على أسوار الوطن السجين (إلى الحقوقي الكبير الأستاذ هيثم المالح)

أريد شمسا للوطن

تـُدفـّىءُ البلادْ

وتـُنعشُ العبادْ

ولا يَحولُ بيننا وبينَها

سورٌ ولا جلاد

مُشرقة ًببسمة الصباح ْ

تُهدهدُ الجراح

تـُـعلّـم ُالباغينَ

رقـة ً الصباح

وتلفح الوجوهَ الكالحاتِ

بالسماحْ

2

تمرّ إذ ْ تمرّ بالسجون

من كـُـوّة بالباب

تعانقُ الحراب

تــُذكـّـرُ الأصحابْ

بالنور لا يزولْ

وأنه يعود مِن أ ُفول

وتجلب الأمل

وتـُلهب الكفاح

(3)

أريد شمسا للوطن

أبثــّها شوقا إلى الرجال

الصامدينَ في القيود

والصابرينَ في الأسى

والباسمينَ في المحن

والواثقينَ أنّ دورة َالزمان

لابدّ أنْ تدور

وأنّ صُبحَهم – رغم الأسى –

يـُـبِشّـرُ الوطن

ويمسحُ الجراح

(4)

أريد إذ ْأجوعْ

أن يعلمَ الجميع

بأنّ لي كرامة ً

أعلى من النجوم

أنقى من المطر

وأنني للخبز لا أعيشْ

ولا أموتْ

فالخبز ليس غايتي ولن يكون!

(5 )

قد يصرخُ الأطفالُ من ألمْ

ويصبرون

ويعلم الأطفالُ

أنني لو شئتُ

جوعُهم ما كان

لكنني بحثتُ عن رغيف

لم يـُـنضِجوه بالمحن

لم يَعجنوه بالأذى

بدمعة الوطن

فهالَني أن يشبعَ الأطفال

مِنْ لقمةٍ فيها من الإذلال

ما يجرحُ الكرامة

ويذبح ُالرجال !!

(6)

أريد موطنا

يـُقـدّرُ الإنسانْ

يجود ُبالأمانْ

تسيرُ فيه ما تسيرْ

من غير إذن بالسفر

تطلبُهُ مراكزُ التفتيش

(7)

أوَدُّ لو أستنشقُ الهواء

أ ُحِسّ بالنسيمْ

أن أعبرَ القرى

أن أدخلَ المدن

أحس أنني في موطني أعيش

(8)

أريد موطنا

لا يعرفُ الصحافة َالصفراءْ

تـَضِجّ بالرياءْ

تنوء ُبالنفاقْ

وبالتفاهات التي تُعاد كـُلّ يومْ !

(9)

أريدُها لا تعرفُ الرقيبْ

و الرُّعبَ و الترغيب

ألا تكونَ نسخة ًواحدةً

قرّرها الرقيب

أودُ أن تكونْ

حديقة َ الزهورْ

تزهو بها الألوان

تـُناقِشُ الفـِكَـرْ

تنافسُ الحدائقَ المعطاءْ

تـَضوع ُبالعطورْ

تجودُ بالعطاءْ

وسوم: العدد 820