مالك بن الريب التميمي

مالك بن الريب التميمي

كان شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته وشجاعته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه 

وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وهو متوجه لإخماد فتنة بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته

وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة مرض مرضاً شديداً أو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة شديدة الحزن يرثي فيها نفسه. وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي.

ومنها:

تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجد

ْ سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيا

وأشقرَ محبوكًا يجرُّ عِنانه إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا

فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا

أقِيمَا عليَّ اليوم أو بعضَ ليلةٍ ولا تُعجلاني قد تَبيَّن شانِيا

وقد كنتُ عطَّافًا إذا الخيل أدبَرتْ سريعًا لدى الهيجا إلى مَنْ دعانيا

وقد كنتُ صبّارًا على القِرْنِ في الوغى وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا

يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا

غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غدٍ إذا أدْلجُوا عنّي وأصبحتُ ثاويا

وسوم: العدد 820