في رثاء أختي رحمها الله

لم أستطع نسيانكِ يوماً واحداً منذ عشرةِ أشهر

خدمتِ أمَّكِ المقعدة ربعَ قرنِ لم تملي أصابتكِ الأمراضُ المتتاليةُ وأخفيتِ عنَّا

أقعدكِ المرضُ وذهبَ بصركِ وكسرتْ رجلكِ ولم تتوقفي عن خدمةِ أمِّكِ

يالكِ من فائزةٍ برضى اللهِ ورضى أمكِ

كنتِ تقولينَ للممرضةِ المرافقة :أخي لن يتركني يوماً واحداً وقد أقسمَ لي

وبررتُ واللهِ بقَسَمي

مئةَ يومٍ وأنا معك وفي خدمتكِ رغمَ حملكِ للجرثومةِ القاتلةِ (ميرزا) من إهمال المشفى

قلتُ لكِ واللهُ يشهد إن كانَ قدري أنْ أموتَ معكِ فمرحباً بقضاءِ اللهِ وقَضى اللهُ أمرهُ ولااعتراضَ على حُكمِهِ

دَعيني أبكيكِ ملءَ عيوني وقلبي ياأختي ولاتحزني على بكائي فلقد آلمني واللهِ رحيلُكِ

أيُّ عــيـدٍ وأنـتِ عـنـِّي بـَعــيـــدةْ

إنَّ نـفـسي بِـبـُعْـدِ أختي شَريـدةْ

ياعـيوني وقـد سَهِـرتِ اضْطراباً

كـلَّ يَــومٍ  كـمَا الشُّهورِ المَديـدَةْ

يـا لـَصَـبـْري وكـمْ أتـَتْكِ الـبَـلايا

والـكـُرُوبِ الـمُـهَاجِماتِ العَنِـيـدة ْ

أيُّ عـيـــدِ وأيُّ قـَــلــبٍِ رَقـِـيـــقٍ

سوفَ يَبْقَى ببعدِ أختي الحَمِيدَة

لاتـَـخَــافــي فـلـسـتِ والـلـَّــهِ إلاَّ

- يــاحَــيـاتـي- صَبورَةً  وَسَعيدة 

أيُّ عِـيـدٍ مِنْ غَـيـرِ سَعْدي سَيأتي

سوفَ يَبقى  كمَا الظِّباءِ الطَّريدَة

ذابَ قَـلبـي ومُـهجتي  وعُـيوني

يـومَ مَـاتـت ؛رأيْـتُهـا كالشَّـهِـيدة

كـنــتُ ظِــلاً ؛وَوَارِفــاً؛ ولَـطِـيـْفَـاً

وحَـنـُونَـا؛ وخَــادِمَـا! لـلـوَحِــيـْدَة

يـومَ مَـاتَـتْ فَـقَـدتُ كُـلَّ جَـمِـيلٍ 

في حَياتي وقَد عَصَتْني القَصِيدةْ

وسوم: العدد 874