أَأُخبرُكُم أحِبَّةُ: مَن وسيمُ؟! = صَبِيّّ ناحلٌ حُلوٌ هضيمُ..
صبيٌّ ما تجاوزَ سِنَّ عشرٍ= شريدٌ في الشوارعِ إذ يُقيمُ..
قضى أبواهُ من قصفٍ فأمسى= يتيماً، صارَ في البلوى يهيمُ..
  أيا بابا و ياماما يُنادي= ولكن.. أينَ باءٌ.. أينَ ميمُ؟! 
 على أرض الرَّصيفِ غدا وحيداً= فلا قلبٌ تلقَّفَهُ رحيمُ.. 
 حياةُ الطِّفلِ صارت في يبابٍ: = نهارٌ أسودٌ.. ليلٌ بهيمُ ..
 وجوعٌ ظالِمٌ .. بردٌ شديدٌ= وليسَ عليهِ مِن بُؤسٍ هُدومُ.. 
 سوى ثوبٍ قديمٍ ذي شُقوقٍ= وما أدراكَ ما الثَّوْبُ القديمُ؟!
  وفي رجليهِ بعضٌ من حِذاءٍ= حذ اءَ أبيهِ ينتَعِلُ اليتيمُ !!
 وراح الطِّفلُ يبحثُ في الزَّوايا= لكي يقتاتَ أو هُوَ قَد يصومُ..
 عَنِ الفَضَلاتِ عَن كِسراتِ خُبزٍ= رماها من لهم يجري النَّعيمُ!!
 رَمَوْها في القُمامَةِ بَعدَ مَلْءٍ= كُروشاً شانَها الحِسُّ العقيمُ.. 
بهذا اليومِ قد وجدوهُ ميتاً= مُسجَّى إذْ يُداعِبُهُ النسيمُ..
 على أرضِ الرَّصيفِ قضى بِهَمٍّ= ولكن بعد ذلكَ لا هُمومُ !!
  وسيمٌ قد مضى لديارِ حَقٍّ= ولكن كمْ كَمِثلِكَ ياوسيمُ؟!