لا عذر لكم

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

لا عذر لكم إذ ما دمعٌ ..يهمي كالغيث المدرار

لا عذر لكم إذ ما نجعٌ ..يتدفق مثل الأنهار

لا عذر لكم إذ ما طلٌّ .. يبكي أنّاتِ الأزهار

لا عذر لكم و أراملنا .. تتسربل ثوبا من نار

لا عذر  لكم و كرامتنا ..ديست  بحوافر غدّار

يا عُرْبُ أ ماتت نخوتُكم ..و رضيتم ويحي بإسار

و لحقتم ركبا للعادي ..بسراب سلام الأشرار

و دخلتم جحرا من ضب .. أدمنتم درب الأوضار

صمتاً كقتام من ليل  .. لطختم وجها بالقار

نمتم و النوم يطالعكم ..بالعُجب لذلّ الأحرار

هُنتُم و نفوس من كمد ..بجِمار تزفر من عار

و غضضتم عينا ذابلة .. و تعللتم بالأقدار

فلعل النصر يواتيكم .. من غير الزحف الهدّار!!

أوَ ما يكفيكم جرح أسى .. قد شُقّ بذاك ال( أيّار)

حتى استمرأتم إخوتَهُ ..تتوالد قهرا في داري

كالشوك يقضّ مضاجعنا ..كلهيب الجمر الأوّار

كالحنظل مرّا يسقينا ..أكوابَ شقاء و مرار

فمتى تُحيونَ جهادكمُ .. بالجيش اللْجب الجرّار

و متى تُلقون ظلامكم .. في نبع ضيّاء فوّار

ومتى يتوحد جمعكمُ .. في صفّ  تُقاةٍ أطهار

يشرون النفس لباريها .. لا يُمنى بيعٌ بخسار

فجنان الخلد لطالبها  .. تدنو  في بذل الأعمار

بعزيمة ماضٍ تحدوكم .. للثأر بروح الإصرار

تحيي مجدا  بقلوبكمُ .. بصليل حُداء البتّار

بنشيد النصر يبشرنا ..بزحوف ليوث كُرّار

ببيارق نصر تدفعنا   .. لنشارك شدو الأطيار

أترى ستصافح أعيننا .. أنوار ضياء و نهار؟