الجملة الإستراتيجية = مجال + فعل إستراتيجي + فاعل إستراتيجي + مفعول به إستراتيجي + موارد

clip_image002_15131.jpg

 

clip_image003_e4811.jpg

كتاب نادر في المكتبة الجزائريّة الحديثة ، يتخصص في دراسة ( الجملة الإستراتيجيّة ) من حيث بنيتها وتعريفها عند أشهر القادة والإستراتيجيين والسياسيين العالميين ، وهو من تأليف الأستاذ محمّد دريدي

[1] - الأستاذ محمّد دريدي من مواليد 15 / 04 / 1966 م بخنقة سيدي ناجي بسكرة ( الجزائر ) ،  أستاذ العلوم الطبيعيّة ورئيس بلديّة خنقة سيدي ناجي سابقا ، له مشاركة في العمل الصّحفي من خلال جريدتي ( الدّيار ) و (فسيرا ).  

بعد جهدٍ متواصل بذله الباحث العراقي د. خيرالله سعيد ، تجاوز أكثر من عقدٍ ونيّف من السنين ، تم انجاز ( موسوعة التراث الشعبي العراقي) بعشرِ مجلدات ضخمة، تنجز للمرة الأولى في تاريخ الثقافة العراقية، وبها يتجاوز الكاتب عتبة ال ( 50 مؤلّفاً ) ، وبغية الاطلاع على المفاصل والموضوعات  الرئيسية فيها ، نعرض أدناه ( مقدمة هذه الموسوعة ) .

المقدمة :

 يشكّل التراث الشعبي العراقي منظومة من المعارف الثقافية والمفاهيم المعرفية، مستندة في تراكمها ونشوئها الى عمقٍ تاريخي – حضاري، تمتد جذوره الى العهد السومري، في كثير من مفرداته وظواهره الثقافية، مروراً بالعصور البابلية والأكدية والآشورية ، والإسلامية – العبّاسية، وصولاً الى المرحلة المعاصرة.

وبالرغم من تعدد مصطلحات التعريف بالأدب الشعبي كونه: ( تعبير عن المجتمع الشعبي نفسه، من خلال الكلمة، او هو الكلام المنطوق عن عامة الشعب للتعبير عن نفسه، أو هو تعبير جماعي عن تجربة إنسانية من منظور جمعي ) . أي أن هذه التعابير والمصطلحات تهمل ( هوية القائل الفردي) لكنها ، بنفس الوقت، تحدد هوية الجماعة الحاملة لمضمون  هذه الهوية، كونها تعبِّر عن الشعور الجمعي، من جهة، ومن جهة أخرى، تُعلِّم على هذا، كونه يمثّل عن انفعال عاطفي أو فكري تنهجه العامة في أساليب تعبيراتها، وتقدِّمه بصيغته الساذجة، كونه ينطلق من مجموعة أفراد ليس لهم كفاية من التعليم الأكاديمي، والغالبية منهم أُميّون، لا يحسنون القراءة والكتابة، لكنّهم يعبرون عن ذواتهم بحسٍّ مرهف وبراءة واضحة، وعفوية صادقة في اطلاق تلك المشاعر، التي تُدرك المضامين الروحية الكامنة في روح هذا الشعب.

وتنفرز حالات الانفعال الفكري في التعبير عن ( العادات والتقاليد) التي  يمارسها عامة الناس، ويدركونها بحسّهم الفطري، ويتمايزون بها عن (التراث الرسمي) الذي يتّخذ من (اللغة الفصحى) لغة لكتابة ذلك الأدب،  للتعبير عن معزىً معيّن، فيما تكون ( لغة البساطة) هي الدليل الأوضح لذلك الأدب الشعبي العراقي، ومن هنا يطلقون عليه ( معنى السذاجة) لأن هذا الأدب الشعبي ينطلق من القريحة التي لا تُخضِع هذا الأدب الى (المنطق العقلي) بل تنطلق من العاطفة العليا في لحظة الانفعال الوجدانية الخاضعة لهوى القلب والروح دون تردّد أو انضباط، لذلك هو (أدب مرهف) عالي الحساسيّة، صادق المشاعر والوجدان .

* والتراث الشعبي: هو عناصر الثقافة الحيّة، أي تلك التي تتناقل من جيلٍ لآخر. وفكرة الانتقال للأشياء عبر الزمن هي المضمون الأصلي للمصطلح، وهي التي يلتزم بها في المقام الأول كل مشتغلٍ بهذا الميدان . *1

ويرى د. محمد الجوهري ( مصر) : أن التراث الشعبي، هو مجمل العناصر الثقافية الشعبية التي يختص بدراستها علم الفولكلور. ويقسِّم تبعاً لذلك ميدان التراث الشعبي الى أربعة أقسام رئيسية هي: ( المعتقدات والمعارف الشعبية، والعادات والتقاليد الشعبية، والأدب الشعبي، والثقافة المادية والفنون الشعبية) *2 ، ونحن أميل الى هذه التقسيمات لمعنى التراث الشعبي .

وقد ابتكر الكُتّاب والباحثون العرب كلمة ( التراث الشعبي) من المصطلح الغربي ( Folklore ) في بداية الخمسينات من القرن الماضي، منهم: أحمد رشدي صالح، وفاروق خورشيد، وفوزي العنتيل، ونبيلة ابراهيم، وحسين النصار، في مصر، بينما أوّل من استخدم كلمة ( فولكلور) في الفكر العراقي هو الأستاذ ( محمود العبطة) ، كان ذلك في عام 1927م، وقد استعارها من كاتبٍ بغدادي مجهول، كانت ( مجلة الثقافة – البصرية) الصادرة في عام 1948م، نشرت له مقالاً خلا من ( توقيع الكاتب) جاء فيها: ( أن أوّل من أعاد طَرقِ هذا الموضوع، ولفت نظر العلماء إليه، هو أحد الأدباء الإنجليز – لا يخطر إسمه الأن- وذلك في سنة 1946م) *3 ، وواضح أن الرقم ( 1946) هو خطأ مطبعي صوابه ( 1846م ) وإسم الكاتب الإنجليزي الذي استخدم هذا المصطلح لأوّل مرة هو ( تومس- W.J Thoms  ) .

وكان الكاتب (البصري) قد أشار الى ( أن بعضهم عبّر عن كلمة (فولكلور) ب ( الخلقيات ) ، وهو يرى أن ( أحسن ترجمة له هي ( ثقافة العوام ) فإنها تفيد المعنى المقصود تماماً، ومع ذلك فإننا ننتظر من الأدباء وعلماء اللغة، ترجمة توافق المعنى، وتكون بكلمة واحدة) *4 .

فتصدّى الأستاذ محمود العبطة، لشرح اصطلاح ( الخلقيات) بقوله: ( أن كلمة الخلق- تعني الناس أو البشر أو العامة، كما هو مفهوم، وقد استعملها الشاعر التركي( ضياء كوك ألب) لأول مرة بدلاً من  كلمة ( الفولكلور) في الأدب التركي، وهي تعني عند الأتراك: كل ما يتعلّق بالشعب ( آثار الشعب- أو المأثورات الشعبية) *5 .مع ملاحظة أن عامة أهل العراق يستخدمون كلمة ( الخلگ ) للتعبير عن الخلق .

ومن الصعبِ ربط ظهور الأدب الشعبي بتاريخ معيّن، حيث ظلّ الأدب الشعبي مقروناً بالإنسان الأول الذي برز فوق سطح الأرض، وهو الذي أطلق عليه علماء الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا اسم (الإنسان البدائي) صاحب المستوى الحضاري البسيط، ذلك الإنسان الذي مارس صراعه مع الطبيعة وقواها، فشكّلت هذه الممارسات رصيده الثقافي والأدبي، فتوارثها أبناؤه عبر العصور، ويتمثّل هذا الأدب البدائي في  (الملاحم والأساطير والحكايات الخرافية وحكايات الحيوانات، وقد احتوت هذه العناصر( العناصر السحرية والدينية، كالصراع مع الالهة، وتضمّنت التاريخ الاجتماعي) *6 .

وقد استطاع الآركيولوجي العراقي الكبير د. طه باقر في كُتبه : 1- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – جزءآن.  2- مقدمة في أدب العراق القديم.  3- من ترثنا اللّغوي القديم- ما يسمى في العربية بالدخيل . *7 . فقد استطاع هذا العالم الكبير من أن يربط لنا- في هذه المؤلّفات- التراث السومري العراقي القديم وما يترابط معه في السياق التاريخي للتراث الشعبي العراقي المعاصر، بحيث أننا كباحثين في الأنثروبولوجيا والتاريخ، نجد في هذه المؤلّفات، الترابطات التاريخية لهذا التراث العراقي، فهناك الكثير من العادات والتقاليد والمفردات الشعبية قد رُحِّلت إلينا من التراث السومري، وهي نقطة لافتة اهملها بعض الدارسين، من العراقيين والعرب، على حدٍّ سواء، ولكن انتبه إليها بعض الدارسين الغربيين وعلى رأسهم جيمس فريزر وصموئيل نوح كريمر .

ونظراً لكون الأدب الشعبي مرتبط بشكلٍ وثيق بقضايا الشعب، وهو يعبّر عن نفسية هذا الشعب في مختلف الظروف النفسية والاجتماعية والسياسية ، ولذلك نحن نعتقد بأن الأدب الشعبي، بشكل خاص، بوصفه أحّد الروافع الأساسية في الفولكلور أو التراث الشعبي، وهو المعبّر الأساسي لنفسية الشعوب، فالنصوص التي ينتجها هذا الأدب تمثّلُ مقياساً نفسياً وثقافياً لتلك الشعوب، وكلّما توغلنا عميقاً في دراستنا لتاريخ هذا الأدب، نستطيع أن نقرأ بوضوحٍ أكثر أصالة الشعوب في كل المنعطفات .

* ثمة إشكالية ظهرت في تميّز العلاقة بين ( الأدب الفصيح والأدب الشعبي) شغلت المشتغلين بالتراث الشعبي ونُقّاد الأدب الحديث، لا سيما في خمسينات القرن الماضي، حيث أن مسألة ( مفهوم أدب العامة) يذهب الى أن العامية شرط جوهري في تحديد  مفهوم الأدب الشعبي ، كون اللغة تشكّل جزءاً هاماً من العمل الأدبي، فإن المحتوى لا يقل عنها أهمية، وهما عنصران متداخلان من الصعب الفصل بينهما. وقد رأى بعض الباحثين في دراسة هذه الإشكالية يمكن أن توجز بالنقاط التالية : *8

آ- ليس كل ما يكتب بالفصحى يكون بالضرورة أدباً رسمياً، فهناك الكثير من الآثار الأدبية الخالدة كُتبت أو رويت بالفصحى البسيطة، وهي مع ذلك تصنّف في الآداب الشفوية أو الشعبية، ومنها ( ألف ليلة وليلة، والسِير الشعبية) وغيرها، ولهذا لن تكون الفصحى شفيعاً لهذا الأدب من أن يكون شعبياً ، فشعبيته لا تكمن في عامية لغته، على الرغم من أن بعض هذه الآثار السردية، تلتجئ في بعض الأطوار الى الإغتراف من العامية، لغايات فنيّة طوراً، ولعجز الرواة والساردين- فيما يبدو- عن العثور على ألفاظٍ فصيحة طوراً آخر.

ب- ليس كل ما يكتب بالعامية، يعدُّ بالضرورة أدباً شعبياً، وتجري هذه السيرة أو الملاحظة على ( كُتّاب المسرحيات والروايات والأغاني الشعبية) وهي لا ينبغي أن ترقى الى مقام ودرجة الأدب الشعبي.

ج- إن صفة الشعبية، التي تلازم أجناساً من الأدب، وضروباً من القول، لا تكمن إذن في العامية ولا في الفصحى، وإذا كانت العامية أداة في الأدب الشعبي، بوصفها من مقوّماته، وإنها عامل مشترك بين الأثر المجهول المؤلّف والمعروف، فإنه لا ينبغي الخيار في استخدام اللغة التي يريدها المبدع الشعبي- عامية أو فصحى- فمن الخطأ أن نطلب من المبدع الشعبي الذي ينتمي الى الطبقة الدُنيا، التعبير بالفصحى، والعامة من الشعب الذين يخاطبهم عاجزين عن فهمها .

والأدب الشعبي، هو جوهرة محصورة في ذاكرة الشعوب، وهو يؤلف الرأسمال الثقافي الذي يعكس الملامح المتميزة لجماعاتٍ بشرية مختلفة .

يظهر أن سبب الخلاف بين العُلماء في تحديد مفهوم الأدب الشعبي، يعود أساساً الى عنايتهم بالشروط الخارجة عن ماهية النصوص الأدبية، وقد وضعت هذه القيود في مرحلة الاهتمام بدراسة الأدب الشعبي ( الرواية والتوارث وجهل المؤلف والجماعية والتقليد أو العراقة، واللغة العامية والفصحى، والعادات والتقاليد والوجدان الشعبي، والذاتية الشعبية، والتقدم الحضاري، والقول التلقائي) وهي شروط لا تقتصر على التعبير الشعبي، بقدر ما يشترك في بعضٍ منها الأدب الشعبي المدوّن، وتعتبر هذه الشروط الان جزءاً من تاريخ الأدب الشعبي. *9

* وبداية، حين نعلم أن العرب كانوا أميّين، في بدء ظهورهم وتعليم وجودهم الثقافي، في الأماكن الجغرافية التي ظهروا فيها، وتعبيراتهم الثقافية كانت هي الأخرى أميّة، فهذا يعني أن المنطق يقول أو يقضي بسبق الأدب الشعبي على الأدب التقليدي المعروف، كون الأدب الشعبي هو الذي يصوّر الحياة بتفاصيلها ووقائعها لا الأدب التقليدي الخاص الذي تحكمه التقاليد والرسوم والآداب الاجتماعية ومجالس الشيوخ والملوك .

لقد شكّل اللّحن في اللغة العربية الفصحى، في أواسط العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، بحكم الاختلاط المتنوع بين الشعوب ، مما أدى الى اختلاط اللّغات وبلبلة الألسن، فظهر الأدب الشعبي في العراق، في شكله البدوي والحضري، وارتفع الأدب التقليدي، لوصفه الأخير بالضوابط الجديدة، فغطّى بظلّهِ على ما عداه، وعُني به الناس، وتسلّمته المجتمعات، وعنيت به الطبقات، وسجّله الرواة والمصنفون، وظلّ الأدب الشعبي في حالهِ هذه، منقطعاً مستوحشاً بالقياس التقليدي، ينتظر العناية والتسجيل، وقد كانت حادثة قتل ( الوزير جعفر البرمكي) من قبل الخليفة العبّاسي هارون الرشيد سنة 178ه الموافق 803م ، والتي عرفت في المدونات التاريخية باسم ( نكبة البرامكة) حيث مع هذه الحادثة ( إنولد الموّال العراقي) وكان يعرف ب ( المواليا) كأوّل نوع من الأدب الشعبي العراقي يسجّل حضوره . *10

ويعتبر بعض الباحثين العراقيين *11 أن ( الرجز) هو شعر شعبي ، في بادئِ تكوينه، مستنداً في هذه الحجّة على ما ذكره ( إبن وهب الكاتب- أبو الحسن إسحاق بن ابراهيم) المتوفى بعد سنة 335ه/ 947م ، بقوله ( إن الرجز= الساقي الذي يسقي الماء) حيث أن الأصل في الرجز، أن يرتجز بها الساقي على دلوِهِ إذا امدّها، ثم اخذت الشعراء فيه، فلحق بالقصيد ) .

وهذا يوضّح أن ( الرجز) شعر شعبي، يقترن ترديده أو إنشاده أو الغناء بهِ، على أن الصحيح شُغلاً للنفس عن مشقّة العمل وتسلية لها من الهموم، وشحناً لها بمزيد من الطاقة للاستمرار فيما هو فيه من جُهد) *12

وما ان جاء القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، حتى ظهرت في العراق فنون الأدب الشعبي متكاملة، منها :

* فن المواليا، والدوبيت، والكان وكان، وفن القوما، وفن الزجل، وهو الوجه الشعبي للموشّح الأندلسي الفصيح * 13

ومن المهم معرفة ان الفنون الشعرية الشعبية العراقية والأندلسية، سجّلت لنا نوعين من القوالب، أوّلها ( الرُباعي البغدادي) والثاني ( المتعدد القوافي والوزن) وهو الزجل ذو الطابع الأندلسي. ومع هذين الفنين، ينبغي أن نذكر ( الشعر البدوي) الذي ذكره – إبن خلدون- في ( مُقدّمتهِ) و ( الحجازي) الذي ذكره صفي الدين الحلّي في ( العاطل الحالي والمرخّص الغالي) كما عرف في الأندلس أنواعاً أخرى من النظم الشعبي منها: ( الأصمعيات والبدوي والحوّاني ، وعروض البلد) حفظاً لذكراه المشرقية، وحرصاً على النظم، بمقتضى تقاليده القديمة. *14

وبعد أن  تفرّعت الفنون الشعرية الشعبية، وانتشرت في البلاد العربية، وجدناها تحذو حذوَ واحدٍ من هذه الأصناف الثلاثة، فأمّا الصنف الرباعي العراقي فمنه ( العتابة والأبوذية والمربّع) وما إلى ذلك، وأمّا الصنف الأندلسي الملوّن ومنه الزجل الحالي  في ( بلاد الشام ومصر والمغرب) و( الحميني اليماني القديم) . وأمّا البدوي، الذي يحاول الاقتراب من شكل القصيدة ( والذي يسمى الان في الخليج العربي الشعر النبطي) والذي يبنى على القافيتين، في كل شطرٍ قافية، والوزن واحد، ونسميه في العراق( النصاري) بشكله الحديث ، واهل بلاد الشام تسميه ( الهجيني) وهو البدوي الخالص .

* وأمّا مفهوم الأدب الشعبي وخصائصه فهو ( العبارات والجُمل، والأمثال والأشعار والخطب والقُصص والأساطير) التي تنعكس من ضمير الشعب وقلبه وعقله، انعكاسا مطبوعاً لا مصنوعاً، لتجعل منه مجتمعاً له خصائصه المتميّزة وطابعه الخاص، وكلها حصيلة حياته وجهد الباحثين، من حيث كونهما معبّرين حقيقيّين عن حقائق أدبية واقعة فعلاً دون تكلّف أو تزيد .

ويدخل في هذا المفهوم ( الكنايات والأمثال والتعليقات والأشعار والقصص- حتى الخيالي منها- والنضال المسجّل شعراً ونثراً، وتخرج منه ( النصوص التي قيلت احترافاً أو تكليفاً) وبطريقة لا تجعل منها فكراً يمثّل أغلبية الناس، أو يُماس ما تضمره نفوسهم، وهذا يعني ان ( أغاني الراديو والتليفزيون والقصص والمسلسلات والمسرحيات) لا تعد أدباً شعبياً، قبل مرور وقتٍ كافٍ يجعل منه تراثاً للشعب. *15

* أمّا الخصائص التي تحدد للأدب الشعبي هويته وكيانه فهي :

1- أن يكون حيّاً معافى- يحمل طاقة متجددة وقوة على التجدد والتلوين .

2- أن يكون له طابعه الخاص، لغة وتعبيراً .

3- أن يكون معنياً بالصناعة اللفظية، وخصوصا  بتشقيق المعاني من الكلمة الواحدة – كما هو في الشعر المجنّس، مثل ( الموال والأبوذية والعتابة والميمر والهات وغيره) .

4- أن يكون له أوزانه الخاصة في فنونه الخاصة .

5- أن يكون ابن بيئتهِ – الزراعية والرعوية والصحراوية وبيئته الجغرافية .

6- أما فيما يتعلّق بالنثر، والذي يشمل ( المثل والقصة والخطبة ومحاضر جلسات المصالحة العشائرية، والاتفاق على الديات، والخطبة والزواج والطهور، فأهم الخصائص فيها فهي :( البساطة والسذاجة ومحاولة التطاول على النحو والبلاغة التقليدية، إنقياداً الى قيمتها واستسلاماً لها، بعكس الموقف فيما يتصل بالأشعار الخاصة بالفكر الشعبي) . * 16

* علاقتي بالتراث الشعبي العراقي : مُذ أنيطت عني التمائم، وقطِعَ عن غُرّتي قِذال (الدلاّعة) *17 ،وبدأت نقلاتي الأولى على الأرض، كان الموقدُ ودلال القهوة العربية والسجّاد الصوفي، المصنوع يدويّاً بنولِ أُمّي، هي مشاهداتي الأولى لجمال الأشياء. وقد وُلِدتُ بين احضان عائلة فلاحية، عاشت في أرضٍ سومرية الأصل تسمّى ( ميسان) واصلها السومري ( ميشان)، أرضٌ تجتاحها الأهوار، ومزارع الشلب – أي الرز، والحنطة والشعير، وباقي البتوليّات النباتية.

كنتُ اصحو على ثغاء الإبل والشياه وصياح الديكة، و(صكلكة الغنم ) *18 ، وهي تخرج من زرائب الدار، فيما كانت أمّي تكنسُ ( مراح الغنم) وتجمع ( البعرور) لتصنع منه  (جلّة) أو ما نسميه ( المطّال) .

في المساء، كنت أشاهد كيف تصنع امي ( الروبة) أو اللبن الخاثر، من الحليب، فيما كانت عند الظهيرة تصنع للعائلة ( الطابگ) *19 من طحين الرز الأحمر وتشوي معه السمك على المطال .

في خطواتي الأولى، كان موقد النار ودلال القهوة، هي المشهد الذي يروقني منذ الطفولة، كان أبي يُجلسني بين احضانه وهو ( يُحمِّس حبات البن الخضراء) في ( المُگلا) أو المقلاة، ثم يقعدني جانباً ليبدأ بعملية ( دق حبّات القهوة) التي تحوّلت الى اللّون البني الغامق، بعد أن تبرد قليلاً، ثم يضعها في الهاون النحاسي الكبير، ثم يبدأ بسحن حبات القهوة وتنعيمها بطريقة فنيّة مموسقة، اثناء عملية الدق، لتجلب انتباه جيراننا في السَلف*20 . رنّات الهاون جعلتني أٌصيخ السمعَ بشكل مرهف، وعندما كبرت قليلاً بدأت أتعلّم كيفية ( العزف) على هذا الهاون النحاسي، وكيف اقلّد أبي في الضرب عليه ، بغية الحفاظ على تلك النغمة المموسقة، فحفظتها عن ظهر قلب حتى هذه الساعة.

حين ارتحلنا الى بغداد، في سنة ( الفيضان) أي في عام 1954م حيث وقع فيضان دجلة، استوطنا في أكواخٍ من القصب والطين، كانت تسمى ( الصرايف) في منطقة تقع شرقي الكرخ تسمى ( الشاكرية) *21 ، وتحسب إدارياً على ناحية ( الحارثية)، وكان اغلب ساكني الصرايف هم من أبناء الجنوب العراقي الذين نزحوا نحو بغداد، فنقلوا معهم إرثهم الثقافي الشعبي .

في بغداد، لم نتخلّى عن (عوائدنا الريفية) وكانت دلال القهوة والمنقلة والهاون النحاسي، قد استصحبها أبي معه عند الارتحال، وبكى أبي على تخليه عن كلبنا ( بخيت) حيث تركه لبيت عمي في ميسان .

ما أن استقرّت العائلة في ( الشاكرية) وتوظّف أبي في السلك العسكري( الشرطة) إلاّ أنه لم يترك عاداته الريفية، فهو راس العشيرة بعد وفاة جدي، فأصبح ( المضيف) في دارنا يستقبل كل الزوار القادمين من الجنوب العراقي، وصرتُ أسمع في هذا ( المضيف) في أوقات السامر الليلية بعض الحكايا التراثية وقصص الأبطال، وخرافات ( الطنطل) وايام الحروب، وهوسات ثورة العشرين- عام 1920م- ضد الاحتلال البريطاني. كما شهدتُ في هذا ( المضيف) ( طلايب العشاير) وقضايا الفصل العشائري، واداء ( الديّات) و (شدُّ الراية) أو ما تُعرف ب ( راية العبّاس) وأخذ ( العطوى)، وكان – بيرغ العشيرة- موجود أيضاً في مضيفنا، وقد الزمني أبي أنا واخي الأكبر حسن، بضرورة تعلّم ( شيلة البيرغ) والتهويس فيه ، أي كيفية الرقص واللعب فيه اثناء ( العراضة) وفق قواعد أصولية بأبناء كبير العشيرة ان يعرفوها، والبيرغ يحتاج الى ( زند قوي) لحمل الراية او البيرغ .

تقدمي في عمر الطفولة ودخولي المدرسة الابتدائية في ( مدرسة الإخلاص الابتدائية للبنات) في منطقة كرادة مريم- بجانب الكرخ، كانت هناك ( الصدمة الثقافية) لنا ، نحن ابناء الصرايف، حيث كان شكلنا وهيئتنا وملابسنا، مختلفة تماماً عن ابناء كرادة مريم، الذين يرتدون الملابس الأنيقة والقصيرة، والأحذية المُلمّعة الجلدية وغيرها، بينما كُنا حفاةً لا نملك حتى سعر الحذاء، الأمر الذي حدا بالمدرسة لأن ( يصرفوا لنا معونة الشتاء) من الملابس والأحذية الشعبية ( مصنوعات شركة باتا)  وهي تصرف للطلاب الفقراء سنويّاً .

في دروس الرسم والأعمال اليدوية، كُنا نحن المنحدرين من اصول فلاحية جنوبية، نرسمُ أشجار النخيل والقصب والأهوار و(المشاحيف) أي الزوارق المائية، والأبقار والخيل، ونحسن صناعتها من (الطين الحِرّي) النظيف، مما جلب انتباه مُدرّسة الرسم وتسألنا: من أي المناطق أنتم؟ فنقول لها : ( إحنا من اهل العمارة) أي من محافظة ميسان.

في المدرسة بدانا نشعر بفوارق اللغة واللّهجة بيننا وبين اهل مناطق الكرخ من الطلبة، فاغلبهم يتحدثون ب ( اللهجة البغدادية) ونحن نتحدث بلهجة الجنوب العمارية، كانوا يطلقون علينا نعت( شراگوة أو شروگية) *22 ، وكنا نطلق عليهم ( علݘ نايلون)  أي إنهم ناعمين وجبناء، وهم يتندرون علينا بهذا النعت دائماً .

حين عبرنا الى الدراسة المتوسطة، بعد انتهاء المرحلة الابتدائية ، ومن بعدها المدرسة الثانوية، ظلّت اللهجة الجنوبية عالقة في ألسِنتنا ولغتنا، بها كنا نُعرف عن بقية سكان العراق، وظل التراث الشعبي الجنوبي العراقي يظهر علينا في السلوك وفي الثقافة اليومية، في أفراحنا وأتراحنا، في رقصاتنا وفي أهازيجنا. وللغناء الجنوبي، نكهة خاصة يعرفها اهل العراق كافة. وكان غناء الموال والأبوذية والبستة، هي الهوية الجنوبية التي يتميّز بها اهل الجنوب، وهم أس الفولكلور العراقي، ومن هناك يبدأ .

* في المرحلة المتوسط من الدراسة صرتُ أميل الى ( كتابة الشعر الشعبي) لا سيما ان ( مدينة الثورة) التي نسكنها في شرقي بغداد – الرصافة- وأغلب سكّانها من النازحين من جنوب العراق الى بغداد، وكان الشعر الشعبي، لغة العامة في التخاطب اليومي في هذه المدينة، فكنت قد بدأت بنظم الشعر الشعبي قبل سنوات، واشتد عودي فيه، ورحت أتابع الشعراء في هذه المدينة مثل: شاكر السماوي وعريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الگاطع وجمعة الحلفي ورياض النعماني وجودة التميمي ورضا جونة العبودي  ولطيف الساعدي وغيرهم الكثير.

وصرنا نعقد ( المجالس والأمسيات للشعر الشعبي) ونتعاطى فيه في المراسلة والارتجال، حتى الأعراس الشعبية، بدأت تتحول – في أواخر الليل-  الى أمسيات للشعر الشعبي، يشترك فيها عدة شعراء، وخصوصاً إذا كان المتزوج شاعراً، كما هو الحال عندما عرّس الشاعر الشعبي ( هاشم مجلي وهاشم جونة العبودي) وغيرهم . وقد حوت مدينة الثورة لوحدها اكثر من ( ألف شاعر شعبي) عدا النساء .

بالإضافة الى الشعر، كنت ميّالاً جداً – كأبي- الى حضور مجالس الغناء الشعبية، وكان لي أصدقاء كثرُ من المطربين والمغنين وعلى راسهم المطرب الكبير يونس العبودي، وما زالت علاقتي به قائمة .

* وقد أخذت مني السياسة، كل هذه الإهتمامات فيما بعد، وشغلتني كثيراً حتى خروجي من العراق عام 1979م، وكان في حقيبة سفري عند الخروج أربعة كاسيتات لأشهر المطربين العراقيين وهم كل من : سيد محمد، سلمان المنكوب، داخل حسن، ويونس العبودي .

في عام 1984م، تخليت عن السياسة كليّاً، واختلفت مع التنظيم اليساري الذي كنت فيه وانا في بلغاريا، واتجهت الى ( الدراسات الأكاديمية) ورحت ابحث في ( التراث العربي الإسلامي) من أوليّات الثقافة العربية وتأثير ثقافة العراق فيها، لا سيما في العصر العباسي، واشتد عودي، وطال باعي في ذلك، فأصدرت الكثير من الكتب والدراسات، نافت على ( الأربعين كتاباً) أغلبها في التراث العباسي، ثم التفتُّ الى ( التراث الشعبي العراقي) .

* المُحفّزات لكتابة موسوعة التراث الشعبي العراقي :

* التراكم الثقافي والتاريخي الذي رافقني، وسعة الاطلاع على الكثير من المعارف والعلوم الإنسانية، أملى عليَّ التحول نحو التراث الشعبي العراقي، للأسباب التالية:

1- صمؤيل نوح كريمر: هذا العالِم الأمريكي، الأُوكراني الأصل، الذي وُلد في مدينة ( كييف) في 28/ تشرين الثاني/ 1876م،، وتوفي في 26- نوفمبر/ 1990م، هذا العالم كان قد غادر مدينته ( كييف) عام 1905م، أيّام القيصر نيكولا الثاني في روسيا القيصرية، وقد انتقل الى ( الدراسات الشرقية) في جامعة بنسلفانيا، كان يحاول فك رموز بعض الكتابات المسمارية للحضارة السومرية العراقية، والتي تعود الى أواخر العصر البرونزي ( حوالي 1300 ق. م )، وكانت بداية عملهِ في فهم نظام الكتابة المسمارية .

في سيرتهِ الذاتية، والتي نُشرت في عام 1986م، قال: أنه يلخّص إنجازاته الأكثر أهمية، هو لعب دوراً في نشر واصلاح وبعث الأدب السومري، وثانياً: سعيه الى ترجمة الكثير من النصوص السومرية الموثوق بها والمعقولة لكثير من هذه الوثائق الى المجتمع الأكاديمي، وخصوصاً في الأنثروبولوجيا وعلماء التاريخ وعلماء الإنسانية. وثالثاً : لقد ساعد على انتشار ( إسم سومر) وجعل الناس على بيّنة من الدور الحاسم الذي لعبه السومريون في الصعود للإنسان المتحضّر.

وقد ألّف الكثير من المؤلّفات التي تخص : 1- الأساطير السومرية ،دراسة الإنجازات الروحية والأدبية في الألفية الثالثة – منشورات ( B.C ) عام 1944 ومراجعة عام 1961 م .

2- يبدأ التاريخ  بسومر: مطبعة جامعة بنسلفانيا عام 1961م .

3- السومريون: تاريخهم والثقافة الشخصية – طبعة شيكاغو، منشورات جامعة شيكاغو 1963م .

4- أنانا – ملكة السماء والأرض: طبعة نيويورك عام 1983م .

5- في العالم سومر : وهو سيرة ذاتية – طبع في عام 1988م . *23 . 

* إستفزّني هذا العالم كثيراً، لا سيما بانحيازه الجميل نحو التراث السومري، وحين قرأت كتابه ( يبدأ التاريخ بسومر) شعرت أنّه يصفعني بعنف، ويقول لي: هذا تاريخ بلادك، فلمَ أنتَ عاجزٌ عنه! . وشكّل هذا الكتاب تحديداً ( منهجية لي) في كل دراساتي التراثية، الأدبية والتاريخية، واخيراً دراساتي الأنثروبولوجية والفولكلورية، فكنت اعود الى ( سومر) في تأصيل أي ظاهرة أدرسها ، لا سيما في تأصيل الظواهر والمفردات الفولكلورية العراقية، فأبدأ من (تاريخ سومر) وأستمر في تتبع الظاهرة عبر كل المراحل التاريخية، وصولاً الى لحظتنا الراهنة . وهو منهج متعب جداً للباحث، فأنا أدرس كل يوم ما لا يقل عن ( 15 ساعة) كمعدل وسطي، فصرتُ مهوُساً بالتاريخ، وأعتبر (كل ظاهرة) ليس لها أساس تاريخي، فهي ظاهرة دخيلة وليست أصيلة

وهذه العدوى التاريخية رماني بها ( كريمر) وعلى ضوء ذلك صرت أعود الى كتاباته عن (الحضارة السومرية) كما وجدتُ مفتاح ذلك عند باحثنا العراقي الكبير الآركيولوجي د. طه باقر، حيث هو الآخر واحد من الذي تتلمذوا على يد ( كريمر) وابدع في الآركيولوجيا العراقية، فقادني وساعدني كثيراً في معرفة تاريخ العراق القديم وآدابه .

2- وكان المحفّز الثاني والأكثر استفزازاً معرفياً لي هو : العالم الإنجليزي جيمس فريزر- ( James George Frezer ) والمولود في ( جلاسجو الاسكتلندية) في 1 / يناير/ 1854م ، وهو واحد من أشهر علماء الأنثروبولوجيا والفولكلور. ألّف كتابه المشهور ( الغصن الذهبي –The Golden Bough  ) والذي طبع في عام 1890 في طبعته الأولى، والذي أوضح فيه أن أكثر الأساطير والشعائر الدينية وظهورها في بلاد الرافدين *24 ، وقد صدر الكتاب – فيما بعد – بعدة طبعات ، وترجم الى الكثير من لغات العالم المختلفة. ويعدُّ هذا الكتاب من أهم المؤلّفات في مجال الميثيولوجيا وعلم مقارنة الأديان، حيث انّه تعرّض في هذا المؤلّف، الى العديد من الثيمات الميثيولوجية المعروفة في الأديان والمعتقدات المختلفة في تاريخ البشر، وقام بوضعها في إطارٍ مقارن، موضحاً مدى التشابه، وربما التطابق بين ممارسات هذه المعتقدات القديمة البدائية وطقوس الديانات الحديثة . وقد اعترضت المسيحية عليه في ( صدورهِ الأول) مما أجبره على حذف كل ما هو معادي للمسيحية في الطبعات اللاّحقة . والكتاب ظهر في طبعتهِ الأولى بجزئين عام 1890، وبعدها بعشر سنوات – أي في عام 1900م- صدرت الطبعة الثانية، وأضاف إليها مجلداً ثالثاً، ثم صدرت الطبعة الأخيرة ( للغصن الذهبي) في 12 مجلداً ، بشكل متتابع ما بين  1906 – 1915م . والكتاب يقع في ( 69 فصلاً) وحوالي  ( 900 صفحة) .

* ثمة عبارة في هذا الكتاب ، كانت الأكثر استفزازاً لي هي قوله: ( الشرق حاضر الفولكلور وحاضره الأبعد العراق) فكانت هذه العبارة من الدوافع الرئيسية في كتابة هذه الموسوعة .

3- وكانت الحروب على العراق، بشكلها المعاصر، بدءاً من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، وما تعرّض له ( المتحف الوطني) من سرقات لمحتوياته، والتي تحتوي على مخطوطاتٍ نادرة في التراث القديم، ومروراً بحرق المكتبات في العراق، لا سيما   (مكتبة الخلاّني) التي تحتوي على مخطوطاتٍ نادرة في التراث الشعبي العراقي، ثم جاءت ثالثة الأثافي، حيث هجوم داعش على التراث البابلي والكلداني والآشوري في محافظة نينوى، وغيرها ،مما أشعل النار في جوانحي، وجعلتني أتفرّغ كليّةً لجمع التراث العراقي، بدءاً من عام 2003، حيث أدركت ان هذا التراث الثقافي مستهدف بشكلٍ مُمنهج لتخريبه والقضاء عليه، مما ألزمني أخلاقياً ومعرفياً، بجمع الكثير من الوثائق والكتب والدراسات وبعض المخطوطات، وما سجّلتُهُ في دفاتري الخاصة و  (كشاكيل) وكانت تعد بالآلاف من الصفحات، وكنت اتحيّن الفرصة للبدءِ في الكتابة والتحرير، رغم أني كنت قد نسّقتها بشكل تاريخي ممهنج، لا سيما وانه لا توجد في العراق، منذ تأسيسه وحتى اللحظة ( موسوعة خاصة بالتراث الشعبي) لتكون مصدراً موثوقاً يمكن العودة إليها في كل وقت .

4- وكان الحافز الأرأس للشروع بالكتابة هو ( صدور موسوعة التراث الشعبي العربي) بأجزائها الستة ، تحت إشراف د. محمد الجوهري وبمساعدة فريق علمي مكوّن من ( 21 باحثاً متخصصاً في مجال التراث الشعبي ) عام 2012م، حيث وجّه د. محمد الجوهري ( دعوة) في الجزء السادس – ص15-  أهاب بها ( كافة الزملاء العرب، المشتغلين بدراسات الفولكلور، في شتى أنحاء العالم العربي الى تدارك النقص في التغطية لموسوعة التراث الشعبي العربي) فلبينا هذا النداء، من جهة، ومن جهة أخرى، هو وجود نقص كبير جداً في ( المواد المنشورة عن التراث الشعبي العراقي) وبمجملها لا تتعدّى عدد أصابع اليدين، ناهيك عن الأخطاء الفظيعة التي كتبها باحثون عرب ومصريون عن التراث الشعبي العراقي! ممّا جعلني اكثر استفزازاً، حيث تطلّبت الضرورة المعرفية الرد المنهجي، والدفاع عن التراث العراقي بمنهجية علمية دقيقة، وتغطية كل الجوانب المشرقة في هذا التراث الشعبي في العراق، لا سيما في ميدان   (الأدب الشعبي) ، حيث لاحظت أن اغلب الباحثين العرب لم يدرسوا بعمق التراث الشعبي العراقي، ويبدو لي أن ( اللّهجة العراقية) وأسرار مفرداتها، قد صعّبت عليهم الأمر، وزادت الشِقة بينهم وبين هذا التراث، لذلك كانت ( موضوعات الأدب الشعبي) في موسوعتنا هذه، اخذت حيّزاً كبيراً جداً، زادت موضوعاته على ( الأربع مجلدات) بغية إيضاح ما خُفي على الباحثين العرب وغيرهم، حتى من العراقيين، على مكنونات هذا التراث والأدب الشعبي في العراق، بشكلٍ عام .

* المنهجية المُتّبعة في كتابة هذه الموسوعة، والمواد المضمّنة فيها:

لم انحَ في كتابة هذه الموسوعة منحى ( المنهج التعريفي) فقط في كتابة موادها وموضوعاتها وفق الصيغة التي دأب عليها واضعوا ( المواد القاموسية) بل نهجتُ منهجاً خاصاً، زاوجتُ فيه( المنهج الوصفي والمنهج التاريخي ومنهج النقد الأدبي).

وشكّل (منهج) العالِم الأنثروبولوجي السويدي (إيكة هولتكرانس) في كتابه ( قاموس مصطلحات الإثنولوجيا والفولكلور)دليلاً سرتُ عليه في ( الجزء الأول  من الموسوعة) بشكل خاص، إلاّ أني زدتُ عليه العمق التاريخي، حيث أني انطلقت في تأصيل ( المواد) الموجودة في الموسوعة من التراث السومري والبابلي والأكّدي والآشوري والجاهلي والإسلامي – العباسي، وصولاً الى اللحظة الراهنة، مع إضفاء الخصوصية العراقية، في كل مرحلة من هذه المراحل، بغية التأصيل التاريخي لكل ظاهرة، هذا أولاً، وثانياً، في  (مسألة ترجمة أسماء الأعلام) نهجتُ على إدراج ( أسماء الأعلام والمفكرين) ضمن الأبجدية المتبعة في الكتابة، كما هو الأمر عند ( إيكة هولتكرانس) ود. محمد الجوهري وجماعته في ( موسوعة التراث الشعبي العربي) بل نهجتُ نهجاً عراقياً خالصاً، اقتصرتُ الترجمات فيه على المؤلفين العراقيين فقط، وافردتُ لذلك باباً كبيراً في  ( الجزء الخامس) من هذه الموسوعة، خاصاً بهؤلاء الأعلام، واستطعت أن أذكر  (بيبليوغرافيا ) كبيرة جداً، اتّسعت لتشمل اكثر من ( 1600 كاتباً ) عراقيّاً، كتبوا فقط في التراث الشعبي العراقي، ولذلك ( لم أُترجم ) لأي كاتبٍ عربي أو أجنبي في هذا السياق، سوى الذين يتطلب منهج البحث الإشارة إليهم في السياق التعريفي، كما هو الحال ما ذكرته في ترجمة ( جيمس فريزر وصموئيل نوح كريمر) اللذان وردا في هذه المقدمة.

وثالثاً : راعيت ( دعوة ) الدكتور محمد الجوهري، الآنفة الذكر، وسرتُ على خطاه في كتابة المواد ( مادة مادة) ، أو كما نقول في الأمثال العراقية الشعبية ( سرت وياه حجل برجل ) بغية ( تحقيق وحدة البحث العربي في التراث الشعبي) مع الاحتفاظ بالخصوصية العراقية، فرحتُ أكتب- على سبيل المثال : ( مادة الأدب الشعبي – ص53 مج1 – موسوعة التراث الشعبي العربي) واضع مثل هذه الإشارات المصدرية في بداية كل ( مادة ) في السطر الأول، كإشارة لها بأنها وردت في ( موسوعة التراث الشعبي العربي) في الإشارة المحددة، واضع الى جانبها ما يُضاهيها في التراث الشعبي العراقي أو ما يخالفها أو يتعارض معها في السياق الشعبي العراقي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كنت أضع في ( الحاشية والهامش) أسماء المصادر والمراجع وأرقام الصفحات، ولا أكتفي في ذكر المصدر أو المرجع فقط، بل أذكر دار الطبع ومكانه وسنة طباعته، لأُوفّر على الباحث الجهد الذي بذلته أنا، وأساعده في العودة السريعة الى المصدر الأصلي دون عناء، لأنه ليس من المرؤة الأدبية أن يبخل الباحث بالإشارة المنهجية الكاملة لمن ياتي خلفه او بعده، ويروم الكتابة والتعلّم، فالباحث يجب أن يكون كريماً بعطائه وجهده المعرفي .

كما أنّي أميلُ وأُدقّق في المصادر الأصيلة، وأعطي الأولوية لها، وافضلها على المراجع الثانوية، فمثلاً: إذا كانت المعلومة المقتبسة في ( أي مادة ) من ( قاموس مصطلحات الإثنولوجيا والفولكلور) لإيكة هولتكرانس، وهي نفسها وردت في (موسوعة التراث الشعبي العربي) للدكتور محمد الجوهري، فالأفضلية هنا ستكون للأول، لأنه أسبق من د .محمد الجوهري . وهكذا في بقية المصادر والمراجع. 

* أمّا فيما يخص موضوعات ( الأدب الشعبي العراقي ) فقد نهجت فيها ( المنهج التاريخي النقدي الأدبي) لذلك كانت الموضوعات واسعة وكبيرة، وشملت أربع مجلدات ضخمة، بغية الإضاءة الكاملة على كل موضوع أدبي شعبي في العراق .

ونهجتُ في كل مجلّد، ترتيب المواد وفق ( أحرف الهجاء العربي- من الألف الى الياء- ، وقسمت الموضوعات، وفق الترتيب والتقسيم المتعارف عليه في علم الفولكلور والدراسات الأنثروبولوجية، فجاءت المجلدات وفق التسميات التالية

1- المجلّد الأول : علم الفولكلور،، المفاهيم والنظريات والمناهج : وقد اشتملت مواده على الموضوعات التالية:

آ- الباب الأول: رؤية في المنهج والأسلوب.

ب- ملاحظات واستدراكات على ( موسوعة التراث الشعبي العربي) .

ج- إضافات على القسم العراقي .

2- الباب الثاني: أبعاد إثنولوجية .

3- الإتجاه الآيديولوجي .

4- الأثنوجرافيا .

5- الإثنولوجيا.

6- الاحتياجات الثقافية.

7- الإخباري .

8- الأدب الشعبي .

9- الإرث الثقافي المشترك .

10- آر جيولوجيا: دراسة الثقافة المادية . 

11- آرشيف الفولكلور .

12- الاستخدام التاريخي للمأثورات الشعبية.

13- الاستكتاب، كطريقةٍ لجمع المادة الشعبية.

14- الأسلوب الثقافي .

15- أطلس الفولكلور.

16- الانتخاب الثقافي .

17- الانتشارية.

18- الأنثروبولوجيا .

19- ببليوجرافيا.

20- ببليوجرافيات الفولكلور .

21- تاريخ الحالة .

22- التاريخ الشفاهي .

23- التخلّف الثقافي .

24- التدرّج الاجتماعي .

25- تراث شعبي .

26- التراكم الثقافي .

27- التسجيل الثقافي لعناصر التراث الشعبي .

28- التسلسل الثقافي .

29- التقليدية .

30- التنشئة الثقافية .

31- توثيق الفولكلور .

32- الثقافة .

33- الثقافة التقليدية .

34- الثقافة الرسمية .

35- الثقافة الشعبية .

36- الثقافة الظاهرة .

37- الثقافة العنصرية .

38- الثقافة المادية .

39- جمع عناصر الثقافة المادية .

40- الجيولوجيا الثقافية .

41- الحاسب الآلي والفولكلور .

42- حماية التراث الشعبي .

43- الحياة الشعبية .

44- نظرية الخير المحدود .

45- الدائرة الثقافية .

46- دراسة الحياة الشعبية .

47- دليل العمل الميداني .

48- ديناميات الثقافة .

49- الذروة الثقافية .

50- الراق الأدنى .

51- الراق الأعلى .

52- الراق الثقافي .

53- الراق الشعبي .

54- رواسب ثقافية .

55- روح المجتمع .

56- سمات عامة .

57- السُنن الاجتماعية .

58- الشخصية الأساسية .

59- شعب – حياة شعبية .

60- شعبي .

61- الشكل الثقافي .

62- صدمة ثقافية .

63- الصيغ الشفاهية .

64- الطراز الثقافي .

65- الطراز المنشئ .

66- الطقوس الاجتماعية .

67- العادات الشعبية .

68- عالم الموسيقى السلالي المقارن .

69- عمل ميداني .

70- عناصر التراث .

71- عنصر ثقافي – سمة ثقافية .

72-  الفكرة الاجتماعية .

73- فكرة أساسية .

74- الفكرة الثقافية .

75- فكرة الشعب .

76- الفنون الشعبية .

77- عِلم الفولكلور .

78-  القانون الثقافي .

79- قياسات شعبية .

80- كيان ثقافي اجتماعي .

81- متاحف الفولكلور، كمصدر لجمع المادة الشعبية .

82- المتصل الشعبي الحضري .

83- المجتمع الشعبي .

84- المحافظة .

85- مدرسة الثقافة الجماهيرية .

86- المدرسة المثيولوجية .

87- المدوّنات ، كمصدر للمادة الشعبية .

88- معاهد الفولكلور .

89- المعتقدات الشعبية .

90- مكانة المرأة في التراث الشعبي .

91- منطقة الالتجاء .

92- المنطقة الثقافية .

93- المنهج التاريخي الثقافي .

94- المنهج السوسيولوجي في دراسة التراث الشعبي .

95- المنهج التاريخي .

96- المنهج في علم الفولكلور .

97- المنهج المقارن .

98- النسبية الثقافية .

99- النظائر الثقافية .

100- نظرية إعادة إنتاج التراث الشعبي .

101- النظرية الآنثروبولوجية .

102- النظرية البنائية والأدب الشعبي .

103- نظرية التحليل النفسي .

104- نظرية الثقافة الشعبية .

105- نظرية العوالم الفولكلورية .

106- نظرية المقارنة الثقافية .

107- النمط الثقافي .

108- هوية – أو الهوية .

109- وهم الثقافة .

110- الواجب .

* وقد استخدمت في إنجاز هذا المجلّد، ما لا يقل عن (  81) مصدراً ومرجعاً .

 

                           *     *     *

2- المجلّد الثاني ، من هذه الموسوعة، فقد حمل عنوان ( العادات والتقاليد الشعبية) واشتملت موادهِ على الموضوعات التالية:

1- أبو الريش   .                                     2- اختبارات شعبية .

3- الأخذ بالخاطر- عزاء الميّت .                   4-  أربعين الميّت .

5- الأسماء المستعارة والكنى والألقاب .           6- الكنية بالابن ( أبو فلان) .

7- الأسواق الشعبية في العراق .                   8- التعلّق بشبابيك الأولياء والأئمة.                                                              

9- أغاني المهد .                              10- قصّاصو الأثر .

11- الأنوثة في التراث الشعبي العراقي.           12- بابا غنوج ( باذنجان مشوي)

13- البحَت .                                          14- البُراة ... أو البراءة .

15- البطيخ الأحمر ( الرگي) .                       16- البوظة- أو – الأزبري .

17- تالت – أو اليوم الثالث للوفاة .                 18- التحكيم -  أو الفَصِل .

19- التسحير – أو السحور .                        20- التسنين- ظهور الأسنان للطفل.

21- تلقين الميّت- أو قراءة العديلة.                 22- التمرية  أو  الكليجة .

23- التهبيل. أو نوح الرجال .                      24- القهوة وشكل صناعتها .

25- جيل .                                            26- الحاتي . أو  ( الباݘݘي) .

27- الحِداد على المتوفى.                            28- الحصيدة- موسم الحصاد .

29- حق عرب .                                      30- الحِمار .

31- الحمام، أو الطيور وأنواعها ومسمياتها.     32- الحمّامات الشعبية -حمّام السوگ

33- الحِنّاء .                                   34- الحوش، أو فناء الدار .

35- الختمة – ختمة القرآن .                         36- الخطّابة، أو الخاطوبة .

37- الخال – أخو الأم .                              38- خبز التنور .

39- خبز الصاج، وخبز مرقوق والخبيّز .           40- ختان الذكور .

41- دخاخنية – أو باعة التتن أو التبغ .            42- الدِخيل .

43- الدلاّل .                                           44- راحة الحلقوم .

45- رش الملح .                                   46- الزط- او الغجر- أو الكاولية.

47- زنقة عزرائيل ( يعالج) .                        48- التسبيل . 

49- السخرية أو التهكّم .                            50- سعف النخيل .

51- السِقّاء أو  السّقّة .                               52- السمك وانواعه في العراق.

53- السِنن الاجتماعية .                               54- الشوارب .

55- شاهدة القبر .                                      56- الشتائم .

57- الشحّاذون- او المجادية .                         58- الشعائر الجنائزية .

59- شُعيرة.                                            60- الصنيعة .

61- طعام- غذاء، وأهم الأكلات الشعبية في العراق.           62- الطلاق .

63- الطلِق أو مخاض الولادة .                        64- التطيّب أو التعطّر بالعطور.

65- عادات الزواج .                                   66- عاشوراء .

67- العِتاقة .                                         68- العجن والعجين وأنواع الخبز. 

69- العربنݘية ( الحوذيّون) .                        70- العشيرة .

71- العُقُم .                                        72- العونة أو الفزعة .

73- العيّارون والشطّار في العراق.                   74- الغرشة أو النارگيلة .

75- الغجر .                                          76- الفتّة أو التشريب العراقي.

77- فُرن .                                             78- في المشمش( مثل) وتقليد.

79- القَسم .                                         80- القسمة أو النصيب .

81- القياسات الشعبية .                               82- الكُتّاب أو ( الملاّ ) .

83- كذبة إبريل .                                     84- الكشك – او البثيث العراقي .

85- لبن مقطوع- أو لبن منشّف.                    86- لفائف الطفل- القماط وما إليه.

87- اللّحية والموس .                              88- الليمون الصغير (نومي بصرة).

89- المحبس.                                       90- المهلبية .

91- المولد النبوي .                               92- النخوة .

93- الندب .                                      94- النيروز – أو النوروز .

96- الوساطة .

* استخدم في هذا المجلّد حوالي ( 144 مصدراً ومرجعاً ) .  

                                  *     *     *

3- المجلّد الثالث : حمل عنوان : ( الفنون الشعبية ) واشتملت مواده على الموضوعات التالية :

1- أبو عاجة – وفي العراق يسمى ( أبو معنّة) وهو شكل غنائي ريفي .

2- الحُمرة – أو الزواگة .                      3- الأراگوز – أو القرقوز .

4- إزرار- واستخداماته في التراث الشعبي .   5- الأسد، كوحدة تشكيلية .

6- أسطى- بمعناها المصري ومحمولها العراقي في التراث الشعبي .

7- الشين – أو لفاف الساق .                    8- الألعاب الشعبية في العراق.

9- الألعاب الشعبية للكبار .                       10- لعبة كرة القدم الشعبية .

11- لعبة المحيبس في شهر رمضان.           12- ألوسة – أو العرقݘين . 

13- البابوج – أو الحذاء النسوي.               14- البخنگ- أو غطاء الرأس للمرأة.

15- برطوشة- أو قندرة عتيگة .                16- البِشت – أو العباءة الخفيفة .

17- التِكّة – أو التݘة عن العراقيين.           18- الثُعبان في التراث الشعبي .

19- الجُبّة .                                      20- الجلاّبية- أو الدشداشة .

21- الجواهرجية أو الصاغة .                     22- حادي بادي- أو يحدي يبدي .

23- حِدا – يحدي – حِداء .                   24- الحطّة أو البريم- اليشماغ العراقي .

25- الحلاّق .                            26- حُلي الأذن ( التراݘي) .

27- حُلي الأرجل- الخلاخيل والحجول.      28- حلي الأنف (الخزامة والوردة) .

29- حُلي الأصابع ( الخواتم) .               30- حُلي الرأس .

31- حُلي الصدر والعنق .                     32- حُلي اليد .

33- الحواجب .                          34- خرط الخشب .

35- الخيمة- أو بيت الشعر .                  36- المرصع العراقي- اوالدبور والناعور

37- الثوب الشعبي . الدشداشة. الدرّاعة.    38- الدربكة – أو الطبلة .

39- الدف .                                     40- الدلّة .

41- دولاب الفخّار .                            42- الذِكر .

43- الرباب .                                    44- زُبون .

45- الزخمة -أو الصديري- أو اليلگ .         46- السِروال- أو اللباس الداخلي .

47- السَفّود- أو سيخ الحديد .                48- الشال .

49- شَبّابة . أو المطبج . أو الأرغول.        50- صندوق الدنيا .     

51- الصوف .                                  52- الطاقية .

53- الطربوش .                                  54- العباءة .

55- العرائس الشعبية .                   56- رقصة العرضة (الهوسة العراقية).

57- العِمامة .                                  58- العُود .   

59- القبݘ .                                      60- قُبقاب .

61- القِربة.                       62- القرقيّات . نوع من الشعر الشعبي العراقي . 

63- قلبق .                                        64- القُلّة – أو التنگة – أو الشربة.

65- القِناع .                                       66- الكاسر. أو الكاسور- آلة إيقاعية.

67- كليم شعبي .                           68- الݘرّاوية العراقية – ( لاسة مصرية) .

69- مداس .                                      70- المزمار .

71- المشغولات الخشبية .                        72- المشغولات النحاسية .

73- المضيفة .                                     74- النَعَل .

75- الهامة .                                      76- الوحدة ونص- إيقاع موسيقي.

77- وَسِم – الوسم .                                78- الوّشِم .

79- الألعاب الشعبية في العراق : وقد شملت أهم الألعاب الشعبية المتداولة في العراق المعروفة منها :

* لعبة المحيبس .  *لعبة الطوبة ( كرة القدم).  * لعبة الݘعاب . * لعبة الدعابل . *لعبة جر الحبل . * لعبة السيفون . * لعبة يولاد بلبول بلي . * ألعاب الدُمينو المختلفة.  * لعبة النرد ( الطاولي) . * لعبة الزار .  * لعبة المصيادة . * لعبة المحݘال. * لعبة الشنّاطة.  * لعبة طمة خريزة.  * لعبة الخذروف البصرية. * لعبة الطيارات الورقية .  * لعبة التصاوير .  * لعبة غمّيضة الجيجو .  * لعبة سبح حجارات .  * لعبة بلبل حاء أو لعبة الحيدة . * لعبة التوكي . * لعبة جير بحاس.  * لعبة أخويِّلي .  * لعبة الشطيط. *لعبة الگاري أو الݘروخ العريضة . * لعبة أم احݘيّم . * لعبة عربانة ݘروخ الصݘم . * لعبة ( الثعلب فات فات) . * لعبة ( ماجينا يا ماجينا – الرمضانية) . *لعبة الدمبلة .  *لعبة البوتاز أو المفرقعات .  * لعبة سمبيلة السمبيلة .  * لعبة حجي بريج – فلس بعانة .  * لعبة حجنجلي  بجنجلي .  * لعبة الكرة والصولجان.  * لعبة إعظيم الضاع . 

* إستُخدم في هذا المجلّد أكثر من ( 167 مصدراً ومرجعاً) . 

                            *     *     * 

4- المجلّد الرابع : حمل عنوان : الأدب الشعبي – ونظراً لسعة هذا الموضوع وكبرهِ وحجمه، فقد قسمناهُ الى ( أربع مجلّدات ) ضخمة جداً، اقتربت من ( 1000 صفحة ) وهذا القسم الأول منها ، أسميناهُ :( مقدمة عن إشكالية مفهوم الأدب الشعبي) الباب الأول، فيما كان ( الباب الثاني- يحمل عنوان : ( موضوعات الأدب الشعبي في العراق ) وحملت مواده الموضوعات التالية :

1- الشعر الشعبي العراقي .                   2- الأمثال الشعبية .

3- القصص الشعبية .                          4- الردّات الشعبية .

5- الردّات الحسينية، بوصفها شعراً شعبياً، ذا مضمونٍ ديني . 

6- الفنون الشعبية .                          7- الغناء الشعبي .

8- الهوسات الشعبية .                       9- الأساطير القديمة . 

ونظرا لكون الشعر الشعبي من السِعة والكثافة بمكان من الفكر والثقافة العراقية بشكلٍ عام، فقد قمنا – في هذا المجلّد- بتقسيم موضوعات الشعر الشعبي العراقي على ثلاثة أبواب رئيسية ، لا تخضع لمنهجية العمل) كما هو سائد في الموسوعات المتعارف على كتابة موضوعاتها، بل أخضعنا العمل – في هذه المجلدات الأربعة- الى ( منهج البحث النقدي الأدبي ) ، فكان المجلّد الأول، قد احتوى على ثلاثة أبواب رئيسية، هي :

أولاً- الباب الأول - كان بعنوان : الشعر الشعبي العراقيوكانت موضوعاته وأقسامه على النحو التالي:

1- الحضارة السومرية، وتأثيرها المُؤصِّل التاريخي للشعر في العراق.

2- الشعر الأسطوري في الثقافة البابلية .

3- السجع والرجز، وبدايات التأسيس للشعر الشعبي في الأدب العربي .

4- بدايات استقرار ( مفهوم الشعر الشعبي) في العراق في العصر العبّاسي .

5- بدايات ظهور ( فن المواليا) وبدايات الجناس فيه .

6- فن الكان وكان، وبدايات اختراعه في بغداد .

7- فن القوما ، وعلاقته بشهر رمضان .

8- فن الزجل ، وكيفية استقراره في العراق والأندلس .

9- البُليق ، وعلاقته بالمربع البغدادي .

10- الدوبيت – إشكالية التسمية وشكل النظم .

11- ظهور قوالب النظم الشعري الشعبي بالشكل الرباعي المجنّس ، والمتعدد القوافي والأوزان .

ثانياً- الباب الثاني : كان بعنوان – استقرار النظم الشعري المبني في نظمهِ على الجناس . في الشعر الشعبي العراقي .

* الباب الثالث - حمل عنوان : أهمية الجناس في الشعر الشعبي العراقي . وتوزّعت موضوعاتهِ على المفاصل التالية :

1- الفرق بين الجناس والقافية .

2- القافية المُقيّدة والقافية المُطلقة .

3- الفروقات بين القافية والسجعة .

4-آ-  الجناس التام وبقية أنواعه المتفرعة ، مثل :

   * الجناس المُماثل .

   * الجناس المستوفي .

   * جناس التركيب .

   * جناس المفروق .

ب- الجناس غير التام : ومنه –

   * الجناس المضارع .

   * الجناس اللاّحق . 

ج- الجناس الناقص- وهو على أنواع منها :

   * الجناس المطرّف .

  * الجناس المذيّل .

   * الجناس المطلق .

   * جناس الإشتقاق .

   * الجناس الإستهلالي .

د. توظيف الشعراء ( الشعبيّين ) للجناس، للحفاظ على الموسيقى الداخلية للنظم الشعري، وخصوصاً في ( الأبوذية والعتابا ) .

* الفصل الثاني- في هذا الباب: أنواع الشعر الشعبي المجنّس، وهو ثمانية أنواع هي :

1- الموّال – بأشكالهِ المتعددة .

2- الأبوذيّة – بأشكالها المتعددة .

3- العتابا .

4- الميمر .

5- أبو معنّه .

6- أبو نخيلة .

7- الميجنا .

8- شعر الهات . 

* وقد استخدمنا في هذا المجلّد أكثر من ( 250 ) مصدراً ومرجعاً .

                                 *     *     *

* أمّا المجلّد الخامس: فهو القسم الثاني من ( الأدب الشعبي العراقي) ، واشتملت موادهِ على الموضوعات التالية :

آ- أنواع الغناء الشعبي في العراق:

1- تاريخ الغناء العراقي: من أيام سومر وحتى اللحظة الراهنة .

2- الغناء في العصر العبّاسي .

3- مجالس الغناء الشعبية .

4- نوادر في مجالس الغناء .

5- الآداب والفنون في ظل الحُكم العثماني .

6- غناء المقاهي الشعبية .

7- ظهور المسرح الغنائي .

8- الغناء في بغداد .

9- المقام العراقي .

10- نظام الفصول في عناء المقام العراقي .

10- أساليب أداء المقام العراقي .

11- أسلوب الطريقة الإلقائية في فن المقام العراقي .

12- ( البدوات ) في غناء المقام العراقي .

13- أقسام المقام العراقي .

14- الݘالغي البغدادي وعلاقته بالمقام العراقي .

15- أشهر قُرّاء المقام العراقي في بغداد ( ذكر منهم 122 قارئاً) .

16- فن القوريّات – أو المقام العراقي في كركوك .

17- غناء الموشّحات البغدادية .

18- الموشّح الشعبي بين الفصيح والعامي .

19- كيف وصل الموشح الى العراق .

20- أبرز شعراء الموشح في النجف .

ب- - المربّع البغدادي :

1- ميزات المربّع البغدادي .

2- أشهر مغني المربعات البغدادية .

3- أشهر المربعات البغدادية .

ج- البستات العراقية وانواعها :

1- الطقطوقة- أو البستة العراقية . 

2- البستة والمقام العراقي .

3- المقامات التي تؤدّى بها البستة .

4- البستات العراقية القديمة .

5- ( المذاهب والأغصان) في البستة العراقية .

6- بستات الغناء الجنوبي العراقي .

7- البستات البغدادية .

8- قوالب وأنماط البستة العراقية .

9- بدايات ظهور البستات والمقام العراقي في بغداد المعاصرة .

10- أشهر قُرّاء البستات البغدادية . 

* د – المونلوج البغدادي .

1- تعريف المونولوج .

2- تلحين المونولوج .

3- خصائص المونولوج .

4- خِتام المونولوج .

5- المونولوج الفكاهي الساخر، وخصوصية الفنان ( عزيز علي). 

6- الأمثال البغدادية في المونولوج العراقي .

7- أهم المونولوجات الشعبية التي لحّنها وغناها ( عزيز علي ) .

8- تأثير المونولوج على الوسط الثقافي .

9- أنا وعزيز علي ومونولوج ( يا جماعة والنبي، والله عدنا بستان ) .

ه- الغناء العراقي في الشمال: وينقسم الى قسمين – العربي والكردي . وأهمّه :

1- غناء العتابة .

2- غناء السويحلي .

3- غناء النايل – وهو نوعين : الغرباوي والعراگي .

4- غناء الميمر .

5- غناء المولية .

6- غناء الهلاّبة .

7- غناء ( الدحّة) .

8- غناء الرُكباني – أو الرُكبانية .

و. الغناء في الجنوب العراقي .

1- بدايات الغناء في العصر السومري .

2- مُسمّيات المغنيات في العصر السومري .

3- أول مغنية في التاريخ كانت من الجنوب .

4- أنواع الغناء في الجنوب .

5- الأبوذيّة ، وشكل غنائها في الجنوب .

6- لُغة الأبوذيّة.

7- خاصية نظم الأبوذيّة .

8- بحر الأبوذيّة العروضي .

9- تسمية الأبوذيّة .

10- مستويات قراءة الأبوذيّة .

11- أنواع نظم الأبوذيّة .

12- غناء الأبوذية العراقية .

13- أطوار غناء الأبوذيّة  .

14- أهم مُطربي غناء الأبوذيّة في العراق ( ذكر منهم 250 إسم ) .

ز - تعريف الموال العراقي – شعراً وغناءً - .

1- أطوار غناء الموال .

2- أطوار ( المِحِمِّداوي) وخصوصيّتهِ الجنوبية .

3- طور ( سره المِحمِّداوي) .

4- المحمِّداوي الواجف .

5- المحمداوي الطرح .

6- أهمية مطربي الموّال في جنوب العراق .

7- طور الغافلي وألوان إنشاده .

ح– غِناء البستات في جنوب العراق .

ط - الحُزن في الغناء العراق .

1- تراتيل الحُزن عند السومريين .

2- رثاء المُدن في التاريخ السومري – البابلي .

3- مُغنيات البُكاء والحزن السومري .

4- القصائد الطللية في التراث الشعري الجاهلي .

5- شعراء الوجد عند العُذريين .

6- قصائد الحُزن في الشعر العبّاسي .

7- ظهور القصائد الحزينة في رثاء بغداد .

8- المَوّال وطابع الحُزن فيه .

9- إنعكاس الحُزن في الأبوذية والعتابا ، والشعر الشعبي عموماً .

10- ثُبوت طابع الحزن في الغناء العراقي تاريخيّاً . 

ي- الأسطورة في التراث الشعبي العراقي .

1- تعريف الأُسطورة .

2- الفرق بين الخرافة والأسطورة .

3- تعدد الأساطير في التراث السومري- البابلي .

4- أهمية أسطورة ( ملحمة جلجامش) في الأدب العالمي .

5- أسماء النُسّاخ لملحمة جلجامش .

6- أسطورة الخليقة البابلية وأهميتها .

7- إنتقال بعض عقائد التعاويذ والسِحر الى التراث الشعبي والفولكلور العراقي.

8- القِصص والملاحم الخاصة بالبطولة والأبطال.

9- أشهر الملاحم البطولية في التراث العراقي القديم .

10- أهمية الطين في بُنية الإنسان والطبيعة . 

ك- الألغاز أو – الحزورات الشعبية - .

1- أول لغز في العالم كتبه السومريون .

2- ( 600 علامة) للتدوين الأولي في سومر .

3- تعريف اللّغز في اللغة .

4- الألغاز في الشعر العربي .

5- الألغاز في الأبوذية العراقية .

6- أنواع متعددة من ألغاز الفلاحين العراقيين .

7- تعريجة على الألغاز في التراث العربي .

ل- روّاد الكتابة في الأدب الشعبي العراقي :

1- بدايات تدوين الآداب الشعبية عند الشعوب .

 2- الفترة العباسية وأثرها في تدوين الآداب والفنون .

3- ظهور فئة (الورّاقين) المهتمين بتدوين التراث الشعبي في بغداد في العصر العباسي

4- ذكر أسماء المؤلفين العراقيين ( أكثر من 1600 كاتب) ممن ساهموا في الكتابة الفولكلورية في العراق .

* بلغ عدد المصادر والمراجع في هذا المجلد أكثر من ( 250) مصدراً ومرجعاً . 

                                *     *     *

* أمّا المجلّد السادس، في هذه الموسوعة، فهو ( القسم الثالث) من الأدب الشعبي، واشتملت مواده على :

آ- ( الأمثال الشعبية ) وقد أوردنا ( 780 ) مثلاً شعبياً .

ب- القصص الشعبية العراقية .

ج- الردّات الحسينية، كشعر شعبي ديني موسمي، والردّات الأخرى .

1- طقوس الردّات الحسينية .

2- ركضة طويريج .

3- أشهر الرواديد .

4- إنتقال الردات الحسينية الى ( إيران والباكستان والبحرين والسعودية ونيجيريا والكويت وعمان ) .

5- اشهر الردّات الحسينية .

د- الهوسات الشعبية .

1- تعريف الهوسة .

2- النظريات الشعرية للهوسة .

3- أنواع الهوسات العراقية .

4- الهوسة العگيلية .

5- الهوسة المحِمِّداوية .

6- الهوسة الإحݘيمية .

7- طقوس وأجواء الهوسات العراقية .

8- المهوال واهميته في الهوسة العراقية .

9- الهوسات المفردة .

10- التطورات الحديثة على الهوسة العراقية .

11- أشهر شعراء الهوسة العراقية ( المهاويل) .

12- نماذج مختلفة للهوسات العراقية .

ه - الفنون الشعبية – الرقص والمسرح . 

1- المسرح.

2- المسرح الشعبي المعاصر .

3- فن المقامة .

4- أعلام كتّاب المسرح العراقي .

و-  الرقص الشعبي وأنواعه :

1- الدبكة .

2- دبكة أو رقصة الݘوبي .

3- رقصة الهݘع .

4- رقصات الخشابة البصرية .

5- ردح العمارة .

6- رقصة البزخ .

7- رقصة الهيوة البصرية .

8- رقصات الغجر ( الكاولية) .

9- رقصات الهوسات .

ح- بستات الخشّابة وردّاتهم وفرقهم .

1- أهم ردّات الخشابة ( 60 ردّة) .

ط- ردّات الأعراس الشعبية . ( 100 ) ردة شعبية . 

* بلغ عدد المصادر والمراجع في هذا المجلّد ( 98) مصدراً ومرجعاً . 

                              *     *     *

* أمّا المجلّد السابع، فهو ( القسم الرابع) من الأدب الشعبي – أيضاً، وقد كانت موادهِ تشتمل على الموضوعات التالية :

1- الأدب الشعبي- كمصطلح ومفهوم .

2- إزدواجية اللّغة .

3- الإستخدام التاريخي للمأثورات الشفاهية .

4- أصالة .

5- ألف ليلة وليلة .

6- البطل الشعبي .

7- البُليق .

8- التاريخ الشفاهي .

9- التجمع العشوائي .

10- التعبير السائر .

11- تعدد المعاني .

12- الثقافة الجماهيرية . 

12- جُحا العراقي .

13- جرّ النميم .

14- جلجامش . 

15- الحجازي . لون شعري شعبي .

16- الحِداء. 

17- حدّوته – أو – سالوفة .

18- حكايات الحيوان .

19- الخرافة . 

20- خيال إبداعي .

21- دلعونا .

22- الربط السحري – للرجال .

23- الرجز .

24- الزجل .

25- زهيري .

26- السامري .

27- الشطّار .

28- شعر شعبي .

29- شعر نبطي .

30- الصِل .

31- الطراز الطبيعي .

32- الطراز الفرعي .

33- عتابة .

34- العَديد .

35- الفزّورة – أو الحزّورة في العراق .

36- فعل الكلام .

37- القاص الشعري .

38- قافية .

39- قصص الأولياء .

40- الكتابة الشفاهية .

41- الكلام .

42- الكلمات الدخيلة .

43- الكنايات .

44- كوز .

45- اللّغة السريّة .

46- اللّفظة .

47- اللّفظة او القول .

48- لُقمان .

49- لهجة .

50-  المذيّل والمربّع . 

51- الملحمة الشعبية .

52- الموال والمواليا .

53- النادرة .

54- النداءات – أو نداءات الباعة .

55- نظرية دراسة الصيغ الشفاهية .

56- النمرود .

* أستخدم في هذا المجلد ( 180 ) مصدراً ومرجعاً .

                     *     *     *

* أما المجلد الثامن – من هذه الموسوعة – فحمل عنوان : ( المعتقدات والمعارف الشعبية ) ، واحتوت مواده على الموضوعات التالية :

1- إبليس .                                  2- أجرودي- أو – أكوس .

3- الإجهاض.                             4- الأحجية .

5- الأحلام .                               6- الإخبار بالمستقبل .

7- الأُخت .                                 8- أخلاق البشر وطبائعهم .

9- آدم وحواء .                          10- أرواح الموتى ( تناسخ الأرواح) .

11- الأساليب الشعبية .                 12- الإذن – أداة السمع .

13- الأسبوع .                             14- الإستخارة .

15- الأشجار المقدّسة .                  16- الأشكال والرسوم السحرية .

17- الأضحية .                             18- أطباء شعبيّون .

19- الأظافر .                               20- الأعداد .

21- الأفعى – أو الحيّة .                   22- الأقزام .

23- الأنطولوجيا .                           24- أنو – الإله البابلي .

25- الأهلّة .                                 26- الأوزّة – أو – البطّة .

27- الأيام .                                28- بازبند .

29- بازهر .                              30- البخت .

31- بخور .                             32- البَغَل .

33- البُكاء .                                   34- البُراق .

35- البَرق .                                 36- البهلول .

37- البُومة .                                38- التابعة .

39- تعبير الرؤيا .                            40- التفاؤل والتشاؤم .

41- التمائم، والحمائل والأحجبة في بابل .

42- التنبؤ بجنس الوليد .                  43- التوأم .

44- الجلجلوتية .                             45- الجمعة والجن في المعتقد الشعبي.

46- الحب في التراث الشعبي العراقي .   47- حداية – أو – الحوم .

48- حدوة الحصان .                         49- الحروف .

50- الحَسد .                              51- حِلف اليمين .

52- الخال ( الشامة التي على الخد).       53- الحيض .      

54- الخِرق المُعلّقة داخل الضريح .        55- الخضر – ع- .

56- الخنزير .                                   57- الدائرة .

58- دبّوس .                                    59- الدّجال .

60- دُعاء نصف شعبان .                     61- الديك – أو الديݘ .

62- ديوان الأولياء .                          63- الذِكر .

64- ذو القرنين .                               65- الزوج المربوط .

66- الرقم – 13 -  .                          67- زاوية .

68- الزيتون .                                   69- السِبحة .

70- السِحر الإتصالي .                         71- السِعلاة .

72- الشِعلة .                                     73- الصبّار .

74- الصَرع .                                     75- الصور الدينية .

76- الطالع .                                      77- الطيور البحرية .

78- العجوز .                                   79- العفريت .

80- العقرب .                                     81- العُقم .

82- العلاج الشعبي لأمراض العيون.          83- العيون المائية العلاجية .

84- العلاج الشعبي لإضطراب الدورة .       85- الغُراب .

86- فتح الكتاب- أو الخيرة بالقرآن .         87- الفِراسة .

88- الفَرس .                                      89- الفَصد .

90- القِرفة – أو الدارسين .                   91- القُطب .

92- قياس الأثر ( القافي) .                    93- الكابوس- أو الجيثوم .

94- الكاهن.                                   95- اللّازورد .

96- الكوارم- أو الخرز الخاص بالكهرب والكهرمان .

97- المُبخّراتي .                              98- النباتات في المعتقد الشعبي.

99- هاروت وماروت .                      100- الوِرد.

101- يهوه .

* إستخدمَ في هذا المجلد ( 238 ) مصدراً ومرجعاً .

                    *     *     *

* أمّا المجلد التاسع فقد حمل عنوان: ( الثقافة المادية ) واشتملت مواده على الموضوعات التالية :

1- الإبريق الفخاري .                        2- إبريق نُحاس .

3- أدوات تذرية المحصول .               4- أدوات الشاي .

5- الأنثروبولوجيا الزراعية .               6- الأنماط المعمارية للسكن الشعبي.

7- البحت- أو البحته .                    8- البُردعة- إجلال الحمار .

9- تصفيح الخشب بالنحاس.                10- تمر هِندي .

11- الحِرف الشعبية .                        12- الحلفه – أو الحلفاء .

13- حِلل الطهو ( القدور) .                 14- حمالة وابور الگاز ( المُركى).

15- الخص- أو بيت القصب .               16- الخض- خض اللّبن .

17- الدساتير – أو الترايش.                18- الدقر- أو الداگور .

19- الذَهب .                                 20- الزُجاج .

21- زلطة العين- أو الفالولة .               22- السّرّاج- أو السروجي.

23- السُلّم الأرضي – الدَرَج .           24- السَمكرية.

25- السنّار- أو الشص .                  26- المسحاة – أو السوّاقة .

27- شِباك الصَيد .                        28- المنجل – أو الشرشرة.

29-الشقرف – أو الخرماشة –آلة لحراثة الأرض.      30- الشِعَب .

31- الصاج- أو تاوة الصاج.             32- الصلابة- أو هاون الخشب.

33- صناعة الجبن.                         34- صناعة الحِبال .

35- صناعة السلاح .                      36- صناعة الطواقي ( العرقݘينات).

37- العاج .                                  38- الغَنم .

39- فانوس .                                 40- الكبشة – أو الݘمݘة .

41- كُعدة- أو العِكّة في العراق.          42- الكمّون .

43- اللّجن – أو اللِّگن.                    44- اللّحاف .

45- الماجور – أو المعجنة.                46- مثقاب – أو الدريل .

47- مجدرة- أو رز وماش .              48- المُخلّلاتي – أو الطرشݘي .

49- المِرآة – أو المراية .                  50- المستوقد – أو المزبلة .

51- مصحن البُن ( المُگلا) .             52- المصفاة- أو المشخلة.

53- المضرب – أو الملبن .                 54- المقشّة – ( المكناسة) .

55- الممبار- أو المصارين .               56- منجار – أو مزخرف الخشب .

57- نَسِن السكين – المَحَد .             58- النعَش . أو التابوت .

* إستُخدمَ في هذا المجلّد أكثر من ( 130 ) مصدراً ومرجعاً .

                                 *     *     *

* أمّا ما يخص (المجلد العاشر) فقد أسميناهُ ( متفرقات من التراث الشعبي العراقي). أي أنّنا- في هذا المجلد- أضفنا ( مواداً) كثيرة على مواد موسوعة ( التراث الشعبي العربي) ، وخصوصاً في الجانب العراقي، بغية تغطية ما فات من ( مواد) تراثية شعبية ، لم ينتبه إليها المؤرّخون والباحثون العرب، فيما يخص التراث الشعبي العربي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان الواجب الوطني العراقي، يُملي علينا – كوننا نكتب (موسوعة التراث الشعبي العراقي) أن نذكُر كل ( مفردات) التراث الشعبي العراقي، كموقف أخلاقي ومعرفي، لذلك أضفنا هذا المجلّد، بغية الإحاطة والشمول بهذا التراث الهائل، ونرسمُ أُفقاً للدارسين القادمين بعدنا، لتدارك ما فاتنا من هذا التراث الغني لشعبنا العراقي، ولذلك جاءت ( مواد هذا المجلّد) مشتملة على الموضوعات التالية:

1- الأزياء الشعبية العراقية .            2- ألقاب ومِهن موصلية في التراث الشعبي.

3- أكلات الرُز المتعددة في العراق.                   4- الألعاب الشعبية في البصرة .

5- بغداد في عشرينيات القرن الماضي .                                    6- البُو .

7- تاريخ الطباعة الشعبية في العراق.       

8-  تبريد البيوت في الصيف، وطرق تبريد الماء .

9- تسمية الأراضي الخاصة بالفلاحين في جنوب العراق .

10- تزوير الخط في بغداد في العصر العبّاسي .

11- تل السَبت في الموصل .                      12- التسقيف بالبواري القصبية .

13- الݘرداغ – أو الݘراديغ .                      14- الحَلاّق البغدادي .

15- حمّامات بغداد الشعبية .                       16- حدائق الحيوانات في بغداد .

17- الجُمعة في بغداد .                        18- الݘرخݘي- أو الحارس الليلي .

19- خَبّازات بغداد .                        20- خُبز عروگ .

21- خَلَف ابن امين .                               22- الخمرة الشعبية عند العراقيين .

23- الدزدَبانيّة .                                24- راية أُور .

25- الرُزنامة- في الذاكرة الشعبية العراقية .

26- الريل، أو القطار .                                27- زعينب .

28- السياحة الدينية في العراق .                     29- شخصيات بغدادية شعبية .

30- شرايع بغداد .                        31- الشحّاذون البغداديون .

32- الصرايف – أو أكواخ الطين والقصب السومرية الأصل في العراق المعاصر .

33- صناعة الخل والدبس من التمر .                   34- صناعة الخوص .

35- الصناعات الشعبية في العراق.                    36-  صناعة العطور والدهون .

37- صناعة الفخاريات والكيزان والغُضار في بغداد في العصر العباسي .

38- صناعة ( العُود ) وأوتاره في العِراق .      39- العادات البغدادية .

40- الطبلة والآلات الإيقاعية في العراق.              41- العُملة العراقية  . 

42- العِيد عند نصارى العراق .                          43- الغَزل البغدادي .

44-عادات وترانيم وتقاليد قديمة.                   45- فن التصوير والتزويق والنقش.

46- القُندرة – في التراث الشعبي.                        47- الكتابة على الجدران .

48- الكتابة البارزة للعميان في بغداد في العصر العباسي .

49- الگفّة ، في التراث الشعبي العراقي .        50- گيمر السَدّة .

51- كيد النساء في التراث الشعبي العراقي .        52- اللِبه- أو اللِّباء .

53- اللّهجة العراقية .                                 54- المتحف البغدادي.

55- المجالس البغدادية .                                 56- مختار الطرف .

57- المرض – والأمراض الشعبية وأطباء شعبيّون .

58- مفردات عراقية قديمة في لهجة أبناء الجنوب العراقي . 

59- المشروبات الغازية في العراق .

60- ملاهي بغداد القديمة .

61- النار في التراث الشعبي العراقي .

62- النجارة وفن الحفرِ على الخشب .

63- النحت على الحجر والآجر والجص.

64- نصب ساعة التحرير .

65- النعلݘي .                                        66- نُكات عراقية .

67- نُعوت الفلاحين وأبناء الأرياف فيما بينهم .

68- النَبُگ – في التراث الشعبي العراقي . 

69- الواشي – في التراث الشعبي العراقي .

70- هناه يمن ݘنّه وݘنت – حكاية قصيدة شعبية من التراث الشعبي العراقي .

* وقد استخدمنا في هذا المجلد على أكثر من ( 267 ) مصدراً ومرجعاَ . 

                                   *     *     *

 

كلمة أخيرة : لم يكن هذا العمل مجرّد نُزهة جذبتني لخوض غمارها، والسياحة في أبعاد متونها، بل هو موقف معرفي، وأخلاقي، فرضه النازع الوطني، أزاء الثقافة العراقية  أولاً، وثانياً، سِحر التراث الشعبي العراقي، الذي يُميّز هوية العراق بين شعوب الأرض، فقد كان مضغتي التي فُطمت عليها، وظلَ مذاقها لا يفارق شفتي حتى هذه اللحظة .

كُنتُ متردداً كثيراً للولوج في عوالم هذا التراث النقي والأصيل، حتّى درّبت نفسي كثيراً، وأمسكت جيداً بناصية الثقافة والمعرفة، بعد أن راكمت خِبرة زادت على كتابة (أكثر من أربعين كتاباً ) كنت قد أنجزتها في تجربتي الشخصية – الثقافية، وكلّها في شؤون الثقافة العراقية،، ثم أقدمت على خوض هذه التجربة، والتي بها  أكون قد تجاوزت حاجز ال ( 50 مؤلّفاً ) *25 ، فإن أصبت فهو المراد، وإن أخطأت، فحسبي الاجتهاد، كون هذا العمل ، هو عمل جماعي، تضطلع بهِ المؤسسات الثقافية المختصّة في البلد ، وفي كل الأحوال، فإني أهيبُ بكل الباحثين العراقيين في مجال الفولكلور والتراث الشعبي العراقي، أن يدرسوا هذه الموسوعة بروحٍ مسؤولةٍ، وهمّة معرفية عالية، بغية سُدّ الثُغرات في العمل، وإضافة ما يجب إضافته للعمل، لأن العمل الفردي، لا يمكن ان يكون متكاملاً، مهما كانت ألمعية صاحبه، فما بالك بعملٍ موسوعي كبير بهذا الحجم، وعلى ايّة حال، إن من يقرأ بين السطور، في نصوص هذه الموسوعة ، سوف يلاحظ أني أرمي الى تهيئة المناخ الفكري للباحثين العراقيين القادمين، لأن يتهيؤوا لتشمير سواعدهم، بغية كتابة ( أطلس الفولكلور العراقي) ، وهذا العمل يحتاج الى جهود جماعية، تقع مسؤوليته على كاهل وزارة الثقافة العراقية أولاً، وعلى مجموعة من الباحثين المختصين في مجال التراث والأدب والفن، ليقوموا بهذا العمل الهام، والذي لم يوجد حتى هذه اللحظة .

وفي الختام ، هذا ما أملاه عليّ الضمير، وما جادت بهِ معارفي، وبهذا المنحى فأني أتمثّل قول شاعرنا الكبير الراحل معروف عبد الغني الرصافي، الذي يقول :

      ( وما ان فاز أغزرُنا علوماً          ولكن فاز أسلمنا ضميرا

                                                                           د. خيرالله سعيد 

                                                                      .../ حزيران / 2017  

                                                             اليوم الأول من تحرير الموصل

* الإحالات والهوامش :

1- راجع: د. علياء شكري : ( مادة – تراث شعبي) في موسوعة التراث الشعبي العربي 1/149 – منشورات الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة الدراسات الشعبية – ط2- القاهرة – 2012م .

2- المصدر السابق 1/ 150 .

3- راجع: عبد الحق فاضل : تعريب إسم الفولكلور- مقال منشور في (مجلة التراث الشعبي) العراقية – العدد – 7 – السنة 8 – لعام 1977 – ص 5 .

4- المصدر السابق- ص6 .

5- المصدر السابق – نفس المكان، وهناك شروحات وآراء حول ذلك فلتراجع هناك.

6- راجع : د. عبد الحميد بو سمّاحة : مقدمة في الأدب الشعبي – المفاهيم والتوجهات – مقال منشور على ( مدوّنة الأستاذ محمد الأمين شيخة – المدوّنة الأكاديمية للأدب والنقد- بتاريخ 22/ أكتوبر/ 2011م . 

7- لقد أشرنا الى هذه المصادر الهامة للدكتور طه باقر، في أغلب مواد هذه الموسوعة .

8- راجع: د. عبد الحميد بو سمّاحة – المصدر المذكور سابقاً .

9- راجع تفاصيل أخرى حول هذا الموضوع في المصدر السابق – نفس المكان .

10- راجع : كتابنا : دراسات في الموال العراقي – ص8 – منشورات مجلة الثقافة الشعبية البحرينية – ط1- المنامة 2014م . 

11- راجع : كامل مصطفى الشيبي : الأدب الشعبي .. مفهومه وخصائصه – المقدمة .

12- المصدر السابق – نفس المكان .

13- لمعرفة جميع هذه الفنون الشعبية، راجع : صفي الدين الحلّي : ( العاطل الحالي والمرخّص الغالي ) تحقيق د. حسين نصّار، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية – دار الشؤون الثقافية العامة – ط2 – بغداد – 1990م .

14- صفي الدين الحلي – المصدر السابق – ص8 وما بعدها. وراجع كذلك – كامل مصطفى الشيبي – في المصدر المذكور سابقاً .

15- راجع استطرادات كامل مصطفى الشيبي – في المصدر المذكور سابقاً.

16- المصدر السابق- الفصل الأخير – مع الإشارة هنا الى أن كتاب كامل مصطفى الشيبي، موجود على النت ، من غير ترقيم .

17- الدلاّعة : هي حجر أزرق صغير، تصاغ عليه حلية ذهبية أو فضيّة بحجم الخاتم الصغير تمسك هذا الحجر الأزرق، والذي تعتقد الأمهات بأنه يقي الطفل ( الحسد والعين) وتعلّق هذه ( الدلاّعة ) وتربط بغُرّة شعر الطفل، وتبقى في رأسه معلّقة حتى يدور الحَولُ عليه ويبدأ بالمشي، آنذاك تقطع تلك ( الدلاّعة) وتحفظ في حاجيات الطفل، كجزء من تراثه الطفولي.

والدلاّعة : جاء إسمها من ( الدلع والتدلل) وهي للصبي فقط، ولا تستخدم للفتاة .

18- الصكلكة : هي حركة خروج الشياه والأغنام والماعز من الزرائب نحو المراعي عند الصباح، لذلك تتدافع فيما بينها، ويشترك ثُغاؤها مع حركة التدافع وصوت الرُعاة، فلا يمكن تميّيز الأصوات، ولذلك تسمى ( صكلكة) .

19- الطابگ : هو خبز يصنع من طحين الُرز الأحمر، ويكون العجين رائب القوام أشبه باللبن الرائب، يُدلق مرة واحدة على ( قطعة مدوّرة مصنوعة من الطين الحرّي، مفخورة على النار،  على شكل دائري، محيطه بين 70 -80 سم، يحمى على نارٍ توقد تحته، من ( المطّال) أو الجلّة المصنوعة من براز الحيوانات ( الأبقار والجاموس) وحين تخفت النار، يرفع الطابگ من على ( المناصب أو الأثافي الأربعة ) أو ثلاث ، ويطرح أرضاً، ويمسح وجهه من سواد الدخان بخرقة نظيفة، ثم يُدلق عليه العجين الرائب مرة واحدة، وتقوم المرأة بتسوية العجين بيدها على كل مساحة الطابگ الدائرية، بواسطة كف اليد ، ثم تلتقط نار المطال بواسطة ( المنگاش – أو الماشة ) وتوضع تلك الجمرات على العجين، وتتركه الى أن ( تهفت النار) ويبقى لمدة ساعة واحدة تقريباً، بعدها يُزاح رماد النار من على العجين، بواسطة خرقة  أيضاً، ويترك الطابگ لمدة قصيرة لغرض أن يبرد قليلاً، ثم يُرفع ( قرص الطابگ ) بشكله الدائري  كخبزة واحدة، ثم يقطّع الى أجزاء صغيرة، كل قطعة بحجم كف اليد، ويشترط مع هذه الأكلة السمك المشوي، ولا يقبل غيرها. وهذه الأكلة هي من التراث السومري، ما زالت قائمة في التراث الشعبي العراقي وتحديداً في محافظة ميسان .

20- السَلف : هو الحي الريفي، وهو مجموعة بيوتات، قد لا تتعدى العشرة بيوت، تواطنت على اساسٍ قبلي، ونزلت في بقعة محددة من الأرض، وعادة ما يُعرف السًلف بإسم كبير القوم فيه ، فيقال ( سلف بيت فلان) . 

21- الشاكرية : أثرً عباسي، كان عبارة عن ( مخيّم سكني) لخَدَمت ساسة خيول الجُند العباسيين، ويسمى الفرد منهم ( سايس خيل) ، والشاكرية الآن، بعد أن أخرجونا منها عنوة جلاوزة البعث الفاشي، وأخلوها لهم، وسُمّيت فيما بعد ( المنطقة الخضراء) .

22- الشراگوة : أو الشروگييّن – هو نعتٌ يطلق على أبناء جنوب العراق من مناطقه الريفية وسكنة الأهوار، ذوي الأصول السومرية، باعتبار انهم جاؤوا من منطقة  (شروكين)، وهي كلمة سومرية تتألف من كلمتين ( شرو – كين ) وتعني بالسومرية  (المواطن الأصلي) ، وفق إشارات د. فوزي رشيد في كتابه ( سرجون الأكدي) ص 29 ، حيث ذكر أن ( شروكين) هو الإسم الحقيقي للإمبراطور سرجون الأكدي ) والتي تعني أيضاً : ( الملك الصادق أو الملك الثابت) في اللغة الأكدية . وقد وحّد الملك سرجون الأكدي ممالك العراق تحت حكمهِ عام ( 2340 ق. م ) وبهذا يكون إسم ( شروگي) يطلق على ابناء العراق من البابليين والكلدانيين والسومريين والآشوريين، أي السكان الأصليين. * راجع بهذا الصدد : د. فوزي رشيد – ( سرجون الأكدي – أول إمبراطور في العالم ) ص29 – منشورات وزارة الإعلام العراقية – بغداد – ط1-  1990م .

23- أنظر ترجمتهِ على ( موقع المعرفة ) وغيرها من المصادر العالمية والدولية .

24- راج عنه : وكيبيديا – الموسوعة الحرّة – مادة ( جيمس فريزر ) .

25- سيجد القارئ – في نهاية هذه المقدمة، سرداً للمنجز الثقافي الخاص بنا .

                                 *     *     *

* المنجز الثقافي للدكتور خيرالله سعيد :

1- مغنيات بغداد في عصر الرشيد وأولاده- دراسة. وزارة الثقافة السورية دمشق 1991.

2-  النظام الداخلي لحركة إخوان الصفا- دراسة. دار كنعان. دمشق 1992

3- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي - دراسة، دار الحصاد. دمشق 1993

4- خطاطو بغداد في العصر العباسي - دراسة. دار النمير، دمشق 1996

5- وراقو بغداد في العصر العباسي - دراسة طويلة .مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية . الرياض 2000 ( وهي موضوع اطروحته للدكتوراه ) .

6- تاريخ انتشار الحضارة الإسلامية (باللغة الروسية) بالاشتراك مع مجموعة من المستشرقين الروس. - موسوعة في مجلدين ضخمين. منشورات - أكاديمية العلوم الروسية موسكو 2002 .

7-  من وجد ديوان الوجد .دراسة نقدية فيفكر- المفكر الراحل هادي العلوي، دار كنعان  . دمشق 2008  .

8- 13  (الوراقة  و الورّاقون في الحضارة العربية الإسلامية - موسوعة في ستة أجزاء. منشورات - دار الانتشار العربي في بيروت 2011م .

14-   أوراق بغدادية من العصر العباسي - دراسة. صدرت في بيروت 2010م.

15- بغداد والشعراء  والقدر  -   دراسة نقدية ،  صدرت عن دار العلم للملايين بيروت 2012 ضمن منشوراتها الألكترونية

16- دراسات في الموال العراقي - البحرين عام  2014م .

سيصدر له قريباً :

17- شاكر السماوي- الإيقاع المنفرد في القصيدة الشعبية العراقية- دراسة نقدية في أدب شاكر السماوي الشعبي .

18-  دراسات نقدية عن مقامات الحريري.

20- مدن فلسطين في تراث الأقدمين - دراسة.

21- أوراق من التراث / (القسم الأول) "رجال ومواقف".

22- أوراق من التراث / (القسم الثاني) "نساء ومواقف".

23- دراسات نقدية عن الرواية العربية السياسية المعاصرة - وليمة لأعشاب البحر نموذجاً.

24- دراسات عن الفلكلور العراقي: الأبوذية - العتابا - المربع - الدارمي - الأمثال الشعبية.

25- دراسات في القصيدة الشعبية العراقية - قصائد مختارة- دراسة نقدية عن الشعر الشعبي في العراق .

26- حرية الإبداع في المخيلة الشعبية .

27- ملحمة شعرية بعنوان ( جبت كل العراق وجيت ) تقع في 1580 بيت .

28- مجالس الغناء في بغداد في العصر العباسي .

29-  بغداد في حلتها العباسية .

30- مكتبات العراق في العصر العباسي .

31- مدرسة بغداد العباسية في الخط العربي .

32- أدوات الكتابة ومقوّمات الكتاب في العصر العباسي .

33- لصوص بغداد في العصر العباسي .

34- مترجمو بغداد في العصر العباسي .

35- صناعة الورق في بغداد في العصر العباسي .

36- إخوان الصفاء في بغداد في العصر العباسي ، وتشكيل الحزب السياسي المنظّم .

37- أحزاب المعارضة السياسية في بغداد في العصر العباسي .

38- أحزاب المعارضة الشيعية ( ج1 ) .

39- الحركات السياسية والفكرية والباطينية المعارضة في بغداد في العصر العباسي .

40- - الأبوذية العراقية – بين الكتابة والإنشاد .  

41- ألف ليلة وليلة – بغدادية  بامتياز .

42- مظفر النوّاب – ذروة الإبداع في الشعر الشعبي العراقي .

43- عريان السيد خلف : الشاعرية المتكاملة .

44- العراق اليوم الى أين – قراءة في خطاب السلطة وسلوك المعارضة – نشر على شكل حلقات متسلسلة على المواقع الأنترنيتية – في عام 2001م .

45- نبض السنين : بين ماضٍ تولّى وحاضر يخلخل القناعات   )  دراسة سياسية في كتاب آرا خاجادور( نبض السنين ) في 9 حلقات.  نشر في أكثر من موقع. في عام 2014م .

( من التسلسل 28 – 40 ) جميعها شكّلت ( موسوعة بغداد الثقافة في العصر العباسي في 20 مجلد ،مع ثمانية مؤلفات أخرى) وهذه الموسوعة مازالت منظورة أمام وزارة الثقافة العراقية منذ عام 2013م .

* أنجز موسوعة التراث الشعبي العراقي في 10 مجلدات، كما هو موضّح في (المقدمة ) المذكورة أعلاه .

للتواصل مع الكاتب :  

* الاسم على الشبكة العنكبوتية :  د. خيرالله سعيد

* البريد الإلكتروني  [email protected]  

 

العنوان الدائم : كندا – أوتاوا .

                      Dr. Khairalla SAID

                   280- ROCHSTER ST. #  1207

                   Ottawa, ON,  K1R  7S4    - CANADA

 Tel : 001-  613 – 236 – 7351      

ترتكزُ اللَّفظة العربيَّة على ركنين أساسيِّن يحدِّدان معناها والمراد منها، وكلُّ منهما يرتبط بالآخر ارتباطًا وثيقًا، إذ لا يُعرف أحدهما إلا بالآخر، وهما:

الأوَّل: أصلُ الوضْع: ويقصدُ به الأصل اللُّغوي الذي اشتقَّت منه اللَّفظة، والذي يدلُّ عليه ائتلاف أحرفها، وقد يكون «الاشتقاق» جاريًا على «القياس» المعروف أو خارجًا عليه.

الثَّاني: الاستعمال: ويقصد به المعنى الذي لصق بها وأصبح من لوازمها، ولا بدَّ أن يرتبطَ بـ«أصل الوضْع» بخيط، سواء أكان جاريًا على «القياس» في الاشتقاق أم خارجًا عليه، والحكَمُ في معرفة معناه: السِّياق الذي يردُ فيه.

وقد نبَّه أهل «اللُّغة» على ذلك، وفصَّلوا فيه تفصيلًا بيِّنًا، وربمَّا عبَّروا عنه بمصطلح «الشُّذوذ»، سواء أكان «الشَّاذ» في «القياس» أم في «الاستعمال»، وذكروا أنواعَه على نحو ما نجده عند «ابن جنِّي» إذ يقول: «ثـمَّ اعلـم من بعـد هـذا أنَّ الكـلام فِي الاطّـراد والشُّـذوذ على أربعـة أضـرب:

-مُطَّـرِد فِي القياس والاستعمال جميعًا، وهذا هو الغاية المطلوبة والمثابة المنـوبـة.

- ... ومُطَّرِد فِي القياس شاذّ فِي الاستعمال، وذلك نحو الماضي من: «يَـذَر»، و«يَـدَع».

-  والثَّالث: المُطّرِدُ فِي الاستعمال الشَّاذّ فِي القياس نحو قولهم: «أَخْـَوصَ الرِّمـث».

-  والرَّابع: الشَّاذّ فِي القياس والاستعمال جميعًا»([1]).

ولكي نعرفَ الفرق بين «الوضّْع» و«الاستعمال» لابدَّ من عرض بعض الأمثلة لتكون برهانًا وإعرابًا لهما، وهي:

الأوَّل: «الجَمَل»: ذكر أهلُ اللُّغة أنَّ أصله «الجيم والميم واللام»، وهذه الأحرف الثَّلاثة تدلُّ على أصلين: أحدهما: تجمُّع، وعِظَم الخَلْق. وثانيهما: الْحُسْن. ولو تتبعَّنا جميع «الألفاظ» المشتقَّة من «الأصل» لرأيناها ترجع إليه. وهو المراد من «الوضْع».

ومنه قوله تعالى: ﴿ وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾([2])، و«الجُمْلَة» راجعة في معناها إلى الأصل الأوَّل وهو «التَّجمُّع»، ومنه قولنا للشَّيء: أجملتُه، إذا جمعتُه.

ومنه أيضًا «الجَمَل»، وقد سمَّته العرب بهذا الاسم؛ لـ«عظم خلْقِه»، وهو راجع كما نرى إلى الأصل الأوَّل أيضًا، كما نصَّ عليه «ابن فارس» فقال: «ويجوزُ أن يكون الجمَل من هذا؛ لعظم خلقه»«[3]). بل إنَّ «الخليل» نصَّ على أنَّه لا يستحقُّ أن يسمَّى «جملاً» إلا إذا «بزل»([4]).

ولكثرة «استعمالهم» للفظِ «الجمل» بالمعنى المعروف وهو «الدَّابَّة» ذهب ثُلَّة من «المفسِّرين» إليه في تأويل قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾، وهو مذهب كثيرٍ ممَّن شرحوا «الخبر» المنسوب إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كما في صحيح «مسلم» برقم «2779».

ولا شكَّ أنَّ الصَّواب جانبهم في فهمهم هذا، وفي تأويلهم لـ«الجمل» في الآية والخبر؛ لأنَّ المراد منه «الحبل الغليظ»، وهو المناسب للسِّياق الذي وردَ فيه، إذ لا علاقة بين «البعير» وبين «سمّ الخياط»، ولا قرينة تجمع بينهما؛ ولا بدَّ من معنى يدلُّ عليه «السِّياق» لتكتملَ الصُّورة البيانيَّة فيها، فكان «الحبل الغليظ» الذي هو من مستلزمات «الخياط»، وهو راجعٌ إلى الأصل الأوَّل من «التجمُّع»، والحبل الغليظ: يلفُّ بعضه بعضًا.

الثَّاني: «الإبل»: ذكرَ أهلُ اللُّغة أنَّ أصلها «الهمزة والباء واللام»، وهي ثلاثة أصول في «الوضْع»، أوَّلُها: الإبل المعروفة، ثانيها: الاجتزاء، وثالثها: الثِّقل والغلبة. وقال «الفرَّاء»: «فلانٌ يؤبِّلُ على فلان إذا كان يكثِّرُ عليه، وتأويله: التَّفخيم والتَّعظيم...ومن ذلك سمِّت الإبل، لعظم خلْقِها»([5]).

ولكثرة استعمال العرب لـ«لإبل» الدالَّة على الدَّابة ذهب جمهور «المفسِّرين» إلى ذلك المعنى أينما وقعت لفظة «الإبل» في «القرآن الكريم»، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ﴾([6])، حيث دلَّ السِّياق على أنَّ المراد منه «الدَّابَّة» المعروفة لورودها في مقابلة «البقر».

لكنَّهم ابتعدوا عن «السِّياق» كثيرًا عندما ذهبوا إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾([7])، فـ«الإبل» هنا يُراد بها «السَّحاب»؛ لأنَّه يُقابل ثلاث آيات فلكيَّة وهي: «السَّماء»، و«الجبال»، و«الأرض». وهذا المعنى راجع إلى أصل من الأصول الثَّلاثة وهو «الاجتزاء»؛ أي: أنَّها تأتي متقطِّعة متناثرة.

الثَّالث: «النِّساء»: ذكر أهل اللُّغة أنَّ أَصلها: «النُّون والسِّين والهمزة» من «نَسأ»، وهو أصل واحد لا غير وهو «التَّأخير»، وجعله «ابن فارس» في «نسي»، وقال: «وإذا همزَ تغيَّر المعنى إلى تأخير الشَّيء»([8]). ومنه قولهم: «النَّسيئة»، وقولهم: «النَّسيء: المذق من اللَّبن»([9]). واستُخدم جمعًا لـ«لمرأة» لما يعرض لهنَّ من تأخُّر الحيض، لذلك قال «الخليل»: «نُسئت المرأة فهي نسءٌ، إذا تأخَّر حيضها»([10]).

وممَّا وردَ من «النِّساء» بمعنى التَّأخير قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾([11])، والذي يدلُّ عليه أنَّ لفظ «نسائهنَّ» ورد في موضع «التَّأخير» عن كلِّ ما سبق من «الفروع»، فبدأت الآية بـ«البعْل»، وانتهت بـ«النِّساء»، ولما كان المورد مورد «ذكور» دلَّ السَّياق على أنَّ المراد منها «الذُّكور».

وقد يستوحشُ بعض النَّاس من هذا المعنى بحجَّة أنَّ غير مستعمل، إذ لم يعهدوا أنَّ تكون «النِّساء» خارجة عن كونها جمعًا لـ«امرأة»، وهذا راجع إلى ضعف معرفتهم بأصل «الوضْع»، وتغليب «الاستعمال» عليه، ويردُّ عليهم من جهتين:

الأوَّل: أنَّ «الاستعمال» أورد «النّساء» في غير ما عهدوا، إذ جاء للعرق الموجود في الفخذ، وأطلقوا عليه اسم «عرق النَّساء» مفتوحًا بالمدِّ حينًا، وبالقصر حينًا آخر([12]). كما ورد في «الخبر» المنسوب إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه «أحمد» في مسنده برقم: «22400»، فقال: «من سرَّه النَّساءُ في أجله، والزّيادة في الرِّزق، فليصل رحمه».

الثَّاني: أنّ الأصل في «الوضْع» مقدَّم على «الاستعمال»، فلو سألنا عن مفرد «النِّساء»، من حيث «الاشتقاق» لقيل: «النَّسيء»، وهو الذي ذكره تعالى في سورة التَّوبة فقال: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ ﴾([13])، وأمّا مفرده من حيث «الاستعمال» فهو «امرأة»، لذلك قالوا: جمع على غير قياس، أو جمع لا مفردَ له من لفظه.

والعلَّة في كسر «نونِها» هو كثرة الاستعمال، وقد ذكر الكَسر «ابن الأعرابي»، وكثرة الاستعمال من أهم العلَل التي يعتدُّ بها لمعرفة خروج الكلام عن أصوله؛ لأنَّ ما يكثر دورانه على ألسنتهم محكوم بالخفَّة والثِّقل؛ لأنَّ المتكلِّم يروم السُّرعة في كلامه مِمَّا يستدعي منه تخفيف الكلمة، وقد نصَّ سيبويه على أنَّ العرب «مِمَّن يغيِّرون الأكثر في الكلام عن حال نظائره»([14])، «ويجسرون عليه إذ صار عندهم مخالفًا»([15])، و«لأنَّ الشَّيء إذا كثر في كلامهم، كان له نحْوٌ ليس لغيره مِمَّا هو مثله»([16]).

وقد أشار ابن جنِّي إلى أنَّ «ما يكثُرُ استعماله مُغيَّر عمَّا يقلُّ استعماله، وإنَّما غُيِّرَ لأمرين: أحدهما المعرفة بموضعه. والآخر الميل إلى تخفيفه»([17]). فالتَّخفيف مُجريء لهم على التَّغيير وإن أدَّى إلى مخالفة القياس، أو الخروج عن الباب المعمول به. «والتَّغيير إلى ما كثُرَ استعمالُهُ أسرع، وقد يختصُّ الشَّيء بالموضع بما لا يكون في أمثاله»([18]). والعرب «لما كثر استعمالهم إياه أشدُّ تغييرًا»([19]).

وقد ربط ابن يعيش بين كثرة الاستعمال والتخفيف، وجعل كثرة الاستعمال سببًا لتخفيف اللَّفظ في الكلام، قال: «اعلم أنَّ اللفظ إذا كثر في ألسنتهم واستعمالهم آثروا تخفيفه، وعلى حسب تفاوت الكثرة يتفاوت التَّخفيف»([20]).

وأكَّد هذه العلاقةَ ابنُ الحاجب فقال: «إذا كثر الشَّيء في كلامهم خفَّفوه ليخفَّ على ألسنتهم؛ لأنَّ الكثرة تناسب التَّخفيف»([21])، وفي موضع آخر يقول: «لِمَا كثُر في الاستعمال شأنٌ في التَّخفيف»([22])، وإليه ذهب ابن عصفور فقال: «كثرة دور اللَّفظ في الكلام يستدعي التَّخفيف»([23]).

ولَمَّا كانت كثرة الاستعمال توجب التَّخفيف في الكلام، نجدهم قد حذفوا على غير قياس لمجرد الكثرة في الاستعمال؛ لذلك كان «الحذف لكثرة الاستعمال ليس بقياس»([24])، وقد أكَّد الخليل هذه الحقيقة لَمَّا سأله سيبويه «عن قولهم: «لم أُبَلْ»؟ فقال: هي من باب «بَالَيْتُ» ولكنَّهم لَمَّا أسكنوا اللام حذفوا الألف؛ لأنَّه لا يلتقي ساكنان، وإنَّما فعلوا ذلك في الجزم؛ لأنَّه موضع حذف، فلمَّا حذفوا الياء التي هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم كنون «يكون» حين أُسْكَنَتْ، فإسكان اللام هنا بمنزلة حذف النُّون من «يكن»، «وإنَّما فعلوا هذا بهذين حيث كثُرا في كلامهم...وهذا من الشَّواذ وليس مِمَّا يُقاس عليه ويطَّرد»([25])، وقد أكَّد المبَرِّد أنَّ «الحذف موجود في كلِّ ما كثر استعمالهم إيَّاه»([26]).

والعرب قد تلجأ إلى الشُّذوذ لما كثر استعماله عندهم، فالخفَّة في النُّطق، والكثرة في الكلام مقدَّمة عندهم على أيّ اعتبار آخر، سواء أكانا على القياس المعمول به، أم أدَّيا إلى مخالفته والخروج عنه. وهذا ما أكَّده ابن جنِّي بقوله: «وإن شذَّ الشَّيء في الاستعمال وقوي في القياس، كان استعمال ما كثُر استعماله أوْلَى، وإن لم ينتهِ قياسه إلى ما انتهى إليه استعمالُه»([27]).

من ذلك حذفهم من الفعل ما لا علَّة له إلا كثرة استعمالهم إيَّاه، نحو: «لا أدر» في الوقف، فالأفعال الصَّحيحة «لا يُحذف منها شيء؛ لأنَّها لا تذهب في الوصل في حال»([28])، لكنَّه ورد عن بعض العرب قوله: «لا أدرِ­»، و«ما أدرِ»([29]) في الوقف بحذف الياء على وجه الشُّذوذ؛ «لأنَّه كثر في كلامهم... كما قالوا: «لم يكُ» شبهت النُّون بالياء حيث سكنت»([30]).

فمثل هذا الحذف ونحوه إنَّما دعا إليه كثرة استعمال العرب لها، «وإنَّما كثر استعمالهم هذه الأحرف لحاجتهم إلى معانيها كثيرًا؛ لأنَّ «لا أدر» أصل في الجهالات، و«يكون» عبارة عن الزَّمان، و«لم أُبَل» مستعملة فيما لا يكترث به، وهذه أحوال تكثر فيجب أن تكثر الألفاظ التي يعبَّر بهنَّ عنها، وليس كلُّ ما كثُر استعماله حُذف»([31])، وهذا «ليس مِمَّا يقاس عليه»([32]).

ومنه قوله تعالى: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ{([33])، وقوله تعالى: }يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ{([34])، وقوله تعالى: }ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ{([35])، حذفت الياء فيها وليست فاصلة؛ لأنَّهم جوَّزوا مثل ذلك في الفواصل والقوافي، قال سيبويه: «وجميع ما لا يحذف في الكلام وما يختار فيه ألا يحذف، يُحذف في الفواصل والقوافي»([36]).

فمن الفواصل قوله تعالى: }وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ{([37])، ومن القوافي قول زهير بن أبي سلمى: [الكامل]

وَأَرَاكَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْـ  

ـضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِ

 

([1]) الخصائص: 1/138، 139.

([2]) الفرقان: 32.

([3]) مقاييس اللغة: 1/428.

([4]) العين: 1/438.

([5]) مقاييس اللغة: 1/65.

([6]) الأنعام: 144.

([7]) الغاشية: 17.

([8]) مقاييس اللغة: 5/338.

([9]) العين: 2/74.

([10]) العين: 2/74.

([11]) النور: 31.

([12]) المخصص لابن سيده: 4/441.

([13]) التوبة: 37.

([14]) الكتاب: 2/196.

([15]) الكتاب: 4/111.

([16]) الكتاب: 2/196.

([17]) المبهج: ص24، 25.

([18]) الحجَّة للفارسيّ: 3/183.

([19]) الخصائص: 3/34، وسر صناعة الإعراب: 2/543.

([20]) شرح المفصَّل لابن يعيش: 5/248، 249.

([21]) الإيضاح في شرح المفصَّل: 2/324.

([22]) الأمالي النَّحويَّة: 2/122.

([23]) الممتع في التَّصريف: 2/692.

([24]) الإنصاف: 2/648.

([25]) الكتاب: 4/405.

([26]) المقتضب: 2/146.

([27]) الخصائص: 1/124.

([28]) الكتاب: 4/184.

([29]) الكتاب: 4/184، وشرح الشَّافية للرَّضي: 2/302، وارتشاف الضَّرب: 2/806.

([30]) الكتاب: 4/184.

([31]) الأُصُول في النَّحو: 3/343.

([32]) الأُصُول في النَّحو: 3/343.

([33]) البقرة: 2/186.

([34]) هود: 11/105.

([35]) الكهف: 18/64.

([36]) الكتاب: 4/184-185.

([37]) الفجر: 89/4.

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

عرفتُها موهبةً واعدةً قبل أن تنشر شِعرها، منذ سنوات، ونوَّهتُ بتجربتها اللافتة في حوار بمجلَّة «الإعلام والاتصال»، السعوديَّة، (العدد 161، محرَّم 1433هـ= ديسمبر 2011م، ص30- 33 )، مع الإعلامي (خير الله زربان). وقلتُ حينها إن «الشِّعر لا ذكورة فيه ولا أُنوثة. ويظلُّ حضور المرأة في مختلف المجالات الثقافيَّة العامَّة أقلَّ من حضور الرجل لأسباب اجتماعيَّة معروفة، ولاسيما في مجال الشِّعر. ومع تحفُّظي على طرح الأسماء، سأشير إلى نموذجَين، من الجيل الأحدث، وهما شاعرتان لافتتان بتمكُّنهما من الأدوات اللغويَّة والفنِّيَّة، هما: آسية العمَّاري، وهيفاء الجبري. الأولى فرِحتُ بتجربتها، فكتبتُ مقدِّمة مجموعتها الأولى «بشأن وردتين»، والأخرى فوجئتُ مؤخَّرًا بمعرفة تجربتها الشِّعريَّة الرصينة.» ومنذ ذلك التاريخ ظللتُ أُلِحُّ على الشاعرة في جمع قصائدها ونشرها، على تردُّدٍ كانت تُبديه، وتعبيرٍ عن أن تجربتها ما زالت دون النُّضج المؤهِّل للنشر، متأثِّرةً ببعض الآراء الانطباعيَّة حول شِعرها، ممَّن يحترفون تحطيم المواهب. وفيما أنا أواصل تشجيعها لتسجيل حضورها الشِّعري المستحقِّ، فوجئت بانفتاح شهيَّتها المفاجئ للنشر؛ فنشرتْ مجموعتين شِعريَّتين في أقلِّ من سنتَين، وهي تَعِد بالمزيد. فعُدتُ لأنصحها هذه المرَّة بالتريُّث؛ لأن قيمة الشِّعر ليست بالغزارة بل بما يحمله ماؤه ممَّا يُحيي الأرض ويمكث فينا.

إنها الشاعرة (هيفاء الجبري)، شاعرة البيت الذَّهبي. وحديثي في هذه المقالة عن مجموعتها الشِّعريَّة الأُولى «تداعَى له سائر القلب»، (النادي الأدبي بالرِّياض، 2015)، ضمن «سلسلة الكتاب الأوَّل»، التي يصدرها النادي. والعنوان- كما هو واضح- يتناصّ مع الحديث النبوي حول المؤمنين، الذين هم كالجسد الواحد. وما زلتُ، بعد هذه السنوات، أرى أن هذا الصوت، كأمثاله، حريٌّ بالاحتفاء. ذلك الاحتفاء البنَّاء، والنقدي المتخصِّص، لا الانطباعي، ولا ذلك الموظِّف النقد الأدبي لمآرب أخرى. دون أن تطغى العاطفة الأبويَّة للناقد- وربما بنرجسيَّة إضاءة الناقد من خلال المبدع- على ما ينبغي للنقد من مكاشفة، وللعِلْم من معايير، ولا بنزوع مجاملة- ولاسيما للمرأة لعوامل إديولوجيَّة أو اجتماعيَّة- على ما للمبدع من حقٍّ، في عدم التغرير، بكثرة الإطراء والتبشير بمستقبلٍ استثنائيٍّ لا يُنبئ عنه منجزٌ راهن.

ولعلَّ أبرز ما يميِّز هذا الصوت- كما يقول كاتب المقال أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَـيْـفي- أنه: صوتٌ أصيل. من حيث هو نبتٌ عربيٌّ طبيعيٌّ، ليس يدَّعي تحديثًا قبل أن يملك ما يحدِّثه، وذلك بالانطلاق من معدن الشِّعريَّة العربيَّة. فالجبري طَلْعٌ بيئيٌّ شِعريٌّ عربيٌّ، لغةً، وإيقاعًا، وتعبيرًا، لا من خارج هذه البيئة، مع أنها تحمل شهادةً في اللغة الإنجليزيَّة، وهذا مصدر تميُّزٍ إضافي. وهذه الخصائص تنطبق على جيلٍ جديدٍ من الشعراء، كانت نبوءتي له، منذ بداية هذا القرن، بأن المستقبل الشِّعري المنظور سيكون في يديه. وذلك ما جاء، مثلًا، في كتابي «حداثة النصِّ الشِّعريِّ في المملكة العربيَّة السعوديَّة (قراءة نقديَّة في تحوُّلات المشهد الإبداعي)»، (2005)، إذ سجَّلتُ هذه الملحوظة باعتزاز، بأننا أمام «آفاق مستقبليَّة أكثر نضجًا وتخلُّصًا من عثرات المراحل الانتقاليَّة التي مرَّت بها القصيدة الحديثة، إبَّان السبعينيَّات والثمانينيَّات من القرن الماضي، بين تيارٍ تقليديٍّ كان مسيطرًا، وتجارب جديدة، كانت تتلمَّس طُرُق التجديد، دون تأسيسٍ رصينٍ يؤهِّلها جِدِّيًّا لذاك... إن محصِّلة الاستقراء تزعم أن القصيدة الحديثة اليوم تقف على مشارف عهدٍ جديد، يُنبئ عن انصهار التيارات... في تيارٍ، يمكن أن نطلق عليه (الحداثة الأصيلة، أو الأصالة الحداثيَّة)، تقوده شبيبةٌ، جمعتْ إلى المواهب تعليمًا أغنَى، وفكرًا أرحب، قمينَين بأن يَبعثا لديها وعيًا بتُراثها، وإدراكًا أعلى بمسؤوليَّاتها صوب التحديث.»  وكم سعيدٌ أن أشهد الآن تحقُّق ذلك يومًا إثر يوم!

تُهدي الشاعرةُ باكورتها الشِّعريَّة هكذا: «إلى ذاتي... السارحة في الوجود.. ابتغاء صوتٍ غير ذي أجل، سمَّوهُ قديمًا: «شِعرًا».» أجل، هذا اسمٌ قديمٌ لجنس أدبيٍّ، يُراد له حديثًا أن يتماهَى بالنثر. فقيل «قصيدة نثر»، فلم يحتجَّ الشِّعر كثيرًا، لكنه ترقَّى الادِّعاء إلى تسمية النصِّ النثريِّ: «قصيدة شِعر»! وجميلٌ أن ثمَّة مَن لا يزال يبتغي صوتنا الشِّعري الحقيقي، لا الصوت المزيَّف بدعاوَى لا أصل لها من الإبداع والعربيَّة والشِّعر. ولو لم يكن في هذه المجموعة سِوَى قصيدة «بواخر في عينيك» لكفتها شهادةً على بلوغ ما ابتغته الشاعرةُ من صوتٍ حقيقيٍّ للشِّعر:

وكَــمْ مُــتُّ لكــنِّي أعـــودُ وفي يــدِي ** مــنَ المَــوتِ حُــلمٌ صاعــدٌ كـدُخــانِ

أُحـيــطُ بــعَــــيْـنَـيَّ الــغُــروبَ أضُـمُّـــهُ ** ولَــونُ رحــيلِ القَــلبِ أحـمـرُ قـــانـي...

وقالتْ لي الأحلامُ، والبحرُ خَلْفَــنا: ** «سَليهِ» فضَجَّ البحرُ في الخَفَقانِ...

أنـا! هوَ! كــسَّـرتُ الأمـاني رميتُــها ** جُـــروحــًا وشُــطــآنــًا ودمعَ جُــمَـــانِ

وهي قصيدةٌ في اثني عشر بيتًا- ومعظم قصائد الديوان مقطوعاتٌ أو تميل إلى القِصَر- ذات لغةٍ جزلة، وإيقاعٍ من الطويل، بحر المعلَّقات، وتشكيلٍ تصويريٍّ بارع. وما يكتب نصًّا كهذا غير شاعرٍ متمكِّنٍ حقًّا. على أن الملمَح الأجلَى لدَى الجبري يظلُّ في البيت التناظري، الذي يمثِّل متَّكأ مهارتها الأرقَى، فتوليه عنايتها الفائقة، جزالةً، وسبكًا قَداميًّا- قد يُفرِط في احتذاء الأصوات التراثيَّة- متأثِّرةً شواردَ الشِّعر من هذا الضرب من النسج المعتَّق، حتى لربما جاء ذلك على حساب تماسك القصيدة ووحدتها. ولهذا تَظهر براعةُ الشاعرة في القصيدة العربيَّة أكثر بكثير من  قصيدة التفعيلة.

وإذ لا أودُّ الإسراف في تقديم شهادة، ربما بدَت مجروحة لعلاقتي المعايشة لولادات هذا التشكُّل الجميل لتجربة الجبري- وبخاصَّة في طَور الثقة بجدوَى النشر بعد جدوى الشِّعر- سأكتفي أخيرًا بالتوقُّف عند مَلمَحٍ إيقاعيٍّ في مجموعتها الأُولى، ولن أتطرَّق إلى الثانية «البحر حُجَّتي الأخيرة»، لتسارع الإيقاع المشار إليه في الإصدار. ذلك المَلمَح هو كثرة ركوبها (البحر الخفيف)، بحر الشاعرة المفضَّل، واضطرارها فيه إلى التشعيث. وتشعيث البحر الخفيف جائزٌ عَروضيًّا، إلَّا أنه يُشعِرك بالتنشيز في الوزن. من أجل هذا نجد (أبا العلاء المعري)(1) كان يُثني على (البحتري) لصونه قصيدته: «صُنْت نفسي عما يُدَنِّسُ نفسي» من التشعيث. قائلًا: «أمَّا تشعيث وَتد القصيدة فإن وزن السينية [إذا] كان مستعملًا بالرِّدْف، جاء في الجزء الذي يقع فيه اللِّينُ زِحافٌ يُسمَّى التشعيث، لم يمتنع منه الشعراء في الجاهليَّة ولا الإسلام... فإذا فقدت الأوزانُ من هذا الجنس حُروف الرِّدْف جاءت سالمةً من التشعيث؛ لأنه إذا ظهرَ بانَ خَلَلُه فيها، فيَجتنبه الفحولُ مثل ما اجتنبه (أبو عُبادة).» ولقد كنتُ أستثقل التشعيث في ضَرب الخفيف، مع تجويزه لدَى العَروضيِّين، حتى وقفتُ على كلمة (المعري) هذه، التي تكشف عن أن الطبع ينبو عنه بالفعل، في ما خلا القوافي المردوفة. وهذا ما كنتُ ألحظُه في شِعر (الجبري) لتشعيثها أضرب البحر الخفيف. كما في قولها:

إنهــا الـروحُ غـادرتْـني ولكـن ** لم تُغادِرْ صَحائفَ العاشقَيْنِ

فـأنا أسـمَـعُ الحـمـامــةَ دَومـًا ** تَـتَـغَــــنَّـى بِـسِـــــيْـرةِ الـقَــــلْـبَـيـْـــنِ

فالتشعيث في التفعيلة الأخيرة من البيت الأخير مستثقلة. وليست الياء في القوافي هاهنا برِدف؛ لأن الرِّدف حرفُ مَدٍّ موافقٍ لحركة الحرف السابق؛ مثل (الياء والألف والواو) في: العاشقِيْن/ العاشقَان/ العاشقُون. ومصداق قول (أبي العلاء) أن قصيدة (الجبري) «شِعر المبكَى»، جاءت سائغة التشعيث، على الرغم من أنها استعملت التشعيث في أكثر أبياتها، وذلك لوجود الرِّدْف في قوافيها:

أخذَ الشِّعرُ من حياتي كثيرًا ** ليته يمنحُ الذي أعطاهُ(2)

تحيَّة مجدَّدة للشاعرة هيفاء الجبري! وإلى مزيدٍ من التجويد اللغوي، والإتقان النصِّي، والترقِّي بوحدة البيت المكثَّف إلى وحدة القصيدة. لعلَّ هيفاء تجبر الشِّعر العربي الحديث من التشعيث الذي مَسَّه- ومعها ثُلَّةٌ من مجايليها من الشواعر والشعراء- بعد أن تسوَّر محرابه أنصافُ الموهوبين، واستخفَّ قومَه فأطاعوه معظمُ الأدعياء من الناثرين، من الكُتَّاب والنقَّاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  انظر: (1984)، رسالة الصاهل والشاحج، تحقيق: عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطئ» (القاهرة: دار المعارف)، 520- 522.

قوله إن «وزن السينية إذا كان مستعملًا بالرِّدْف، جاء في الجزء الذي يقع فيه اللِّينُ زِحافٌ يُسمَّى التشعيث»، يعني أن السينية لو كانت ذات رِدْف، لساغ فيها التشعيث. ويقصد باللِّين: حرف المدِّ اللَّين السابق للروي، الذي يُسمَّى «الرِّدف». أمَّا تسميته حذف أول الوتد المجموع من (فاعلاتن)، بحيث تصبح (فالاتن): «زِحافًا»، فغير دقيق الاصطلاح؛ لأن الزحاف هو: ما يلحق بثواني الأسباب من نقصٍ، مفردٍ أو مزدوج، في العَروض أو الضَّرب أو الحشو، والأصل في حكمه: عدم اللزوم، و«العِلَل»: ما لحق من ذلك في الأسباب والأوتاد، في العَروض أو الضَّرب فقط، والأصل في حكمها: اللزوم. فالصواب أن (التشعيث) عِلَّة جَرَتْ مَجرَى الزِّحاف في عدم اللزوم، يستعملها الشاعرُ في بعض قصيدته ويدعها في بعض.

(2)  في الديوان: «أُعطاهُ»، (بضمَّة على الهمزة). فإذا كان المعنى «أُعطِيَ إيَّاه»، فهي صياغة لا تصحُّ، بل يجب فصل الضمير. وفي القول: «ليته يمنح الذي أَعطاهُ» مندوحةٌ لغويَّة ودلاليَّة.  

(1935م- معاصر)

clip_image002_3666c.jpg

شاعر من الشعراء الإسلاميين المعاصرين في اليمن .وهو من القلة القليلة من أبناء الحركة الإسلامية الذين نهجوا هذا النهج الإسلامي الأصيل، ويعدّ الشهيد الشاعر محمد محمود الزبيري أول من فجر ينابيع الشعر الإسلامي الحركي هناك، ثم سار على نهجه ثلة مباركة من الشعراء من أمثال : علي أحمد باكثير الذي اشتهر كقاص أكثر منه شاعراً، والشاعر المؤرخ عبد الرحمن طيب بعكر، والشاعر الإسلامي المعاصر حسن بن يحيى الذاري، ....وغيرهم .

وسوف نقف في هذه الصفحات نجلي فيها سيرة حياة الشاعر حسن بن يحيى الذاري، وأبرز ملامح شعره الإسلامي، ....

ولادته ونشأته :

ولد الأستاذ حسن بن يحيى علي الذاري في قرية الذاري، في منطقة الهجرة، التي تقع في سفح جبل شيزر في مديرية (الرضمة)،  بلواء أب في اليمن السعيد عام 1354 هـ/ 1935م .

وفي تلك البلدة الهادئة الوادعة التي تطل على وادٍ زراعي جميل امتاز بطيب المناخ وخصب التربة نشأ حسن، وعاش أيام طفولته وصباه في بيت كريم من بيت علم وأدب وفضل، عرف بالتقوى والعلم معاً ، فأبوه يحيى الذاري من كبار علماء اليمن في زمانه .

وفي مسجد القرية لازم والده العلامة الشيخ يحيى وحفظ القرآن وعدداً من المتون ودرس عليه السيرة ونهج البلاغة وعلوم اللغة .

وفي الحادية عشرة من عمره انتقل والده إلى جوار ربه، فهاجر الأستاذ حسن الذاري إلى صنعاء للدراسة .

دراسته، ومراحل تعليمه :

وفي قريته تلقى مبادئ العلوم في عدد من الكتاتيب، وحلق المساجد، حيث حفظ القرآن ، ومن مشائخه في هذه الفترة: أبوه الشيخ العالم يحيى علي الذاري، والعلامة (عبدالوهاب أحمد الوشلي).  ثم درس في بلده حتى أكمل المرحلة الثانوية .

ثم انتقل إلى مدينة صنعاء، وهو في الثامنة عشرة من عمره؛ فدرس مبادئ الدين الحنيف، وقرأ السيرة، والفقه، وعلوم اللغة في مدرسة دار العلوم ( المدرسة العلمية)، والجامع الكبير بصنعاء .

وحصل على إجازة علمية عودلت بعد ذلك بليسانس الجامعة الأزهرية .

السفر إلى مصر :

ولكن طموح الشاب الناشئ لم يقف عند هذا الحدّ، فسافر إلى مصر عام 1376هـ/1956م؛ فالتحق بمعهد الدراسات الأدبية التابع لجامعة الدول العربية، كما التحق بمركز تنمية المجتمع؛ فحصل على دبلوم في الخدمة الاجتماعية، وخلال هذه الفترة التقى بعدد من قيادات جماعة (الإخوان المسلمين) في القاهرة.

علاقته بالدعاة الإسلاميين :

اتصل بعدد كبير من العلماء والأدباء ، مثل : الشهيد سيد قطب ، والإمام أبو الأعلى المودودي ، والداعية الإسلامي الكبير أبو الحسن الندوي مؤسس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها ، وغيرهم  – رحمهم الله جميعاً.

وبقي يدرس فنون العلم المختلفة في مصر حتى عام 1973م .

كما أنه قام بزيارة للمدينة المنورة، ودرس في كلية الدعوة بالجامعة الإسلامية .

وكان حسن الذاري مولعاً بالدراسات الأدبية والإسلامية ، ولم يكتف بما درس في المعاهد والجامعات، فقام بدراسة الكثير من مؤلفات رواد الفكر الإسلامي في العصر الحديث، واطلع على كتب الإمام البنا، والمودودي، والندوي، والرافعي، والسباعي، وسيد قطب.. وأمثالهم من القادة الأعلام، فجمع حصيلة كبيرة من العلم والثقافة كان لها أثر بالغ في نشاطاته المتعددة في ميادين الدعوة وخاصة في الحقل التربوي ..وساهم في وضع المنهج الديني للمدارس اليمنية، وقام بتأليف كتب فقه السيرة المقررة حالياً على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية كما ساهم في إعداد مناهج المعاهد العلمية .

وما زال الأستاذ حسن الذاري يواصل عمله التربوي موجهاً فنياً لمواد العلوم الشرعية واللغة العربية بالمعاهد العلمية اليمنية، ويقوم مع إخوانه العلماء بتربية جيل من شباب اليمن على الإسلام .

العودة إلى اليمن :

 ثم عاد إلى اليمن؛ فحصل على دبلوم في الإدارة العامة من معهد الإدارة في مدينة صنعاء، كما حصل على شهادة معادلة من وزارة التربية والتعليم.

نكهة عالقة في الذاكرة :

لعل أبرز ما عشته وشاهدته في طفولتي في بلدة الذاري هي تلك العادات التي كنا نستقبل بها شهر رمضان العظيم فقد كان من عاداتنا أن نحتفل في اليوم الأخير من شهر شعبان بـ ( الدحريجة) ، وهي عبارة عن أكلة شعبية مصنوعة من دقيق البر والسمن البلدي، وكان كل صبي يأخذ نصيبه من هذه الأكلة اللذيذة ، ونذهب معا إلى بعض الأماكن بعد الظهر، ونمارس بعض الألعاب، ونهتف ببعض الأهازيج مرحبين بقدوم شهر رمضان، وفي آخر النهار نقوم بتناول ما معنا من تلك الأكلة الشهية . كما أننا كنا نجتمع بعد العشاء، وندق على أبواب القرية مرددين بعض الأهازيج معلنين عن فرحتنا بقدوم شهر رمضان، ومن هذه الأهازيج التي لا زلت أذكرها :  ( ألا يا مسا .. جينا نمسي من يريم .. ألا نمسي بالغرارة والشريم )، وهي أهازيج ظلت موجودة إلى وقت قريب حيث كنت أسمع بعض الأطفال في مدينة صنعاء يرددونها ... ولعلها الآن قد تركت فيما ترك من تلك العادات الحلوة . وكان من عادة والدي رحمه الله في شهر رمضان المداومة على قراءة القرآن الكريم بمعية كثير من أبنائه ، ثم بعد صلاة العشاء يقام سمر يحضره لفيف من سكان القرية ويقضون ليلتهم في قراءة كتب الأحاديث مثل صحيحي البخاري ومسلم مختتمين كل درس من تلك الدروس بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة جميلة ومؤثرة تضفي على المجلس روحانية شفافة ، وقد علقت هذه العبارة في ذهني ولا زلت أتذكرها وأرددها حتى اليوم . وفي مدينة تعز كان أخي العلامة المرحوم محمد بن يحيى الذاري رحمه الله ، يعتكف طيلة شهر رمضان في مسجد العرضي ، ومكث على ذلك عدة سنوات ، وكنت أذهب إليه لأداء صلاة الظهر ثم أجلس بجواره في المحراب نتلو القرآن الكريم حتى أذان صلاة العصر ، وكان يفرش لي بطانية ومخدتين ، وذات يوم قدم إلى المسجد رجل من كبار حاشية الإمام فطلب أخي مني أن أترك المكان الذي كنت أجلس فيه فأسررت إليه أن هذا الرجل لا يستحق هذا التكريم فقال لي لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرم جليسه ، ثم أن الرجل أكبر منك سناً ، فوافقته إلى طلبه على مضض ، وكان من عادة أخي محمد أنه يأخذ معه بعض النقود يؤاسي بها بعض المحتاجين من صدقات أوصى بها الوالد ومن كسبه أيضاً وذات يوم قال لي إن الناس يظنون أن النقود التي أوزعها تأتي من الإمام و والله إنه لم يرسل لنا شيئاً من مال الله الذي بيديه لنواسي به المحتاجين وهنا سألته عن الشخص الذي بجانبه هل شاهدة يواسي أحد ؟ فقال لا .. مع أنه صاحب أملاك طائلة فهو موظف هو وأبوه وإخوته ، ويعلم الله كيف ستكون خاتمته ، وخلال التصفيات التي تمت بعد قيام الثورة كان مصير ذلك الشخص الإعدام وهي خاتمة مؤسفة ولعل تعرضه للقتل بذلك الأسلوب سيكفر عنه ما قدم من تقصير .

رمضان في القاهرة :

صمت رمضان في القاهرة عدة سنوات ... ولعل أخلد ذكري في نفسي هي زيارتي للشهيد سيد قطب سنة 1965م في شهر رمضان مع أخي وزميلي الأستاذ عبده محمد المخلافي رحمه الله ، وقد التقيناه أول مرة بعد صلاة الجمعة وحين رأى المخلافي أخذني على انفراد وسألني عن الشخص التي جئت معي .. فقلت له : إنه أفضلنا على الإطلاق فأنس إليه وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث حتى أذن للعصر فصلينا في غرفة الصالون ، وأوصانا بوصايا عديدة من أهمها الاهتمام بقيام الليل قائلاً إن ذلك زاد لا يساويه شيء . وكنت أصلي العشاء والتراويح في حي سيدنا الحسين مع الأخ المخلافي ومع الأخ علي بن إسماعيل الخباني، ثم نذهب إلى قهوة الفيشاوي نتناول القهوة والشاي في جو تغمره البهجة والأنس .

أعماله ووظائفه :

وعمل في حقل التربية والتعليم باليمن مديراً لمدرسة المعلمين .

وصار رئيساً لقسم العلاقات وموجهاً لمواد التربية الإسلامية في جميع المراحل التعليمية في عدد من المدارس والمعاهد العلمية لمدة أربعين عامًا.

ثم كبير موجهي الإشراف الاجتماعي في الهيئة العامة للمعاهد العلمية .

ويعمل الآن مديراً للإدارة الفنية في المعاهد العلمية .

جهوده ومساهماته في العمل الإسلامي في اليمن :

وساهم في تأسيس المعاهد العلمية في اليمن . كما ساهم في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .

من مؤلفاته:

أسهم بقلمه شعراً ونثراً ، ونشر كتاباته في المجلات والصحف الإسلامية باليمن وغيرها ...

1-من صرخات الإيمان. ديوان شعره الأول ، صدر له عام 1981م  .

2-أنوار الفجر. ديوان شعر، صدر عن دار (الضياء) في الأردن عام 1423هـ/ 2002 م.

3- براكين الصحوة. ديوان شعر، صدر عن دار النشر السابقة. نفس العام المذكور.

4- قذائف اللهب. ديوان شعر، صدر عن دار النشر السابقة نفس العام المذكور

5-رجال عرفتهم. مخطوطة في التراجم، ترجم فيها لسبعين شخصًا ممن عايشهم، ومنهم: الأستاذ (سيد قطب إبراهيم)، والإمام (أبو الأعلى المودودي)، والأستاذ (أبو الحسن الندوي)، والأستاذ (محمد محمود الزبيري)، والعلامة (عبدالعزيز بن باز).

6-  ثم نسفوا البيت - مسرحية شعرية، المؤلف حسن بن يحيى الذاري. نشرت عام 2002 م، الأردن ...

ألَّف واحدًا وعشرين كتابًا مدرسيًّا وله مجموعة من الكتب في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي .

عُرف في الأوساط الثقافية محاضرًا وشاعرًا، سريع النكتة، حادَّ الذكاء، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية. متزوج، وأب لثلاثة أبناء، وثماني بنات.

رابطة الأدب الإسلامي تتصفح ذاكرة إبداع الشاعر حسن الذاري :

تواصلاً لأنشطة المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية باليمن، أقام المكتب صباح الخميس الماضي 24 يوليو 2008م الملتقى الشهري بعنوان: (قراءات في شعر الشاعر الكبير الأستاذ/ حسن بن يحيى الذاري).  وقد استهل الملتقى الدكتور محمد أحمد العامري، متحدثاً عن الدور الذي الأدبي الذي لعبه الشاعر الكبير حسن بن يحيى الذاري، فهو من أعضاء الرابطة القدماء، وممن له إسهامات كبيرة ومتنوعة في ساحة الأدب الإسلامي، مبيناً أن الشاعر ولد في عام 1935م بهجرة الذاري، وتتلمذ على يد والده العلامة يحيى بن علي الذاري والعلامة عبد الوهاب بن أحمد الوشلي ، ودرس في دار العلوم والجامع الكبير بصنعاء ، رحل إلى مصر للدراسة عام1956م في معهد الدراسات العربية العالية، واتصل بعدد كبير من العلماء والأدباء، كسيد قطب وأبو الأعلى المودودي، وأبو الحسن الندوي مؤسس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها، وغيرهم  – رحمهم الله جميعاً. وصدر له أربعة دواوين شعرية هي : من صرخات الإيمان، أنوار الفجر، قذائف اللهب، براكين الصحوة، وله إسهامات فـي تأليف الكتب المدرسية. وأشار إلى أن هذه القراءات في شعره، تأتي كنوع من التكريم، وإن كان يقصر عن قامة الشاعر الكبير ، لكن الاحتفاء بالأديب حياً خيرٌ من تأبينه ميتاً. وبعد ذلك جاء دور الشاعر الكبير حسن بن يحيى الذاري، والذي بدوره شكر الهيئة الإدارية للمكتب الإقليمي في اليمن على هذه الندوة التي تتناول إبداعه، وما كتبه خلال مسيرته الممتدة لأكثر من سبعة عقود. وقد تحدث الشاعر الكبير عن نشأته، وتأثير والده وإخوته في سلوكه، وتشجيعهم له في نظم الشعر وتنقيحه، وذكر الكثير ممن تأثر بهم، من شعراء اليمن الكبار أمثال : والده العلامة يحيى بن علي الذاري .

وأخوه العلامة محمد بن يحيى بن علي الذاري .

 وأبو الأحرار الشهيد المناضل محمد محمود الزبيري .

 والشاعر والمناضل زيد الموشكي .

 وسرد طرفاً من تفاصيل حياته، والعديد من المواقف الطريفة التي حدثت له في اليم، أو أثناء دراسته فـي مصر .

كما سرد نتفاً من ذكرياته عن الحياة في اليمن عبر رحلته الممتدة. ثم تحدث الدكتور عبده الحكيمي عن طوافه في دواوين الشاعر الكبير، مفتتحاً كلامه بقوله : يسرنا أن في هذا اليوم أن نلتقي مع موهبة شعرية ستترك أثرها في موكب الشعر العربي عامة ، والشعر اليمني خاصة ، هذه الموهبة التي تجلت في شاعرنا القدير الذي صبغ شعره هذه الصبغة الإسلامية المتميزة ، واستوعب معظم الأحداث المعاصرة التي تهم المسلمين ، فسجلها قصائد فُكتب لها بذلك البقاء والخلود، ومن هذه الأحداث التي تابعها ما يخص :

 أولاً  - الساحة اليمنية .

 وثانياً - الساحة الفلسطينية : فقد نظم فـي أحداثها مجموعة من القصائد المتميزة . وثالثاً جراح المسلمين في العالم : مما لفت نظري فـي شعر أستاذنا متابعته لأحداث الشعب الشيشاني المسلم، هذا الشعب الذي نسيه كثير من المسلمين، ومن ذلك قوله: ألف مليون كالغثاء هباءٌ        ألف مليون ما لهم إجلال.. حقنـا يستباح دون انتقادٍ        لحقوقٍ مـــــــــــــا تم فيها منــالُ.. غير أنه لا يبث اليأس في النفوس، ولا يثبط الهمم، بل يبعث الأمل ويبشر بالنصر، وبصحوة الأمة، حيث بقول:  إن بعثي وإن تطاول ليلي..        سوف يطويهم مجالٌ محال.. فبرغم الظلام فينــا نجــــــــــــومٌ..        وبرغم القصور فينا اكتمال.. وفي شعر أستاذنا نجد الوحدة الموضوعية ، والوحدة العضوية ، كما أننا نجد في شعره النفس الطويل ، والشاعرية المتدفقة ، وتوليد المعاني فيما يتوقع القارئ أو السامع أنه سيتوقف هنا ، وإذ به يفاجئنا بمعانٍ جديدة لم تخطر في أذهاننا ، ولقد تنوعت اهتمامات الشاعر ، وخاض في كل ميدان بصرخاتٍ مدوية وقذائف من اللهب عاتية واصفاً حالة الأمة ، وما يحدث لها في صور تسجيلية وصور مدوية متنقلاً بين بحور الشعر الخليلية المختلفة بحرية. وعاد الحديث للدكتور محمد أحمد العامري ليتحدث فـي قراءته لشعر الشاعر الكبير عن ملامح من نفسية الشاعر وجوانب اهتمامه،  بقوله أن الشاعر يملك  شخصية فتية وثابة رغم بلوغه السبعين، أو لنقل قتالية هجومية، وهو شاعر أمة لا شاعر قُطـر، وشاعر جماعة لا شاعر ذات مفردة، شاعر دين لا شاعر قومية

والعاطفة والمعنى فـي شعر الشاعر حسن الذاري لا تبارى، وتختلف الأذواق فيما عداها من عناصر الشعر الأخرى، والشاعر لا يدع مناسبة تلم بالأمة إلا ونجد له فيها قصيدة مدوية وصرخة حارقة.  واستعرض بعد ذلك عدداً من قصائد دواوينه ومدى تفاعله مع قضايا أمته حتى لا تكاد تجد قصيدة تتحدث عن شخصه، لذلك يمكن أن نقول بحق أن شاعرنا شاعر القضية الإسلامية، وإلى جانب هذا جمع شاعرنا بين عمق الفكرة وخطابية الكلمة لأن المواضيع التي يطرقها تحتاج للوضوح والشفافية دون الغوص في الغموض أو الإبهام و الإيهام، وهو ما ميز الشاعر حسن بن يحيى الذاري . كما ألقى الشاعر حسن بن يحيى الذاري نماذجاً من شعره. واختتمت الندوة بتعقيب الأستاذ بشير المساري بكلمة حول شعر الشاعر وما تتطلبه بعض المدارس الأدبية من متطلبات النص الشعري كجماعة الديوان مثلاً، مُتسائلاً: أما آن للشاعر بعد هذه الصوت المرتفع الصداح أن يخفف من هذه الحدة و يهمس..!

شعر حسن بن يحيى الذاري : دراسة موضوعية :

كان حسن الذاري منذ صغره مولعاً بالدراسات الأدبية والإسلامية، بدأ يمارس الشعر منذ السادسة عشرة من عمره، وشعره متفاعل مع قضايا اليمن والأمة الإسلامية عامة، يسهم بقلمه شعراً ونثراً، وينشر كتاباته في المجلات والصحف الإسلامية باليمن وغيرها .

واختار له الأستاذ أحمد الجدع قصيدة لقاء الأنوار للشاعر : حسن بن يحيى الذاري ... كأفضل مئة قصيدة في العصر الحديث .

وكان يحفظ الشعر والأدب، وساعده على ذلك الوسط الذي عاش فيه، فوالده عالم جليل وأديب يحب الشعر ويقرضه . وقام منذ صباه بحفظ الكثير من الشعر العربي، واطلع على شعر الفحول من الشعراء أمثال : حسان بن ثابت، والمتنبي، وشوقي، والرصافي، وإقبال، والزبيري.... وغيرهم .

وبدأ يمارس الشعر منذ السادسة عشرة من عمره، وكان ميالاً إلى فني الغزل والحماسة .. ولكن أحداث الحياة والتحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية صرفته عن تلك الوجهة .

وتأثر شاعرنا بالحركة الإسلامية المعاصرة ورأى فيها أمله المنشود فقام يدعو إلى تطبيق الإسلام، ويبين مزايا النظام الإسلامي، والتزم مبادئ الحق والاستقامة، وسار على طريقة شاعر الرسول الكريم حسان بن ثابت، فهب ينافح عن الإسلام ودعاته، ويهجو أعداء الدعوة من الملحدين والمارقين .

ويدعو الأمة الإسلامية إلى الوحدة واليقظة، والتمسك بمكارم الأخلاق، ومقاومة الانحلال والإلحاد، وعاش الذاري متفاعلاً مع قضايا اليمن والأمة الإسلامية عامة، يسهم بقلمه شعراً ونثراً ، وينشر كتاباته في المجلات والصحف الإسلامية باليمن وغيرها .

وسجّلَ صادق مشاعره وأحاسيسه نحو دعوته ..

وشعره ينطق بالحكمة ويدافع عن الإيمان .. ولا عجب في هذا فالإيمان يماني والحكمة يمانية، لقد صاغ شعره في الدعوة إلى الإسلام وأبرز الجوانب التي امتاز بها نظامه الخالد، وقام بفضح أساليب الأعداء ومؤامراتهم على الأمة الإسلامية، وكشف أخطار التبرج والاختلاط وطالب بتحصين المرأة المسلمة، وحذر من أخطار المناهج الدراسية التي وضعها عملاء الاستعمار لتنشر السموم في الأجيال الناشئة .

وهكذا نجد الذاري ينظم شعره في موضوعات متعددة ومناسبات مختلفة فلا نجد حادثة أو مشكلة من مشكلات الأمة الإسلامية إلا وله فيها قول ...

لقد نظم في فضح أساليب الأعداء والتآمر على الإسلام وقيمه، فقال في قصيدة بعنوان ( إلى البشرية المنكوبة ) :

تنبهوا واستفيقوا أيها البشر       فهـــــــــــــــذه قيم الأخلاق تنحدرُ

وهذه فتن الأطماع معلنة       حرباً على الحق فيها يبرز الخطرُ

فالجاهلية تمضي في تآمرها        تدمــــــــــــــــــــــــــر القيم العليا وتأتمرُ

وقال يصف (جور الحكام)، ويدافع عن الشعوب المظلومة :

يرفض العدل أن تبدد طاقا         ت الرعايا ويُستباح الحرام

ليعيش الحُكّام في ترف اللهو       وتشـــــــــــــــــــقى بجورها الأقوام

ويرى العدل واجباً نسف حكم      أفسدته بفسقها الحكامُ

ولما قامت في اليمن محاولة ماكرة تسعى لتصفية ما تبقى من عمل بالشريعة الإسلامية ، وفرض أساليب الطاغوت (القانون المستورد ) أهاب شاعرنا بالعلماء من أجل إنقاذ الجيل الضائع بين انحلال الغرب وجحود الشرق ..فقال في قصيدة بعنوان (صيحة الحق ) :

يا حماة الإسلام صــــــــــــــدوا الظّلاما            بهدى العلم وامنحوه التزاما

بجهود مضــــــــــــــاعفات وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبرٍ          يتحدى الإهمال والإحجاما

جحد الحق كل من وصف الإسلام           بالنقص باغياً هـــــــــــــــــــــــــــــدّاما

فقد الرشد كل من هـــــــــــــجر الشرع             جحوداً وألّه الأصنــــــــــــــــــــــــاما

عبئوا الجيلَ بالعقيدة واحمـــــــــــــــــــــــــــوه             فمـــــــا زال تائهاً حــــــــــــــــــــــــــيرانا

وعندما قامت عصابات الإلحاد الإرهابية بتحريض من عدن بارتكاب الجرائم وقتل الأبرياء في اليمن هبّ يكشف أساليبهم الإباحية :

إباحية الأقزام تُنذر بالشرّ             وتعـــــــــــلن آثام التحلل في جهرِ

وما سمعت أوطاننا قطّ فرية          كفرية قوم قد أصروا على الكفر

فلو حكم الإسلام ما ساد باطل   ولا عبثت في غيّها عصب الغدر

ولا امتلك الإلحاد أرضاً تقله         ولا عاش يسطو بالجريمة والوزر

وقال يحذر أبناء الأمة الإسلامية من عبث الأحزاب العميلة التي تريد للأمة أن تبتعد عن عقيدتها :

تنبهوا إخوتي من شرّ آثام            يمضي بها في ضلال كلّ هدّام

تنبهوا فسموم الغزو حاملة           جــــــــــــــــرثومها بين إغواء وإبهام ِ

عميلة هذه الأحزاب كافرة           قد جمعت من حثالات وأقزام

تمرغت في انحلال الغرب داعرة     وقادها الشرق فانقادت لأوهام ِ

فهو يحذر من الأحزاب العميلة التي تركض وراء الشرق والغرب .

وقال الشاعر حسن الذاري يبين للأمة طريق سعادتها :

وما أسعد العيش لو صحت عزائمنا     ونالت النفس إرشـــــــاداً وتوجيها

واستلهمت حكم القرآن وانصرفت     عما عدا الوحي مهما ظلّ يغريها

ولما رأى الفتاة المسلمة تتعرض لتحديات التبرج الخليع والاختلاط المشين وخاصة عندما انتشرت هذه الجرثومة المدمرة بين المسلمين، وغزت مراكز العلم في جامعة اليمن وبعض مدارسها بعد أن كانت معقلاً للإيمان وعريناً للمجد ..صرخ الذاري في وجه هذا الخطر المدمر، وقال في قصيدة بعنوان (صرخة العلم ) :

صرخ العلم بالأسى والشـــــــــــــــجون           حين أضحى مسخّراً للمجون

في بلاد كانت منــــــــــــــارة طـــــــــــــــــــهرٍ              وعفـــــــــــــــــــــافٍ مُبجّلٍ وحصين

في بلاد كانت معـــــــــــــــــــــــــــــــــاقل عزٍّ                 وعرين للمجد أي عرين ؟

غير أن التخطيط للهدم في أرضي              مصر على احتلال العرين

لا بجيش فالجيش أضعف شأناً              من تهادي الفتاة ذات الفتون

أيها الشعب هل لديك أحاسيس             فنفضي إليك بالمكنون ؟

خطة الغزو أفلست في اقتحام الدا          ر قسراً ، ولم تجد من معين

غير حشد الأزياء في ساحة العر         ض بأسلوب الماكر الصهيوني

فإذا شُيدت على عبث اللهو                 مهـــــــــود التعليم والتكوين

فسدت قيمة الفضيلة في النفس              وعاشت في بؤرة التوهين

وكان شاعرنا يتتبع أخبار الحركات الإسلامية في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي وما إن سمع بالمسيرة الكبرى التي قامت بها الجماعة الإسلامية في يوم مجد الإسلام في باكستان عام 1970م بقيادة الإمام المجدد الشيخ المودودي، والتي عبرت بها الجماعة عن أصالة جهادها من أجل إعلان الباكستان دولة إسلامية، حتى أرسل قصيدة للأستاذ المودودي قال فيها :

يا لمجد الإسلام يا للخــــــــــــــــــلود        إذ تجلّى في موكب المودودي

رائد الفكر بل مجـــــــــــــــــــــدده الباني       صروح الإيمـــــــــــــان والتجديد

جلّ شأن الإسلام كم أشرق النو      ر بقــــــــــــــرآنه الفـــــــــــــــريد المجيد

جلّ شأن الإسلام ما خاب حرٌّ        يرتضيه وسيــــــــــــلة للصعود ِ

فارفعي يا كتائب النصر باسم الله      صـــــــــوت التكبير والتحميد ِ

واجعلي من محمد قائداً أعلى          ورمـــــــــــــــــــــــــزاً للنصر والتأييد ِ

وللأستاذ حسن الذاري أشعار كثيرة أعدّ منها ثلاث مجموعات شعرية بعنوان (من صرخات الحق المدوية ) .

إخاء ، ووفاء :

هذه القصيدة نظمها الشاعر حسن الذاري عام 1388ه، حين رأى الناس يشكون من فشل الحضارة المعاصرة، ويفتشون عن حل ناجح لمشكلاتهم ..فبين لهم الشاعر أنهم لن يجدوا الحل، ولن يعرفوا الإخاء الحق الذي ينشدون إلا في ظلال القرآن .

عالم اليوم كم شكوت الداء      وذلت الجهود ترجو الشفاء

من صراع ساد الحياة فأضحت     حسرة أورثت بينها الشقاء

فشلت هذه الحضارة في أن         تجعل الناس إخوة سعداء

تاه فيها الإنسان يطلب حلاّ         للمآسي وينشد النعماء

جاهلاً ملةً تولّى بناها                خالق عمّ لطفه الأحياء

فهدى سيد البرية ما زال              شعاعاً يُسلط الأضواء

لعلاج المشاكل التي يفزع العا     لم من هولها ويشكو العناء

فهذه أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس صنعها الله على عينه وفضلها على جميع الأمم ، ولكنه يشكو حال الأمة الذي صارت إليه :

رغم أن الإسلام في أرضه اليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم يعاني قطيعة وجفاء

من نفوس مريضة ترهب النو        ر وتخشى الحقيقة الغراء

وتوالى أعداؤنا في ضلالٍ               وتراهم لحقدها حلفاء

حققت كيدهم بإقصاء هذا الد        ين كيما تنقذ الأهواء

لقوى الهدم إذ أغارت بحقد            روّع الآمنين والأبرياء

ويطلب من أبناء الأمة أن يدافعوا عن دينهم ، ويصونوا حماه الطاهر :

يا بني الدين دافعوا عن حماه     واحذروا مكر من يروم الفناء

لتعاليم ملة تنشر العــــــــــــــــــــــدل      وتعـــــــــــــــــــــــــــــــلو منــــــــــــــــــــارة شمّاء

فإذا شئتمو لها اليوم في الأر        ض وُجــــــــــــوداً مُهيمناً ولواء

فأقيموا قرآنها حاكماً عد           لاً فقد فاق حكمةً وقضاء

ليعيد التأريخ ما شيد بالأ        مس وما حقق المنى والصفاء

في إخاء بناه أحمد بالحب               فأولاه ذو الحلال ثناء

في إخاء كان المنار لزحف           حقق النصر روّع الأعداء

وأشاد بالأخوة والوحدة التي أقامها الإسلام بين المهاجرين والأنصار، واستمرت لعدة قرون :

جمع الشمل بعد طول شتات           كوّن الرائدين والأمناء

كالأمين الوفي سعد وقد حقق          في فعله الوفا والإخاء

بذل المال للشقيق ابن عو          ف رغبة لا تظاهراً أو رياء

وجميع لأنصار أكرم أهل الأر           ض نفساً وهمةً ووفاء

سوف نمضي على الدروب التي سا  روا عليها ونُشهد العلياء

وسوف تبقى الجماعة المسلمة في عصرنا وفيةً لمنهج السلف لصالح :

أننا أوفياء للسلف الصالح             نأبى تنــــــــــــــــــــــــــكراً وازدراء

للمبادئ التي شُيد الإ               سلام نهجاً مفصلاً وضّاءَ

سوف لا نرتضي بمنهاج هذا الد      ين مسخاً يستورد الآراء

سوف لا نطلب الإعانة إلا         من إله يفيض فينا العطاء

قد رضينا بحكمه ووهبناه نفو             ساً فاختارنا شهداء

ويرفض الشاعر الدستور المستورد، ويصرّ على الدستور القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...ويرفض الاستعانة بغير الله الذي رضينا بحكمه، واستشهد بعضنا فداء لشريعته ودينه ودستوره .

يا رائد الفكر :

قصيدة نظمها الشاعر عام 1970م، ووجهها إلى الداعية المجدّد أبي الحسن الندوي يقول فيها :

يا رائد الفكر كم أبدعت تبيانا        وكم شفيت بما تمليه وجدانا

راع اقتدارك في الإبداع أنفسنا          فلكما صغته قد فاق إتقانا

أسلوبك العذب قد أولاك مقدرة       وحقق النصر تسليماً وإيمانا

لقد أهاب أبو الحسن الندوي -رحمه الله- بهذا الجيل أن يجعل القرآن إماماً له، وأن يعيش مع الإسلام ظاهراً وباطناً، فهو سفينة النجاة في هذه الحياة :

وكم أهبت بهذا الجيل ترشـــــــــــــــده      أن يجعل النهج في الأعمال قرآنا

وأن يعيش مع الإسلام منطلقاً            بدعوة كم حمت للحـــــــــــــق أركانا

وقاد أجنادها القرآن فانطلقوا                بنوره يرفعـــــــــــــــــــــــون الحق إخوانا

وكيف هانت وما زالت مهددة              مذ هوّنت شأنه ظلماً وعدوانا

فواجهتها امتحانات مدمرة                وجُرعت من صنوف الذل ألوانا

لو آمنت ما طغى في القدس مُغتصبٌ   ولا رأت في حضيض الذل خزيانا

إن القوي بغير الله منهزم ٌ                     مهما استمدّ معدات وأعوانا

ومن أبى منهج الباري وشرعته           هابَ اليهود ، وعاش الدهر فزعانا

وهم أذل الورى في الأرض قاطبة            وقــــــــــــــد رآهم رفاق الهدم أقرانا

يا للمآسي أما في الساح مُحتسب          يُقـــــــــــــــــدّم النفس للرحمن قربانا ؟

من الذين إذا نادت عقيدتهم             تقـــــــــــــدموا بهدى الإيمان شجعانا

من الذين يرون الموت منطلقاً           إلى النعيم فلا يشكون أحــــــــــــــــــزانا

فما الحياة وما الدنيا بأجمعها           إذا جعــــــــــــــــلنا من الفردوس مأوانا

ولم نرد غير وجه الله بارئنا                  ولم نرم غيره ذُخـــــــــــــــــــراً ومعوانا

فالمسلم يجعل دوماً الله هو الغاية، والرسول هو القدوة، والقرآن هو الدستور :

فما استعان صلاح الدين ويحهمو         إلا برب أراه النصــــــــر مُزدانا

ففاز بالفتح وارتجت مُكـــــــــــــــــــــــــــــبرة          مآذن القدس تحميداً وإيذانا

يا حاملاً مشعل الإصلاح معذرة          إذا رفعنا إليك اليوم شكوانا

فقد طغى الخطب وارتاعت مرابعنا        من واقع طالما أشقى وأنكانا

لقد كان الندوي يشبه في زهده سلمان الفارسي رضي الله عنه لم يحفل بزخارف الدنيا وزينتها وبهارجها :

لا لن نبالغ في وصف أبا حسن    وقد رأينا بكم في الزهد سلمانا

لا تبتغي زهرة الدنيا وزينتها           ولا تقيم لها في النفس ميزانا

لكنه الحب يأبى في جوانحنا      أن لا تصوغ من الإعجاب ألحانا

عسى نؤدي حقوق الفضل صاحبها    فكم أنار لنا درباً فأحيانا

ومن زهد في الدنيا أحبه الله ، ومن زهد فيما بين أيدي الناس أحبه الناس كما أكد سيد الكائنات -صلى الله عليه وسلم -.

نحن بالإسلام أرقى أمة :

قصيدة نظمها عام 1397ه، وهي قصيدة جوابية على رسالة وردت إلى الشاعر من رائد كبير من رواد الحركة الإسلامية بالكويت الشيخ عبد الله العقيل مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، وذلك بعد أن زار اليمن، وتأثر بما شاهده من حماس طلاب المعهد العلمي بخولان، وهم ينشدون أنشودة الجيل الإسلامي (مسلمون مسلمون...)  التي نظمها الداعية يوسف القرضاوي :

بوفاء سامق في الرتب                  وبنبل رائــــــــــــع في الأدب

كنت في مضماره خير أخ           فاض في ودٍّ ولطفٍ يعربي

بإخاء شيدت أركانه                   قيم سُدنا بها في الحقب

بتعاليم رسول صادق                 نشر النور وأسمى الكتب

يا لها فرصة خير سنحت           فسرى الود كفيض السحب

يا له مشهد جيل مؤمن               هب يشدو بلسان عربي

يتغنى بالهدى لا بالهوى                   بنشيد هزنا في طرب

فمحت ألحانه خبث القذى      لصدى صوت شديد الكذب

عن بلاد العرب إذ شوّهها         وصفهم في منطق مضطرب

رام أن يحرمها دين الهدى                 بافتراء وبخبثٍ مرهب

غير أن الحق لا يحجبه            في دجى الباطل دعوى ذنب

وأشاد بالشيخ الداعية يوسف القرضاوي الذي نظم ذلك النشيد الذي يصدح به هؤلاء الشباب :

قد أتى (يوسف) يشدو هادياً       شـــــــــــــعره مولد جيل الغلب

وغدا يعلن في ساح الوغى        يا أخي في الهند أو في المغرب

نحن كالبنيان في وحدتنا           رغم بعد الدار أو أصل الأب

لا تسل عن عنصري عن نسبي    فهو أعلى من مدار الشهب

ويصور عظمة الإسلام الذي يعتبر أقوى نسب يربط بين المؤمنين :

إنه الإسلام أمي وأبي                مانح الإنسان أقوى نسب

نوره شعّ بضوء مشرق ٍ               ماحياً كل ظـــــــــــــلام الغيهبِ

جاعلاً معياره بين الورى               كرم التقوى ونــــــــــبل المأرب

فأتلفنا بإخاء خالد                    راسخ الجذر عريق الحسب

وتسامينا بمنهاج الهدى            في ظلال الوحي أصفى مشرب

بنظام صاغه ربّ الورى              فاطر الأكوان ماحي الكرب

ويفتخر الشاعر بالأخوة الخالدة الراسخة التي تقوم على منهاج الهدى في ظلال القرآن الذي صاغه الله فاطر الأرض والسماء .

مع الشعب ضد مخاطر الأحزاب العميلة :

وما أن انتهت الحرب الأهلية في اليمن حتى بدأت حرب الأفكار، وكان للشعر موقف من تلك الأفكار .

وهذا ما حاول معالجته الشاعر حسن بن يحيى الذاري في قصيدته ( مع الشعب ضد مخاطر الأحزاب العميلة ) والتي يقول فيها :

نحن شعب خاضها معركة          ليرى النور مشعاً بالحياة

خاب من حاول يوماً صده      عن بلوغ المجد عن نيل مناه

خاب من أسرف في حرمانه    وشرى بالثمن البخس شقاه

إنه الشعب عنيد صامد             للذي يبغي إزدراه وأذاه

إنه الشعب سيمحو أظلما       تحجب النور وتأبى أن يراه

إنه الشعب سيلغي واقعاً           صور المأساة في كل اتجاه

فليع ِ الدرس بليغاً مارق ٌ      سيرى في ساحة العدل جزاه

وعيه أعمق من تضليلهم        رغم ما ينشر بالإفك عداه

إنهم تجار شرّ وهوى                 عملاء للذي راموا ثراه

فسلوا عنهم سفارات لها     من قوى الأحزاب جند ودعاه

والقصيدة في مجملها تبين حقيقة الأحزاب الإلحادية، وتحذر الشعب اليمني منها وتبين له خطرها، وتكشف عن مخططاتها :

قيم الأخلاق في مفهومهم      من أساطير حكت عنها الرواة

أحدثوا شراً وخيماً أمــــــــــــــــــــره        ما مضى في دربه غير الجناة

أيها الشعب اكتسح شرذمة         تبذر الشرّ لتجني من رواه

واحذر الأحزاب واهدم كيدها     قبل أن تندم يا شعب الأباة – من صرخات الإيمان : ص 93

الثراء على حساب الآخرين :

وفي قصيدة الأستاذ حسن الذاري ( مع الشعب في مجاعته ) يتناول الشاعر بعض أسباب التعاسة والشقاء، ويندد بالعابثين بأموال الشعب وخيراته المنغمسين إثماً وعدواناً في أكل ثرواته، ويدعو الشعب بكل صراحة ووضوح إلى محاربة كل سلوك غير إنساني محذراً إياه من الانصياع لتعاليم وآراء الهدامين والمنحرفين مهما تكن دعاويهم العريضة وعباراتهم المعسولة .

وهذا ما تحكيه لنا قصيدة الذاري المشار إليها، فتقول :

من واقع الشعب من أنات أحزاني      للجائعين أصــوغ اليوم ألحاني

من التوجع للموتى قضوا ســغباً       أصوغها صرخة من همّ وجداني

فحالة الشـــعب كم أدمت حقائقها       فؤاد كل غيور مخـــــلص جان

ويعجب الشاعر كيف يجوع الشعب، وهو يمشي على كنوز الأرض وخيراتها من نفط وزراعة وتربة خصبة :

شعب يعيش على الحرمان ويحهم       وأرضه ذات خيرات وإمــكان

ورغم هذا يرى الحرمان في صور        من التعاسة فاقت كل حرمان

فالعـابثون بمرصـــــــــاد للقمته              كم جرعوه خطوباً ذات ألوان

يا للأسى كم أذل الشعب منغمس      في اثمه بين إجــــــــــــــرام وعــــــــــــدوان

وكم تحدى الحمى وغد يجرعه           مرارة الخزي في خزي وخـــــــــــذلان

إذا نصحناهم قالوا تحــــــررنا              يبيح كل ســـــــــــــــلوك غير إنساني

فارفض تعاليم آراء مـــــدمرة       شعب البطولات واحذر هدم شيطان

وامح التخلف بالإسلام متخذاً      من نهجه كل إصــــــــــلاح وعمران

زمام الأمور بيد العابثين :

يقول الشاعر حسن بن يحيى الذاري قصيدة تعتبر امتداداً لقصيدة الأستاذ يوسف العظم ( اللعوب الفارس ) التي نشرتها ( الشهاب ) اللبنانية، ومطلعها :

قد بلغت الذرا أخا الإسلام              في نظام يشعّ بالإلهام ِ

طالعتنا به ( الشهاب ) فهزّ النفس    في نقده الصريح السامي

لحياة نرى التحلل فيها                    غازياً في انحرافه الهدّام ِ

ويعيب على الأمة التي تاهت عن سبيل الرشاد ولهثت وراء الضلال واستسلمت للطغاة ، فيقول :

أمة ضلّت الطريق عن الحقّ      فتاهت في حالك من ظلام

وأتاحت للعابثين بها اليوم         وصولاً إلى اغتصاب الزمام

فأباحوا الحقوق لم ينصفوا الشعب      ولم يشعروا بأيّ التزام ِ

حكموا بالهوى فيا للمآسي       كم لحكم الضلال من آثام

يتبارون في احتضان الغواني           ويباهون في المدام الحرام ِ

يمنح العابث المعربد منهم           للغواني الوسام إثر الوسام

ويبين الشاعر أن الذي يفقد العقيدة لن يستطيع حماية الأوطان، فإذا وقعت الواقعة ونشبت المعارك ألقى سلاحه وولى هارباً، يقول :

فاقد الروح والعقيدة في الميدان        لن يستطيع صدّ اقتحام

فاقد الروح والعقيدة في الميدان        يمضي مــــــــــــــولّياً في انهزام

فاقد الروح والعقيدة في الميدان        يرتاع مـــــــــــــــــــــن يهودٍ لئام ِ

وهم أجبن الورى في نزال ٍ     إن رأوا في الوغى منايا الحمام ِ

وهؤلاء الطغاة ما عبئوا الجيش لصد الكفار والأعداء، بل جيشوا هذه الجيوش لحرب الإسلام والمسلمين :

وجهود الطغاة ما عبئت قطُّ           لنصـــــــــــــــــــــــر ولا لنيل مُرام ِ

بل لحرب الإسلام والقادة الأبطا     ل من جنده حماة ِ الذمام ِ

سيد قطب : صفوة المصلحين :

ويقول في الشهيد سيد قطب، رائد الفكر الإسلامي الذي أنار القول بكتبه وأفكاره:

والشهيـد الكـريم سيّـد قطب        صفـوة المصـلحين والأعـلام

مـن أنار العقـول في عالم الفكـ        ر بانتـاجـه البـديع النّـامي 

الذكرى المئوية لميلاد الإمام :

وفي الذكرى المأوية لميلاد الإمام المجدد حسن البنا - رضوان الله عليه-، كتب الشاعر اليمني ( حسن بن يحيى الذاري ) قصيدة، يقول في مطلعها : كوَّن الله القـــــــــــــــــــــــــــائد البنَّاء                               وحـــــــــــــــــباه تفوقاً وضَّاءَ حسن أحسنَ الإله اصطفاه                              قائداً رائداً فنال ارتقاءً فاض منه العطا فأعطى ببذل                         للذي فضّله أفاض العطاء صاغ منه القرآن أطهر روح                              نور اشراقها تساما بهاءً كوَّن الجيل وفق منهج رب                            ومضى قائداً يبث النقاء

لقد اختار الله هذا الإمام، واصطفاه، وصنعه على عينه التي لا تنام، ورعاه بكنفه الذي لا يرام، ومنحه التفوق، وصاغه القرآن، وطهر روحه من الأدران، فكوّن جيلاً من الشباب المؤمن، الذين طهرت قلوبهم، وزكت نفوسهم، فكانوا رهباناً في الليل، فرساناً في النهار .

لقد جاءت دعوة البنا في عصر عجَّ بالذنوب والموبقات، وقامت فيه دول تعادي الإسلام ودعوته، وهدمت الخلافة وأصبحت رسماً بعد عين، وتولى شؤون البلاد الأقزام والعملاء، وصار الرويبضة يتكلم في شؤون عامة المسلمين : جاء به العصر وهو عصر مليء                   بشــــــــــــــرور تلطخ الأجــواءَ فيه للكفر دولة ونفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوذ                  كيد عدوانه طغى استعلاءَ همه محو أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة كوّن الله                    هــــــــــــداها فطـالت الأنحاءَ هُدم الصرح للخلافة حتى                    شتت الشمل واحتسينا البلاءَ وتولى شئوننا كل قزمٍ                           من قطيعٍ لا يعرف الأجراء

كانت دعوة الإمام البنا إكمالاً لمشوار المصلحين والمجددين من أمثال الأفغاني، ومحمد عبده ، ورشيد رضا ، والحاج أمين الحسيني ، وشكيب أرسلان ، .... وبوسط الطوفان دكت قلاع                       لم تجد حامياً يصد اعتداءَ غير فتيان دعوةٍ مِنْ أباةٍ                              قاوموا باطلاً فذاقَ العناء من قوى الصادقين لله وعداً                          بانطلاق لهم أثار رجــاءَ كالحسيني* من تصدى بعزمٍ                         أتحب الرائدين والأوفيــاء

ورشيد وشيخه وشــكيب                               إنهم قــوة أقامت بنـاءَ

وسار الإمام على درب الهداة الدعاة، وتسلح بعزيمة الإيمان، وربى الأجيال، وتصدّى لقوى الكفر والضلال، فتوالت عليه المحن، ونزلت على المصائب والنازلات، ولكنه بقي شامخاً كالجبل في وجه العواصف : وعلى نهجهم مضى فارس الميدان                       من أحرز النجاح ارتقاءَ حسن من بعزمه هب جيل                             قاوم الكفر صامداً مضّاءَ فأغارت عليه من كل صوبٍ                          محن تقذفُ النكالَ اعتداءَ غير أن الصمود كان مهيباً                            يتحدى المصاعب النَّكراءَ فتهاوى الطاغوت في كل قطر                         وغدا الحق شامخاً معطاءَ

وقوة المؤمنين تستمد العون من الله سبحانه وتعالى، كما تستمد قوة الحجة من كتابه الكريم : قوة الله في كتاب مبين                                  روح اشراقه أقامت بناءَ سوف يبقى مهيمناً باعتلاءٍ                             نور اشراقه يذيب افتراء هو أقوى القوى محالُ يصفى                           من نفوسٍ تنفذ الاجراء

حسن البنا : إمام الجهاد :

ويقول في الإمام البنا الذي يعتبره حامل لواء الجهاد، وإمام الدعوة ورائد الإصلاح الذي بذل حياته لتحرير العالم المفتون بالمغريات :

ففقدنا البنـا إمــــــــام جهـادٍ             حمـل العـبء ماضـياً في التزامِ

وأراد التـحرير للعـالم المفتو             ن بالـمغـريـات والأوهـــــــــــــــــــــــامِ

الشهيد محمد محمود الزبيري :

يقول الأستاذ حسن الذاري، وقد أنشأها بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد محمد محمود الزبيري، الذي كان شاعراً ، ومات شهيداً ، وفيها يقول :

كم حقق الأهداف والآمـــــــالا        حد أقام مــــــــن الفخار مثالا

وكم اعتلى قمم النجاح مجاهداً     خاض الغمار وصارع الأهوالا

المجد أسمى مطلب لمناضل           قهر الصعاب ومزّق الأغلالا 

ومضى جريئاً نحو أكرم غاية         تبني الحياة وتنشيء الأجيالا

يا للبطولة إذ يمثل ســــــــرها              بطل نشـــــــيد بذكره إجلالا

ونفاخـــــــر الدنيا بأروع رائد             نشــر البيان وأيقظ الأفكارا

وسرى بأرجاء البسيطة نظمه          حتى هدمنا قبساً لنا ومنارا

وأنار من سحر البيان عقودنا        حتى هدمنا السجن والأسوارا

وتمثلت أهدافنا في نظمـــــه             صوراً لشعب أنجب الأحرارا

ورأى الزبيري الأمين عقيدة             تبني الخلود وتدرأ الأخطارا

فهنا شعر إسلامي جيد في معانيه وألفاظه فقد أبانت هذه المقطوعة أن الزبيري خاض غمار الجهاد، وصارع الأهوال من أجل مطلب سام وغاية نبيلة، وهي بناء الحياة وتنشئة الأجيال على أسس إسلامية سليمة وكافية في بناء المجد ودرأ الأخطار التي تتعرض لها الشعوب من حين لآخر .

والمقطوعة قمة في أفكارها ومعانيها ولكنها بحاجة إلى صياغة فنية أحكم وأسلوب أدق – قوة في التعبير وجزالة في الألفاظ – يلائم الغرض منها .

ويظهر أن الشاعر كان في بداية تجربته الشعرية ولهذا لم تسلم قصيدته من بعض الهنات الفنية، شأنه شأن كافة الشعراء المبتدئين .

قضية الجهاد الأفغاني :

يقول في قصيدة بعنوان ( صوت الشعب الأفغاني ) ذلك الشعب الفقير الذي هزّ بجهاده عروش الطغاة :

أنا شعب على الوجود أطلا          بثبات فوق التحدّي تجلّى

بجهاد معبّر ٍ عن خلودي          فخلودي من السماكين أعلى

لا بأرضي ولا بتلوين جسمي      بل بديني شأوتُ دائاً وأصلاً

فبه قوتي وفيه انطلاقي                روع العــــــــــالمين قولاً وفعلاً

ويطلب من المشككين أن يسألوا الروس عن بطولات هذا الشعب المجاهد :

وسلوا الروس إن جهلتم ففيهم     من يجيد الجواب فرضاً ونفلاً

حين أصليتهم لظى نار حرب      تركتهم ما بين جرحى وقتلى

لا لأرض تحكموا في ثراها              أو لمال ٍ تهوّروا فيه كلاّ

لا ولكن لرفع أسمى كلام            لمليك حاز الكمال الأجلا

ويمجد ذلك الجهاد الذي أذعنت الدنيا لسطوته، وحيرت العالم قوته، كيف يواجه ذلك الشعب الأعزل طواغيت العصر، بالرغم من تفاوت القوة :

يا جهادي هيهات أن أتخلى        عنك نهجاً فكم أرى لك فضلا

أنت روح الإسلام فيك بقاء         شـــــــــامخ ٌ بالخلود هيهات يبلى

لو صدقناك ما رأينا انتكاساً          شـــــــــائناً جـــــــــــــرع المــــــــلايين ذلاً

ويحدد غاية ذلك الجهاد المقدس، فهو يهدف إلى إقامة الخلافة الإسلامية في الأرض ، وتحكيم الشريعة في الحياة، وإزالة هيمنة دول الكفر :

نحن في الساح لا نقرُّ لطاغ ٍ          أيّ حق ٍ يرومه مستغلا

نحن في الساح لا نفوض إلا           قوة الله فهو بالحق أولى

نحن أوفى لكل ندب شهيد ٍ        من مريب يخاف أن تتولّى

دولة للهدى سنرسي قواها          فتهاوى قواعد الكفر فعلا

ويؤكد على شعار الإخوان القائل : الإسلام هو الحل :

نحن أدرى بالحلّ وهو بحمـــــــــــــــــــــد اللــه من محكم ِ الشريعة يتلى

عن حياة الإسلام فالنصر فيها    وبدون الإسلام لم نلق حلاّ

إلى الأمة الإسلامية :

ويقول الشاعر (حسن بن يحيى الذاري) في قصيدة بعنوان ( إلى الأمة الإسلامية) نظمها في 10 / 8 / 1404 هـ :

حطمي القيد مزقي الأغلالا           أمتي فالرضوخ أضحى محالا

دمري واقع الضـــــــــــــــلال أبيدي        كلّ وضع ٍ أصلى العباد نكالا

طهري كلّ مركز من قذى الأصــــــــــــــــنام    فالإثم قد طغى استفحالا

حرري بالجهاد لا بســــــــــــــــــــــواه            وطناً جــــــــــرعوه داءً عضالا

وعقولاً بالزيف في ظلّ غزو             أخمــــــــــــدوها وعبؤوها ضلالا

بالجهاد المهيب دكي حصوناً          لإتلاف زاد الفساد اشتعالا

ويرى الشاعر أن الجهاد هو السبيل لتطهر الأوطان من الأصنام البشرية .

مأساة المسلمين في الشيشان  :

كما تلاحظ في أشعار أستاذنا القدير متابعته لأحداث الشعب الشيشاني المسلم، هذا الشعب الذي نسيه كثير من المسلمين، ومن ذلك قوله : ألف مليون كالغثاء هباءٌ        ألف مليون ما لهم إجلال   حقنـا يستباح دون انتقادٍ        لحقـــــــــوقٍ ما تم فيها منــالُ غير أنه لا يبث اليأس في النفوس، ولا يثبط الهمم، بل يبعث الأمل، ويبشر بالنصر، وبصحوة الأمة، حيث يقول : إن بعثي وإن تطاول ليلي..       سوف يطويهم مجالٌ محال فبرغم الظلام فينــا نجومٌ..         وبرغم القصور فينا اكتمال

مرشح المعارضة :

من شعره الأستاذ حسن الذاري السياسي قصيدة كتبها مؤيدًا الأستاذ (فيصل بن شملان) مرشح المعارضة اليمنية للانتخابات الرئاسية عام 1427هـ/2006م: شملان قف بمهابة مسئـــولاً           عن حمل عبءٍ يفرض التبجيــــلا

للحاملين لواء العدالة دائمًـــا           بعزائمٍ لا ترهــــــــــــــــــــــب التهويـــــــلا

ويؤكد لذلك المرشح أن الأمانة مسؤولية عظمى خاف من حملها أعدل الخلفاء (عمر) رضي الله عنه :

(عمرٌ) أبا حمل الأمانة إن ونـا        عن واجب يهب الرجال جزيــــلا

برزوا لها وتصدروا بجـــــــــــــــــــــــــــــــدارة        وأبوا مظـــــــــــــــــاهر تخدع المخــــذولا

سهر الولاة على المواطن واجب         يمليه شـــــــــــرع ينسف التضليـــــلا

ويشكو الشاعر حسن الذاري من تخلّف بلاده اليمن، وكيف يعيش شعبها عيشة همجية أعجز الأطباء إصلاحها :

هذي البلاد تعثرت في سيرهـا             وغــــــــــــــــدت تعبُّ تخلفًا مــــــرذولا

همجيةٌ أضـــــــــحت تبث تفلتًـــا               غَمَـــــــــــــــــــرَ المرافق بكرة وأصيـــــلا

فالشَّعب أجمعــــــــه فريسة لوثــة              أعيت خبيرًا يمـــــــــلك التحليــــــلا

والقائد ينبغي أن يضع نصب عينيه بناء الوطن وتقدمه وتطويره :

إن التأكد في اختيار قيـــــــــــــــــــــادة              أمـــــــــــــــــر به نتجنب المجهــــــولا

إخلاصنا يبغي انطلاق بلادنــا              نحـــــــــو البناء حتى تنال شمــــولا

في نهضـــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ يمنية أركانهـــــــــــــــــا             فوق السَّـــــــــماء تحقق المأمـــولا

ترمي التخلف تحتفي بتقـــــــــــــــــــــــــدم           يستــــــــــــأصل التزوير والتطبيـــلا

سر في الطريق المستقيم ترى الولا          وتشهــــــــــــــد التأييد والتسهيــــلا

الشعب حرُّ في اختيار قيــــادة                وله الرقابة كي يصدَّ ذيـــولا

من أهداف التجمع وآثره الإصلاحية :

وكتب الشاعر الإسلامي حسن بن يحيى الذاري قصيدة أشاد بجهود التجمع اليمني للإصلاح، وتحدث عن أهدافه وآثاره الإصلاحية :

إصلاحنا جعل التجمع محورا                  لشعب يملي ما يشاء معبرا

من منبع الإيمان من روح الهدى            صغنا التجمع للتآلف مظهرا

لم نتخذ فكراً عقيماً وافـــــــــــــــدا                ســـــــرنا بعزم للصعاب مدمرا

سرنا وعين الله ترعى سيرنا                  وتبث فينـــــــــــا همــــــــــــــــــــــــــةً وتنورا

يؤكد الشاعر أن التجمع اليمني للإصلاح استقى فكره من التشريع الإسلامي ومن دين الأمة ولم يستورد الأفكار العقيمة من الشرق والغرب ...

من روح هذا الشعب من إيمانه                  جهد التجمع قد نما متطورا

من فيض مختلف التجارب للحمى              مــــــــن ما أفاد المصلحين تأثرا

بالله نؤمن لا نوحــــــــــــــــــــــــــــــد غيره                  سنظـــــــل بالتوحيد نحتل الذرا

لله نخلص لا نوالي غــــــــــــــــــــــــــــــــــــيره                  بالعون منه ننال نصراً مثمرا

بالحق نسطع لا نهاب تحدياً                       بصراحة الآراء نعلن للورى

أن دعاة للعــــــــــــــــــــــدالة والبناء                       نأبى امتهانا للحياة معكرا

وهدف الإصلاح هو العدالة الاجتماعية وترسيخ قيم التوحيد والوحدة والجهر بالحق والحرية في التعبير، ورفض جميع أشكال الذل والعبودية ...

ندعو إلى أدب الحـــــــــــــــوار بحكمة              تجتاح آفات التسلط والمرى

ندعو إلى كشف الحقيقة فالهدى             يأب التستر والخصام المزدرى

نور الحقيقة إن أطل شــــــــــــــــــــــــــــعاعه          جعل المفاهيم السليمة مصدرا

لا شيء أخطر من نفاق إن سرى           طمس المعالم واستباح تهورى

خلق الصراحة بالنصيحة ساطعاً               فقل لنصيحة قانعاً متخيرا

فبها بناء الدين يبقى راسخاً              لا يملك التصديع فيه من افترى

وبها الحياة يسود واقع حالها                 صفــــــــــــــــــو يبدد للعقول تحيرى

من وحي إيمان بأصدق دعوة               سرنا نحث السير نجتاز السرى

من فيض ينبوع لأطهر دعوة                عشنا نصحح للعقول تصورا

ويشيد الشاعر بدعوة الحق التي جعلت من الشورى ركيزة لبناء الحياة السليمة أما التسلط والاستبداد فهو داء الأمة القاتل :

نبني للأجيال السعيدة موئلاً                  حتى يروا نور الحقيقة مسفرا

شورى لها حل وليس لغيرها                   حل يعالج ما أضر وامعترى

داء التسلط لن تفك قيوده                   بسوى منازلة تغيب في الثرى

أطمع طاغوت يحاول جاهداً                  فرض الوصاية واحتواءً مدبرا

إنا ولدنا لا قيود تصــــــــــــــــــــــدنا                  عن أن نمارس في الحياة تحررا

وفق الهدية من محيط عــــــــالم                      يهب الهداية من يريد تخيرا

وبين الشاعر أن غاية التجمع هي الإصلاح وحماية الوطن، فقال :

شدنا التجمع كي يحمي حمى وطن       ولم نهب باطلاً يشدو بألحاني

أرست جمام أبطال الفــــــــــــــــداء قيماً         وفاؤها نابع من صدق إيقان

لهم حقوق وفــــــــــــــــــــــــــــــــاء لا يحققها      سوى انتظام رفيع القدر والشامي

في وحدة من صميم الشرع منبعها      لا مـــــــــــن تلا عب مصوم ببهتان

من التجمع أضح اليوم قاعدة           تحمي حمى الحق في عدل بميزان

تقود في ألفة شعبا شجاعته             تميزت بانطــــــــــــــلاق وسط ميدان

وأرسى التجمع فكرة جوهرية في الحكم الإسلامي ألا وهي : أن الأمة مصدر السلطات :

فالحكم لشعب في عدل قواعده         من محكم الذكر من آيات قرآن

فهي التي تتحدى سطو محترف            يبغي التسلط في ظلم وعدون

واحد وعشرون عاماً مضت والسير    منطلق نحو انتصار به تحرير أوطان

من افتراس قوى هدم مهارتها              ســــــطو ونهب لمجـــــــــهود وإمكان

وهذا الفساد في الواقع لا يمكن إصلاحه بغير هدي القرآن الكريم :

فساد واقعنا أضحت كوارثه             فوق التصور واشهد خبط عميان

هول العقاب خطير لا يحيط به          تصــــــــــــوير ممتلك رســــــــماً بإتقان

آي الكتاب حوت ما شاء منزلها          مــــــــــن رسمها كل إبداع بإتقان

نحن اليمانون أبطال غطارفة               نأب تحكم خــــــــــــداع وخــــــــــوان

ويمجد الشاعر بطولات الشهيد محمد محمود الزبيري الذي يعد الرائد الأول للحركة الإسلامية في اليمن :

حي الزبيري وأبطالاً فدوا وطناً             بقوة ســــــــــــطعت أركان طغيان

إن الوفاء لهـــــــــــــــــــــــم يبغي تذكرهم          طول المدى عبر أجيال وأزمان

والسيل نحو ارتقاء شعب سما وأبى        تزحزحاً عن مدار شامخ الشان

ويبين الشاعر أن الوفاء للقادة والشهداء يكون بتذكرهم عبر العصور، ثم الاستفادة من أفكارهم وتطويرها من النهضة بالأمة .

طلائع الزحف :

ومن شعر حسن بن يحيى الذاري، عضو رابطة الأدب الإسلامي في اليمن قوله عن حصار غزة :

طلائع الزحف للأنصار في اليمن              هبت بروح اعتزام زاخر المنن

لمحو شر حصار ضد إخوتنا                    في غـــــــــــزة بقدس قبلة الوطن

إني أرى عزة الإيمان ماثلة                     في قوة تتحدى غصب ممتهن

الله أكبر نور الفتح موتلقاً                    على محيا رجال الصد للمحن

ويؤكد أن دولة الظلم والقهر في إسرائيل سوف تزول مهما طال الزمن :      

محال يبقى يهود فالهلوك لهم                    مؤكداً وفــــــــــــــــــق تقدير لمؤتمن 

آي الكتاب تدوي في مجابهة                لمحو أشقى اغتصاب منتن عفن

هيهات نبقى غثاء والإله له                حق انتقام تعالى هـــــــــــــادم الوثن        

دور العمالة ولى وانتهت ظلم              كانت تفـــــــــــــــــــــــــــوح بآثام لمحتضن

شعوب أمتنا هبي مصدعة                 أوضاع سوء ستهوي دون مؤتمن

القدس قبلتنا مهما أحاط بها            إرهاب مغتصب في حقد مضطغن

جهادنا قوة كبرى قواعدها                 بذل النفوس بإقدام مدى الزمن

حي اليمانيين أبطالاً مآثرهم                تميزت وفــــــــــــــــق تاريخ لذي يمن

هم طلائع فتح نور عزته         يروى مدى الدهر يشفي النفس من إحن

ويؤكد الشاعر في ختام قصيدته أن القدس هي قبلة المسلمين الأولى مهما أحاط بها الإرهاب الصهيوني ، ويؤكد أن الجهاد هو القوة التي ترسي قيم الحرية والعدل والسلام ، ويثني على شعب اليمن الذي سيكون من طلائع الحق والدعوة والإسلام العظيم في العصر الحديث .

مصادر ترجمته :

1      - من الشعر الإسلامي الحديث : 117.

2-في رحاب الأقصى، العظم : 290 .

3-الشعر اليمني المعاصر بين الأصالة والتجديد، أحمد قاسم علي المخلافي، مكتبة الجيل الجديد في صنعاء : ص 460 .

4-من صرخات الإيمان : ص 69 .

5-شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ، أحمد الجدع ، وحسني جرار : ج6 .

المزيد من المقالات...