المؤلف: ديميتري ترينين

الناشر: بوليتي

تاريخ النشر: 2017

تتركز أنظار العالم على منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، في ضوء الاضطرابات السياسية الشديدة التي تعصف بالمنطقة، وهو ما جعلها ضحية مناورات بين قوى عالمية تسعى إلى كسب مزيد من النفوذ الدولي. وبعد غيابها طوال ربع القرن الماضي، عادت روسيا الآن بقوة إلى المنطقة من خلال البوابة السورية، غير أنه من الصعب تحديد دوافعها وأهدافها الاستراتيجية، وكيفية صنع قرارها تجاه المنطقة في النهاية.

وربما يكون من بين الأمور التي لم تحظ بتدقيق كبير، من قبل كثير من المراقبين، خلال السنوات القليلة الماضية، كيفية استغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط كمنصة انطلاق لعودة روسيا كقوة عالمية ذات تأثير كبير على المسرح الدولي، وربما يعارض كثيرون هذا الطرح، في ضوء ضعف الاقتصاد الروسي، والوضع الديموغرافي المتراجع والظروف السياسية الصعبة في أروقة الكرملين. غير أن موسكو، نجحت من خلال تدخلها على مدار عامين في سوريا، في تجاوز الولايات المتحدة، واستعادة مركزها على رأس صدارة الطاولة الجيوسياسية.

وفي هذا السياق جاء كتاب «ماذا تريد روسيا في الشرق الأوسط؟» لمؤلفه: «ديميتري ترينين»، رئيس مركز «كارنيجي» للسلام الدولي في موسكو، الذي أماط عن كتابه اللثام في وقت ملائم تماماً، ليسرد الكيفية التي اغتنم بها بوتين فرصة الظروف والمتغيرات الإقليمية المواتية لصالح موسكو، مع أفول نجم واشنطن وتراجع دورها وانخراطها في بعض ملفات المنطقة.

ويرى «ترينين» أن الحرب الأهلية السورية تعتبر مرحلة فاصلة في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، بقدر ما كان غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 حدثاً مفصلياً أيضاً أثر بقوة على تدافعات وتحولات المشهد اللاحق، منوّهاً إلى أن الحرب في سوريا، مثل الحرب العراقية، كانت لها هي أيضاً تداعيات عالمية كبيرة، وخصوصاً أن سقوط بغداد والإطاحة بنظام صدام حسين من السلطة كان في لحظته هو أبرز دلالة على الهيمنة الأميركية العالمية بعد الحرب الباردة، وتسيد نظام الأحادية القطبية في المشهد الدولي يومذاك.

أفول النجم الأميركي

ويرى الكاتب أن سلسلة التطورات اللاحقة، من الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم في 2008 إلى الاضطرابات التي وقعت في المنطقة العربية، ثم أزمة أوكرانيا والحرب السورية، أفضت إلى نهاية تلك الهيمنة بصورة أو بأخرى، وهو ما بدا إيذاناً ببدء نموذج أكثر شيوعاً في تاريخ النظام الدولي وهو استحواذ عدد من الدول الكبرى على قدر غير متساوٍ من النفوذ. وقد مهّد ذلك بالطبع لعودة روسيا لممارسة نفوذها في المنطقة بشكل مؤثر.

وأشار المؤلف إلى أنه في أوروبا، تعتبر روسيا قوة رجعية تسعى إلى الثأر للهزيمة السوفييتية أثناء الحرب الباردة. وفي الشرق الأوسط، تعتبر روسيا قوة الوضع الراهن، وإن كانت متقلبة، فقد تعلمت من هزيمتها في أفغانستان «أن تتعامل مع التحالفات والانحيازات في هذا الجزء من العالم باعتبارها مواقف تكتيكية بصورة أساسية ومن السهل تحولها، فلا أصدقاء دائمون ولا أعداء مؤبدون».

وقد تدخل الاتحاد السوفييتي السابق في الأزمات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تأييداً لإسرائيل في 1948، ولكن الحرب الباردة أجبرته على التحول إلى الزعيم المصري الأسبق جمال عبدالناصر، ثم إلى الأنظمة الاشتراكية العربية مثل حزب «البعث» في سوريا والعراق، وتم تدريب زهاء 55 ألف ضابط عربي في الاتحاد السوفييتي على مدار ثلاثة عقود. ودعمت موسكو العراق في حربه مع إيران التي استمرت من 1980 إلى 1988، ولكنها عادت لتنحاز الآن إلى إيران، المستفيد الأكبر من الغزو الأنجلو-أميركي للعراق في عام 2003.

استياء بوتين

ومن المتصوّر على نطاق واسع أن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط أثارها استياء بوتين من أن «الناتو» استغلّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي كان يهدف إلى الحيلولة دون وقوع مذبحة في ليبيا عام 2011 للقيام بتغيير للنظام وإقصاء معمر القذافي. وقد يبدو ذلك حقيقياً. غير أن الكرملين اعتبر أن كل ما يمت لما يسمى بـ«الربيع العربي» هو بمثابة تهديد غربي، ولاسيما بعد أن رأى الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها ممن أطاحت بهم الاضطرابات، ودعمها لتنظيم «الإخوان» الإرهابي لكي يصل إلى السلطة في مصر.

وفي خضم هذا المشهد المضطرب تساءلت موسكو عما إن كانت الولايات المتحدة تتآمر من أجل إطلاق شرارة «ربيع روسي» أيضاً. وبالنسبة لبوتين، بدا ذلك كله مثل عرض ثانٍ لما سمي «الثورات الملونة»، التي اكتسحت المحيط السوفييتي القديم، من جورجيا إلى أوكرانيا. وفي هذا السياق أشار «ترينين» إلى أن شرر الاضطرابات العربية كان من الممكن أن يشعل أيضاً صراعاً جيوسياسياً في دول الاتحاد السوفييتي السابق، التي تشكل الآن المحيط الروسي، ولاسيما أنه بعد مظاهرات «ميدان التحرير» أعطت المظاهرات في «ميدان كييف» عام 2013-2014 شعوراً بما قد يبدو عليه نجاح اضطرابات مدنية في قلب أنظمة حكم.

تخبط واشنطن

بيد أن تخبّط الولايات المتحدة، على رغم رغبتها في سقوط رئيس النظام السوري بشّار الأسد بدا بينما رفضت منح المعارضين سبلاً للإطاحة به، منح شعوراً روسياً بالفرصة السانحة. ويرى «ترينين» في كتابه أنه بالنسبة «للمستعربين الروس، لم يكن الأميركيون وحلفاؤهم الأوروبيون أكثر من سحرة مبتدئين حظهم عاثر ولا يعرفون ما كانوا يفعلون»!

ومضت روسيا في هجومها قبل عامين، وألزمت قوتها الجوية بإنقاذ نظام الأسد، إلى جانب قوات برية متنافرة مكونة من «بقايا الجيش السوري» ومليشيات «الحرس الثوري» الإيراني وعصابات «حزب الله» المدعومة من طهران.

وباستخدام تكتيك عدم وجود محظورات، انتصرت روسيا، ومن وجهة نظر موسكو، أعطت الولايات المتحدة درساً في كيفية التدخل العسكري الناجح. وانحازت لها تركيا، التي شعرت بالغضب من التحالف الأميركي مع المقاتلين الأكراد في سوريا، المرتبطين بالمتمردين الأكراد في تركيا.

عودة روسيا

وربما أن بوتين يشعر الآن بأن هدفه قد تحقق: فالانخراط العسكري الروسي في سوريا لم يكن بشأنها هي أو الشرق الأوسط فحسب، وإنما كان سعياً من جانب موسكو للعودة على الساحة العالمية كقوة عظمى، حسبما يرى «ترينين» الضابط السابق في الجيش السوفييتي.

غير أن المؤلف يرى أن موسكو لم تحل أيضاً محلّ واشنطن كقوة فاعلة أساسية أو مزود رئيس للأمن في الشرق الأوسط، وليست لديها رغبة ولا موارد ولا نية للاضطلاع بذلك الدور. ولكن ما فعلته هو مجرد قطيعة مع حالة ما بعد الاتحاد السوفييتي بالانكفاء على حدودها الاستعمارية السابقة والغياب بشكل كبير عن بقية العالم.

وأضاف «ترينين»: «إن روسيا أشارت من خلال تدخلها في الحرب الأهلية السورية إلى أنها تعود بقوة إلى الساحة العالمية كقوة جيوسياسية كبرى ومستقلة»، بيد أنه أكد أن ذلك الوضع إذا ما استمر، فسيؤثر على ميزان القوة في عدد من المناطق الساخنة في العالم.

ويركز الكتاب في أحد فصوله على المصالح الاقتصادية لروسيا في الشرق الأوسط، من تجارة الأسلحة إلى الطاقة النووية وخطوط النفط والبنية التحتية للنقل، مشدداً على أن هذه المصالح تؤثر على متخذ القرار الروسي وسياساته في المنطقة.

ويرى «ترينين» أنه في ظل بيئة القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا نتيجة لإجراءاتها في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، أصبحت لتلك المصالح في الشرق الأوسط أهمية أكبر.

وارتكز المؤلف في تحليله على التاريخ، وإن كان البعض قد يختلف على تأكيداته. غير أن كتاب «ترينين» يتناول رؤى قيمة لم يذهب إليها أحد من قبله بشأن حاضر المنطقة، وتداعياته على مستقبلها.

وائل بدران

الكتاب: ماذا تريد روسيا في الشرق الأوسط؟

المؤلف: ديميتري ترينين

الناشر: بوليتي

تاريخ النشر: 2017

clip_image002_89fe7.jpg

أنهي قراءة وعرض أول كتاب اشتريته من المعرض الدولي للكتاب، وهو: الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي " آداب الحسن البصري مجموع أقوال وحكم ومواعظ"، تحقيق أبو رياض فارس كعباش، دار أوراق ثقافية، الجزائر، السداسي الثاني 2017، من 162 صفحة، فكانت ملاحظات القارىء المتتبّع.

 يستعمل المحقّق مصطلح "الخليج الفارسي"

 يسمي المحقّق الفتوحات الإسلامية بـ " غزو شرق إيران".

 يتحدّث عن سيّدنا الإمام الحسن البصري رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه بـ: "أصبح حسن"، "وقال حسن" "أصبح حسن" "قرّر حسن" "انتقل الحسن"، "أصبح الحسن".

الترجمة التي قدّمها المحقّق كانت ضعيفة لاتفي حقّ الإمام الحسن البصري والحافظ عبد الرحمن بن الجوزي.

 يبدو لي أن الرأي الذي ذكره المحقّق في صفحة 13 بشأن سيّدنا الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي كان من وراء عدم استعماله للقب الحافظ وهو يتحدّث عن سيّدنا الحافظ.

ذكر المحقّق في صفحة 13 أن سيّدنا الحافظ ابن الجوزي: " كان ماهرا في التفسير وفي التاريخ والوعظ ومتوسطا في الفقه. وأما بالنسبة إلى متون الحديث فهو واسع الاطلاع فيها لكنه غير مصيب في الحكم على الصحيح والسقيم !". وكان على المحقّق أن ينقل في مثل هذه التهم أقوال كبار الفقهاء وكبار المحدثين في الحافظ ابن الجوزي عوض أن ينقل تهمة خطيرة دون سند ولا مرجع، ويبقى نقد الحافظ ابن الجوزي قائما ونقد غيره من المفسرين والمؤرخين والوعاظ والفقهاء والمحدثين قائما وسواء كانوا من القدامى أو المعاصرين الأحياء منهم والأموات.

 لم ألمس الأدب الذي كان من المفروض أن يتّسم به المحقّق تجاه سادتنا رحمة الله عليهم ورضي الله عنهم وأرضاهم، وأتساءل عن سبب الجفاء وعدم معاملة الإمامين بما يليق من حسن الأدب والتوقير والاحترام مع النقد اللّازم وبأدب.

 أعترف أن مقدمة المحقّق خيّبت ظني كثيرا وأرجو أن أكون المخطئ والصفحات.

يشكر المحقّق على الجهد المبذول متمنين له التوفيق والسداد في الكتب القادمة.

 إشتريت الكتاب لأنّ الكبير الحافظ عبد الرحمن بن الجوزي يتحدّث عن الكبير الإمام الحسن البصري.

 أكرّر ماقلته حين قرأت كتاب "مناقب سيّدنا أبي حنيفة" لسيّدنا السيوطي، قائلا: من أراد أن يقرأ لكبير فليقرأ له عن كبير.

 يذكر أسيادنا الصحابة والأئمة الأربعة والسلف الصالح وكبار الفقهاء والمجتهدين رضوان الله عليهم بالاسم مجردا دون لقب يليق بمقامهم الرفيع، وفي نفس الوقت يقول في صفحة 120: "العلاّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله"، ولم يذكر طيلة صفحات الكتاب هذه الصفة لأحد من الصحابة والسلف والكبار، ولا ننكر على أحد تعظيمه لشيخه وتوقيره لمرجعه، لكن نظلّ نستنكر سوء الأدب مع أهل السّبق والفضل على أمتنا، وللجميع حقّ نقد الجميع.

كلّنا نترحم على العلماء سواء الذين عشنا معهم أو لم نعش فليس هذا هو المشكل ونترحم على الذين لم يترحم عليهم الكاتب، والمصيبة في أنّ الكاتب يذكر أسماء الأئمة الأربعة بالإسم دون الألقاب ويذكر الصحابة دون الألقاب ناهيك عن السّلف الصالح وكبار العلماء إلاّ واحدا فقط ذكر بهذا اللّقب ولو عمّم لأنصف، ونقدنا ليس في تبجيل وتقدير شخص يرى أنّه أهل للتقدير والتبجيل ونؤيده في ذلك ولا نخالفه، إنّما نقدنا نابع من كونه وعبر كلّ صفحات الكتاب هو الوحيد الذي خصّه باللّقب دون غيره بما فيهم الأئمة الأربعة والسلف وكبار العلماء.، ولو أعرف أنّها سقطت سهوا لاعتذرت لناقلها الآن قبل الغد ولما أشرت إليها واتّخذت ألف عذر لصاحبها.

سبق لصاحب هذه الأسطر أن استنكرت العام الماضي على عالم شيعي لأنّه اكتفى بحرف الصاد عوض أن يكتب اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يستعمل ضمير الغائب عوض أن يكتب اسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الخلفاء الراشدين الثلاثة بالاسم دون اللّقب، وفي نفس الوقت يعطي الألقاب العظيمة لمراجعه والأسماء الكبيرة للآيات، واليوم أستنكر على محقق جزائري أساء الأدب مع سادتنا الصحابة والأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين والفقهاء والعلماء.

أسأل الله أن يوفّق عبده الذليل لقراءة الكتب التي اشتراها ونقدها وعرضها ويوفّق الجميع للقراءة والنقد.

العروة الوثقى والغلاف الخارجي للمجلة يحتفيان بالكاتب الروائي البريطاني من أصل ياباني "كازوو إيشوغورو" الحاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 2017م .

وتتناول العروة كذلك مرور مئة عام على وعد بلفور المشئوم (1917- 2017م).

عرعرة – لمراسل خاص  - صدر هنا عن دار الأماني للنشر والتوزيع العدد الثامن من المجلد السادس عشر من مجلة الاصلاح ، للثقافة والأدب والتوعية والاصلاح، وهو عدد نوفمبر / تشرين ثاني 2017م، الموافق لصفر 1439 للهجرة .

تزين غلاف العدد صورة الكاتب البريطاني/ الياباني " كازوو إيشيغورو " الحاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 2017م، وقام رئيس التحرير ، مفيد صيداوي ، بالكتابة عنه وعن أدبه ومطالبا بالعدالة في توزيع هذه الجائزة الهامة ، ورؤية الأدب العربي كجزء هام من الآداب العالمية في العصر الحديث ، وهناك أدباء عرب لا شك أنهم بمستوى الجائزة وطالب العالم العربي بدلا من صرف الأموال على ذبح بعضهم البعض ، صرفها على جوائز لتشجيع الأدب الانساني والعلم والجامعات . وتناولت العروة كذلك مئة عام على وعد بلفور المشئوم (1917- 2017م). ص4-6 ، ويكتب الأديب فتحي فوراني عن "أحمد حسين ذلك المشاكس الجميل !"ص7-8، أما الدكتور خالد تركي فيكتب عن الفتنة ص9-10، وتتابع الكاتبة التربوية جميلة شحادة مقالاتها التربوية بالكتابة عن " ظاهرة العنف إلى أين ؟ التعدي على المعلمين "ص11-12، وعن معالم الوقف الاسلامي في فلسطين يكتب المهندس عبد الاله أحمد يونس ص15-16،ويتابع أحمد صالح جربوني كتابته عن راشد حسين الطالب الموهوب بمناسبة تخصيص الاصلاح عاما كاملا للكتابة عنه ص19-20، ويكتب الناقد د. منير توما وقفة مع البروفسور سليمان جبران في كتابه" الإيقاع في شعر درويش "ص21-23، وتستضيف الاصلاح المثقف الثوري العامل الكادح محمود محمد محمود محاميد ( أبو عماد) من أم الفحم ،حاوره رئيس التحرير ، مفيد صيداوي ص27-29، أمّا الأديب علي هيبي فيتناول الاتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين – الكرمل بعد مؤتمره الثاني الذي عقد في كوكب أبو الهيجاء ص30-32، ويكتب الدكتور حاتم عيد خوري عن "مسامير الركب " ص33-34، وصورة قلمية يكتبها الكاتب شاكر فريد حسن ص36، والاستاذ حسني بيادسة يكتب عن الطفل أمل المتسوِّل "ص45-46، ويكتب الشاعر حسين مهنا في زاويته الشهرية عين الهدهد عن الرواية ص50، أما باب الشعر فيبدأ بالنافذه على الشعر العبري وقصيدة "صورة "بورتريت للشاعرة داليا ربيكوفتش ومن ترجمة نعيم عرايدي، ص13، ومن الشعر العالمي قصيدة قبور الأسلاف ليانيس ريتسوس اليوناني ص14، وقصيدة جمال الهبرة للشيخ غسّان حاج يحيى ، والمفتاح لليلى ذياب ص17، وقصيدة الشيخ الإمام والعمدة الهمام عن القهوة حققها الأكاديميان د. حاتم محاميد ود. نيسيم حاييم ص39، أما باب القصة ففيه قصة للفتيان والفتيات بعنوان" المعلم يستلطفني " للكاتب مصطفى مرار ص42، وقصة المهدي الجديد للقاص يوسف جمّال ص37-38، والأديب عبد الرحيم الشيخ يوسف يتابع جولات بنت عدنان ص26، وأقوال مأثوره أعدها الأستاذ سعود خليفة ص18، أما رسائل الجهات فكانت غنية فيكتب د. يوسف بشارة رسالة الطيرة الثقافية ص24-25، ورسالة عرعرة /عارة الثقافية ص35، ورسالتي عرّابة البطوف ويافا ص40، ورسالة حيفاص41، وتهتم الاصلاح بقرائها فجاءت زاويتهم "أنت والاصلاح " ص43-44، ورحيق الكتب التي تتناول بها المجلة كل ما يصلها من كتب ومجلات ص47-49.

الاصلاح كمجلة شهرية للجماهير العربية الباقية في أرض الآباء والاجداد، ولشعبنا في الشتات تعتمد عليكم وعلى اشتراكاتكم ودعمكم ، تدعوكم للإشتراك والدعم والتعريف بالمجلة في كلِّ مكان ، وللمشتركين الذين لم تصلهم بعد  نعلمهم أنَّ المجلة أودعت للبريد فستصل كالعادة .

clip_image002_f0f4d.jpg

القدس: 23-11-2017 عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس صدر الكتاب التّوثيقي رقم 20 لندوة اليوم السّابع الثّقافية في المسرح الوطني الفلسطيني، ويحمل اسم "نور السّلام" وهو من إعداد وتحرير مديرة الندوة الأديبة ديمة جمعة السمان، وصممت غلافه رشا السرميطي، ويقع في 305 صفحات من الحجم المتوسّط، وقد احتوى الكتاب على : تقديم لجميل السلحوت، ونقاشات حول الكتب التّالية: رواية "عذارى في وجه العاصفة" لجميل السلحوت، رواية "حرام نسبي" لعارف الحسيني، ديوان"مزاج غزة العاصف" لفراس حج محمد، مجموعة "سقوف الرغبة"القصصية لمحمود شقير، ديوان"على شفا القيامة" لرفعت زيتون، ديوان "على أشرعة السحاب" لنعيم عليان،رواية "قلبي هناك" لمهند الصباح، رواية"الحنين إلى المستقبل" لعادل سالم، "هواجس الماء....أمنيات الزبد" لنسب أديب حسين، "وسادتي عش دبابير"لجمعة السمان، "زهرة في حوض الرب" لسعاد المحتسب، رواية اليافعين "طير بأربعة أجنحة" لنزهة أبو غوش، سردية"اللفتاوية" لجميل السلحوت، ديوان :مباغتا جاء حبك" لريتا عودة، رواية "الأرصفة المتعبة" لعماد شختور، رواية "قلب مرقع" لبيان شراونة، "ثقافة الهبل وتقديس الجهل" لجميل السلحوت، "عشاق المدينة" لنزهة الرملاوي، وقصّة الأطفال "دعسوقة وشموسة في القدس"لطارق المهلوس.

clip_image002_4102b.jpg

أنهي قراءة كتاب: "عرف التعريف بالمولد الشريف"، للإمام الحافظ المقرئ أبي الخیر محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي، المتوفى عام 833 ھجري، إصدار واحة آل البيت لإحياء التراث والعلوم، فلسطين، من 22 صفحة، فكانت هذه القراءة:

جاء في صفحة 7 قول الحافظ: " وولد النّبي صلى الله عليه وسلّم ... سنة ثمان وسبعين وخمسمئة من رفع سيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام إلىالسّماء".  ويمكن القول أنّه: لأوّل مرّة أقرأ التأريخ باسم صعود سيّدنا عيسى عليه السلام بينما المتعارف عليه هو التأريخ باسم ميلاد سيّدنا عيسى عليه السلام، وتلك عادة أخذت من الأوربيين الذين لايؤمنون برفع سيّدنا عيسى عليه السلام لأنّهم حسب زعمهم "قتلوه !" وفي الحقيقة "وما قتلوه وما صلبوه ولكنّ شبّه لهم"، وهذا التأريخ الذي اتّبعه الحافظ الجزري رحمة الله عليه يشكر عليه خاصة وأنّي لأوّل مرّة أقف عليه.

وأبدع الحافظ الجزري في صفحة 10 حين قال: " إذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآلهوسلم به، فما حال المسلمِ الموحد من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يسر بمولده ويبذُل ما تصل إليه قدرته في محبته عليه السلام؟، لعمري إنمايكون جزاؤه من الله تعالى الكريم أن يدخلَه بفضله جنات النعيم".

وتحت عنوان: "مكان ولادته صلى الله عليه وآله وسلم وبركته" يقول في صفحة 10: وكان موُلده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بالشِّعب وهو مكانٌمعروف متواتر عند أهل مكّة يخرج إليه أهل مكّة كلّ عام يوم المولد إلى يومنا هذا، وقد زرته وكررت زيارتي سنة 308 هـ ، فكان أن تهدّم فرممته، وقرئ علي كتابي: " عٙرْف التّعْرِيفْ بِالموْلِدِ الشّرِيف "، وسمعه خلق لايحصون، وكان يوما مشهودا". وما يجب قوله أنّ الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معمولا به في القرن الثالث الهجري إذا أخذنا سنة 308 هـ كمقياس.

 يقول الحافظ في صفحة 11 أنّ: "بحيرة ساوة العظيمة نشفت حين ولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعليه يتساءل القارىء المتتبّع: لماذا الجفاف واليبس وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث للحياة والرحمة والبذل والعطاء؟. إنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم رحمة للعالمين بعثه الله تعالى ليحي به القلوب والجيوب والحبوب، وحاشاه أن تجفّ الأنهار بسببه ويقطع الرزق بسببه بل تسيل وتجري.

جاء في صفحة 12 -13 أنّ: "سيّدتنا خديجة رأت الملكين يظلان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرها غلامها ميسرة أنّه رأى الشجر ينحني له ليظلّه وأنّ غمامة كانت تظلّه، وأنّ ذلك كان باعثا لرغبة سيّدتنا أمّنا خديجة بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعليه أعقّب قائلا: سيّدتنا أمّنا خديجة رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها أعجبت بأخلاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمانته وصدقه في القول والممارسة وفي كلّ الأحوال ومهما كانت الظروف ولذلك حين جاءها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتعد مما سمعه ورآه في اليوم الأول من نزول سورة "إقرأ" لم تقل له إن الشجر انحنى لك ليظلّك وأنّي رأيت ملكين بل ذكّرته بمناقبه العالية وفضائله السّامية التي من أجلها تزوجته، وقالت له: إنّك لتطعم المسكين وتكرم الضيف وتساعد المحتاج وما أعظمها من خصال.

وجاء في صفحة 13 قوله: "وأسري بجسده"، وعليه أقول: وهذا خطأ وقع فيه الإمام الحافظ رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه لأنّه أسري بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالروح والجسد معا وفي نفس الوقت والله تعالى يقول: "سبحان الذي أسرى بعبد"، والعبد تطلق على الجسد والروح وليس على الجسد فقط، ولو كان الإسراء بالجسد وحده ماكذّبته قريش في بادئ الأمر.

المزيد من المقالات...