اشـهـد يــازمــن

الـمَـوْتُ بـالـمجَّـان والـوطـنُ      

والـحـقـلُ لـلـفُـجَّــار يُــرتـهَـنُ

والبائعون النسغ من دمنا

ما همهم في الصفقة الثمن  

والعَـرضُ ســارٍ في مَـبـاذلـه      

مـادام فـيـنـا يَــنـخُـرُ الـعـفَــنُ

ما عـادَ شيْءٌ مـن كـرامـتـنـا      

يُـبـكَـى عـلـيـهِ حـيـن يَـنــدفِـنُ

مـاتـتْ زهـورٌ في مَـرابـعـنـا      

كـنَّـا بـهـا نـــزهـو ونُـفــتَـتـنُ

والـمَحـلُ مُـمــتــدٌّ إلى غـدنـا      

مـذ غادرت مـيـنـاءَنـا السُّفُـنُ

هـبَّـت سَمـومًا ريحُنا وغـدتْ      

مـن لــفـحِهـا تـسَّاقَـطُ الـمُـدنُ

والـلَّـيْـلُ غـشَّـانـا عـلى وَهَـنٍ      

وقـد دهـانـا الـهَــمُّ والـحَــزَنُ 

فـلـم تـعُـد في سِــفْــرنـا قِـيَـمٌ      

ولـم تُــراود دمـعَــنـا الــدِّمَـنُ

تـسـلَّـقَ الأعـــداءُ دَوْحَـــتـنـا      

بـتْـنـا بـعـيْـش الــذُّلِّ نُـمـتَحَـنُ  

وكـلُّـهـمْ يـقــتـات مـن دمِــنـا      

كــأنَّـه لــلـشَّــرب يُـخــتَــزَنُ

وكـلُّـهــمْ يَـغـــتـالُ عِـــزَّتـنـا      

وقـد تسـاوى الـسِّـرُّ والـعـلَـنُ

أيْن الخِـصالُ الغـرُّ ننسجـهـا      

كـانـتْ لـنـا مـذ أوْرَق الـفَـنَـنُ

أيْن الجيادُ الضَّابحاتُ ضُحًى      

ويَـمـتـطيـها الـفارسُ الـفـطِـنُ

وأيْـن سـيْـفُ الله يُـســرِجُـهـا      

وفـي ســـبـيــل الله تُــرتـهَــنُ 

والــرَّايـةُ الــشَّـمَّـاءُ خــافـقـةٌ      

فـي ظـلِّـها الإيـمـانُ والسَّـكَـنُ 

أيْــن الأذانُ الـرُّوحُ تسـمـعـه      

مـن قــبــلِ أن تــعـتـادَه ُالأذنُ

دانت لنا جُـلُّ الشُّعـوبِ تـرى    

أنَّـا عــلى الأمْـجــادِ نُــؤتــمَـنُ 

بـالأمـس كــنَّـا في بُـلَـهْـنِـيـةٍ      

يــقــتـادنـا الـقــرآنُ والسـُّــنَـنُ 

والـيَـوْمَ لا أخـلاق تـردَعُـنـا      

كـأنَّــنـا لــلــمُـشـتـهَـى  

السَــــدَنُ 

فـقـد عـفَــتْ آثـارُ عِــزَّتِــنـا      

وسـاد تِ الـبـغـضاءُ والإحَـنُ

فـوْضى صنعـناها بِـأنـفُسِنـا      

فيها الجوى والجـوعُ والعَـفـنُ 

حين ابتعدنا عن عـقـيـدتِـنـا      

وقـد سَــبـانـا الـمَــوْرِدُ الأسـنُ

وســادَنـا صِــلٌّ وطـاغــيـةٌ      

فاشهد على الإسفـافِ يا زمَـنُ

وسوم: العدد 785