صهوة

ما لي وجمت كأنما أعياني=سرب من الأوصاب والأشجانِ تعتادني في حقدها منهومة=وتلوح لي كالبوم والغربان فصباحها الحسرات بين خواطري=ومساؤها الأشواك في أركاني وكأنها ظلي يلازم خطوتي=وكأنها دون الشراب دناني أترى ألين لها معاذ شمائلي=ومعاذ ما في النفس من إيمان ومعاذ أخلاق العروبة في دمي=ومحبتي للصيد والفرسان وأنا الذي ملأ اليقينُ شغافَه=أن المنى والعجز محتربان وأنا إذا أسلمت نفسي للونى=وإلى أذاه فقد خسرت رهاني وأنا إذا استمرأت منه قيده=وغدا رفيقي وَهْوَ من أدماني وغدوت فيه أسيره من شقوتي=وأسير أوهام ملأن جَناني فمن الملوم أنا الملوم لأنني=نسجت يداي من الونى أكفاني «وإذا الفتى اجتلبَ المنيةَ طَرْفُه=فمنِ المطالَبُ والقتيلُ الجاني» * * *=* * * يا قلب لا ترض الشكاة ولا الونى=واقطع دروب العمر فيض أمان لا أنت قلبي إن رضيت مهانة=وألفت عيش الوهن والإذعان ورضيت في الدنيا مكانة صاغر=صنعت من الإغضاء والخذلان وهرعت نحو خسيسها تحتازه=جذلاً تظن الربح في الخسران فمصيبة الإنسان من إلف الونى=أنكى وأخزى من كلوم سنان * * *=* * * يا قلب عذ باللَّه جل جلاله=واصنع من الإيمان حصن أمان واركض برجلك في صيال =ومضاء مستغنٍ وحدِّ يماني وكن الذي يأوي إلى شرف الرضا=ويرى المذلة توأم الكفران ويجوز بالتفويض كل عقابه=ويداه مثل جذاه تشتعلان أترابه الخلق النبيل وعفة=ولداته الأعلى من الإخوان فكأنه جبل أعاليه سمت=لتكون مأوى الريح والعِقْبان ومسارح الأمجاد في وثباتها=وملاعب الأبطال والشجعان ومعادن الأخلاق في هام المدى=ومنابت الأسياف والمُرَّان * * *=* * * يا قلب عنوان الرجولة عزمة=يرنو لها الإنسان والمَلَوان يتنافس الأقران في إدراكها=فينالها الأمضى من الأقران يا قلب كن لي في ذراها صهوة=أنَّى التفت وأهدها عنواني