ارتعاشة

الحساني حسن عبد الله

أَرْعِشْ أصابعي فإن العمر صلب الساعدِ؟

سَلمتِ لي، يا غضباً على الوجود الراكد

على الرجال استسلموا، على الإباء الخامد

على جموع سفهت يوم رشاد الراشد

على تساوٍ ألحقَ السفلة بالأماجد

على تعزّينا بتذكار صلاحٍ بائد

***

قد كنتُ راجياً غدي،  فكاد لا يرجى غدي

أعاف كوباً في يدي، ناءت بحملها يدي

أن تتحدى جَلَدي توافه الشدائدِ

أن تعرف البكاء بعد مَقْته قصائدي

أن أسلم النفس على رغمي لعطفٍ باردِ

أن يستجيز رقدة الموتى طموحُ الماردِ

سلمت لي في حالكٍ مُشتجر المقاصد

عوناً على آتٍ يزيدُ فيه فقدُ الفاقدِ

سَلمتِ،  يا أبرَّ من والدةٍ ووالد

***

أعلمُ أنَّ نُفرتي من خدم المفاسدِ

ومن سدادٍ هو دعوى مُستريحٍ قاعدِ

ومن تشابُهٍ سرى في أعينٍ هوامدِ

ومن فتاوى ليس يُضنيها اجترارُ السائدِ

آدتكِ،  لكن ما احتيالي في فؤادٍ ساهدِ

وفي زمانٍ مُبهمٍ مُستكرهِ المواردِ

 لكنني ألمحُ ناراً في الظلامِ الصاعدِ

يَنأى بها وهنُ الرفاق عن عيونِ الرائدِ

حتى إذا ما شرد اللبُّ صحاً في الشارد

شيءٌ تحامتهُ دماءُ راكعٍ وساجدِ

وأنشبتهُ في عروقي ثورةً مواجدي

أُحسهُ أصلب من هذا البلاءِ الراصدِ

يَودُّ لو يوماً يُلاقي ألف ندٍ صامدِ

والقبسَ الواهنَ شمساً جمة الروافدِ

فارتقبي أصابعي، واحتملي، وجالدي

وسوم: العدد 773