالبها

في خصر البحر

المحتشد بجثث اليائسين

 

أين المفر؟

قواربنا تجري بلا جدوى

على وجه البحر

والموت ينساب

عبر أمواجه العاتية

كانه ظلام دامس

في شبه أخطبوط

يحبو علىشطحات الماء

 

الموتى

يعودون الى مسقط رأسهم

في وطن لا يعرفهم

ليقصوا عليهم            

 مغامراتهم

 ما وراء البحار

والغرقى ينصتون

ويتاسفون

عن ما فاتهم

من فرص ذهبية

 

حتما

لن نرهقكم

أيها الاحياء

والمرشحون للهروب

انتم غير قادرين

على تحمل

فوق أكتافكم المنهاكة

متاعب الخيبة

والاحباط الشديد

لا تشغلوا بالكم كثيرا

 

لاعالة سبعة أفواه

يرشح الرجال أنفسهم

لركوب أهوال البحر

انهم حقا  يتامى بلا وطن

 

الفلوكة المهترئة

تتأرجح في عرض البحر

حولها جثث تطفو

فوق سطح الماء

 

السائرون في مناكب البحر

لا تهمهم الاشارات الضوئية

ولا الفنارات الساحلية

فهم يديرون ظهرهم لها

انهم ينبشون الوجع الداخلي

 

ودخلنا بحرا متلاطما

دون جواز سفر

نحن الآن مصنفون في خانة  Los Irregulares

تحلق السنونوات في السماء

ونحن نصارع الأمواج

لا وطن لنا

لا هوية

سوى عراء المحيطات

ورغم ذلك

لاتضل السنونوات الطريق

فهي كالسحب العابرة

تتقن الوصول الى الساحل الآخر

من الجزر البعيدة

 

وبريق الأضواء

يعسل ملوحة البحر

ويغري بالبقاء

تحليقات الأسراب

ونعيق الغربان

وأسماك متناحرة

فوق لوح قارب مكسر

 

هكذا يتم انتتشال الغرقى

بلا مراسيم جنائزية

امام صمت الموج

وغدرالبحر

 وخديعة العبور

 

هل البحرساحة زرقاء

أم قبور سوداء

في بطن الحوت

وهل يتوسد الرمال؟

 

يبصق المهاجرفي البحر

ثم يغرف ما يكفيه

من رغوات الزبد

والزبد ينام على ذراع الموج

وحدها الطحالب

تضاجع أعشاب البحر

وتفض بكارته

والرياح تمتطي زوبعة عاتية

وتتكا على سحب غير مستقرة

 

آه كم أود تقليص البحر وطيه

في جرعة واحدة

وتوزيع ما تبقى من أطرافه

على المد والجزر

لكي تلتهمه الزوارق البخارية

والقوارب المطاطية

 

أسير بمحاذاة السراب

أغرف منه

نسيم البحر

أتحسس جيبي

خارطة "الحريك"

من سيدلني على

طرفاية أو طنجة

أو صخرة جبل طارق

او ربما السعيدية

وحده البحر سيحضنني

فقط لا غير

 

أسند ظهري

الى الموج الغادر

ظننت أن لا شيء

يمنعني من دفن هويتي فيه

هكذا كان "الحريك" دوما

يغريني بالابحار

 

 

دخلت في دهاليز الموج

حاملا جثتي

كأن شيئا لم يكن

في وجه الأسماك الجائعة

لكنني سأظل أرصد

الزبد المحتضر

على الرمال

وسأدفن شظايا الريح

في أخاديد البحر اللعوب

 

 

لا أملك سوى حبة رمل

أبني بها قصوري الرملية

في أعماق المحيطات

هدير الأمواج

يكاد يلهيني عن "الحريك"

ليس ثمة من يباغتني الآن

بالغوص في مياه غادرة

 

سوف أحمل للمنفى

ذاكرتي المثقوبة

ليتني كنت بحارا أسيرا

في قلعة القراصنة

لكي أتعلم السباحة

ومناورة الامواج العاتية

 

في الشاطئ الرملي المضرج

نساء حوامل

يتوحمن بملوحة البحر

ويتمنين للحوت البقاء

 

أهو بحر غير قابل للعبور؟

أم هو بحر عنيد؟

لا يعرف الرحمة

غليظ القلب

أمواجه عاتية

ورماله غادرة

 

في بحر ضيق

يتزاحم المهاجرون

وتعسكر حوله

جثثهم

 

بعد رحلة صيد شاقة

في أعالي البحار

وصل القارب اليابسة

هناك على الرمل

سمكة واحدة تحتضر

وصدف ميتة

يهديها البحر

الى الهاربين

من عتبات اليأس

 

على متن موجة

مفروشة بالجثث

يراوغ الغريق

دوار البحر

غير آبه بالمارد المائي

عند منعطفات التيار الجارف

 

بيدي لا بيد البحر

قد وعدت نفسي

ألا أعبره

لكن "الحريك"

يراودني عن نفسي

كنت مهوسا بالهجرة

فصرت بحارا فاشلا

لا تبهرني أضواء

الفنارات البعيدة

ولا الأفق المغموس

في زرقة السماء

 

للبحر باب لا يفتحه  الا "الحريك"

كل شئ يصبح  محارا

في أحشاء البحر

حتى جثث الهاربين

من الأرض البوار

 

"الحريك" على حافة البحر ينمو

هذه الورقة الرابحة-الخاسرة

المتغلغلة في أدمغة الشباب الطائش

والراسخة في أعماقهم

ما هي الا اعصار

فوق رمل مخاتل

وانتحار في أعالي البحار

 

ورثنا حرقة الهجرة

عن أجدادنا الأولين

لا يطفئها الا "الحريك"

ابن بطوطة

كان يغازل أعالي البحار

والادريسي

دون خرائطه

بماء المحيطات

وآخرون

اكتشفوا كوكبا

يشبه البحر

لا يسكنه أحد

ولا يمخر عبابه

القراصنة الجدد

 

يضيق بنا الوطن

وسماءنا لا تمطر عملا

يتامى على موائد الغربة

رحيق الصبار في كؤوسنا

والحنظل يلهب حلوقنا

وحدهم الموتى لا يحلمون

بالضفة الأخرى

 

فوق رؤوسنا سنونوات

وغراب أعور

يأكل ما تبقى من أدمغتنا

طالما حلمنا

بلامنيات الخائبة

التي كنستها

الامواج الغاضبة

 

فدعونا نتشاءم قليلا

دعونا نزداد غربة

اتركونا نسجل خسائرنا

ونقتات من خيباتنا

فمركبنا انحرف و انكسر

وألواحه البائسة

 تطفوعلى وجه الماء

تتلاعب بها الأمواج

لقد أشرفنا على حافة الموت

ولم يسلم منا أحد

فوداعا...يا بحر الظلمات...

* الحريك كلمة باللهجة المغاربية تعني الهجرة غير الشرعية

                                                     لندن – 2007  2009-

من إنجازات الأيام الأخيرة من العام المنصرم، صدور كتاب للفيلسوف الكندي (ألان دونو) عنوانه:

«Mediocratie» 

أو نظام التفاهة. 

كتاب طار حول العالم محمولاً بأقلام الغرب ونقاده، بحثاً عن الأسباب التي جعلت التافهين يمسكون بمواقع القرار في العالم، سياسياً، واقتصادياً، وأكثر... كلمات رائعة قيلت في الكتاب وعنه، تستحق أن يقال أكثر منها عن شرقنا ومحيطنا وعنا.

يؤكد ابن كيبيك أن التافهين قد حسموا المعركة. من دون اجتياح الباستيل (إشارة إلى الثورة الفرنسية) ولا حريق الرايخشتاغ (إشارة إلى صعود هتلر في ألمانيا) ولا رصاصة واحدة من معركة «الفجر» (إشارة إلى المعركة الأسطورية بين بونتا وبراكمار)، ربح التافهون الحرب وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه.

يعطي أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية نصيحة فجّة لناس هذا العصر: «لا لزوم لهذه الكتب المعقدة. لا تكن فخوراً ولا روحانياً. فهذا يظهرك متكبراً. لا تقدم أي فكرة جيدة. فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلاً للتعليب. لقد تغير الزمن. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة»!

وحين يسأل عن أسباب هذا التحول، يعيد ذلك إلى عاملين اثنين، في السوسيولوجيا والاقتصاد، كما في السياسة والشأن العام الدولي

السبب الأول يعزوه دونو إلى تطور مفهوم العمل في المجتمعات. يقول إن «المهنة» صارت «وظيفة». صار شاغلها يتعامل معها كوسيلة للبقاء لا غير. يمكن أن تعمل عشر ساعات يومياً على وضع قطعة في سيارة، وأنت لا تجيد إصلاح عطل بسيط في سيارتك. يمكن أن تنتج غذاء لا تقدر على شرائه. أو تبيع كتباً ومجلات وأنت لا تقرأ منها سطراً. انحدر مفهوم العمل إلى «المتوسط». وصار أشخاصه «متوسطين»، بالمعنى السلبي للكلمة. صار العمل مجرد أنماط. شيء ما من رؤيوية شابلن في «الأزمنة الحديثة» أو فريتز لانغ في رائعة «متروبوليس».

السبب الثاني مرتبط وفق دونو بعالم السياسة ومجال الدولة والشأن العام. هنا بدأت سيطرة التافهين يقول، أو ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر. يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم. استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك». في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصارت الدولة مجرد شركة خاصة. صارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد. وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة «زمرته».

من هذين المنطلقين، تنميط العمل وتسليعه وتشييئه، وتفريغ السياسة والشأن العام، صارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى العالم. وصارت قاعدة النجاح فيها أن «تلعب اللعبة». حتى المفردة معبرة جداً وذات دلالة. لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية. هي مجرد «لعبة». حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: «أن تلعب اللعبة». وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نص لها. لكن يعرفها الجميع: انتماء أعمى إلى جسم ما، يقوم على شكليات السهرات والغداءات والانتقامات. بعدها يصير الجسم فاسداً بشكل بنيوي قاطع. حتى أنه ينسى علة وجوده ومبادئ تأسيسه ولماذا كان أصلاً ولأية أهداف... أفضل تجسيد لنظام التفاهة، يقول دونو، صورة «الخبير». هو ممثل «السلطة»، المستعد لبيع عقله لها. في مقابل «المثقف»، الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل. جامعات اليوم، التي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة ان «على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات». لا مكان للعقل النقدي ولا لحسه. أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين. صار كل شيء، والأهم أن الإنسان صار لاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات «السوق».

هكذا يرى دونو أنه تم خلق نظام حكم التافهين. نظام يضع ثمانين في المئة من أنظمة الأرض البيئية عرضة لأخطار نظام استهلاكهم. ويسمح لخمسين في المئة من خيرات كوكبنا بأن تكون حكراً على واحد في المئة من أثريائه. كل ذلك وفق نهج نزع السياسة عن الشأن العام وعن التزام الإنسان.

كيف يمكن مواجهة حكم التافهين هذا؟..

يجيب دونو: ما من وصفة سحرية. الحرب على الإرهاب أدت خدمة لنظام التافهين. جعلت الشعوب تستسلم لإرادات مجموعات، أو حتى لأشخاص، كأنهم يملكون عناية فوقية. بدل أن تكون تلك الحرب فرصة لتستعيد الشعوب قرارها. إنه خطر «ثورة تخديرية» جديدة، غرضها تركيز حكم التفاهة. المطلوب أن نقاوم التجربة والإغراء وكل ما لا يشدنا إلى فوق.

ألا نترك لغة الإدارة الفارغة تقودنا. بل المفاهيم الكبرى.

أن نعيد معاني الكلمات إلى مفاهيم مثل المواطنة، الشعب، النزاع، الجدال، الحقوق الجمعية، الخدمة العامة والقطاع العام والخير العام... أي ان نعطي الرؤية الشاملة والتكامل بين الروح والمادة او بين الروح والقلب والعقل ولا نسمح بانفراد مفهوم مواحد يلغي التوازن الانساني الذي يحافظ على النظام والاخلاق كما هي بفطرتها السليمة والطبيعة الى خلق الله البشر عليها..

وأن نعيد التلازم بين أن نفكر وأن نعمل. او الربط بين الايمان والعمل الصالح فلا فصل بينهما. ونحيي مبدأ المسؤولية أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الظلم والفساد الذي اشاعه التافهون في الأرض من خلال الخصخصة والحوكمة والعولمة المؤطرة لمصلحة الأقلية المهيمنة على القرار

وان الأساس أن نقاوم ولا نستسلم مطلقا!

المزيد من المقالات...