د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

282

-1-

إن كثيرًا ممَّا يُباهَى به من ثراء اللغة العربيَّة هو، في الحقيقة، مظهرٌ لفسادٍ لغويٍّ قديم في معظمه، ومصدرٌ لتشعُّب هذه اللغة وشتاتها المزمن والمضلِّل.  ولقد عجز اللغويُّون والنحاةُ في كلِّ العصور عن أن يَصِلوا إلى حلولٍ مُرْضِيَة في بحر العربيَّة اللُّجِّي، أو حتى أن يُحيطوا بأمواجه المتلاطمة، وأن يضبطوا شواطئه، ويرسموا حدوده، على الرغم من إنفاق أعمارهم في هذه السبيل.  ويكفي أن تتابع خلافات النُّحاة واللغويِّين في مختلف العصور، لتعلم أيَّ بلوَى هم فيها، وإنْ كانت بلواهم لا يعلم أبعادها إلَّا الله سبحانه!  وذلك ما لا نظير له في لغةٍ أخرى، قديمة أو حديثة أو مستقبلة.  فكيف الأمر بين سِوَى النُّحاة واللغويِّين من مساكين الناس!  ثمَّ يأتيك من يَظُنُّ أن التوسُّع في العربيَّة، والتماس الرُّخَص التي لا تنتهي فيها، والتجوُّز في تعدُّد الاستعمالات، في مصلحة العربيَّة!  يحسب ذلك من باب التسهيل والتيسير والتوسيع على العرب في استعمال لغتهم.  والحقُّ أنه من باب التمادي في تضييع اللغة- بمفهومها المحكَم، الضامن للتفاهم بين مستعمليها- لتُصبح بذلك التشقيق غير المتناهي قابلةً لتستوعب كلَّ استعمال.  والعربيَّة الموروثة، ببدانتها المفرطة، وترهُّلاتها المتراكمة، ولحمها وشحمها المنداحَين بين السماء والأرض، قادرةٌ في الواقع على ابتلاع ما وردَ عليها، حتى لربما أمكنها ابتلاع لغاتٍ أخرى أيضًا.  لكن أ تلك مزيَّة؟  كلَّا، بل هي تَرِكَتها الثقيلة؛ لا لأجل قِدَمها ورُكامها الموغل في التاريخ فحسب، بل لأنها أيضًا جِماعُ لُغاتٍ كثيرة، كان بينها نَسَب، أو بالأصح بين مستعمليها نَسَب، غير أن بينها في النهاية قَدْرًا- ما كان ينبغي أن يُستهان به- من التضارب والازدواج والتناقض.  

وقد كانت مناهج من دَوَّنوا العربيَّة، بادئ الأمر، وقعَّدوا لها مناهج بدائيَّةً بطبيعة وقتهم وآليَّاتهم وعقليَّاتهم، وكانت إلى ذلك مناهج فضفاضةً جِدًّا، تَرَى حجم الكتاب أهمَّ من قيمته العلميَّة والمنهاجيَّة.  تَدُلُّ على ذلك عنونات كتبهم في ذاتها، مثل: «العباب»، «القاموس»، «المحيط الأعظم»، «محيط المحيط»، وهلمَّ جرًّا.  وهذه البحور والمحيطات أغرقت العقل العربيَّ بطوفاناتها الأبديَّة.  وظلَّ هذا ساريًا في العربيَّة، حائلًا دون انضباطها، وعِلْمِيَّتها، كيف والكلمة فيها قد تعني الشيء ونقيضه في آن؟!  كما تغلَّبت طبيعة العربيَّة الشِّعريَّة العريقة على طموحاتها العِلْمِيَّة الحديثة.  واستمرَّ الخَلَفُ في عبادة السَّلَف، واتخاذهم مُثُلًا عُليا في النظر إلى اللغة والتفكير بشأنها، ورمي من خالف ذلك أو حاد عنه أو ناقشه بالمُروق.   

 -2-

وإذا كنتَ تجِد من يَظُنُّ أن التوسُّع في العربيَّة، والتماس الرُّخَص التي لا تنتهي فيها، والتجوُّز في تعدُّد الاستعمالات، في مصلحة اللغة، فإنه ليأتيك كذلك في العصر الحديث من يحاول إضافة لهجات اليوم على لهجات الأمس، لا للتأصيل، وفهم جذور العربيَّة، ولكن لإضافة ضغثٍ اليوم على إِبَّالة الأمس. 

ولقد راوح الناس في تسميات الدوارج العربيَّة بين نعتها بالعاميَّة، والشعبيَّة، وربما المحكيَّة، ومن ذلك وصف شِعرها بهذه الصفات، ودار الجدل حول أيُّها أصحُّ وأصوب.  وأرى أن أدقَّ اصطلاح كان ينبغي أن يَشتقَّ من تسمية المادة المعنيَّة، وهي «اللهجة» هاهنا، وأن يُطلَق على شِعرها: «الشِّعر اللَّهجي».  إذ لا هو بالشَّعبيِّ، بما تعنيه الكلمة، ولا يُعَدُّ عامِّيًّا، بما تحمله الكلمة من دلالة ثقافيَّة، ولم يَعُد كذلك محكيًّا، بالمعنى التاريخيِّ أو الشفاهيِّ، وإنْ وَرث بعض تلك الخصائص التي يشاركه فيها المستوى الفصيح من اللغة، كما يُسَمَّى.  وإنما هو في زمننا شِعْر لهجةٍ ما، يفهمها مَن يفهمها ويجهلها سائر العرب. 

-3-

وما ألحظه عمومًا في الدراسات حول اللهجات الحديثة: الانطلاق غالبًا من إحدى حالتَين، أو منهما معًا، حالة جهلٍ بالعربيَّة وجذورها أصلًا- وهي حالةٌ تتكئ على مقولات قديمة، كمقولة (أبي عمرو ابن العلاء) حول لغة (حِمْيَر)، وهو يجهل تلك اللغة من موقعه في (البَصْرَة)، وإنما يردِّد ما يُقال، وقد ناقشتُ ذلك في بحثي «لهجات فَيْفاء: جذور العربيَّة»(1)- وحالة أخرى معاصِرة من الاغتراب عن اللغة العربيَّة، والمسارعة إلى الحُكْم على ما لم نألف، ولم نعلم، ولم يوافِق اللغة السائدة الإعلاميَّة، بأنه غير عربيِّ الأصل، أو أنه ربما متأثرٌ بغير العربيَّة؛ حتى إنه لو أُخِذ بهذا المقياس لقيل إن معظم تراثنا القديم هو بلسانٍ غير عربي؛ لأنه بات في معظمه في معزل عن ذاكرتنا الراهنة واستعمالنا ووعينا المعرفيِّ، وقد لا يَفهم كثيرٌ منا كثيرًا منه.

ولو ضربتُ مثالًا بلهجات جبال (فَيْفاء)- التي أعرفها أو أحسب أني كذلك- فإنها، كمعظم اللهجات العربيَّة، ولا سيما في شِبْه الجزيرة العربيَّة، تتكشَّف عن سِجِلٍّ لسانيٍّ عربيٍّ موغلٍ في القِدَم، غابت معظم مادَّته عن كثيرٍ من مدوَّن العربيَّة، الذي اقتُصِر فيه على لهجات وسط الجزيرة المحدودة، وأُهمِل ما عداه.  ولا نَجِد أُصول ذلك السجلِّ أحيانًا إلَّا بالبحث في هوامش من مدوَّن العربيَّة، ونصوصها النادرة، ونقوشها المكتشفة.  أمَّا صعوبة فهم اللهجة عند سماعها، فإنما يُسهِم فيه- إلى جانب العوامل التي سبق الإلماع إليها- عوامل صوتيَّة، وطرائق أدائيَّة، ولكنات محليَّة، لو أُلقِيَتْ بها أكثر النصوص المعاصرة وضوحًا لَبَدَتْ مستغلقةً على الفهم.

-4-

إن اللغة العربيَّة، إذن، تاريخٌ يمتدُّ إلى ما قبل التاريخ.  وفي دراسة ذلك التاريخ أكاديميًّا فوائد لغويَّة وما فوق لغويَّة.  أمَّا حين يكون الهدف الحفاظ على لغةٍ تحفظ الوحدة العربيَّة، والهويَّة القوميَّة، وتَصلح لمقتضيات العِلم والتقنية والصناعات، فلا بُدَّ من غربلة ذلك التاريخ كلِّه لاصطفاء لغة تحقِّق الوصول إلى الهدف، لا أمشاج من تراثٍ ديناصوريٍّ يُبلبل اللسان ويعيق الإنسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محاضرة «لهجات فَيْفاء: جذور العربية»، للكاتب، (مجلَّة الدراسات اللغوية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مجلد 14،العدد1، المحرّم- ربيع الأوَّل 1433هـ= ديسمبر- فبراير 2012م، ص ص265- 286). أو شاهد المحاضرة على (قناة أ.د/ عبدالله الفَيْفي):

________________________________

* [الكاتب: أ.د/ عبدالله بن أحمد الفيفي، عنوان المقال: «في اللِّسان والإنسان!»، المصدر: صحيفة «الراي» الكويتية، الأحد 11 نوفمبر 2017، ص18].

القصيدة:بريق نور

البحر:بحر الوافر التام

نوعا العروض والضرب: العروض تام مقطوف والضرب تام مقطوف

clip_image002_f2f2e.jpg

صورة الشاعرة:هيفاء محمود السعدي

النص

بدا في الحاجبينِ رؤى سيوفٍ=ببدرٍ حلَّ فــي شمسٍ كَسوفِ

فيومضُ في العيونِ بريقُ نورٍ =لهُ في نظــــرةٍ منها حُتوفي

يغارُ البدرُ منها فــــي مساءٍ=وأُفْقُ ضياهُ فــي فَلَكٍ خَسوفِ

 ودوزنتُ القوافي لحــنَ شوقٍ=فخانتني علــى نظمي حروفي

 وكانت غصـــنَ فاكهـــةٍ طريًّا=نديًّا عزَّ فـــي كـــل القُطوفِ

وقفتُ على الرياضِ ففاحَ منها=شميمُ الوردِ فـي نَسَمٍ هَفوفِ

وذكّرنـي بمــا فاحــت نسيمٌ=يشفُّ الروحَ مــن خدٍّ شفوفِ

حسبتُ فراقَها عنــي حضورا=فيا لهفي علــى قـــدٍّ هَنوفِ

ذرفتُ الشوقَ بي دمعا وأدري=بأن الحبَّ يحيا فــي ذروفــي

 إذا حضرتْ فكــلُّ الناسِ وهـمٌ=وأنسى حيـنَ طلَّتِها ضيوفـــي

وتحملني الدروبُ لوصـلِ ظبيٍ=إذا عزَّ الوصـــالُ فلا تعوفــي

 على أرجائِــيَ الثكلــى بِبُعــدٍ=وقلبٍ قــلَّ مـا يلقــى عطوفِ

فَخِفِّـي بابتعــادِكِ وانظرينـي= فقد آست علـى دربي ظروفي

 إلامَ الأفقُ يروي لــي صداهـا=ويرجِعُ حاسـرا عنــي هُتوفي

 يطولُ الصبــرُ ليس لها بديــلٌ=وفي صبري يُطاولُنـي وقوفي

 ويا وتـــرَ الحياةِ بكــلِّ لحــنٍ=إِذا انكفَأَ الخيـالُ بـهِ فطوفــي

 وما أنا بالـــذي ينهـــالُ يأساً=فبعضُ اليأسِ تقتــُلُهُ طيوفــي

هيفاء محمود السعدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقطيع بعض أبيات القصيدة

قام بالتقطيع/ الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

{1}بدا في الحا{مُفَاعَلْتُنْ}جبينِ رؤى{مُفَاعَلَتُنْ} سيوفٍ{مُفَاعَلْ} =ببدرٍ حلْ{مُفَاعَلْتُنْ}لَ فــي شمسٍ{مُفَاعَلْتُنْ} كَسوفِ  {مُفَاعَلْ}

 {2}فيومضُ في ال{مُفَاعَلَتُنْ} عيونِ بري{مُفَاعَلَتُنْ}قُ نورٍ {مُفَاعَلْ}=لهُ في نظ{مُفَاعَلْتُنْ}رةٍ منها{مُفَاعَلْتُنْ} حُتوفي {مُفَاعَلْ}  

{3}يغارُ البد{مُفَاعَلْتُنْ}رُ منها فــــي{مُفَاعَلْتُنْ} مساءٍ{مُفَاعَلْ} =وأُفْقُ ضيا{مُفَاعَلَتُنْ} هُ فــي فَلَكٍ{مُفَاعَلَتُنْ}  خَسوفِ  {مُفَاعَلْ}

{4} ودوزنتُ ال{مُفَاعَلْتُنْ}قوافي لحـ {مُفَاعَلْتُنْ}ـنَ شوقٍ {مُفَاعَلْ}= فخانتني{مُفَاعَلْتُنْ} علــى نظمي {مُفَاعَلْتُنْ} حروفي{مُفَاعَلْ}

{5}وكانت غصــ{مُفَاعَلْتُنْ}نَ فاكهـــةٍ {مُفَاعَلَتُنْ} طريًّا {مُفَاعَلْ} =

نديًّا عزْ{مُفَاعَلْتُنْ} زَ فـــي كـــل ال{مُفَاعَلْتُنْ}قُطوفِ{مُفَاعَلْ}

 {6}وقفتُ على الرْ{مُفَاعَلْتُنْ}رِياضِ ففا {مُفَاعَلَتُنْ}حَ منها {مُفَاعَلْ} = شميمُ الور {مُفَاعَلْتُنْ}دِ فـي نَسَمٍ{مُفَاعَلَتُنْ}  هَفوفِ{مُفَاعَلْ}

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعرة هيفاء محمود السعدي تعرفنا بنفسها:

حاورها: الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

- ما بلدك؟

- فلسطين

وولدت في دمشق

1968

شهر 6

يعني 49 سنة عمري

- ابعثي لي سيرتك الذاتية كاملة

هيفاء محمود السعدي

دمشق 1968

دبلوم في تنمية الموارد البشرية

دكتوراه في تنمية الموارد البشرية من الجامعة البريطانية

مديرة مكتب جريدة صدى مصر الورقية في سورية

عملت في الصحافة

أعشق القراءة ورياضة المشي

هوايتي الغناء

ومحاولات في كتابة الشعر

تلميذة في مدرسة الحياة

أحترم كل الأديان

وأعشق الإنسان فقط

أكره الذكور

أقدس الرجل

أنبذ المرأة أعشق فيها أنوثتها

حلمي الوحدة العربية وتحرير فلسطين والعيش بسلام

مطلقة منذ سنوات

- ما معنى "أكره الذكور؟!!!

ولماذا؟!!!

شتان مابين الذكر والرجل

أحترم الرجل

الذكور وما أكثرهم!!! والرجال وما أقلهم!!!

النساء ما أكثرهن!!! والإناث ما أقلهن!!!

البشر ما أكثرهم!!! والإنسانية ما أقلها!!!

- تقصدين تحبين من يقدر؟

- ليس الجمال بحسن الوجوه

كما قد يكون بحسن الخصال

يقدِّر أو يقدَّر؟

الذي يقدر الأنثى هو رجل حقيقي

- ربما انطباعك هذا من تجربتك مع مطلقك؟!!!

لا لا

انظر حالنا

انظر واقعنا

ذكور ذكور

وقلة هم الرجال

الذين يقدرون المرأة؟

- سعدت بك وبأدبك وشعرك .

-لست سوى تلميذة أهجي الحرف في مدارس الكبار أمثالكم

تلميذة صغيرة

تحياتي

هيفاء محمود السعدي

محسن عبد المعطي عبد ربه

clip_image002_c3b68.jpg

الشاعر أبو فريد الكرخي يعرفنا بنفسه:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاسم/علي حسين الكرخي

البلد / العراق

الولادة/20 /12/ 1953

ولدت في بغداد/الكرخ

أكملت الإعدادي الفرع العلمي في نهاية السبعينات

كنت أشغل منصب مسئول العلاقات العامة

في دوائر الدولة

والآن محال على المعاش

لقد عشقت الشعر منذ صباي وحفظت الكثير منه

قرأت لشعراء العصر الجاهلي والعصر العباسي

وخاصة للشاعر أبو تمام

وقرأت الشوقيات لأحمد شوقي

ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وغيرهم

تعلقت كثيرا بشعر الغزل

لأني مررت بتجربة حب قاسية وفاشلة

وكثير من كتاباتي هي التعبير عن مشاعري

لم أدرس العروض لكني أكتب ارتجالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النصوص

{1}(( القلب يدمي ))

لم لا أقول بأنني متألم؟!!!

أمسى فراغك بالقلوب متيم

إني وددتك في صباي وإنني

ما زلت أهواكم برغم المأتم

كم قلت أهواكم ولا تتفهم

وتركت جرحاً لا يزال يُترجم

ومضت سنين والعتاب يلومني

حتى الوسادة كل يوم تبهم

أطلال باتت بالضمير تهزني

كالقبر تمحوه السنين وتهدم

إني عشقت العين بعد تيقن

وغرور عشق بالهوى يتجشم

داويت جرحي والدواء يخونني

قلب بإزميل الغرام مدمدم

الشيب زغزغ والفؤاد أجنني

والسيف مغروس يلطخه الدم

والقلب يدمي والسهام تحوطني

وسلاسل في مسمعيَّ ومعصم

أبو فريد الكرخي

{2}(( عبر الغدير ))

عبر الغدير

أبعث إليك محبتي

سيمفونية تتلى إليك

من الوجدان

وفؤادا لاح إليك بلهفة

في مقلتيك

محبة وحنان

تتعانق الأضواء

فوق بحيرة

وفيها سحر الهوى ألوان

وتغوص روحي

في الغرام وتسبح

لكنني مهما أغوص

فإنني عطشان

والروض يعشق

ثغرك الفتان

وبطرفك أهفو

إلى الغفوان

أبو فريد الكرخي

{3}(( الجدائل ))

أهديتها ندما على الأطباق

وسما الوداد بأدمع العشاق

نبضت قلوب العاشقين وترجمت

كل الطلاسم قمة الأخلاق

رسمت على هدب الحمام روانقا

كفسيفساء زين بالأشواق

وجدائل ملفوفة في عنقها

كقلائد صيغت من الرقراق

والغيث ينزل والسحائب حولها

يسقى الهوى ماء من الأعراق

هي ظبية حوراء فاق جمالها

وكأنها زهر مع الأوراق

أبو فريد الكرخي

{4}(( العاتكه ))

أضحى صباحك باسما

متلذذا

كأجراس

تنادي محار البحر

لينثر الدرر

وينير رقراقه

ظلام الليل

بعد الغروب

وقد لاحت

شمس الأفق

فوق جبينك الخلاب

وانحنت إجلالا

على الخدود الناعسة

لتبعث لك

وداد العشق الباسق

أناديك يا مهجة

لتكوني

كالزيانب

للتغزل ببهاك

وقد أهدتك الشمس

حمرتها

لتكوني عاتكة

مرسومة كلوحة

يفتن بها

كل ولهان

أبو فريد الكرخي

{5}(( غادة العلياء ))

ماء الندى جارٍ

وماؤك ساكن

أهديتك عطري

وكل محاجري

وهبتك كل الرضاب

من رضاب فؤادي

أنت الصبابة والرضا

والهمس منك عبير

والمسك أنت

والعيون بلادي

مكثت لك الآمال

في ثكناتها

يا غادة العلياء انثري

نجمك

بين الجوانح

كي أكون جميلا

إني نسجت بثوبك

كل المفاتن

من نضار شموسي

لم تلبسيني

ثوبا من

حزن الأسى

قد حيك من

خيط العناكب واهما

ما خطبك. ..؟!

أين الوعود وسرها؟!!!

أين المودة وسحرها؟!!!

فالوعد منك

بات عندي رهينا

أبو فريد الكرخي

{6}( الهجر والوصال )

من كانت الآمال بالأسحار ملقاة

يسمو بهاء الود والأنغام ذكراه

ولا تروم النفس من لا وداد له

أعز الناس عندي من يسامرني

وأكرم الناس من بالحب لقياه

قضى على الحب لو غابت مفاتنه

وأترك الوصل لو بالجور مسعاه

وأهتدي للروض لو للأنس ندمان

وتثمل الروح والأقداح سكراه

ما سرني شوق والحاسدون معي

والعهد باق مع الأيام بشراه

لها مفاتن ما غابت ولا حضرت

والشوق سندس يسقيني وأسقاه

إليك كل العفو من قلبي أقدمه

البدر انت ونجم الصبح يتلاه

أبو فريد الكرخي

 {7}( مراقص العشق )

كلما فاقت ثناياك

على مراقص العشق

تلألأت ألنجوم وأسوارها

وغردت بصمت

على وتر منفرد

وهللت أطياف الهوى

وثملت بكأس

من رحيق الأرجوان

وصحت الأشجان

وقالت لي

أبيحت لك قبلات الصبا

واستنبط الرحيق المبتل

ببريق الذهب ألأبيض

فحومي وغادري معي

إلى سفن الوداد

لنيل المراد

عبر بحار اللامنتهى

ولأجلك أغوص بحارا وأنهارا

ﻷستخرج لك

ما يحلو لك

من اللآلئ والمرجان

أبو فريد الكرخي

{8}( ألأنثى الشرقية )

أيتها الأنثى الشرقية

سيري بكل ما لديك

من قوة وارتجال

أنت فخر للرجال

أنت عز ودلال

أنت تحوين الجمال

أنت ينبوع الحياة

سحرك لامع

وحزنك دامع

لا تهابين العدى

وتؤثرين الندى

ترعرعت في حضن الأرحام

وشقيت مدى الأعوام

عطاياك وافرة

وتحت أقدامك الآخرة

أنت داويت الجروح

ولك المسك يلوح

أنت أنت الأم أنت

أنت أنت ألأخت أنت

أنت كل الناس أنت

أبو فريد الكرخي

{9}(( عزف على وتر ))

سيري برفق

واتبعي أثر

لا يستكين العزف

إلا حين تنبهر

على فراش الحب غني

واضربي وتر

لقد همست بقلبي

إنك قدر

وإن حبي إليك

فاق الدرر

ولا تكوني كزيف

خلف الفجر يستتر

وجفت الأزهار

لا ماء ولا مطر

وفاض فيك العشق

تحت الماء ينغمر

كأنك الأشياء

تحت تحت الرمل تنطمر

وجنة الآهات

من ويل ومن قهر

هجرت صفوك

والجلسات والسمر

أبو فريد الكرخي

{10}(( وهبتك زهرة ))

وهبتك زهرة فيها السناء

لأنك أنت لي خير النساء

وصفت بسحرك رغم الرياء

وأجزي بحبك خير الجزاء

لآلئ لؤلؤ في وجنتيك

تناثر عطرها بين الهواء

وهمس عيونها في كل صبح

لترسم بسمة عبر الضياء

سأنثر زخرفا في الجيد حتى

يكون الجيد رمزا للبهاء

أهيم بجبهة فوق العيون

تقبل في الصباح وفي المساء

وكان القلب يشكو من فراغ

يضخ لأجلك كل الدماء

لك معزوفة في كل حين

ويطرب وترها عود الغناء

أنا لا أرتوي في أي فصل

وأنت الصيف عندي والشتاء

أبو فريد الكرخي 3/9/2017

{11}( كحيلة العينين )

كحيلة العينين

والكحل زينها

كأنها قطفت

من روضة الخلد

لو انثنت سيقانها

لها ينحني كل السلاطين

ويثمل العميان في تقربها

حسناء غيداء

وجيدها جمل الياقوت والذهب

والصدر مفتون بلا ذهب

لو حان للجود همس

يهمس لرقتها

الجود منها

وفيها الجود يتسم

هي لوحة

في كل دهر

وكل زيوت الفن

جاؤوا للقاها

هي مغرب

والأرض مشرقها

واستبرق يغفو لهيبتها

والسندس المكنون يبرقها

توقف الغيث

إكراما لطلعتها

خوفا على الجلباب

من بلل

أبو فريد الكرخي

{12}( على وتر الحبيب)

على نغم أوتاري

أصف لك موسوعة

تطوى على ذكراك

سفر

من أسفار براعتك

في الحب والدلال

وما صنعته بي

من الهجر والوصال

بقربك

عانيت البؤس والإكلال

خلتك نسمة في الأفق

لأجلك

شربت مر الكاس

لما أرسلتني

في الدهاليز والوديان

وانعدم منك

الجود والإحسان

وبعدت عني كالصبيان

عد للماضي الجميل

أوتاري تناجيك

وعزفي يناغيك

ولحني يدفيك

أجول السحاب

كي أظفر بك

عد كما

حن الربيع للأزهار

واشف قلبي الولهان

أبو فريد الكرخي

حاوره وراجع قصائده وصوبها: الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

clip_image002_c375f.jpg

الشاعرة خالدة علي أبو خليف نصوص

النصوص                                                                                                                                                                                                                                       

انتظار

كما النهر يغير مساره

عن صخرة

أجبروه على

أن يكون

بتلك القسوة

وعيناه لها الفردوس

أبى دمعها أن يسيل

ستدفن أحلامها

كما يدفن معظم

الفقراء أحلامهم

ويضعون فوقها خبزا"

لكي تزورها العصافير

تغرد فوق قبورهم

لتمنحها الحياة

من جديد

* * *

استغنت عن

مساحة الكون كله

لكي تبقى قريبة...

ضرب بكل العهود والمواثيق...

أفرغها من محتوياتها

فرحها ...حزنها...

أهدافها... غاياتها..

أسوء المعارك

ما يحصل بين عقلك وقلبك..

كسجينة منحوها يوما" لترى من تحب..

وجاء اليوم الموعود

ولم يحضر أحد..

لا تزال زنزانتها تضيق وشباكها تتسع

على أمل اللقاء

* * *

على صوت فيروز في الصباح الباكر

بردت قهوتها

مازالت تنتظر

سيأتي

وسيشاركها إياه

واقعها المرير

عقبتها خيبة

بحجم عمرها

سيأتي ليخلخل دقات قلبها

عنى لها الكثير

الإمساك بيده

وحدها من تمنحها القوة

تعرف أنها ستسامحه بمجرد رؤيته

وستقبل رأسه الفارغ

غروب

بفارغ الصبر

أترقب قدومه

كم تخيفنا النهايات؟

ومع ذلك

نتوق إليها بشدة..

يمر يومنا بسرعة البرق..

تلدغنا أحداثه...

ندلف مع نهايته...

إلى شعاعها الذهبي

يخطو الشفق

على جسر الليل...

نستمطر الأماني

فتتسابق أحلامنا نحو الرحيل..

تتشقق الذكريات

وتنوء بأحمالنا

على أمل يوم

يحمل حلم جديد

........

على حبل الغسيل

بفارغ الصبر أترقب نشفان

جوربي الطويل

على حبل الغسيل

يخطو الشفق

على جسر الليل

على حبل الغسيل

نستمطر الأماني

لحلم طويل

على حبل الغسيل

ننشر أمانينا المعلقة

بيوم جديد

......

يهدهدني الغروب

انتظر شعاعه بترقب

أعانق الشمس

أودعها على أمل

العودة غدا"

على سرمد

يجوب الشفق

ثنايا الليل

يعتريني الحزن

أتنهد حدة اللحظة

تسحب آخر شعاع لها

لم قلبي معلق" به؟

أتنفس الحياة

بمياسم الروح

يثملني

يحيلني

ملك العصور

بين غبار الحلم

وخيالات النرجس

ألامس السحر

أحرث حقوله

تراودني قشعريرة

أي ثلج فيه يحرقني

لا أهاب المشي فيه

بل أهابه من الغرق

أطلق سراح الكلمات

تسافر مترنحة

مع الأفق الأرجواني

يعانق دموعها

البحر

أراك...

في صحن فاكهتي

خطوط رمانية اللون

تفاح أحمر داكن

جماله يأسرني

موشى بالبرتقالي الذهبي

على صفحة الماء

خطوط موازية

تصل البحر بالجبل

تلقي عليه التحية

تمد إشعاعاتها معانقة

تستلقي على كتفه

وترتاح من دورانها

فتظلم الدروب

يتكفل القمر الفضي

بمتابعة الطريق

أقدار

عبثا أطارده ...

سراب من وهم ...

يلوكني...يقتحمني...

يسطو على تفكيري...

يخترق مسافاتي..

يلهب حياتي..

لا أدري إن كان وهما"...

يصارع في حبات الجنون..

تتأجج ..تعلن الانفصال عن ذاتي

فأترنح على ضفاف الكوثر ...

ساعدني حتى أدخل صومعتك..

ساعدني كي أنال محبتك ....

مملوءة جروحي ملحا" ....تلتهب وتلهبني...

يضيع الأفق عن ناظري...

وأتوه فيه...

سجينة قدري.

رياضة

في حضرة عيونك يا وطني

تصمت العيون

اليوم اختبرتها في ميدان عشقك

في صوت المذيع وهو ينادي اسمك

في لهفة الجماهير وهي تنهمر دعاء

في كل العيون الحالمة التي صلت صلاة النصر وأتت تحلم به بعد أن بيتت آلاف الاستخارات

لعيونك يا وطني تدمع العيون

وتبكي بحرقة كي يرتفع اسمك وعلمك عاليا"

لك ولنا الله ومنصور ورايتك مرفوعة

بإذن الله

شآم لا تتوجعي

كفاك قض مضجعي

فغدا" سينتصر العدل

والظلم عنك يرتحل

وتعودين أنت والأهل

في المهجة تتربعين

شآم لا تتوجعي

* * *

بيوتك دلالنا

ربوعك أحلامنا

وجمعة خلاننا

فراقهم ملوعي

شآم لا تتوجعي

* * *

جمالك لاح في الأفق

ياسمين عريش بالطرق

وفرحك لو مهما سرق

يوما" به ستستمتعين

شآم لا تتوجعي

* * *

خالدة أبو خليف/ سورية.

عيد ميلاد أخي

بعيدك بالي مشغول

من الصيفية لأيلول

لأتمنى لك كل الخير

ويزيد عمرك ويطول

جوات القلب بتحن

بتخطر عاباله وبتعن

وكل ما بابه بترن

بيركض يفتحلك عطول

عم استنى حتى تفيق

وكون أول وحدة عالريق

منك ضحكة بوقت الضيق

بتبل القلب المعلول

أراك بأعين شهدائك

ثمينة غالية تسبقين الريح

لا الموت يفي حقك كل الثمن

ولا أنات مكلوم وجريح

كلما على أبوابك

هشنا اليتم نصيح

سورية

تحلب ريقي

عندما ذكر اسمك

دمشق

تحيط سورك الوطاويط والغربان

وفي شوارعك ترتفع السواتر

معافى جرحك يا وطني

حماك الله من كل غادر

بالروح دفع الثمن غاليا"

سل سيوفه بوجه العدى عاليا"

جيشنا البطل

عانقتني بوجعها

لحروفها أيادٍ حنونة

سورية

يبكيني نزفك

يستوطن روحي حبك

سوريا

بردى وقاسيون تعانقا

ولدت جميلة الجميلات

دمشق.

من عطر الياسمين هل يمكنني؟

مغازلة هدبك

جلق

هايكو

يلف ويدور

مع شعاعها

عباد الشمس

يسكن الزاوية

يبحلق بعينيه

عنكبوت

نسمة مسائية

تداعب جفوني

أغفو

يراودني النعاس

على عنة محركها

مروحة

نوارس وحمام

تسير فوقي

غيمة بيضاء

برجل السرير المكسورة

اتخذ موطنا"

صرصور

تنام سعيدة

على صوت أمي

طفلتي

فوق النافذة بقليل

بنت الحمامة

عش

لا أحد يزيح

حمامة على نافذة

تبني عشا"

أتفاءل بوجودها

حمامة على نافذتي

وصغيرين اثنين

يتعبني صعودا وهبوطا

يؤرق مضجعي

دولار

تطفئ السواد

تزين السماء

نجمة

تتناثر في الممر

أزهار شجرة

الدفلى

تتساقط دموعي

على فيلم

رومانسي

أرتاده يوميا

أتنفس هواه

مقهى

ختم أصفر

نهاية علاقة

حب

تمسج جسد

كل من يسبح

موجة

أنتظر انبلاجه

في آخر النفق

ضوء

ينام ويصحو

معصوب العينين

سجين

تراود فضائي

تقض مضجعي

فكرة

على جنباتها

يختفي حنقي

حديقة

يتراقص أمامي

يعلو ويخفت

لهب شمعة

ينقض بسرعة

بمنقاره الطويل على

سمكة تطير

خريف قادم

يملأ الدروب

ورق أصفر

تدور تدور

مع الأشعة والنور

عباد الشمس

حقل مليء بورد

أصفر اللون

لوحة مشهورة

وجه صغيرة

أصفر باهت

ريقان

يشعرني بالسعادة

يشع دفئا"

اللون الأصفر

أصفر الوجه

لا روح فيه

ميت

وردة عباد الشمس

صفراء اللون

تزين شعر أختي

أكاليل ورد صفراء

يتوسطها اسم

شهيد شاب

ما كل ما يلمع

أصفرا" براقا"

ذهب

كأوراق الخريف

باهتة تتناثر

أحلامي

أضنيتني بالهجر وشعاع روحك

يتأبط ذاكرتي مع لحن أغنية

فريد

ليل طويل وحرقة الآه

عبر الأثير تناجيني

أم كلثوم

تمضي بي بعيدا

إلى كندا

فيروز

أتوه ببحر عينيه

يجدف بي بقاربه

نزار

نزهة في حنايا روحه

وحيدا" من غير ليه

عبد الوهاب

كل كلام الحب.. الجرح.. الفرح

كان عشان عيونك

بليغ

هايكو وطن

اعتصرت غيمة

ملأت خزان دموعها

اضمحلت الدنيا

طار قلم

سكن الفضاء

تلاقت الأرواح

تسبح كالملائكة

في بحر الكلمات

مشاعر مسافر

زقزقة عصافير

تسكن الغدير

قدت شجرتها

رصاص طائش

سكنت الروح

ارتاح الجسد

خيمة منصوبة

لوحة لهزيمة

وطن

قوارب نازحين

تبحر مترنحة

غرقى

آلاف العائلات

تنام منتظرة

حدودا مفتوحة

غابات مطيرة

لاجئ يسيرها

مع عائلته

أزرق وأبيض

سيارة معبأة

معونات

غريبة الشكل

سيارات محملة

معامل

سيارات بيك أب

عليها نار

ودوشكا

شهب تتساقط

مثل المطر

قذائف

سيارات مصطفة

طوابير بشرية

حواجز

تشق السماء

تخترق الصوت

طائرة

أخضر وأحمر

أبيض وأسود

وطن

قطط تموء

صراصير تنتشر

جياع

روائح موت

ذباب أزرق

جيف

نحو الموت

مقيدة بالسلاسل

أسرى

على قارعة الطريق

تنام طفلة

مهجرة

رائحة التراب

أتنهدها

ساحرة

تستطيع أن تشُم

رائحة الجبس

تشتهي

أي رقم مهما علا شأنه

لا يشتري

الحب .

لكل رقم مضاعفات

إلا الصفر يضاعف الأرقام

بجنون .

على ظهرها تحاول جاهدة

أن تنقلب

خنفساء سوداء

صريره فتح كوة

في رأسي

صرصور أسود

يحمل شعار شانيل

أسود وأبيض

خروف العيد

جمال سداسياتها

السوداء والخضراء

سلحفى الصغير

الطقم الذي لا تمل ارتداءه

حذاء وجزدان أسود

ضفائرها السوداء

أحناش لامعة تنسدل من أعلى رأسها

ترتيبهم بجانب بعض

يجعلني أستمتع صوتا وصورة

أورغ ابنتي

اكفهر وجهها تلونت

أجهشت بالبكاء

وردة

عبد الطريق

جيئة وذهابا

عاشق

اسودت أجنحتها

طارت مرتفعة

قصيدة

كيوم العيد

يرشح في قلبي

عيدك

تعود العصيان

يضرب جدران قفصي الصدري

قلب

تمام

أريدك لي وحدي فقط

فأنا لا أتحمل معي

في العشق شريك

أريدك أن تضع

على حروفي النقط

فأنا لا أفهم

مفرداتك بغير بريق

حين أحببتك علمت أن

هناك دون الماء

للقلب غريق

أنا أبتعد عن الشعر العمودي لأني لا أحب أن تقيدني القافية ولو أنه لي وجبة دسمة بمنتهى الروعة أحب شعرك جدا" لتنوعه ولشموله وأول مرة قرأت لك في مسابقة كنت قد صححت لي قصيدة

وكتبت وقتها

"امحيها وأعيدي كتابتها لتلحقي بركب الفائزين فاحترمتك جدا"

وهذه هي القصيدة

همس تحدثنا طويلا"

رافقني جمالها عصيا"

راقصنا الحب سويا"

أيقظت في بذورا" نائمة

تحت الجليد

كحل عينيها القمري

جعلني أحلق عاليا"

حجز أقمارا" من أنواع مختلفة

بريقها سبحان من سوى

أمسيت في راحتيها كطفل صغير

عرفوا في أقاصي الأرض

أنني اخترتهما

نظرت من خلالهما

عانقت الثريا وبنات نعش

ما ذنب عيني

حين تريدهما في كل وقت؟!!!

تجعل نبضي يستكين

وتهجع في

كل الظنون

والعين لا تشبع

إﻻ من التراب

أعلنت في الفجر من دون آذان

خالدة أبو خليف

Khaleda Abo Khleef

الشاعرة/ خالدة علي أبو خليف تعرفنا بنفسها

سورية_2دمشق_الشرفية صحنايا_25/9/1966 قرأت مجمل الشعر العربي القديم والحديث أقرا الكثير من الكتب على النت حاليا الشعر بالنسبة لعائلتنا ارتجالي اكتب القصة القصيرة جدا ومحاولاتي الشعرية أتت من تشجيع الجميع للنشر الالكتروني

حصلت على إجازة في الكيمياء وماجستير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية حاليا مسئولة التدريب في وزارة النفط السورية كنت أكتب من صغري شعراً نثريًّا وفي الجامعة كنت أكتب في صدى الجامعة حاليا أكتب في أغلب الروابط الأدبية وأشارك في مسابقاتها

clip_image002_6d0e4.jpg

عني عباس المناصرة بقضية التنظير للأدب الإسلامي عامة، والشعر خاصة، فحاضر وحاور وكتب وألف! وكان هذا الكتاب ثمرة من ثمرات تلك الجهود الحثيثة والرغبة الصادقة في رسم خطوط عريضة واضحة لمنهج الأدب الإسلامي في الشعر تنظيرا وتطبيقا. وقد جعل كتابه مقدمة، وأربعة فصول، وخلاصة.

تحدث في المقدمة عن الرؤية العامة التي تمهد لهذا الموضوع، وكيفية إقامة علاقة صحيحة بين الأصالة والمعاصرة، ثم يقرر أن التنظير للأدب الإسلامي كان حركة عفوية.. يوجهها الحماس الفردي والتصور المحدود في جو من الهزيمة النفسية أمام نظريات الأدب الغربي الوافدة..

ويقول عن عمله في الكتاب: إنه اجتهد أن يكون محددا بهدفين:

الأول وضع مقدمة منهجية توضح طريق الانتقال من فكر الصحوة الإسلامية العام العائم؛ إلى فكر النهضة الإسلامية المتخصصة ليكون النهج ميسرا أمام النظرية الإسلامية الأدبية المبحوث عنها..

والثاني تحديد الوثائق الشرعية لاستخلاص النظرية الأدبية من القرآن الكريم والسنة النبوية وأدب الصحابة والراشدين لتأكيد أهمية مصادر استخراج المقاييس النقدية للفن الإسلامي..

ويعمل المؤلف في فصول الكتاب على تحقيق هذين الهدفين، فيتحدث في الفصل الأول عن مقدمات منهجية تشمل السيرة النبوية، والعناصر الغائبة والباقية، ونظرية التعويض، وخطوط التعويض، ومراحل الشمولية العقدية والنظرية والتطبيقية والعلمية.

وفي الفصل الثاني يتحدث عن فوائد هذه المنهجية، والوثائق الخمس، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأدب الصحابة الكرام، وخلود المذهب الإسلامي، وطموحات النظرية وهمومها. وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المحاولات الإسلامية المعاصرة في الأدب والنقد، وعمل محمد قطب في كتابه منهج الفن الإسلامي.

في الفصل الثالث تحدث المناصرة عن الشعر الإسلامي في المرحلة المكية.

 وتحدث في الفصل الرابع عن المرحلة المدنية، التي أخذت منحى جديدا بظهور الأدب الإسلامي الموجه، وقدم لذلك أمثلة من شعر شعراء الرسول الثلاثة، وشعر خبيب بن عدي ولبيد بن ربيعة ومعن بن أوس، وشاعرة مجهولة سماها رائعة الحب والعفة، وهي الأبيات التي تبدأ بقولها:

تطاول هذا الليل واسود جانبه/ وأرقني أن لا حبيب ألاعبه

وقد أشبع الناقد عباس المناصرة هذه الفصول والفقرات درسا وبحثا، ليصل إلى خلاصة تقول: إن الأدب الإسلامي يعتمد الوضوح والإيصال اللذين هما غاية البيان، ووجوب التفريق بين طبيعة الأدب ووظيفته، وعدم التفريط في الإتقان الفني في الأدب، وعدم التهاون في وظيفة الأدب، وإن الصورة الفنية في الأدب الإسلامي تخضع للعقيدة الإسلامية، ولا تسمح للوثنيات بالدخول إلى مجاله، وإن هذا الخيال يحتكم في صياغتها إلى ثلاثة مقاييس أساسية هي: المعقولية، والجمال، ونقل التوتر.

المزيد من المقالات...