أماني أَيلول

محمد مبارك الأحمد

تَوَقَّفْ أَيُّهَـا  الزَّمَنُ  العَجُـولُ

لِأَقْضِيَ مَــا أُحِـبُّ وَ مَا يَجُولُ

وَ قَـبْـلَ قُدُومِ  قَافِلَةِ المَنايا

فَـيَـنْزِلُ فِي مَضَارِبِنَا الرَّحـيلُ

كِــلانَا رَاحِـلٌ وَ النَّعْشُ بَــاقٍ

لـِيُـحْـمَـلَ فِيهِ قَرْمٌ أَوْ جَهُـولُ

تَوَقَّـفْ قَدْ عَــلانِي مِنْكَ شَيْبٌ

وَلَمْ يُفْرِحْنِي مِنْ وَطَنِي رَسُولُ

يُـبَـشِّـرُنِي بِنَصْـرِ الحَـقِّ فـيهِ

فـَتُـقْـرَعُ فِيـهِ لِلدُّنْيَا الطُّبولُ

وَ أَنَّـي سَـوْفَ أُدْفَـنُ فِي ثَـراهُ

وَ تَحْضـُنُـنِي جِبَالُهُ وَ السُّهولُ

وَ أَنَّـي نَحْوَ حِمْصٍ سَوْفَ  أَمْضي

تُـكَـحِّـلُ نَاظِرِي فِيهَا الحُقُولُ

جَـمِـيـلُ الحُلْمُ فِيهَا قَدْ بَنَيْـنا

وَ ضَـمََّـتْ حُـلْـمَـنَا تِلْكَ التُّلولُ

هُنَا سِرْنَا ، هُنَا ذِكْـرَانَا كانَتْ

هُـنَا نَضِجَتْ قَصِيدَتُنَا البَتُـولُ

بِـصُـحْـبَةٍ مَنْ يُحِبُّ القَلْبُ فيها

وَ يُشْـبِـعُـنا مِنَ الزّادِ الْقَـلـيلُ

وَ تَأْخُـذُنا السَّـماءُ بماءِ مُـزْنٍ

وَ نَفْرَحُ إِذْ يُـبَـلـِّلُـنَـا الهُطولُ

وَ فِي أَيْلُولَ كَمْ قَطَعَـتْ خُطانا

يُـدَلـِّلُـهَا عَلَى الفَرَحِ الأَصِـيلُ 

وَلِـلِـعُـلَّـيْـقِ شَـوْكٌ فِي يَدَيْنا

وَ كـَمْ يَحْـلُو بِوَاحَـتِهِ المَقِـيلُ

وَ كَـمْ خَطَرَتْ بِجَانِبِنَـا مَـهَـاةٌ

تَغِـيـبُ بِحُسْنِهَا الطَّاغِي عُقولُ

تُـنَـضِّدُ مِنْ رَبِيعِ الوَعْرِ زَهْرًا

لَـهُ مِـنْ خـَدِّهَا الْقَـانِي شُكولُ

تَوَقَّـفْ أَيُّـهَـا الزَّمَنُ العَجُـولُ

وَ أَنْظِـرْنَا لِتَحْضـُنَنَا  الطُّلـولُ

فَـنَـفْـرَحُ فِي لـِقـَاءٍ بَـعْدَ لَأْيٍ

فَتَلْبَـسُ ثَوْبَ فَرْحَتِـنا الفُصولُ

وسوم: العدد 799