فيا مُرسي جزاك الله خيرا

clip_image002_b3a85.jpg

فيا مُرسي جزاك الله خيرا        و أسكنك الجنان العاليات

ضربتَ لنا المثالَ لخير  راعٍ         يسيرُ  بنا إلى  بَرِّ النجاة

لقد أرسيْتَ في عامٍ  حكمتَ        أساساً  للعلا  و المكرمات

سكنتَ  بنفس  مسكنك  القديم        و لم تغشَ القصور الفارهات

و تمشي للمساجد مُطمئنا        و سلْ تلك المساجد شاهدات

و أهل الحيِّ حولك في وداد         لقاءً  أو  سلاماً  أو صلات

و تفرض للمعيلة ما كفاها        و ما أغلى دعاءَ الأمَّهات

و تمنع وضع صورٍ للرئيس        على الجدران في أي الجهات

و لم تأخذ رواتب تُستحق        تعفَّفْتَ فيا نعم الصفات

رسمتَ لنا الطريق إلى المعالي         و أرسيْتَ المعانم  واضحات

و في طهران قمت بهم خطيبا         تَرضَّيْتَ عن الصحب الثقات

بمجلس أمنهم تُلقي السلام        على خير البرية  و الدعاة

بعهدك قد أتى الدستورُ فخراً        بنودا بالعدالة  زاخرات

بها القرآن و الهَدْيُ دليل        تُرَدُّ إليه  كلُّ الأُقضيات

و نحفظ من كلامك يا رئيس        مقاطعَ ذات نبضٍ صادقات

فإني لن أخون الله فيكم        و قد وفَّيْتَ رغم التضحيات

و قلت بكل إخلاص و عزم        أحافظ ما استطعت على البنات

نفوس الناس للأقصى تتوق         و تلك لنا أعزُّ الأمنيات

و يأبى الضيمَ آباءٌ  كرام        ليخرجَ نسلُهم خيرَ الأباة

و لبيكِ هتفت بها لسوريا        تزلزل ركن طاغيةٍ و عات

و غزةُ لستِ وحدَك بل سنبقى        معا ضد البغاة أو العداة

و لا نعطي الدَّنِيَّةَ ما حيينا        و نصبر رغم صعب تحديات

و عن شرعية الشعب افتديتَ        و قلت لنا مقابلها حياتي

فضحتَ من ادَّعَوْا حبا لمصر         بزيفٍ من كَذوب اللافتات

و قدَّمتَ المثال لحبِّ مصرَ        و وقَّعتَ بأغلى التضحيات

و كنت إمامَ عدلٍ رغم أنف        عيونٍ قد غدت متربصات

من الشرق أو الغرب سواء        و من مصر ذيول تابعات

قد انقلبوا عليك بكل غدر        و حبكِ دسائس و مؤامرات

و في ستٍّ عجافٍ كم صبرتَ         على اللأواء من فُجْرِ الطغاة

و أنزل ربنا الرحمن فضلا        عليك من السكينة و الثبات

بلادي مهما جارت كم تَعِزُّ        شدوتَ بها بظلم   محاكمات

بميدان الجهاد و قد قضيتَ        و أدَّيتَ الحقوق الوافيات

دعونا الله يكتبُك شهيدا        لترقى في الظلال الوارفات

جزاك الله عنا كلَّ خير        حبيبا في الحياة و في الممات

و أنبت ربُّنا غرساً زرعتَ        ليُثمرَ في السنين القادمات

وسوم: العدد 830