"انتهت القراءة الأولى الساعة 7:45 مساء يوم الاثنين 19/6/2000" هذا ما كنت كتبته في الصفحة الفارغة مع توقيع اسمي الثنائي (فراس عمر) نهاية ديوان محمود درويش الجدارية. كان من عادتي أن أكتب في ذيل الكتب المقروءة متى أنهيت قراءتها، إلا أن ما لفتني إلى ملاحظتي هو أنني وصفتها بالأولى. هل كنت أفكر في ذلك الوقت أنني سأعود إلى الديوان ثانية؟ لم أعد إليه إلا بعد أكثر من ثلاث وعشرين سنة!

بقي الكتاب على رف المكتبة بين كتب درويش الأخرى، إذ لم يحدث لي أن أعدت قراءة كتاب قراءته، إلا المصحف الشريف، أما ما عدا ذلك فقراءة أي كتاب تغني عن قراءته مرة أخرى، نظرا إلى أنني لا أتعلق بكتاب ما تعلقا مرَضيا مهما كان الكتاب، ولم يحدث أنْ قلت إن هذا أفضل كتاب قرأته، ويا ليته لم ينته! ولا أنصح الآخرين بقراءة أي كتاب قرأته، فالكتاب قرئ وانتهى، وتبقى الملاحظة التي أكتبها وما علق في ذهني من الأفكار كل ما يتصل بهذه القراءة من أدلة. أظن كذلك، وهذا لي وحدي، أنه لا كتاب يستحق أن تقرأه مرتين، فما الجديد الذي ستلقاه؟

بعيدا عن نظريات القراءة والتلقي، فإن هذه مسألة أخرى، إذ قد تعيد قراءة جملة، فيتكون عندك فهم لها في مرحلة ما، ثم يتبادر إلى ذهنك معنى محتمل آخر بفعل ظروف معينة، كما حدث مع جملة غسان كنفاني وسؤاله العابر للأفهام "لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟" وأمثلة كثيرة من آيات القرآن الكريم التي فهمت على وجه ما في زمن ما ثم تغير المعنى المدرك. لم أفكر بالكتب التي قرأتها على هذا النحو. كنت أقرأ دون أن أكتب، ثم أخذت أكتب حول ما أقرأ، ثم أكتب دون أن أقرأ.

دفعتني هذه الملحوظة أن أكتب مرة أخرى أسفل الملحوظة السابقة "القراءة الثانية الساعة 11:49 مساء يوم الأربعاء 23/3/2024، ولم أوقع اسمي كما وقعت المرة السابقة. لقد اختفى اسمي الثنائي الآن ليحل محله اسم آخر ثلاثيّ التركيب بفعل غواية التأليف والنشر.

ولكن، هل سأعود إلى قراءة ثالثة للديوان؟ لست أدري. إحساس يقول لي ربما لأنني أيضا وقعت تحت تأثير الحدس المستقبلي الغامض عندما وصفت القراءة بأنها "ثانية"، ويستدعي هذا العدد الترتيبي أن تكون هناك ثالثة ورابعة وخامس، أو على الأقل ثالثة، وإلا كما علمتنا اللغة العربية علينا أن نقول القراءة الأخرى، قراءتان اثنتان لا ثالث لهما، كما هو ربيع الأول والآخر وجمادى الأولى والآخرة، وكما هي الحياة الدنيا (الأولى) والحياة الآخرة، لا اعتبار لحياة أخرى مزعومة تسمى "حياة البرزخ"، فهي محسوبة على الآخرى وليس على الدنيا، أو أنها غير موجودة أصلاً، وهذا ما أرجحه كما جاء في أدلته التفصيلية في موقعه، وبالتأكيد فإن هذا ليس هو موقعه لأشرحه.

لا أستطيع أن أطبق على نفسي مقولات نظريات التلقي والقراءة المتعددة لهذا النص، لأنني لا أدري ما الذي اختلف عليّ وفيّ بسبب قراءة الديوان مرتين في زمنين مختلفين، ولا أدري ماذا كان يمثل لي الديوان أول أن قرأته والآن اختلف. المسألة تدور في فلك العبث، إنما هو كتاب قرأته حينها لأنه كتاب جديد للشاعر محمود درويش الذي قرأت كل شعره ونثره وكثيرا مما كُتب حول أدبه، ودرسته قبلها في رسالة الماجستير، ولم يكن حينها عندي أي كتاب سوى بحث الرسالة المخطوط، وما زال مخطوطاً، ولعله سيظل مخطوطاً.

ما أستطيع طرحه هنا وأستطيع الإجابة عنه؛ سؤال: لماذا قرأت الديوان من جديد؟ قرأت الديوان في غمرة الإعداد لكتاب جديد أدرس فيه نماذج متعددة من النصوص الشعرية والسردية والأعمال الدرامية، بلغت عشرة أعمال، أخضعها كلها للبحث البنيوي لمعرفة ما فيها من عناصر ثقافية متأثرة بها، مما يقع عند الكتاب في العادة، وأصبح ظاهرة في الدراسة، بل موضة لم يسلم منها ناقد أو دارس أو كاتب، وخاصة في النقد البنيوي، والنقد الثقافي، لذلك عدت إلى الكتاب لأقرأه قراءة لا تقع ضمن شروط قراءة "المستمتع" بل تحت التفتيش عن "الصناعة" التي شكلته، ليظهر بهذه الصورة. قراءة أفقدتني الإحساس بلذة الشعر واللغة. ربما هنا تتدخل نظريات التلقي التي تتفهم الغرض من القراءة وأهدافها. القراءة تفصح عن نفسها أنها ليست بريئة إطلاقا من سوء النية والانتهاك للنص وما بعد النص وما قبله.

كانت نتائج هذه القراءة مذهلة؛ القراءة الأولى كانت صامتة، لم أمرر قلما أو أخطّ سطرا أو أكتب ملحوظة على هوامش الصفحات، وبقي الديوان أنيقا ونظيفاً والنص مشعّاً برّاقاً، حتى الملحوظة الخاصة بتاريخ القراءة الأولى استخدمت لكتابتها قلم الرصاص. هل كنت أحترم الكتب أكثر في تلك المرحلة؟ ربما، هو شيء أكبر من الاحترام؛ فليس من حقك أن تعبث بأي كتاب بمثل هذه الخربشات العابرة.

في القراءة الثانية الفاقدة للذة الاستماع بالشعر وباللغة، كانت لأغراض البحث، صحيح أن ما هو مشترك بين القراءتين هو أن الديوان قرأته في كل مرة في جلسة واحدة، في الأولى لم أخرج خارج الديوان، وفي الثانية ظللت أخرج والديوانَ إلى الآخرين السابقين له وأعرض عليهم درويش ومقولاته، وأقول: هنا مر آخر من قبل درويش، فأعاد النص كلامهم واستعاره، وأحيانا حطّمه وأحيانا بدله، وأحيانا قلّده، وأحيانا تمرد عليه.

في هذه القراءة امتلأت الصفحات بالخطوط والخربشات المكتوبة بقلم الحبر، وغصّت بالاستحضارات لكتب الآخرين ومقولاتهم، الوجوديين، والصوفيين والشعراء والمفكرين والفلاسفة، واستحضرت المقولات الشعبية، والنصوص الدينية القرآنية والتوراتية والنبوية. كنت أسعى إلى تعرية النص والكشف عما وراءه من نصوص، ليصبح الكتاب كارثيا، ويصدق فيه ما كنت سجلته عن نفسي "أن أي كتاب أقرأه لا يصلح لذي قارئ بعدي" من كثرة هذه "الخربشات". وهي عادة اعتدت عليها بعدما أصبحت مؤلفاً. فنادرا ما يظل الكتاب سليما معافى وهو بين يديّ. لذلك ربما من أجل هذا لا أستطيع قراءة الكتب الإلكترونية إلا في الضرورة القصوى، لأنها تحرمني متعة الخربشة على جسد النص، فيظل أعلى مني، ولا أتمكن من ركوبه والسيطرة عليه تماماً، فتزوغ مني أفكاره وأتوه، فلا أدري أين ذهبت بوصلتي الهادية.

بدا لي أن درويش بعد هذه "المكنكة" النقدية "حطّاب" لغة وثقافة أكثر منه شاعراً؛ جديده قليل ونادر، لكنه ذو اطلاع ومعرفة، ويصحّ فيه ما كنت قلته عن أدبائنا أنهم في الغالب "نصوصيون"، على الرغم من أن هذه الصفة قد تقرّبهم إلى أنهم "لصوصيون" أو "متلصصون"- في أحسن الأحوال- على الآخرين، يطلون عليهم من شرفات الكتب، فيسرقونهم دون إذن!

أهم ما قالته لي القراءة الثانية أن البراءة من دم النصوص السابقة شيء نادر الحدوث، بل ربما عدّ النقاد أنه أمر لازم، فليس سهلا أن تكتب من فراغ الفكرة أولا، ناهيك عن فراغك من أساليب الآخرين وتعبيراتهم وأطرهم العامة التي قرروها، وعرفت في عناصر الشكل الفني المكونة للجنس الأدبي.

أظن أن من واجب الكتابة اللاحقة تحطيم كل كتابة سابقة ذات صلة، وجعلها ركاماً، لا ملامح لها، لإعادة استخدام هذا الركام مرة أخرى، وإلا فإن النتيجة نص فيه من لحم النصوص الحية وروحها الشيء الكثير ما يفقد النص الجديد شخصيته الإبداعية، ويجعله معلّقا بالآخرين تعلّق ضرورة ووجود، وهذا ما لا تقوله أصول صنعة الكتابة، بل إن التحرر من الآخرين شرط أي إبداع حقيقي، وليس الإقامة في النصوص على نحو يجعل الكاتب أسير مقولاتها وأهدافها وشروط كتابتها الأولى.

طرحت ذات مرّة سؤالاً؛ "هل قتلتَ يوماً شاعراً كبيراً؟"، وقررت فيه أنه إذا أردت أن تكون شاعرا، عليك أن تفعلها، وتقتل شاعرا كبيرا، وحددت لذلك ثلاثة شعراء: أدونيس، ونزار قباني، ومحمود درويش، إنما ما قالته لي القراءة الثانية للجدارية أن درويشاً أتى بكثير من الشعراء وغير الشعراء وأحياهم في قصيدته، وأجلسهم على مقاعد حجبت صورته، أو كادت، فهل كنت مخطئاً في ما توصلت إليه من نتائج لهذه القراءة؟ وهل أفلحت القراءة الثانية للجدارية أن تقضي على القداسة أيضاً وليس على المتعة فقط؟

هي السيدة الفاضلة فاطمة بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب، الهاشمية القرشية، وأمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. 

تعد من نابهات قريش. وإحدى الفصيحات العاقلات. 

   تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في الثامنة عشر من عمرها، وولدت له الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب. 

  وعاشت بعد أبيها ستة أشهر. 

  وهي أول من جعل له النعش في الإسلام، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة. 

 ولفاطمة 18 حديثاً.

 وللسيوطي (الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة - خ) في 53 ورقة.

 ولعمر أبي النصر (فاطمة بنت محمد - ط).

 ولأبي الحسن الرندي النجفي من شيعة العراق (مجمع النورين - ط) في سيرتها ومناقبها.

    وأما صورة السيدة فاطمة في الشعر فيبلغ عدة مجلدات ولكن معظمه من شعر الرافضة الذين ملؤوا أشعارهم بالكذب والحقد على الصحابة رضي الله عنهم حيث صوروهم يكسرون ضلع الزهراء، ويحرقون بيتها إلى أخر هذه الأكاذيب، ويرد عليهم أين كان علي زوجها البطل الشجاع، وكيف يزوج ابنته أم كلثوم ممن كسر ضلع فاطمة الزهراء، ولقد تراجع بعض عقلاء الشيعة عن هذه الترهات.

     وسوف نقف عند ما قاله شعراء أهل السنة والجماعة ففيه الكفاية لمن أراد الهداية، فقد كتب الشاعر الداعية د. عبد الرحمن العشماوي قصيدة عن السيدة فاطمة بنت محمد ـ رضي الله عنها ـ وعدد الأبيات: 10 أبيات يقول فيها:

يا ليل فاطمةٍ اقصرْ ولا تطلِ

فعندها شمعة الإيمانِ والأمل

قنديل تسبيحها يا ليل يسعده

وصيته عندها من أفضل الرسل

هي ابنة المصطفى الهادي ويالك من

أبوَّةٍ شرفتها، وهي زوج علي

أم الحسينينِ ما أغلاه من نسبٍ

لو حاولت نيله الأفلال لم تنلِ

يا ليل فاطمة ما زلت تبصره

تدعو وتسمع منها صوت مبتهلِ

تسبيحها يجعل الليل البهيم ضحى

تضيئه بجميل القول والعمل

شبيهة بأبيها، وهي ساكنة

في قلبه زهرةً في روضه الخضلِ

تمشي على بسط الإيمان طاهرةً

سليمة القلب من حقدٍ ومن دَغَلِ

محمودة الصبر ، تأبى أن تفارقه

وقلبها الحرُّ لا يشكو من الزَّللِ

     فهو يصور السيدة الطاهرة بأنها فرع في غصن الدوحة المحمدية، تربت في بيت النبوة، طيبة القلب، سليمة الصدر، لا تعرف الحقد على أصحاب والدها وأخلص تلاميذه الصديق والفاروق، بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أول الناس لحوقا به.

يا زَهْرةَ الأَنوارِ:

    وكتب الشاعر المصري المسلم (صبري الصبري) يقول:

قد جئتُ أدنو من حمى الزهراءِ= بالحب أرجو في السنا إعلائي

يا حاجب الأنوار أبلغ زهرةً= للحسن أني هاهنا برجائي

هل تسمحين بمدحةٍ أشفي بها = قلبي المعلل فالمديح دوائي

روحي تَمَنَّت بالمدائح قُربةً= فيها أوافي روضةَ الإدناءِ

    ويصور الشاعر جميع المسلمين بأنهم يحبون أهل البيت النبوي بدون مبالغة، ولا دجل، فهم مصابيح الهدى والنور..فيقول:

فأنا المحب لآل بيت كلهم= أبناء (فاطمة) الهدى الزهراءِ

قد جئت أحمل بالضلوع مودتي= ومحبتي في لهفتي وثنائي

بقصيدتي شعر المديح لزهرةٍ = ميمونةٍ مبرورةٍ عصماءِ

بنت الحبيب (محمدٍ) نور الهدى=خير البرية سيد الشفعاءِ

أُمِّ الكرام بحسنها وجمالها = ونقائها وسنائها الوضاءِ

أُمُّ (الحسين) وأم أسباط التقى = من نسل طه أكرم الأبناءِ

هم آل بيت المجتبى أنعم بهم = وبأمهم بمسيرة الآناءِ

زهراء سيدة النساء وأمها= زوج الرسول جليلة الأضواءِ

نعم الحبيبة للحبيب وبنتها= نعم الزكية في أجل بهاءِ

     ويشعر صبري الصبري بالعجز عن وصف محاسن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ولكن مايبذله هو جهد المقل ..فما عساه أن يقول في وصف البتول بنت الرسول صلى الله عليه وسلم:

ماذا أقول عن البتول وشأنها = بالفخر حَيَّرَ أحرفَ الإملاءِ؟!

ماذا يقول المادحون وقدرها= ومقامها في ذروة العلياءِ ؟!

ماذا يقول الشعر عن ذات السنا= وبما تفيد فصاحةُ الشعراءِ ؟!

مَنْ كان سيدنا الحبيب المصطفى= طه يقوم لأجلها بلقاءِ

مَنْ عَطَّرَتْ بعطورها صدقاتها = لما هدتها معشر الفقراءِ

   لقد دافعت السيدة فاطمة عن والدها، ووقفت في وجه فرعون الأمة، وأزاحت الأذى عنه صلى الله عليه وسلم..

مَنْ دافعت عن حِبِّهَا طه النبي= بالبيت بذَّت أشرس الأعداءِ

ردَّت عدوا يعتدي بجهالة =يؤذي الحبيب بغلظةٍ وجفاءِ

وبهجرة المختار طه هاجرت. = لمدينة نبوية فيحاءِ

    لقد كانت رفيقة درب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه تحملت معه مشاق الطريق في الدعوة إلى الله، وصبرت على الجوع والفقر، وتعبت في تربية أولادها وبناتها...

ولحيدرٍ ليث المعارك زوجها = كانت رفيقة دربه بنقاءِ

وبسِرِّهِ طه النبي المجتبى = خصَّ البتولَ بقادمِ الأنباءِ

سُرَّتْ وبشَّتْ في سرور بعدما= كانت بحزن جامع وبكاءِ

أحبب بها بحياتها ومماتها = وخلودها في جنة غَنَّاءِ

      فهي ابنة النبي عليه الصلاة والسلام، وزوجة الإمام الفارس المقدام، وأم السبطين ....واحدى نساء الأمة الكاملات الطاهرات ...

أنعم بها خير النساء وأمها = وبنسلها وبفارس الهيجاءِ

أعني عَلِيَّاً زوجها من قدره. = قدرٌ رفيعٌ ساطع بضياءِ

زوج البتول من ارتقى أعلى الذرا= بجهاده في قمةٍ شَمَّاءِ

يا أم (حسن) و(الحسين) و(زينب)= إني أتيت بلهفتي وولائي

هل تقبلين قصيدتي بمحبتي= ضمن الشداة بمدحتي وغنائي

رمنا بمدحك بالنشور شفاعةً= تأتي لنا من سيد الكرماءِ

طه النبي المصطفى خير الورى= بقضاء ربي أحكم الحكماءِ

   ويذكر شاعر مغمور فضلها، ومكانتها، فهي شمس في الحق والجمال، وغيرها كواكب تسبح في فلكها، فيقول:

نـــورٌ على نــــورٍ وربــيَ يخـلق ُ..مـــا شـاء، وهــــو الصائــغُ المتــأنق ُ

شمـس ٌ على كلِّ العصــورِ تــألق ُ.. أمسى ضيـاها في سمــانـا يـــشرق ُ

سبحـان مــَـنْ خلـــقَ البتــــــولَ كرامةً ..لنبـــــيّهِ الصــدّيــق ِ وهـــو المعرق ُ

عَظُمتْ فـكان مكــــانُها فـــوق الذرى..أزليـــةٌ كالشمسِ ليست ْ تمـــحق ُ

فبــأيّ شـــيء لـو وصفت ُجمـالَـها ..تـــبرٌ تســـامى أم لآلـــي ْ تبرق

        وهذه قصيدة الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال في تصوير فضل وعظمة ومنزلة السيدة فاطمة رضي الله عنها....ويشيد بها وبأبيها وزوجها وأولادها، ويسترسل في بيان أخلاقها وصفاتها، وهي أروع قصيدة قيلت فيها...

      ويفتتح العلامة محمد إقبال قصيدته بإشارة إلى أفضلية الصديقة _ رضي الله عنها _ على نساء العالمين، ويختمها بذكر بعض من مناقبها حيث قال (رحمه الله):

نسب المسيح بنى لمريم سيرة

بقيت على طول المدى ذكراها

والمجد يشرق من ثلاث مطالع

في مهد فاطمة فما أعلاها

هي بنت من؟ هي زوج مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟

من ذا يداني في الفخار اباها؟

هي ومضة من نور عين المصطفى

هادي الشعوب إذا تروم هداها

هو رحمة للعالمين ، وكعبة

الآمال في الدنيا واخراها

من ايقظ الفطر النيام بروحه

وكأنه بعد البلا احياها

وأعاد تاريخ الحياة جديدة

مثل العرائس في جديد حلاها

     فهي ابنة خير الخلق وسيدهم، الذي هدى الشعوب إلى الحق وجادة الصواب فهو رسول الانسانية وهادي البشرية، وسيد ولد أدم، وأما زوجها فهو أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنه..

ولزوج فاطمة بسورة هل اتى

تاج يفوق الشمس عند ضحاها

اسد بحصن الله يرمي المشكلات

بصيقل يمحو سطور دجاها

ايوانه كوخ وكنز ثرائه

سيف غدا بيمينه تياها

ثم ينتقل الى ذكر الذرية المطهرة:

في روض فاطمة نما غصنان لم

ينجبهما في النيرات سواها

فأمير قافلة الجهاد، وقطب

دائرة الوئام والاتحاد ابناها

حسن الذي صان الجماعة بعدما

أمسى تفرقها يحل عراها

ترك الخلافة ثم أصبح في الديار

إمام ألفتها وحسن علاها

وحسين في الأبرار والاحرار ما

أزكى شمائله وما أنداها

فتعلموا ري اليقين من الحسين

إذا الحوادث أظمأت بلظاها

وتعلموا حرية الإيمان من

صبر الحسين، وقد أجاب نداها

      ويختم الشاعر محمد إقبال مديحه بذكر نموذج من عطائها الفياض، وأنها قدوة لنساء العالمين:

الأمهات يلدن للشمس الضياء

وللجواهر حسنها وثفاها

ما سيرة الأبناء إلا الأمهات

فهم اذا بلغوا اللاقي صداها

هي أسوة للامهات وقدوة

يترسم القمر المنير خطاها

    ويصور كرم السيدة ورحمتها بالفقراء، فقد تبرعت بخمارها لسد حاجة السائل.

   ولا غرابة في ذلك فهي ابنة النبي الكريم الذي كان أجود من الريح المرسلة _فداه أبي وأمي وعشيرتي _..

لما شكا المحتاج خلف رحابها

رقت لتلك النفس في شكواها

جادت لتنقذه برهن خمارها

يا سحب أين نداك من جدواها؟

نور تهاب النار قدس جلاله

ومنى الكواكب أن تنال ضياها

     ويشيد شاعر الإسلام بصبر السيدة الداعية الجميل، وتعبها في طحن الحبوب، وكيف أثرت الرحى بيدها الطاهرة، فإذا جاء المساء تبلل الوسادة بدموع الخشوع والتبتل والتقوى، والبكاء من خشية الله، فيقول:

جعلت من الصبر الجميل غذاءها

ورأت رضى الزوج الكريم رضاها

فهما يرتل اي ربك بينما

يدها تدير على الشعير رحاها

بلت وسادتها لآليء دمعها

من طول خشيتها ومن تقواها

جبريل نحو العرش يرفع دمعها

كالطل يروي في الجنان رباها

   إنها فاطمة الزهراء رضي الله عنها حبيبة والدها، وزوجة الإمام، وأم السبطين، وياليت الشيعة يتوقفون عن الأكاذيب وتشويه صورة السلف الصالح.

   فقد ذكر لي المحقق الرائد (حيدر) في فرع الأمن السياسي بأننا معشر أهل السنة والجماعة نكفر علي وفاطمة، وأهل البيت.

   فقلت له: الهوية الشخصية أمامك على الطاولة، فأنا اسمي عمر، وأبي اسمه علي، وأمي فاطمة .

    ولو كنا نكفرهم ما أسمينا أكثر من عشرة من الأحفاد بأسماء (علي وفاطمة وبتول) في عائلة واحدة.

 فبهت الذي كفر ...

رضي الله عنها وأرضها، ورزقنا حبها وشفاعتها .

مصادر الترجمة:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ ديوان محمد إقبال.

٣_ موقع الشاعر صبري الصبري.

٤_ ديوان د. العشماوي.

٥_ مواقع إلكترونية أخرى.

ربما كان النص فصلا واحدا، وربما كان هذا الفصل فقرة واحدة، وربما كانت هذه الفقرة جملة واحدة، ولا أدل من هذا على مكانة الجملة من التحليل النصي. نعم؛ فليست النصية أن يهمل تحليل الجملة، بل أن تحلل في نفسها وفي فقرتها، صعودا وهبوطا، حتى يتبين أثرها في نَصِّيَّةِ النَّصِّ.

وقد كانت الفائدة رائد النحويين القدماء إلى العناية بالجملة، من حيث تدور هذه الفائدة على الإثبات والنفي المفتقر كل منهما إلى طرفين: أما الإثبات فمفتقر إلى الذي يثبته والذي يثبته له، وأما النفي فمفتقر إلى الذي ينفيه والذي ينفيه عنه، وكلا المثبت له والمنفي عنه هو المسند إليه (المبتدأ والفاعل وما إليهما)، وكلام المثبت والمنفي هو المسند ( الخبر والفعل وما إليهما)؛ فلم يكن مِن غِنًى بالكلام عن الجملة الواحدة، بل ربما أضاف إليها غيرها؛ ومن ثم درجنا على أن نتأمل من الجملة ثلاث جهات: نوعها (بطاقتها التصنيفية)، وطولها (حيِّزها الداخلي)، وامتدادها (مجالها الخارجي).

أما نوعها (بطاقتها التصنيفية) فهو نوع كلا رُكنيها (طَرَفَيِ الفائدة المرادة منها) -وربما انضافت إليهما في غير هذا المقام عناصر أخرى- من حيث التعريف والتنكير وبعض ما يتعلق بهما، وأما طولها (حيِّزها الداخلي) فهو عدَد كلماتها الكتابية التي يفصل بعضَها من بعض بياضُ صفحتها، ويضبطه عدّادُ الحاسوب [صقر، 2022: 495]، وأما امتدادها (مجالها الخارجي) فهو ارتباطها النحوي بغيرها من الجمل!

ولعل من حسن التأتّي إلى تحليل جمل النصوص المتوازية المتوازنة المختارة من القرآن الكريم والحديثين القدسي والنبوي، تقديمَ الحديث عن طولها على الحديث عن نوعها وامتدادها؛ فإن محلِّل النصوص إذا فرغ من فِقَرها واجهته جُملُها، فإذا حدَّد الجملة باكتمال فائدة كل منها في نفسها وخروجها عن أن تشملها غيرُها، في ضوء أنها "مركب لغوي من عنصرين مؤسسين بينهما علاقة إسناد، ربما انضافت إليهما أحدهما أو كليهما عناصر أخرى مكملة (متعلقات)، أو ملونة (أدوات)" [صقر، 2022: 488]- إذا فعل ذلك انتبه إلى طولها الذي تدل عليها مسافة ما بين حَدِّها مما قبلها وحَدِّها مما بعدها، وربما لم يلق لنوعها عندئذ بالًا.

إن نص سورة "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى" القرآني إحدى وسبعون كلمة (71)، في ثماني جمل (8)، بمتوسط تسع كلمات إلا قليلا (8.87)- ونص سورة "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" القرآني أربعون كلمة (40)، في خمس عشرة جملة (15)، بمتوسط كلمتين وأكثر من نصف كلمة (2.66)- ونص سورة "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" القرآني سبع وعشرون كلمة (27)، في سبع جمل (7)، بمتوسط أربع كلمات إلا قليلا (3.85)- ونص سورة "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ" القرآني أربع عشرة كلمة (14)، في جملتين (2)، بمتوسط سبع كلمات (7)، ونص سورة "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" القرآني عشر كلمات (10)، في أربع جمل (4)، بمتوسط كلمتين ونصف (2.50)- ونص سورة "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" القرآني سبع وعشرون كلمة (27)، في جملة واحدة (1)- ونص سورة "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ" القرآني تسع عشرة كلمة (19)، في ثلاث جمل (3)، بمتوسط ست كلمات وبعض كلمة (6.33)- ونصوص السور القرآنية السبعة المختارة كلها، ثماني كلمات ومئتان (208)، في أربعين جملة (40)، بمتوسط خمس كلمات وبعض كلمة (5.20).

وإن نص حديث "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ" القدسي ست وخمسون ومئة كلمة (156)، في أربع وثلاثين جملة (34)، بمتوسط أربع كلمات وأكثر من نصف كلمة (4.58)- ونص حديث "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا" القدسي خمس وستون كلمة (65)، في تسع جمل (11)، بمتوسط ست كلمات إلا قليلا (5.90)- ونص حديث "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي" القدسي أربع وأربعون كلمة (44)، في اثنتي عشرة جملة (12)، بمتوسط ثلاث كلمات وأكثر من نصف كلمة (3.66)- ونص حديث "مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي" القدسي خمس عشرة كلمة (15)، في جملتين (2)، بمتوسط سبع كلمات ونصف (7.50)- ونص حديث "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي" القدسي اثنتا عشرة كلمة (12)، في جملتين (2)، بمتوسط ست كلمات (6)- ونص حديث "إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً" القدسي إحدى وأربعون كلمة (41)، في ثماني جمل (8)، بمتوسط خمس كلمات وبعض كلمة (5.12)- ونص حديث "أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي" القدسي سبع وعشرون كلمة (27)، في جملتين (2)، بمتوسط ثلاث عشرة كلمة ونصف (13.50)- ونصوص الأحاديث القدسية السبعة المختارة كلها، ستون وثلاثمئة كلمة (360)، في تسع وستين جملة (71)، بمتوسط خمس كلمات تقريبا (5.07).

وإن نص حديث "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ" النبوي ثمان وخمسون كلمة (58)، في تسع جمل (9)، بمتوسط ست كلمات ونصف كلمة إلا قليلا (6.44)- ونص حديث "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا" النبوي خمس وخمسون كلمة (55)، في جملة واحدة (1)- ونص حديث "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ" النبوي ثماني عشرة كلمة (18)، في ست جمل (6)، بمتوسط ثلاث كلمات (3)- ونص حديث "وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ" النبوي اثنتا عشرة كلمة (12)، في جملتين (2)، بمتوسط ست كلمات (6)- ونص حديث "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ" النبوي سبع كلمات (7)، في جملة واحدة (1)- ونص حديث "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ" النبوي أربع وعشرون كلمة (24)، في أربع جمل (4)، بمتوسط ست كلمات (6)- ونص حديث "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" النبوي، ثلاث وثلاثون كلمة (33)، في ثلاث جمل (3)، بمتوسط إحدى عشرة كلمة (11)- ونصوص الأحاديث النبوية السبعة المختارة كلها، سبع كلمات ومئتان (207)، في ست وعشرين جملة (26)، بمتوسط ثماني كلمات تقريبا (7.96).

لقد تقارب على وجه العموم، متوسطُ طول الجملة في نصوص السور القرآنية ومتوسطُ طول الجملة في نصوص الأحاديث القدسية المختارة، وكاد يطولهما كليهما معا متوسطُ طول الجملة في نصوص الأحاديث النبوية المختارة. ولا ريب في علاقة ذلك بطبيعة الأساليب التي تأتلف بها الجمل طوالا وقصارا -ولعلها تتجلى فيما يأتي- ولكن لا ريب أيضا في أثر إيثار الحديث النبوي لبعض الأساليب التعليمية -ومنها السرد، والإجمال والتفصيل- التي تزيد ما يتعلق بمؤسسي الجملة من المكملات والملونات. وعلى وجه الخصوص كانت زيادة متوسط طول الجملة لنصوص السور القرآنية دون غيرها، في النماذج المثلثة الأول والثالث والسادس- ولنصوص الأحاديث النبوية دون غيرها، في النماذج المثلثة الثاني والخامس والسابع- ولنصوص الأحاديث القدسية دون غيرها، في النموذج المثلث الرابع فقط؛ وفي ذلك ما لا يخفى من الدلالة على موقع الحديث القدسي المتوسط بين القرآن الكريم والحديث النبوي.

وفيما يأتي أتفرَّغُ مِن داخل الفِقَر لتحليل تلك الجُمَل نوعًا وامتدادًا، على أن أخليها مما لا يشمله إطارُها الخاصُّ من الأدوات، وأَصِفَها على ترتيب أركانها غير عابئ فيها بطُرُوء الأفعال الناسخة وما أشبهها عليها، وأنصّ بعد تحليل أنواع أكثر من جملة في الفقرة الواحدة، على وجه ارتباط السابقة باللاحقة (امتداد إحداهما بالأخرى)؛ فلا حاجة بالجملة الوحيدة إلى ذلك -مهما تَوَّجَتْها أدواتُ الربط- لأن وجه الارتباط عندئذ إنما هو بين الفِقَر.

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ الْأَوَّلِ (أَصْوَاتِ الْجَزَاءِ)

      اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص سورة "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى" القرآني، بِطاقةِ "القَسَم بالمختلفات على التفرق"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى 

2)  إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى 

وأولاهما من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)، بتقدير [أُقْسِمُ]" -و"ح" رمز إلى حذف العنصر- ولولا حرف القسم والمقسم به الباقيان، لم يستقم لهذه الجملة اعتبار. والجملة الثانية من نمط "مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة". وقد ارتبطتا بالترتُّب القَسَمي قسما فجوابا.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "نصيب المحسن"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

من نمط "اسم موصول، وجملة فعلية (مضارع، ضمير متكلمين)".

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "نصيب المسيء"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى 

2)مَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى 

وأولاهما من نمط "اسم موصول، جملة فعلية (مضارع، ضمير متكلمين)"، والثانية من نمط "مضارع، مضاف إلى ضمير غائب". وقد ارتبطتا بالاستئناف (أن تستقل الجملة اللاحقة عن الجملة السابقة بفائدة جديدة، مقترنة بمثل حرف العطف أو غير مقترنة)؛ إذ أريد بالثانية التعبير عن أن من نصيب المسيء أنه لا سبيل له إلى تغيير نصيبه، وفيه إشارة للمحسن إلى أن له سبيلا إلى زيادة نصيبه؛ فليطلبه!

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني بِطاقةِ "إعلان المقدرة"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى

2)  إِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى 

من نمط "جار وضمير متكلمين، معرف بأل". وقد ارتبطتا بالعطف (أن تنضم الجملة اللاحقة بفائدتها على الجملة السابقة، مُتوَّجةً بحرف مذكورٍ غالبا، يساعدها على ذلك)، وقُدِّمَت منهما جملة إفادة إيجاب رب العالمين القدير على نفسه هدايةَ المقدور عليه، رُبوبيّةً وإنصافًا.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "تمييز مُجنَّبي النار من صُلاتها"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        أَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى

من نمط "ماض، وضمير متكلم".

ثم اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الأول من نص حديث "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ" القدسيّ، بِطاقةِ "تحريم الظلم"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا

3)لَا تَظَالَمُوا

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ضمير متكلم، جملة فعلية (ماض، ضمير متكلم)"، والثالثة من نمط "مضارع، ضمير مخاطبِين". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية ثم الثانية والثالثة.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني بِطاقةِ "حال الضالين"، التي وَلَّدَتْها الجمل الأربع الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ 

3)اسْتَهْدُونِي

4)أَهْدِكُمْ 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة"، والثالثة من نمط "أمر، ضمير مخاطبين"، والرابعة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية ثم الثانية والثالثة وبالترتُّب الطلبي طَلَبًا فجوابًا الثالثةُ والرابعة.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "حال الجائعين"، التي وَلَّدَتْها الجمل الأربع الآتيات:

1)يَا عِبَادِي 

2)كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ 

3)اسْتَطْعِمُونِي 

4)أُطْعِمْكُمْ 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة"، والثالثة من نمط "أمر، ضمير مخاطبين"، والرابعة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية ثم الثانية والثالثة وبالترتُّب الطلبي الثالثة والرابعة.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "حال العارِين"، التي وَلَّدَتْها الجمل الأربع الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ

3)اسْتَكْسُونِي

4)أَكْسُكُمْ 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة"، والثالثة من نمط "أمر، ضمير مخاطبين"، والرابعة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية ثم الثانية والثالثة وبالترتُّب الطلبي الثالثة والرابعة.

واختصت الفقرة الرابعة بِطاقةِ "حال المخطئين"، التي وَلَّدَتْها الجمل الأربع الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا

3)اسْتَغْفِرُونِي

4)أَغْفِرْ لَكُمْ

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ضمير مخاطبين، جملة فعلية (مضارع، ضمير مخاطبين)"، والثالثة من نمط "أمر، ضمير مخاطبين"، والرابعة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية ثم الثانية والثالثة وبالترتُّب الطلبي الثالثة والرابعة.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثالث بِطاقةِ "غنى المعبود"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)يَا عِبَادِي

2)إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي

وأولاهما من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ضمير مخاطبين، جملة فعلية (مضارع، ضمير مخاطبين)". وقد ارتبطتا بالاستئناف.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "استحالة زيادة العبد على ملك المعبود"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ

3)مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا  

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ماض (ح)، مصدر مؤول"، والثالثة من نمط "ماض، اسم إشارة". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية، وبالترتُّب الشَّرْطي شرطًا فجوابًا الثانيةُ والثالثة.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "استحالة نقص العبد من ملك المعبود"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ

3)مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ماض (ح)، مصدر مؤول"، والثالثة من نمط "ماض، اسم إشارة". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية، وبالترتُّب الشَّرْطي الثانية والثالثة.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "استحالة نقص ملك المعبود بعطاء العبد"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ

3)مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ماض (ح)، مصدر مؤول"، والثالثة من نمط "ماض، اسم إشارة". وقد ارتبطت بالاستئناف الأولى والثانية، وبالترتُّب الشَّرْطي الثانية والثالثة.

واختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الرابع بِطاقةِ "تأصيل عدل المعبود"، التي وَلَّدَتْها الجمل الأربع الآتيات:

1)يَا عِبَادِي

2)إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا

3)مَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ

4)مَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ 

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ضمير قصة، جملة اسمية (مضاف إلى ضمير مخاطبين، جملة فعلية [مضارع، ضمير متكلم])"، والثالثة من نمط "نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [مضارع، ضمير غائب])"، والرابعة من نمط "نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [مضارع، ضمير غائب])". وقد ارتبطت بالاستئناف الثلاث الأولَيات، وبالعطف الثالثة والرابعة.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الوحيد في نص حديث "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ" النبوي، بِطاقةِ "الإجمال"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ

2)  تَعَالَى

وأولاهما من نمط "نكرة، جملة فعلية (مضارع وعلم)"، والثانية من نمط "ماض، ضمير غائب". وقد ارتبطت الجملتان بالاعتراض (أن تقع الجملة بين عناصر جملة أخرى، أو بين جملتين مرتبطتين).

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "التفصيل"، التي وَلَّدَتْها سبع الجمل الآتيات:

1)إِمَامٌ عَدْلٌ

2)شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ

3)رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ

4)رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ

5)رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ

6)رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ

7)رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ 

من نمط "مضاف إلى ضمير غائبين (ح)، نكرة". وقد ارتبطت بالعطف.

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ الثَّانِي (أَصْوَاتِ الْوَلَايَةِ)

      اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص سورة "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" القرآني، بِطاقةِ "القسم على عدم الإساءة"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)  وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى

2)  مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ

3)  مَا قَلَى

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية والثالثة من نمط "ماض، ضمير غائب". وقد ارتبطت بالترتُّب القَسَمي الأولى والثانية، وبالعطف الثانية والثالثة.

      واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "القسم على خيرية الآخرة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        الْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى 

من نمط "معرف بأل، نكرة".

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "القسم على العطاء فالإرضاء"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)سَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ

2)تَرْضَى 

وأولاهما من نمط "مضارع، مضاف إلى ضمير مخاطب"، والثانية من نمط "مضارع، ضمير مخاطب". وقد ارتبطتا بالعطف.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني، بِطاقةِ "الاحتجاج لعدم الإساءة بالإيواء من اليتم"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا

2)آوَى

وأولاهما من نمط "مضارع، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير غائب". وقد ارتبطتا بالعطف.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "الاحتجاج لخيرية الآخرة بالهداية من الضلال"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)وَجَدَكَ ضَالًّا

2)هَدَى

من نمط "ماض، ضمير غائب". وقد ارتبطتا بالعطف.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "الاحتجاج للعطاء فالإرضاء بالإغناء من الفقر"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)وَجَدَكَ عَائِلًا

2)أَغْنَى

من نمط "ماض، ضمير غائب". وقد ارتبطتا بالعطف.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثالث بِطاقةِ "الوصية باليتيم"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ

من نمط "مضارع، ضمير مخاطب".

واختصت الفقرة الثانية من الفصل الثالث بِطاقةِ "الوصية بالسائل"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ

من نمط "مضارع، ضمير مخاطب".

واختصت الفقرة الثالثة من الفصل الثالث بِطاقةِ "الوصية بالنعمة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ

من نمط "أمر، ضمير مخاطب".

ثم اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الأول من نص حديث "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا" القدسي، بِطاقةِ "تهدد المعادي"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ

من نمط " نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [ماض، ضمير متكلم])".

واختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الثاني بِطاقةِ "الدلالة على وسائل تحصيل الولاية"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ

2)مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ

وأولاهما من نمط "ماض، مضاف إلى ضمير متكلم"، والثانية من نمط "مضاف إلى ضمير متكلم، جملة فعلية (مضارع، ضمير غائب)". وقد ارتبطتا بالعطف.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثالث بِطاقةِ "ولاية المَعِيَّة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا

من نمط "ضمير متكلم، مضاف إلى ضمير غائب".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "ولاية الإعطاء عند السؤال"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)(...)

2)سَأَلَنِي

3)أُعْطِيَنَّهُ

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثالثة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالترتُّب القَسَمي الأولى والثالثة، واشتملتا بالاعتراض على الثانية.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "ولاية الإعاذة عند الاستعاذة"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)(...)

2)اسْتَعَاذَنِي

3)أُعِيذَنَّهُ

وأولاهنّ من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثالثة من نمط "مضارع، ضمير متكلم". وقد ارتبطت بالترتُّب القَسَمي الأولى والثالثة، واشتملتا بالاعتراض على الثانية.

واختصت الفقرة الوحيدة من الفصل الرابع بِطاقةِ "جلال مكانة الولي"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ

من نمط "ماض، ضمير متكلم".

ثم اختصت الفقرتان الأولى والثانية من الفصل الوحيد في نص حديث "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ" النبوي، بطاقَتَيِ "الشدة" و"الفرج"، اللتين وَلَّدَتْهما الجملة الآتية:

-        لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ

-        فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ

من نمط "علم بالغلبة، نكرة".

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ الثَّالِثِ (أَصْوَاتِ التَّدْرِيجِ)

اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص سورة "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" القرآنيّ، بِطاقةِ "نعمة التوسيع"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ

من نمط "مضارع، ضمير متكلمين".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "نعمة التخفيف"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        وَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ

من نمط "ماض، ضمير متكلمين".

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "نعمة التكريم"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

من نمط "ماض، ضمير متكلمين".

واختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الثاني بِطاقةِ "الطَّمْأَنة"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

2)  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

من نمط "شبه جملة ظرفي، نكرة". وقد ارتبطتا بالتوكيد اللفظي.

واختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الثالث بِطاقةِ "الأمر بالاجتهاد" خالصا، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)إِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ

2)إِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ

من نمط "أمر، ضمير مخاطب". وقد ارتبطتا بالعطف.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص حديث "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" القدسيّ، بِطاقةِ "الحضور"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي

من نمط "ضمير متكلم، شبه جملة ظرفي".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "المعيّة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        أَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي

من نمط "ضمير متكلم، شبه جملة ظرفي".

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني، بِطاقةِ "مكافأة الذكر الخاص"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ

2)ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "مكافأة الذكر العام"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ

2)ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثالث بِطاقةِ "مكافأة التقرب الصغير"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا

2)  تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "مكافأة التقرب الوسيط"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا

2)تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "مكافأة التقرب الكبير"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)أَتَانِي يَمْشِي

2)أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص حديث "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ" النبويّ، بِطاقةِ "اليسر المسالَم"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ

من نمط "معرف بأل، نكرة".

واختص الفقرة الثانية بِطاقةِ "اليسر المغالَب"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        لَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ

من نمط "مضارع، نكرة".

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني بِطاقةِ "أجناس الأعمال"، التي وَلَّدَتْها الجمل الثلاث الآتيات:

1)سَدِّدُوا

2)قَارِبُوا

3)أَبْشِرُوا

من نمط "أمر، ضمير مخاطبين". وقد ارتبطت بالعطف.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "أوقات الأعمال"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        اسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ

من نمط "أمر، ضمير مخاطبين".

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ الرَّابِعِ (أَصْوَاتِ التَّرْغِيبِ)

اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الوحيد في نص سورة "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ" القرآني، بِطاقةِ "توجيه مسيرة الإنسان"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  وَالْعَصْرِ

2)  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

وأولاهما من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "معرف بأل، شبه جملة حرفي". وقد ارتبطتا بالترتُّب القَسَمي.

ثم اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الوحيد في نص حديث "مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي" القدسي، بِطاقةِ "إنصاف المبتلى المحتسب"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ

2)  إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ

وأولاهما من نمط "شبه جملة حرفي، نكرة"، والثانية "شبه جملة حرفي (ح)، نكرة (ح)". وقد ارتبطتا بالاعتراض.

ثم اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الوحيد في نص حديث "وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ" القدسي، بِطاقةِ "تفضيل هداية الناس"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)  وَاللَّهِ

2)  أَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ

وأولاهما من نمط "مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)"، والثانية من نمط "مصدر مؤول، نكرة". وقد ارتبطتا بالترتُّب القَسَمي.

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ الْخَامِسِ (أَصْوَاتِ التَّخْيِيلِ)

اختصت الفقرة الأولى من الفصل الوحيد في نص سورة "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" القرآنيّ، بِطاقةِ "الوصل"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ

2)صَلِّ لِرَبِّكَ

وأولاهما من نمط "ضمير متكلمين، جملة فعلية (ماض، ضمير متكلمين)"، والثانية من نمط "أمر، ضمير مخاطب". وقد ارتبطتا بالاستئناف.

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "الفصل"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)انْحَرْ

2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

وأولاهما من نمط "أمر، ضمير مخاطب"، والثانية من نمط "مضاف إلى ضمير مخاطب، معرف بأل". وقد ارتبطتا بالاستئناف.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الوحيد في نص حديث " أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي" القدسيّ، بِطاقةِ "التنبيه على إحسان المحسنين"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي

من نمط "شبه جملة ظرفي، معرف بأل".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "التنويه بجلال المكافأة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي

من نمط "مضارع، ضمير متكلم".

ثم اختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الوحيد في نص حديث "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ" النبويّ، بِطاقةِ "التأديب"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ

من نمط "مضارع، نكرة".

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ السَّادِسِ (أَصْوَاتِ الْمُوَازَنَةِ)

اختصت الفقر الثلاث في الفصل الوحيد في نص سورة "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" القرآنيّ، بطاقات "الإقرار"، و"التوقع"، و"التسليم"، التي وَلَّدَتْها ثلاثة أقسام الجملة الآتية:

-        قُلْ

o     يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ

o     وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ

o     لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

من نمط "أمر، ضمير مخاطب".

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص حديث "إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً" القدسيّ، بِطاقةِ "إمهال مريد الإساءة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا

من نمط "مضارع، ضمير مخاطبين".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "تقدير عمل السيئة بسيئة مثلها"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)عَمِلَهَا

2)اكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "أمر، ضمير مخاطبين". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "تقدير عدم عمل السيئة بضدها (الحسنة)" ، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي

2)اكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "أمر، ضمير مخاطبين". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

واختصت الفقرة الأولى من الفصل الثاني، بِطاقةِ "تقدير عدم عمل الحسنة بحسنة مثلها"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً

من نمط "أمر، ضمير مخاطبين".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "تقدير عمل الحسنة بأمثالٍ مضاعفةٍ"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)عَمِلَهَا

2)اكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ

وأولاهما من نمط "ماض، ضمير غائب"، والثانية من نمط "أمر، ضمير مخاطبين". وقد ارتبطتا بالترتُّب الشَّرْطي.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الأول في نص حديث "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ" النبويّ، بِطاقةِ "لين المؤمن للأحداث"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا

من نمط "مضاف إلى معرف بأل، شبه جملة حرفي".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "توالي بلاءات المؤمن"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ

من نمط "مضارع، ضمير غائبة".

واختصت الفقرة الوحيدة في الفصل الثاني، بِطاقةِ "تمثيل حال الفاجر"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)الْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ

2)إِذَا شَاءَ

وأولاهما من نمط "معرف بأل، شبه جملة حرفي"، والثانية من نمط "ماض (ح)، ضمير غائب (ح)". وقد ارتبطتا بالاستئناف.

جُمَلُ النَّمُوذَجِ الْمُثَلَّثِ السَّابِعِ (أَصْوَاتِ التَّهْوِينِ)

اختصت الفقرة الأولى من الفصل الوحيد في نص سورة "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" القرآني، بِطاقةِ "تعريف النعمة العاجلة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ

من نمط "أمر، ضمير مخاطب".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "تعريف النعمة الآجلة"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)اسْتَغْفِرْهُ

2)إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا

وأولاهما من نمط "أمر، ضمير مخاطب"، والثانية من نمط "ضمير غائب جملة اسمية (ضمير غائب، نكرة)". وقد ارتبطتا بالاستئناف.

ثم اختصت الفقرة الوحيدة من الفصل الوحيد في حديث "أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي" القدسيّ، بِطاقةِ "ضمان الفوز"، التي وَلَّدَتْها الجملتان الآتيتان:

1)أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَأَنْ أَغْفِرَ لَهُ وَأَرْحَمَهُ وَأُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ

2)قَبَضْتُهُ

وأولاهما من نمط "مضاف إلى نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [ماض، ضمير متكلم]"، والثانية من نمط "ماض، ضمير متكلم". وقد ارتبطتا بالاعتراض.

ثم اختصت الفقرة الأولى من الفصل الوحيد في نص حديث "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" النبويّ، بِطاقةِ "أفضلية أقلّ المرابطة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا

من نمط "مضاف إلى نكرة، نكرة".

واختصت الفقرة الثانية بِطاقةِ "أفضلية أقلّ الجنة"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا

من نمط "مضاف إلى مضاف إلى مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة".

واختصت الفقرة الثالثة بِطاقةِ "أفضلية أقلّ الجهاد"، التي وَلَّدَتْها الجملة الآتية:

-        الرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا

من نمط "معرف بأل، نكرة".

تلك خمسون نمطا نحويا نوعيا، فيها الجمل السبع والثلاثون والمئة كلُّها قرآنيةً وقدسيةً ونبويةً: في اثنين وعشرين نمطًا الأربعون جملة قرآنية، بمتوسط جملتين إلا قليلا (1.81). وفي اثنين وعشرين نمطًا أيضًا الإحدى والسبعون جملة قدسية، بمتوسط ثلاث جمل وبعض جملة (3.22). وفي خمسة عشر نمطًا الستُّ والعشرون جملة نبوية، بمتوسط جملتين إلا قليلا (1.73). وعلى رغم ما تجلى آنفًا من تقارب متوسط طول الجملة القرآنية ومتوسط طول الجملة القدسية، ومطاولة متوسط الجملة النبوية لهما معا- تقارب متوسط جمل النمط القرآني ومتوسط جمل النمط النبوي، وطاولهما معا متوسط جمل النمط القدسي! وإنما كان ذلك كذلك من جَرّاء طرافة مقام الحديث القدسي الذي يقوم فيه رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- فلا يجد أسلم لتوصيل المراد الرباني الموكل إليه، من التمسك بما يوفق إليه من الأنماط، وتكرار استعمالها.

ولقد تيسر لي تصنيف الخمسين نمطا على ستة الأصناف الآتية:

-        الصنف الأول ما اشتركت فيه النصوص القرآنية والقدسية والنبوية:

1)"مضارع (ح)، ضمير متكلم (ح)،

2)"ماض، ضمير غائب".

وفيه دلالة على أفضلية نداء المرجوّين للاتعاظ (النمط الأول)، والاحتجاج عليهم بما صنعه غيرهم (النمط الثاني)، أفضليّةً عامة.

-        الصنف الثاني ما اشتركت فيه النصوص القرآنية والقدسية:

1)"ماض، ضمير متكلم"،

2)"مضارع، ضمير متكلم".

وفيه دلالة على تفرُّد رب العالمين بالقول والفعل، والوصل والفصل، إلى أن تقوم الساعة.

-        الصنف الثاني ما اشتركت فيه النصوص القرآنية والنبوية:

1)"معرف بأل، نكرة"،

2)"معرف بأل، شبه جملة حرفي".

وفيه دلالة على أن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- إذا حَكَمَ بشيء على شيء لم يخرج عن مقتضى حكم الحق -سبحانه، وتعالى!- في كتابه الكريم.

-        الصنف الثالث ما اشتركت فيه النصوص القدسية والنبوية:

1)"أمر، ضمير مخاطبين".

وفيه دلالة على أن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- إذا أتيح له أن يتصرف في نقل أمر رب العالمين -سبحانه، وتعالى!- إلى أصحابه، لم يخرج عن أسلوب أمره هو نفسه، حرصا على تخييل مَعيّته، سبحانه، وتعالى!

-        الصنف الرابع ما انفردت به النصوص القرآنية:

1)"ضمير متكلمين، نكرة"،

2)"ضمير متكلمين، جملة فعلية (ماض، ضمير متكلمين)"،

3)"مضاف إلى ضمير مخاطب، معرف بأل"،

4)"مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة"،

5)"ضمير غائب، جملة اسمية (ضمير غائب، نكرة)".

6)"اسم موصول، جملة فعلية (مضارع، وضمير متكلمين)"،

7)"شبه جملة حرفي، معرف بأل"،

8)"شبه جملة ظرفي، نكرة"،

9)"مضارع، ضمير متكلمين"،

10)                  "مضارع، ضمير مخاطب"،

11)                  "مضارع، مضاف إلى ضمير مخاطب"،

12)                  "مضارع، ضمير غائب"،

13)                  "مضارع، مضاف إلى ضمير غائب"،

14)                  "أمر، ضمير مخاطب"،

15)                  "ماض، ضمير متكلمين"،

16)                  "ماض، مضاف إلى ضمير مخاطب"،

-        الصنف الخامس ما انفردت به النصوص القدسية:

1)"ضمير متكلم، مضاف إلى ضمير غائب"،

2)"ضمير متكلم، جملة فعلية (ماض، ضمير متكلم)"،

3)"ضمير متكلم، شبه جملة ظرفي"،

4)"مضاف إلى ضمير متكلم، جملة فعلية (مضارع، ضمير غائب)"،

5)"ضمير مخاطبين، جملة فعلية (مضارع، ضمير مخاطبين)"،

6)"مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة"،

7)"ضمير غائبة، مضاف إلى ضمير مخاطبين"،

8)"نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [مضارع، ضمير غائب])"،

9)"نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [ماض، ضمير متكلم])"،

10)                  "مضاف إلى نكرة، جملتان فعليتان ([ماض، ضمير غائب]، [ماض، ضمير متكلم]).

11)                  "شبه جملة ظرفي، معرف بأل"،

12)                  شبه جملة حرفي، نكرة"،

13)                  "شبه جملة حرفي (ح)، نكرة (ح)"،

14)                  "مضارع، ضمير مخاطبين"،

15)                  "ماض، مضاف إلى ضمير متكلم"،

16)                  "ماض، اسم إشارة"،

17)                  "ماض (ح)، مصدر مؤول"،

-        الصنف السادس ما انفردت به النصوص النبوية:

1)"مضاف إلى مضاف إلى مضاف إلى ضمير مخاطبين، نكرة".

2)"علم، نكرة"،

3)"معرف بأل (ح)، نكرة"،

4)"مضاف إلى معرف بأل، شبه جملة حرفي"،

5)"نكرة، جملة فعلية (مضارع، علم)"،

6)"مضاف إلى نكرة، نكرة"،

7)"مصدر مؤول، نكرة"،

8)"مضارع، ضمير غائبة"،

9)"مضارع، نكرة"،

10)                  "ماض (ح)، ضمير غائب (ح)"،

وفيه دلالة على اختلاف مصادر النصوص الثلاثة، في أثناء ائتلاف مؤدَّياتها- اختلافا يشهد على صدق رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- فيما نقله لفظا ومعنى أو معنى فقط، مثلما يشهد على صدق ما ارتجله!

ومن ألطف ما ينبغي التنبيه عليه، أن النصوص القدسية التي كان متوسط ما في النمط الواحد منها مثل متوسط ما في النمطين من جمل النصوص القرآنية والقدسية -أي أنها أقل منها تَنوُّعَ أنماطٍ- أحظى منهما بعدد ما انفردت به من أنماط الجمل! وهذا أثر اجتماع الوازعين الإلهي والنبوي معا؛ فإن الوازع النبوي يكرر النمط تحرجا، ولكن الوازع الإلهي يغيرّه تفردا!

وقد ارتبطت الجمل السبع والثلاثون والمئة بسبعة أربطة فقط: الاستئناف إحدى وعشرين مرة، والعطف سبع عشرة مرة، والترتب الشرطي إحدى عشرة مرة، والترتب القسمي ست مرات، والاعتراض خمس مرات، والترتب الطلبي أربع مرات، والتوكيد مرة واحدة- على ثلاثة الأصناف الآتية:

-        ما اشتركت فيه جمل النصوص القرآنية والقدسية والنبوية:

1)الاستئناف،

2)العطف،

3)الترتُّب القسمي.

وفيه دلالة على أفضلية العلاقات السهلة، والاستئناف والعطف في هذه السهولة بمنزلة واحدة، أما الترتب القسمي فعلى رغم اختلاف أَكْناهِ المقسَم به باختلاف المقسِمين، تظل الجملة القسمية (جملة القسم وجملة الجواب معا)، أسهل تركيبًا من غيرها من الجمل المركبة؛ إذ تفضي في حقيقتها إلى جملة المقسم عليه فقط، بل إن كثيرا من الجمل القسمية لا تتميز فيه جملة جواب من جملة قسم، بل تذوبان في جملة واحدة!

-        ما اشتركت فيه جمل النصوص القدسية والنبوية:

1)الاعتراض.

وفيه دلالة على حاجة الوازع النبوي إلى الاحتراس بتقديم ما لو تأخر لم يأمن تقدير المتلقي له التقدير المناسب.

-        ما انفردت به جمل النصوص القرآنية

1)التوكيد.

وفيه دلالة على امتناع سهولة البيان القرآني؛ إذ اشتمل هذا التوكيد من تحت الطبقة المتاحة لعموم المتلقين، على طبقة لا يفهمها إلا الراسخون في البيان.

-        ما انفردت به جمل النصوص القدسية:

1)الترتُّب الشرطي،

2)الترتُّب الطلبي.

وهما بمنزلة واحدة -بل الثاني عند بعض العلماء مختصر من الأول- وفي انفراد القدسي بصنفهما في هذا المقام دلالة على خصوصية اجتماع الوازعين الإلهي والنبوي، المذكورة آنفا، من حيث يشتمل الرابطان على منحًى تعليمي يحرص عليه النبي -صلى الله عليه، وسلم!- وإحاطةٍ متحكِّمةٍ لا يقدر عليها إلا رب العالمين، سبحانه، وتعالى!

الشاعرةُ والكاتبة "سامية شاهين ياسين " من سكان مدينة عرابة البطوف – الجليل – فلسطين ، حاصلة على اللقب الثاني (الماجستير) في موضوع الإستشارة التربوية من جامعة بار إيلان . وتعملُ الآن مستشارة تربوية ومعالجة عاطفية في أكثر من مدرسة ومؤسسة تربوية .

تكتبُ الشعر والخواطر والقصة والمقالات المتنوعة منذ أكثر من عقدين من الزمن وقد أبدعتْ وتألقت في جميع الألوان الادبية ، وخاصة في مجال الشعر وأدب الأطفال . صدر لها حوالي 15 قصة للأطفال وثلاثة دواوين شعرية . وهذا الديوان ااذي بين أيدينا الآن هو الديوان الرابع الذي تصدره ، وكان لي الشرف الكبير في كتابة مقدمته .

تتمحورُ قصائدُ هذا الديوان في عدة مواضيع :غزلية ووجدانية ووطنية وإنسانية ووصفيَّة وغيرها . ومن الناحية الشكلية والبناء الخارجي للقصائد الشعرية معظم قصائد الديوان كلاسيكية تقليدية ( موزونة ومقفاة)، وهنالك بعض القصائد على نمط الشعر الحديث وقريبة إلى شعر التفعيلة لأن هذه القصائد لا تلتزم دائما بتفعيلة واحدة وبوزن واحد فهي مزيج بين الشعر الحديث الحر وشعر التفعيلية المتقيد بالوزن وبتفعيلة معيَّنة .

وفي قصائدها الكلاسيكية الموزونة والمقفاة أيضا نجد هنالك قصيدتين تستعملُ فيهما أكثر من وزن...حيث تستعمل في القصيدة الأولى وزنين متشابهين وهما : الرجز والكامل .. وفي قصيدة أخرى تستعمل في نفس القصيدة وزني الهزج ومجزوء الوافر المتشابهين والقريبين من بعضهما كثيرا جدا .

تمتاز قصائدُ هذا الديوان بجازلة اللفظ ومتانة اللغة وبالسلاسة والانسياب الموسيقي وبالتكثيف من المعاني والصورالشعرية والتعابير والاستعارات البلاغيَّة الحديثة والمبتكرة. ويلتقي ويجتمع في شعرها الكلاسيكي والحديث جميع عناصر الجمال والإبداع والتّميُّز ... وحتى في شعرها الكلاسيكي المقيد بالوزن والقافية والروتين والرتابة لا نشعر بالرتابة والروتين .. بل بالحداثة والسحر والجمال والإبداع .. فقصائدها التقليديَّة في شكلها وبنائِها الخارجي فقط.. وأما في مضمونها وفحواها فهي مترعة بالحداثة والتجديد   والإبتكار والتكثيف في المعاني العميقة والرائدة والاستعارات والتعابير         والمصطلحات البلاغية الجديدة والصور الشعرية الجميلة والمبتكرة.

في بعض القصائد تستعملُ القوافي الصعبة في نهاية القصيدة - كقافية السين في القصيدة الأولى من الديوان بعنوان : ( سيدة الجمال) .   وتُدخلُ أيضا بعضَ الكلمات الصعبة جدا المأخوذة من المعاجم ، وربما لا يفهم معانيها الأشخاصُ المتمكنون والضليعون في اللغة العربيَّة ، مثل كلمة   "ديماس" ومعناها الحفرة أو الشيىء المطمور والمخفي أو الغرفة المظلمة ، وقد أدخلتها ووظفتها بشكل صحيح وتقني فتعطي للبيت وللجملة الشعرية بعدا جماليا ولفظيا وبلاغيا أسمى .   تقول في القصيدة :

(حُسْنُ اَكتمالُ الوجهِ من أقباسِ           يَا   رقّةً      جَذَّابَةَ      اَلْإِحْسَاسِ

دَرْبُ اَلْمَخَاضِ بجَوْفِهَا مِتْرَاسٌ             بَيْنَ اَلضُّلُوعِ طَرَائِق اَلدِّيمَاس ِ )

ولها في هذا الديوان العديد من القصائد الوطنية الرائعة ، مثل " قصيدة في رثاء الشهيدة "شيرين أبو عاقلة " ... وقصائد أخرى لمنطقة النقب المهددة بالمصادرة و لفريق كرة القدم المغربي الذي شارك في المونديال وغيرها من القصائد .       وأمثلة على ذلك تقول في رئاء الشهيدة شيرين أبوعاقلة والقصيدة على وزن مجزوء الكامل :

( تلكَ الشرين العادية       طرق النضالِ القاسية

في عينها نجم ْ علا     حقُّ   الشّهادةِ  سارية ) .

وتقولُ في قصيدة نظمتها للنقب ونضال أهله ضدّ سياسة مصادرة الأراضي والتهجير :

عصي القهر يا نقبي         بك الامجاد كاللهب

 

فذاك السلب مستعر           فحدّ السيف كالشهب

 

وأقدم نموذجا أخرمن شعرها الوطني - قصيدة مهداة للمغرب العربي :

( يا أُسُودًا في الصّحاري           نصرُكم مجدُ المَعالي

 

مَغربٌ عُرْبِيْ وشَعْبِيْ             سيفُها والنَّصْلُ عالي

 

لا تُبالي مِن رياحٍ               لا ولا عصفِ الأعادي

 

فوزُكم شمسُ الصّباحِ           عانقتْ طُلْسَ الجِبال )

وقصائدُها الوطنية جميلة جدا وصداقة ومعظمها يشوبُها الطابعُ الحماسي ..والبعض من القصائد الوطنية هي كأناشيد وملائمة جدا أن تلحن وتغنّى وتنشد في المناسبات الشعبية والوطنية .   وتذكرنا بقصيدة " "موطني"   للشاعر الكبير ابراهيم طوقان التي ذاع صيتها في كلِّ مكان وتردد على ألسنة الجميع .

وأما قصائدها الغزلية ففيها سحرٌ ونكهة وأريج خاص ومميز، وفيها الجمال والسلاسة والإنسياب الموسيقي والرومانسية الحالمة ، وفيها أيضا المعاني العميقة والفلسفية والشطحات الصوفية ويترعها الجانب الإنساني ،ونستشفُّ منها الحبَّ العذري العفيف والبراءة والشفافية والمثالية وجمال وعذوبة الألفاظ وروعة المعاني وسحرها ..ونجد فيها الرموز والإيحاءات والاستعارات البلاغية الجديدة والمعاني العميقة والتوظيفات الدلالية .

وفي قصائدها الحديثة المتحررة من الطابع الكلاسيكي وروتين القوافي نجد أيضا كلَّ عناصر الإبداع مجتمعة ، بيد أن قصائدها الحديثة موغلة بالغموض والرموز والتوظيفات الدلالية أكثرمن القصائد الكلاسيكية والمعاني فيها أعمق وأشمل ..ربما لأن القصائد الحديثة لا يوجد فيها تقيد بوزن وقافية فتكتب الشاعرةُ بسهولة وتلقائيّة وانسياب أوسع ، وتركز أكثر على المعاني والفحوى والعمق في المواضيع .

وفي جميع كتاباتها الكلاسيكية والحديثة هي شاعرة مطبوعة ..أي خلقت شاعرة وعندها الموهبة الربانية المميزة من الفطرة ...ولهذا فهي مبدعة ومتألقة وتنطلقُ وتنبثقُ معظمُ كتاباتها بعفويَّة وبديهية وتلقائية كأشعة الشمس التي تتهادى وتنير كلَّ شيىء أمامها .

بعض الأمثلة من شعرها الغزلي :

( أنصف العدلَ و جافي           في كؤوسٍ من حنين

كم نظمتُ الحبَّ طوعًا         في بحورٍ من لَجين

وجرعت ُالصبر َكأسًا          دافقا في كل ّحين )

وتقول أيضا :

( بَيْنَ أهْدَابِ اَلْحَبِيبِ              كَوْكَبٌ ضَاءَ اَلْمَزَايَا

 

تِلْكَ أَعْرَاسُ اَلرَّبِيعِ             داعبَ القنديلُ نَايا )

ونجد في شعرها ، وخاصة في قصائدها الحديثة بعض التوظيفات الدلاليَّة المستمدَّة من التاريخ والتراث والكتب المقدسة ، مثل:

( لَا مَحَال

رَائِحَةُ اَلزَّعْتَرِ

وَحِجَارَةُ اَلْأُمَوِيِّينَ

وَالْفَاطِمِيِّينَ

تَنْطِقُ بِعَبَقِ اَلزَّيْزَفُونِ …

فَهْم عَابِرُونَ فِي زَمَنِ اَلْغَائِبِينَ ….!!!

فلنا الماضي

ولنا الحاضر

عائدون عائدونَ عائدون

ما دامَ

التّاريخُ محفورًا

بنصرِ صلاح ِالدّين …..)

وتقول أيضا:  

(وبلّلَ مَبسَمَها

العِشقُ

معَ الأفلاكِ

وتاهَ في نُورِ

الفَجرِ

فتنفَّسَ من

صَدرِ مَداهْ

الهُدهدُ تُحلّقُ

للوعدِ الأصدقِ

ومُلكُ سليمانَ

آزرَها

في الحُلْمِ

غَنّاهْ      )   .

وأخيرا وليس آخرا : إن هذه المقالة هي مقدمة مختصرة لديوان شعر وليست دراسة نقدية مطولة ، ولهذا لا أريد الإطالة.. وأريد القول : إنَّ هذا الديوان على مستوى عال وراق وَيُعدُّ من الإصدارات الشعرية الراقية والمُميَّزة على الصعيد المحلي بعد أن غصت وامتلأت الساحةُ الأدبية والثقافية المحلية بالكثير من الإصدارات الشعرية والأدبية التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب . فنهنىء الشاعرة والكاتبة القديرة والمبدعة سامية شاهين ياسين على هذا الإصدارالقيِّم والمميز ونحن دائما في انتظار أعمال واصدارات أخرى جديدة إبداعية لها في الوقت القريب .

cssgs1073.jpg

صدرت رواية "الوبش" للروائي والكاتب الفلسطيني المقدسي جميل السلحوت عام 2024 عن دار كل شيء في حيفا، وهي الجزء الثاني من رواية الليلة الأولى التي صدرت عن الدار نفسها سنة 2023، وجاءت الرواية في 180 صفحة من القطع المتوسط، واتسمت كسابقتها بمعالجة قضايا اجتماعية بحتة، فكما حاربت في جزئها الأول الشعوذة عادت في هذا الجزء؛ لتطمئن المكلومين والمقهورين بأن القدر له كلمته وأن الجهل والظلم طريقهما قصير، وأنه على الباغي تدور الدوائر، وأن النار تحرق بعضها، والعديد من الرسائل البائنة الناقدة لطبقة مجتمعية اختارت الجهل ستارا لتخلفها عن ركب المنطق، والعلم، لطبقة أسدلت ستار الجهل والظلمات لتواري ضعفها حيال كل أمر لا تفهمه فألصقته بالغيبيات.

الغلاف: حمل الغلاف صورة تعبيرية لامرأة تغرق عارية، واتشح الغلاف بجزئيه الأمامي والخلفي باللون الأزرق، وقد صممه شربل إلياس.     

ويوحي اللون الأزرق بالبحر، الذي يحتوي في باطنه على حياة بأسرها، فيها الكائنات الوديعة، وفيها الجواهر الثمينة النفيسة، وفيها الكائنات المفترسة، في إشارة منه إلى أن أي بقعة ضوء على أي مجتمع لا تمثله بكل طبقاته وطياته، إنما هو تشريح مقطعي لفئة من فئاته ونوعية من قاطنيه، ومثلما توجد هذه الفئة توجد فئة تحارب الجهل والتخلف والشعوذة والخرافة، وتحكم العقل والمنطق في علاج مشكلاتها.

العنوان: اختار الكاتب لروايته عنوان " الوبش"، وهو عنوان لافت للنظر، والوبش معجميا: واحد من الأوباش من الناس، وهم الأخلاط والسفلة.[1]

وهو من سفالة الناس وأراذلهم، ووبش الكلام: رديئه، " لا تكرر وبش الكلام الذي سمعته منك".

ولا بد أن الكاتب أراد بهذا العنوان الإشارة إلى تلك الفئة من الناس التي تفسد حياة الآخرين ومجتمعاتنا بسفالتها وانحطاطها ورداءة سلوكها، مثل " أبو ربيع" المشعوذ الذي يصف نفسه بالعالم الروحاني، رغم أنه يعتمد النصب والاحتيال في تعامله مع من يصدقون قدراته في حل مشاكلهم الحياتية والاجتماعية والروحية والزوجية..

ويقصد كذلك عدنان الجحش الذي غذّي بالحرام وغذّى أبناءه وعياله منه، وبقي مصرا على الحرام إلى آخر مشهد له في الرواية، وقد كشفت الرواية على استعداده لعمل أيّ شيء مشين وحقير بمقابل مادي، أو للاستمرار في الحصول على الأموال بدون جهد، فمن العمل الليلي في فراش الحاجة مبروكة بمقابل مادي إلى الابتزاز المادي ل"أبو ربيع".

العناوين الفرعية في بداية كل فصل:

جاءت العنوان الفرعية مرة تحمل دلالة مكان الحدث ( في البستان، في المحكمة الشرعية، إلى المحكمة الشرعية المحكمة، في البيت) ، أو اسم الشخصية التي تدورحولها الأحداث، ( عدنان الجحش، ليلى ، غادة، أبو ربيع) أو عن الحدث نفسه( مخاوف، ضياع ، موانع، الواقعة، زواج، صدفة،متشابهون، ضياع ص112، البوح الممنوع، مفاجأة،

كيوم ولدته أّمّه، صدفة، حّدّ السرّقة، تقبل الله الّطاعات، التجارة، البلاد طلبت أهلها، دون تخطيط.

الوصف/ لجأ الكاتب السلحوت إلى الوصف غالبا في بداية المشاهد الروائية، وتنوع الوصف لديه بين الخارجي المكاني ( كما في وصفه بيت الطواشي موسى والبستان .. والخارجي المرتبط بالحدث مثل تحركات الشخصيات وتنقلها من مكان لمكان، ممّا ساعد في بنائية الحدث، ووظف الوصف الداخلي المونولوجي الذي ينقل مشاعر الشخصيات وهواجسها مثل هواجس أبي ربيع وخوفه نتيجة اختفاء الحاجة مبروكة، ووصف مظهره الخارجي قبل التحول في المظهر ص47.

" فقد اعتادت أن تراه يرتدي ثوبا، يطلق لحيته؛ لتسرح على صدره وبطنه كيفما تشاء، يحلق شاربيه، شعر رأسه ينسدل على كتفيه، ينتعل صندلا، وجهه حنطي يميل إلى البياض، عيناه زرقاوان، أنفه مستقيم يغلب عليه اللون الأحمر، تتتساقط عنه قشور كثوب الأفعى، أسنانه فرقاء، تكسوها طبقة صفراء منّفرة، تترسب على شدقيه إفرازات بيضاء، فيبدو فمه كأفواه فراخ الطيور الصغيرة.." غير أنه وصفه بعدم الاهتمام بنظافته الشخصية ويحمل عصا غليظة، وكان في هذه الصورة المرسومة من الكاتب كمن يمثل الشيطان على الأرض، وقد حرص الكاتب على رسم هذه الصورة الوصفية المنفرة؛ لينفر القارئ من هذه الشخصية المشعوذة، التي تمتهن النصب على مشاعر الناس السلبية، وتتاجر بآلامها وآمالها، استكمالا لدوره بمحاربة الخرافة التي تسيطر على المجتمعات الشرقية، والتي بدأها في الجزء الأول من الرواية (الليلة الأولى).

القضايا الاجتماعية التي عالجتها الرواية

الطلاق بدعوى تفريق لغياب الزوج

المطلقة وحالها في مجتمع ( يسلب المرأة إنسانيتها) على حد تعبير إحدى الشخصيات غادة، والحالة النفسية التي تنتابها عقب الطلاق.

1-           نظرة المجتمع لبعض المشعوذين بأنهم علماء أجلاء.

2-           أثر المال الحرام على الإنسان (عدنان الجحش).

3-           رمزية سلوك الحيوان في الدلالة على طبيعة البشرية، مثل الغراب الذي هجم على أفراخ الحمام ودفاع الحمامة عنها، والأفعى التي انقضت على جندب وابتلعته دلالة على رمزية المرأة الماكرة الكاذبة المتلونة مثل غادة التي بدأت حياتها بكذبة مع المشعوذ أبي ربيع، وما زالت تخطط وتكذب لتتزوج ابن السلمان.

4-           عالجت الرواية تعامل الناس مع الفتاوى الشرعية وطرحهم لأسئلة حولها، وذلك حين تقدم سعيد لخطبة ليلى وهي فيي شهور العدة، وكان أخوها عمر بمثابة العقل الواعي في الجزء السابق وها هو يلعب دور -/صوت الحق الذي ينقل الحكم الشرعي وينقل وجوب الالتزام به، حتى لو لم يستطع إقناع الآخرين به.

5-           وكذلك حاربت الرواية قضية تغليب العادات والتقاليد على الفتاوى الشرعية، فالحداد في الشرع لا يكون أكثر من ثلاثة أيام، وفي العادة أربعين يوما على حد تعبير (أبو أحمد) ص69 فيرد عليه الإمام : الأربعون هي عادة وليست عبادة

6-           عالجت الرواية اهتمام المجتمع الفلسطيني بالمسنين ورعايتهم، فـ"وداد" ترعى جدتها صفية ورعاية ابتنها زوادة لها وكنتها سعاد وهي طالبة مدرسة مما يدل على التكافل الاجتماعي

7-           شجعت الرواية على زراعة الأرض وأثنت على علاقة الفلسطيني بأرضه وتفانيه في زراعتها، فغادة بنت زوادة تعمل في الأرض بلا كلل أو ملل، وأثنت أيضا على عمل المرأة في المجتمع ونفعها لأهلها ومجتمعها ووطنها، وكانت غادة نموذجا لهذه الصورة المشرقة للمرأة بوصفها: أبو البنات نام شبعان وأبو الأولاد نام جوعان، وهذه غادة جمل المحامل، فهي تحمل على كاهلها عبء العمل في الأرض، ومردودها هو الدخل الوحيد للأسرة "ص50."

8-           عالجت الرواية كذلك عدم تزويج البنات إلى غرباء للاستفادة من جهودهن في دعم الأسرة في الدخل المادي وخطورة هذا الأمر على النساء وعفتهن، وكذلك خطورة عدم تزويج الفتاة ممن ترتضيه زوجا لها. ص52.

9-           عالجت الرواية العلاقات الجنسية غير الجادة قبل الزواج وعواقبها، وذلك في قصة جمانة وفهد المسعود وهما شخصيتان ثانويتان في القصة يعيشان في القرية أدى تلاعبه بها إلى زواجها بآخر وافتضاح أمرها ليلة الدخلة. ص54

10-      تظهر صورة المرأة في الرواية قوية، تناقش زوجها وتفرض إرادتها على قراراته أحيانا، وقد تجلى ذلك في موقف أم غادة " زوادة" التي فرضت رأيها أخيرا على زوجها (أبو أحمد) بأن يستقبل موسى عريسا لها، وكذلك أم سعيد استطاعت تغيير رأي "أبو سعيد" بجعله يذهب لطلبتها عشية انتهاء عدتها وعدم التمهل عن ذلك ص78

11-      عالجت الرواية كذلك نظرة الرجل الشرقي للمرأة التي تسلمه جسدها قبل الزواج، وانعكاس ذلك عليها حتى لو تزوجته، وذلك من خلال ندم سميح على الاختلاء بغادة بعدما تزوجها وضعت وليدها ووصفه بابن فراش.

الشخصيات النامية

مما لا شك فيه أن نمو الشخصيات الرئيسة في العمل الروائي في جزئه الثاني مطلب ملح، بالتظافر مع نمو الأحداث بالضرورة، ومن الشخصيات التي حدث لها تطور ونماء: 1- شخصية "أبو ربيع": حيث تبدلت أحواله بعد اختفاء الحاجة مبروكة، وبسبب خوفه من أن يفتضح علاقته الحميمة بها حاول الاختفاء عن أنظار الناس بطمس ملامح شكله، فغير مظهره الذي كان يوحي بمشيخته وروحانيته، والذي كان يلزمه في التسويق لشعوذته، غيره إلى رجل حليق الشعر والذقن، ويرتدي سروالا وقميصا، محاولا التنكر لهويته ودوره واعتزال العمل في الشعوذة:" وهو على قناعة بأ ّن تغيير شكله وملابسه الجديدة بمثابة طاقّية الخفاء التي سيتسترّ خلفها دون أن يعرفه أحد" ص76-77.

وعندما سافر إلى الحج كي ينسي الناس تاريخه في النصب والاحتيال، وكي لا يصدقوا عنه أي فضيحة قد يفشي بها عدنان الجحش عنه، تبدلت أحواله بعدما أقيم عليه حد السرقة، جراء سرقته محفظة حاج مسن، وقد توفي بعد وصوله من الحج بعد سيرة غير محمودة لدى الناس.

2- الحاجة مبروكة وكذلك تعد شخصية نامية، حيث تبدلت أحوالها، فتابت وتزوجت وأنجبت وحجت إلى بيت الله الحرام.

الزمكانية

المكان: لم يحدّد الكاتب في هذا الرّواية وفي جزئها الأوّل مكانا لها، لأنّ أحداثها تنطبق على المجتمعات العربيّة كافّة، ويلاحظ أنّ الكاتب ركّز على بيئة الريف في قصّه، وفي الريف  دارت الأحداث وتنقلت الشخصيات بين بيوتها وبيوت أقاربها، ودارت الكثير من الأحداث في البساتين التي تملكها الشخصيات وتعمل بها، وقد استفاض الكاتب في وصف أشجارها وثمارها؛ ليشكل لوحة ريفية كخلفية للمكان.

ومن هذه الأحداث التي دارت في البساتين لقاءات غادة وسميح في بستانهم ومباغتة والدتها زوادة لها، وكذلك بستان أبو موسى الذي قدم إليه ضيف غريب برسالة من ابنه موسى في الغربة، يطمئنه على أحواله وأحوال أبنائه بعد تسع سنوات من رحيله وهروبه المفاجئ.ص127.

الزّمان: امتدت الأحداث في هذا الجزء إلى تسع سنوات، كانت السنة الأولى تستحوذ على الجزء الأكبر من الرواية، حتى فاجأ الكاتب القارئ بتقدم الزمن ص127 ومرور تسع سنوات، وتحول الأحداث كليا فيما بعد، فالأحداث تتغير بتغير الزمن وتقدمه. مع التّأكيد أنّ الكاتب لم يحصر أحداث الرّواية في جيل بعينه، فالأحداث حصلت ولا تزال تحصل عبر أجيال متعاقبة.

الأحداث: تحولت الأحداث كليا بتغير مسار الشخصيات ومصائرها، وتكمن أهمية هذا التحول في صناعة الحدث في إكساب هذا الجزء أهميته، والتحول في شخصية موسى من شخصية مضطهدة في مجتمعه إلى شخصية ناجحة اقتصاديا وأسريا وعاطفيا في مجتمع آخر، فيها رسالة قوية للثورة على معايير المجتمع، التي تؤطر قيمة الشخص في قوالب جاهزة، وتضعه في دفاع واستماتة مستمرة ليكون داخل النسق العام.

أمّا التحول في شخصية "أبو ربيع" ففيها رسالة وعظة لكل الأشرار والمحتالين، بأن الشر يأكل بعضه، ولم تكن الرواية ستعطي هذه الرسائل لو اكتفت بقصة الحاجة مبروكة ومصيرها الذي قام على ردع خارجي، لأن هذا الجزء قدم للعقوبات بحق الأشرار من صنع أنفسهم، فمهما نجح المحتالون في إخفاء أنفسهم واستغلال نقاط ضعف المجتمع القائم على الخوف من المجهول والغيبيات والخوف من الفضائح لصالحهم، فسيأتي يوم ويكونون هم أعداء أنفسهم وسيلدغون أنفسهم كأفعى أصابها الجنون، فلدغت نفسها، وسيتعاملون مع الأشرار من طبقتهم مثل النار التي تأكل بعضها، فلا تبقي ولا تذر، وهذه رسالة عميقة تطمئن كل مظلوم وكل مستضعف في المجتمع، وخصوصا مصير" أبو ربيع" عندما أقيم عليه حد السرقة بقطع يده في مكة المكرمة.

امتازت الرواية بحيوية الأحداث بتنوع الشخصيات وتنوع مصائرها، فبين ليلى وغادة و"أبو ربيع "وعدنان الجحش والحاجة مبروكة تتنقل الرواية بسلاسة، وتزود القارئ بالمزيد من الأحداث، التي تستجد معها فيرفد القارئ بالتشويق الذي يلزمه لمتابعة العمل، وهو ما افتقدته الكثير من الروايات في العصر الحديث، حيث تحاول الأخيرة التركيز على الصورة الجمالية واللغة الشعرية واستنطاق الحجر والشجر والجمادات على حساب استنطاق الأرواح التي تصنع الواقع، وتشكل المجتمعات وتحدد علاقتها بالكائنات والجمادات، فالفن الروائي قصة طويلة أوّلا وقبل كل شيء، يهدف إلى المتعة والتسلية، وفيه رسالة وينقل صورة عن الزمان والمكان، الذي يحدث فيه الحكي، وإن لم تتوافر القصة فقد هذا العمل رونقه على حساب فن جديد يتشكل بين الشعر والنثر، وقد حافظ السلحوت في مسيرته الروائية على هذا النوع القصصي الطويل، ملتزما بعدة قصص متداخلة في العمل الواحد يغلب عليها الطابع الاجتماعي المحلي موظفا فيها ما تيسر له من الموروث الشعبي الفلسطيني، بكافة أشكاله من مثل وأقوال مأثورة وحكم وأغان شعبية وعادات وتقاليد وموروث ديني.

التراث الشعبي: روايات السلحوت مرجعية تراثية احتوت على العديد من القصص المجتمعية، التي شكلت المجتمع الفلسطيني في ماضيه وحاضره، متخيلة كانت أم حقيقية، إلا أنها كانت واقعية، فرسم لنفسه خط سير الرواية الاجتماعية الواقعية.

وليس على مستوى القص بل على مستوى التراث الشعبي كانت كمعجم ضخم احتوى على العديد من الأمثال الشعبية والأقوال، التي تمثل اللهجة الفلسطينية والأغاني الشعبية والزغاريد والتحانين.

وقد حاولت هنا في دراستي المتواضعة هذه أن أحصر هذا التراث الشعبي في هذه الرواية؛ لتكون رواياته مرجعا لكل المهتمين بالأدب الشعبي والتراث الإنساني الفلسطيني الذي يدحض بأصالته الرواية الصهيونية ويكذبها.

أولا: الأمثال:

لتبك كل الأمهات ولا تبكي أمي«

"سقى الله على أّيّام العزوبية والفضايح«

يا غبرا يا مدهية حطيت اللي فيك فيي

المكتوب على الجبنين  بتشوفه العنين«،

»نّص الألف خمسميه

اللي ينزل من السما بتتلقاه الارض

اللي يعرف بعرف واللي ما بعرف بقول العدس بالكف

تضرب أخماسا في أسداس

لعب الفار بعبه

النفس أمارة بالسوء

فضيحة بحناحن واجراس

اللي بيته من قزاز ما براجم حجار على بيوت الناس

علي وعلى اعدائي

صار للخرا مره ويحلف عليها بالطلاق

علمناهم الشحدة سبقونا على الابواب

بكرة بذوب الثلج وببان المرج

 يا خبر بمصاري ببكرة بصل ببلاش

رافق السبع لو باكلك

السلاح بيد النذل يجرح

العزوبية ولا الجيزة الردية

رب ضارة نافعة

شر البلية ما يضحك

البنات أكثر من الهم عالقلب

خذ بنت الأصول ولو يدها تسخم الحيط

تنشوف الصبي منصلي عالنبي

لا أزيد الملح إلا ملاح

المكتوب على الجبين تشوفه العين

استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان

رضينا بالهم والهم ما رضي فينا

أبو البنات نام شبعان وأبو الأولاد نام جوعان

ابن العم بطيح عن ظهر الفرس

اللي في بطنه عظام بتقرقع

عين الحرّ ميزان

يخلق من الشبه أربعين

مكسور رقبته عليها

بصلتها محروقة

الظلمة ما أجت على قد ايد الحرامي

ما بجيبها إلا نسوانها

"البنات مثل ُخّبيزة المزابل" يكبرن سريعا

علمناهم الشحدة سبقونا على الأبواب

ذهبت الّسكره وجاءت الفكره

على مية جّد بتجيب ثور اْبْرق

اللي معه فلوسه بنت  السلطان عروسه

مثل قفة الهّم لا بتنعى ولا بتسكت ابن النعاية

كلمة ليت ما بتعمر بيت

القرد في عنين امّه غزال

ما أغلى من الولد إلا وَلد الولد

ذنب الكلب أعوج دائما.

كل واحد ذنبه على جنبه

اللي بتقتله إيديه ما حدا ببكي عليه.

على نفسها جنت براقش

الطبع غلب الّتطبع

اللي على راسه بطحه بحسس عليها.

نص الألف خمسميه.

صباح الفار ولا صباح الجار

مثل القطط بسبعة أرواح

اللي ما معه قرش ما بسوى قرش

ثانيا: الأقوال المأثورة التي استحضرتها الشخصيات

استحضرت زوادة قول القدماء: سألوا مين أشرف النساء؟ فقالوا: بعد الأنثى عن الرجل ص51 وهذا يدل على ايمان الشخصية بخطورة الاختلاط بين الجنسين في المجتمع، حيث أدى اختلاط ابنتها بسميح إلى خلوة غير شرعية.

العرض ما بنحمى بالسيف ص56

قول أبي أحمد رافضا عقد زواج ابنته في يوم دفن حماته: صدق من قال: ناس في عزاه وناس في هناه ص69

في السرعة الندامة وفي التأني السلامة ص78

بنات الشرق للغرب وبنات الغرب للشرق ص79

قول أبو ربيع: الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ص94

«الِعِرق دّساس" ص109

«الموت مع الجماعة فرج ص139

"ياما في الّسجن مظاليم"! ص140

"رّبّنا يمهل ولا يهمل"

 و"الميت لا تجوز عليه إلا الّرحمة"ص 157

"شاوروهن واخلفوا شورهن"ص160

ثالثا: التّمائم

وهي تتمتم: ص123

"حّوطتك بالله من عيني وعيون خلق الله

من دا ْر لك باله يشغل باله في حاله

كرشته غطا عينيه مانيش أقدر من رّبّي عليه"

رابعا: الأغاني الشّعبيّة

 مثل الأغنية الشّعبية التي تردّدها النساء الأرامل والمطلّقات.

بختي ردي وفقوستي مرة

وللي جرى لي ما جرى لحرة

وغّنت النساء: ص101

يخلف عليكم كّثر الله خيركم

لفينا البلد ما لقينا غيركم

يخلف عليكم كّثر الله خيركم

ماعاد نناسب من الّنسب غيركم

ليله سعيده والقمر يتعّلل

 كّله عشانك يا سعيد ِتْدّلل

ليله سعيده والقمر هلال

ليله سعيده والقمر هلال

كّله عشانك يا سعيد يا غالي

ربيحة وهي تغّني ص101-102

يا امّ سعيد الله يتّمم عليِك

يا أّمّ سعيد يتّمم عليِك

يا مسعده والسعد حواليِك

يا مسعده والسعد بني ايد ِيِك

قولوا لفاطمه تفرح وتتهنى

ترّش الوسايد بالعطر والحنّا

قولوا لفاطمه تا تحّني ايديها

تْعِزْم حبايبها وتعمل اللي عليها

يا اّمّ السعيد الله يتّْم عليك

يا امّ سعيد يتّْم عليك

عندما اقتربوا من بيت العريس تجمهر الشباب يدبكون

وممّا غنّوه: ص102

عريسنا شيخ الشباب

شيخ الشباب عريسنا

عريسنا ضمّة ورد

 ضّمة ورد عريسنا

عريسنا ما ابدعه

مثل القمر مطلعه

عريسنا زين الرّجال

زين الرّجال عريسنا

خامسا: الزّغاريد

منها ما هو للخطبة ومنها ما هو للزواج مثل:

هاهت أّم سعيد: ص82 ص83

أويهـا جيت أغني وقبلـــي مــا حـدا غّن

أويهـــا بقــــاع وادي فيــــه الطيــــــر بيستنّــى

أويهـــا وريتـــك يـــا سعيد بهــالعـــروس تتهنـــا

أويهـــا وتظــــل ســـالـــم ويظـــل الفــرح عّنا

أتبعتها زوادة وربيحة زغرودتنين، وهاهت ربيحة:

أويهــــا ارفـــع عينـك يا سعيد واقشعهـا

أويهــــا وكـل مـا قلتلـك كلمـه اسمعهـــا

أويهــــا وكـــل المال يّلي حطيتـــوا

أويهــــا مــا بيســــوى راس اصبعهــا

وهاهت زوادة

قائلة:

أويها يا ناس صلوا على محّمد

أويها حتى يلين الحديد

أويها وهاذا فرح مبارك

أويها ويطعموا لكل حبيب

فهاهت حماتها:ص100

أويها صلاة النبي على عروستنا

أويها زيّ القمر ضاوي حارتنا

أويها صلاة النبي على عروستنا

أويها احنا المزيونات والزّين عادتنا

وعادت أمّ سعيد تهاهي: ص101

أويها الطول طول النّاقه و الشعر مثل الليل

أويها يا نايمين الضحى انتبهوا بالليل

 أويها سعيد صاد الغزاله

 أطلقت زغرودة فرح وهاهت: ص103

آي ويا مرحبا يا اعزازي

آي ويا مية حمرا تزازي

آي وللي ما فرحت لسعيد

آي وتنكسر َكسر القزاِز

ومنها ما هو لاستقبال الحجاج مثل استقبال أمّ ربيع لزوجها عندما عاد من الحج وهاهت بأعلى صوتها:

هاي ويا سمسم برسمه

هاي ويا حلّ اليوم قسمه

هايي ويمّسيكم بالخير يا حجاجنا

آي ويا كل واحد باسمه

هيه ويا باب النّبي بنوره

هيه ويا نضوي يا ضوّ الشمعه

هيه ويا مسعد من زار محّمد

هيه ويا صلى صلاة الجمعه

وبعدها أطلقت زغرودتين متتاليتين.

ومنها ما هو لاستقبال العائد من السفر مثل ما هاهته أمّ موسى لدى عودته:

وهاي يا مرحبا يا اعزازي

وهاي يا مية حمرا تزازي

هاي وللي ما فرحت لعودة موسى

هاي وتنكسر كسر القزاِز

سادسا: الاستشهاد بالقرآن الكريم والفتوي الشّرعيّة والأحاديث النّبويّة

وهي لها حضور لافت في الرواية فهي حافلة بها، على لسان الشخصيات ولا مجال لإثباتها هنا، لكنها بالمجمل تجعل الرواية نافذة ثقافية وتوعوية دينية وتسجيلية للتراث الفلسطيني والأدب الفلسطيني.

كلمات محكية: احتوت الرواية على بعض الكلمات المحكية بشكل قليل جدا في السرد، منها ما جاء بدون علامة تنصيص مثل: البرندة، ومنها ما جاء بعلامة تنصيص مثل: »تربيزة«.

الحلّ والخاتمة: لقد أبدع الكاتب في نصه هذا " الوبش" في ضبط بوصلة الأدب الروائي نحو المتعة والإثارة والإفادة برسالة دينية ومجتمعية وتوعوية، أغلق فيه الجزء الأوّل وجعل الشخصيتين الرئيستين موسى وليلى في مواجهة قدرية أمام مدرسة القرية، في رسالة صارخة يدعو فيها القراء إلى الإيمان بالقسمة والنصيب وتقبل الطلاق كظاهرة مجتمعية تقدم حلولا لمشاكل مستعصية، وتفتح بارقة أمل لكل شاب وفتاة لم يوفقا في زواجهما.

المزيد من المقالات...