وبوركتِ يا شام

وبوركتِ يا شام

يعرب الأموي

تظلُّ الشام حصن العروبة وعرين الإسلام ومصنع الحضارة،

وتظل في أبنائها الفرسان جذوة البطولة والإيمان، توقد

فيهم الإباء والفداء والمضاء، فينهضون كالأسود يطوون الباطل

ويرفعون الحق، ويعيدون للشام مجدها وهويتها،

ورسالتها، إسلاماً وعروبة وحضارة.

بلاد  الشآم  العلا iiوالندى
وأبناؤها  الغرُّ  أهل iiالفدا


مباركةٌ   وجُذاها  iiالهدى
بنوا مجدها في الدنا سيدا

فكانت له تاجَه سرمدا

***

بطولتها في السلام العملْ        ينافس فيها الأبرُّ الأجلْ

فيعلو البناء ويغدو الأملْ        حقائق تسرح فيها المقلْ

ووعداً أطل وسعداً أظلْ

***

وإن أقبل الخطب فَهْيَ الحسام        يصول   بكف   همام حسامْ

فتسقط من عصبة  الشر هامْ        وتظفر من عصبة الخير هامْ

وتبقى الشآم حمى لا يضامْ

***

فقل  للطغاة  حذارِ حذارْ        ففي الشام حِلْمٌ وفي الشام نارْ

فإن هي هبَّتْ فأين الفرارْ        وسيف  القصاص بأيدٍ حِرارْ

وللشام ثار وللسيف ثارْ

***

إذا الشام قامت على الجائرِ        بعزمةِ     مستشهدٍ    طاهرِ

فلا  بد  من  يومها الظافرِ        هو اليوم كالطيف في الخاطرِ

وفي الصبح كالشمس للناظرِ

***

"ولا  بد  لليل  أن ينجلي"        وأن يقبل النصر بالأفضلِ

فيفرح عمروٌ ويشدو علي        هي الشام في عهدها الأولِ

مرابعُ لليث والأجدلِ

***

وفيها الخلائف مثل البدورْ        فإنْ حزب الأمر كانوا الصقورْ

يسوسون بالحِلْم كل الأمورْ        فترضى عقول وتشفى صدورْ

ويسعد شعب صبور شكورْ

***

"أميةُ"  فيهم  إمام   جسورْ        وسيف صؤول وليث هصورْ

وقرآنهم حيث يمضون نورْ        به  الشام حتى يكونَ النشورْ

بلادٌ تطيب وربٌ غفورْ

***

وأما العدا فالضحى موعدُ        وفيه الهلاك لهم مرصدُ

وهم  فيه  أسطورةٌ   توأدُ        وأكفانها  شؤمها  الأنكدُ

وخزيٌ لهم يومُهم والغدُ

***

ونحن الغِلابُ الذي يُحْمدُ        لهُ حيث تدعو الغواشي يدُ

وحيث السماحة  تدعو يدُ        وباقٍ  هو  الأخلد  الأرشدُ

وغرُّ السجايا له أَبْرُدُّ

***

شآمُ سلمتِ من الظالمينْ        وصان حماكِ القوي الأمينْ

وأبقاكِ  ركناً  لدنيا ودينْ        فبوركتِ يا شام في الأولينْ

وبوركتِ يا شام في الآخرينْ

***