بكاء الياسمين

عضو اتحاد كتاب سورية الأحرار 

نبكـيكِ ياقُدسُ  أم نبكـيكَ يايَمَـنُ        

أمِ الشـآمُ التي قد لَــفَّـهـا الكَـفَـــنُ 

أم نُضـرِمُ الـنَّارَ قَصـداً في مَنازلِـنا          

كـي لا يُدَنِّسَـها المُستعـمِـرُ الــدَّرِنُ 

أجواءُ حُزنٍ  ، وفيها الشامُ غارِقَةٌ        

لا تُكثِرِ الآاااهَ ، لا لَن يَنفعَ الشَجَنُ 

  

كَـتمـتُ أســرارَ حُبي ياشـآمُ فَـهل          

يُقــاوِمُ البَـوحُ ماقـد كـانَ يُؤتَمَـنُ

هيَ الأمـورُ بَدَت ماعـادَ يَحجُـبُـها        

مهما تَوارَت سَتُفشي سِرَّها المُزُنُ 

فَـثورةُ الشـامِ للأوغـــادِ كـاشِـفَـةٌ          

ويشـهـدُ اللهُ والإنسـانُ والـزَمَـــنُ 

قامـوسُ أجـوِبَةٍ مَـن شـاءَ يسألُني          

في خافقي وطَنٌ في جُعبَتي مُدُنُ

فَتُهتُ في البحرِ لا مِجدافَ يُسعِفُني    

والمـوجُ يعـلو وتطفوا فوقَهُ السُـفُـنُ 

حتى اليراعُ الذي قد كان يُؤنِسُني        

جَـفَّ المِــدادُ وغَطَّى عَينَهُ الجَفـِنُ 

ياشـاااااااامُ : 

ماأسـعَدَ العُشاقَ في نَظَري        

إذ يعشـقـونَ تُراباً واسمهُ الوَطَـنُ 

ياشـاااااااامُ : 

هَـل يَرتــوي العُـشّـاُقُ مِـن بَــرَدَى 

والله كـلُ شـــرابِ بَعــــدَهُ أسِـــنُ 

ياإدلبَ التينِ والـزيتونِ يابَلَـــدي 

ياثورةَ المجدِ قد لَمَّـت بها الفِـتَنُ

خانوكِ يابلــدةَ الأحرارِ وانسحبوا 

فَدُنِّسَ الحَقلُ والساحاتُ والسَكَنُ 

ياإدلـبَ العِـــزِّ ياخضـراءُ أينَ هُــمُ 

أبطالُكِ السُمرُ ، فالسَّاحاتُ تُحتَقَنُ 

أينَ الصناديدُ ، مَن يَغدو فيُخبِرُهُم 

عَن جَـرجَـنازَ وكيف اليومَ تُمتَحَنُ    

تـنـاوَبَت قـاذفـاتُ الشَّـرِّ تَقصـفُـها 

فأُحــرِقَ المــرجُ والأزهــارُ والفَنَنُ

في جَـرجـنازَ لهيبُ الـنارِ مُسـتَعِـرٌ 

وهَـل سَتَنفـعُ في إخـمـادهِ الهُـدَنُ 

لا والإلهِ الـذي حـاشـاهُ يخــذُلُــنـا

مافـازَ قــومٌ غَــزا أركـانَهُ الوَهَـــنُ 

فاستَنفَرَت إدلبُ الخَضراءُ غاضِبَةً

والكُـلُّ يَنفُـضُ عَن أجفـانهِ الوَسَنُ 

وصَابَحوا الفُرسَ والتاريخُ سَجَّلَها

أشلاؤهُـم بُعـثِرَت واستُهلِكَ البَدَنُ 

ثُوارُنا سَـطَّــروا لِلـعِـــزِّ مَـلحَـمَــــةً 

حَمراءَ تَفضَحُ مَن في أصلِهُ الخَوَنُ 

والكل يَكـذِبُ أنْ قَـد جـاءَ يَنصُرُنا 

مِنَ كُـلِ فَـجٍّ أتى مَن طَبعُـهُ عَـفِـنُ 

فالشــامُ يَحـرُسُـهُـا أبـنـاؤهـا وهُـمُ

عـنـدَ الشَـدائـدِ لاتَلـويهِـمُ المِـحَـنُ 

فرضـاً عليهِم وكـلٌ قالَ قولَـتَـهُ : 

لايُهمَلُ الفرضُ إن لم تُهمَلِ السُننُ 

ياجَـرجَـنازُ حَــمـاكِ اللهُ يابَـلَـــدي 

لو دَمَّروكِ سَيَحيَا باسمِكِ الوطَـنُ 

ويَنبتُ الوردُ من تحتِ الرُّكَامِ لـنا 

في كُـلِ زَنبَقَةٍ في ظِلِّـهـا سَـكَـــنُ 

وَيُشـرِقُ الصُـبحُ مَكـتوباً بِصَفحَتِهِ 

وَصفاً لِكُـلِ شَـهـيدٍ وَجـهُـهُ حَسَـنُ 

وترسِـلُ  الشمسُ أنغـامـاً مُـذَهَـبَـةً 

وتَطـهُــرُ الشَّــامُ والأنـبـارُ واليَمَـنُ

وسوم: العدد 776