دعوة إلى الأمل

يبدِّدُ ليلَنا هذا الصباحُ

وبعد عنائنا تشفى الجراحُ

وإنْ يوما ً بنا ألمٌ تبدَّى

شديداً إننا القومٌ الصِحَاحُ

فلا يأسٌ دنا منا فنؤتى

ولا شمَمُ الأماجدِ مُستباحُ

وإن تعَبٌ أصاب الحرَّ فينا

يرى أن المواجعَ مُستراحُ

يرى سَمُّ الخياطِ بناظريه

 وإن ضاقتْ هي البيدُ الفِسَاحُ

وكمْ للحقِّ أجنحة ٌ شِدادٌ

فلا تحزن ّإذا انكسَرَ الجناحُ

ستبقي همَّة ُ الأحرار نارا ً

تضيءُ ولن يَضيعَ لهم كفاحُ

حدائقُ عزةٍ فيها التقينا

تتوقُ إلى مباهجها البطاحُ

لنا العزُّ المضمَّخ بالمعالي

ومَجْدُ الدهر ِ مطلوبٌ مباحُ

بنا سُفنُ الحياةِ لها مسيرٌ

ونحن شراعُها نحن الرِّياحُ

هي الغاياتُ نعشقها فيرقى

على صَدْر ِالفتى منها وشاحُ

هو المِلحُ الأجاجُ يعود نهراً

به يحلو لنا الماءُ القراحُ

هي القِيَمُ العليَّة ُ في هواها

حياة ٌ دونها الغِيدُ المِلاحُ

وأسمعُ رنة الشجعان فينا

هتافاً دونه الخطبُ الفِصاحُ

فأوقنُ أن بعد العسر يسراً

وأنَّ الضيقَ آخرُهُ بَرَاحُ

وإن عَبَسَ الظلامُ بوجهِ ليل ٍ

فحتما ًبَعْدَهُ يأتي الصباحُ

تضرَّعْ للإلهِ الحقِّ واصبرْ

فإن الصبرَ ترياقٌ متاحُ

وسوم: العدد 760