الكبشان وأبو علي

محمد كفرجومي الخالدي

١-قد كنتُ في هذا الصباحِ بِشُرفَتي 

أرنو إلى أفُقِ الجمالِ بِقَريَتي..

٢-لكنَّني فوجئتُ : هذا جارُنا

  هُوَ حامِلٌ  بِيَدَيهِ كأسَ المتَّةٍ..

٣-ويمصُّ منها راشفاً بشراهةٍ

  لكأنَّها  فحوى رَحيقِ الجنةِ !!

٤- وأمامَهُ أغنامُه،ُ بسعادةٍ

  خرجت من الإصطبلِ للحُرِّيَّةِ!!

٥-إذ إنَّني فوجئتُ ثانيةً وإذ

كبشانِ ما بينَ النِّعاجِ بِحدَّةِ!!

٦-وأبو عليٍّ جارُنا ماهمَّهُ

  إمَّا هُما يتناطحانِ بشدَّةٍ !!

٧-يرنو إلى هذا العراكِ مراقباً

  من دونِ أيِّ تَدَخُّلٍ في هُدنَةِ!!

٨-ورأيتُهُ مُتَبَسِّماً مُستَبشِراً

  مُستمتِعاً، تبًّا لتلكَ  المُتعَةِ !! 

٩-وتجمَّعَ الناسُ الَّذين رأوهُما

  كي يشهدوا هذا العِراكَ بِبَهْجَةِ!!

١٠-ناديتُهُ مُستَعطِفاً: ياجارَنا

  أوقِف قِتالاً دَارَ  بينَ الأُخوةِ !!

١١-هذا حرامٌ صارِخٌ، أوقِفهُما

  سالت دماؤهُما، فهل مِن رَحمة؟!

١٢- قد آذَيا نفسيهما بتعارُكٍ

  لهما قرونٌ مثلُ  رأسِ الحربَةِ !!

١٣-فأجابني ببُرودةٍ : بل دعهُما

  يتناطحانِ  لِيشعرا  بالنَّشوَةِ !!

١٤-بالأمس للجزَّارِ بِعتُهُما،  ألا

  ما عادَ لي بهما مصالِحُ ثروَةِ !!

١٥- إنِّي حَوَيتُهُما لبضعةِ أشهرٍ

  كي تحملَ الغَنَماتُ بالذُّرِّيَّةِ !!  

              

١٦-فليذهبا للذّبحِ بعدَ تناطُحٍ

  هذا مصيرُهُما بآخرِ جولَةِ !!  

١٧-وبعيد حين أقبل الجزارُ في

  سيارةٍ، ربطَ الكباشَ بحبلَةِ!!

١٨-ومضى يجرُّهُما بعنفٍ ناظراً

  نحو النِّعاجِ مُلَوِّحاً بِالمُديَةِ!!

١٩- وأبو عليٍّ جارُنا مستمتعٌ 

    مازالَ مُنهَمِكاً بِكأْسِ الْمَتَّةِ!!  

    

(للقصيدة بقية)...

وسوم: العدد 776