يا زمان بني رياح...

مثقلا بالحزن

أنت تمشي وصدرك يحمل همّ السنين التي عرّقت في البدن

أنت تهوي إلى زمن المرتقى، وحنينك للدرب مشتعل

ليس في الدرب إلا الذي أنت تشهده من بديع القنن

تلك أيامك المشتهاة مواسمها، هاهنا سكنت، هل ترى أثرا للقطين الذي قد سكن؟

أنت تسمع وقع الخطى، دونك الحي في وجدة

  أيها الشاعر المقتفاة قصائده، فتحسس من الوقفات حديث الشجن

أنت تسأل عن بهجات الفصول، فهل في ارتجاج الضلوع تَرد الدمن؟

أنت تنظر في خلجات الرؤى، فترى وجدة في الكفن

 وجدة في يقين المطالع ترحل في زمن، كنت فيه ترقّش هذا الفضاء

  بفيض الحكايات، كنت تفتش عن جنة في الظلال منابتها،

  أيها الفارس الوجدوي، وكنت تؤسس ذاتك في بهجات  الوطن

مثقلا بالمحن

أنت تلمس هذا الجدار وهذا الجدار، وفيك من البدء أوله مستقيما وآخره

أنت ترحل في غربة، أنت فيها المؤيد بالكلمات التي

 قتلتك، وكنت تسافر فيها وحيدا، وحولك هذا الفضاء دوائره ومنائره

أنت وحدك قلت، وقد علمت وجدة في المدائن أنك سيدها،

قلت في عنفوان اللظى، ما طريقي على عيشة من وهن

قلت إني وهبت القصيد لمن عجلوا في اليقين إلى وجدة،

فاصطفتهم مقاماتها السندسية يا

أيها الرجل المجتباة بدائعه وروائعه،

ما طريقك في جلوات اليقين على عيشة من عفن

مثقلا بالزمن

 أنت تلبس هذا المكان المحلّى بوهجك في

دفقة من هيامك بالمنتقى من بهي الصدى،

أنت بين الصدى والصدى،

 تجتلي ليلك الدائري وتكشف عن وثبات الندى

أيها السيد التصطفيه الهواتف في رعشة من عيون الرؤى،

ما سؤالك عن زمن، أنت فيه ترجّع وقع الخطى، بين لم ولوَنّي ولن

ليس في ليلك الدائري، وأنت تقاسيه، إلا الذي أنت تكتبه من بديع اللسن

دونك الحي في وجدة

وجدة فيك أغرودة لحنها من عدن

ليس في وجدة من وثن

ليس في الحي إلا فؤادك مشتعلا بالسنين التي خلّجتك ملاحمها

فارتحل في السَّنَن

مثقلا بالحزن

مثقلا بالمحن

مثقلا بالزمن

أنت تمشي على دربك المستنير إذن

وسوم: العدد 809