أوهمه عوج فطرته أنه مهم، فصدق ذلك، وتكلف له، بل أدمنه حتى صار أسيراً له فأهلكه.
"يقضى على المرء في أيام محنته"=حتى يضل فلا وعي ولا حذر
بتُّوا=عراك وفي حزم وفي غضب=فعش بمنفاك لا أهل ولا وزر
لا تشكُ غيرك أنت اخترت ما وصلت=إليه حالك مشنوء ومحتقر
رأيت فيك مزايا حسنها نضرُ=أزرى بها طبعك المشنوء والغررُ
غدا التكلف إذ أدمنته سمة=عليك تسطو ولا يثنيك مزدجر
وصار عشقَكَ في حل ومرتحل=وأنت مزَّمِّل فيه ومدَّثر
وأنت إن تدر أم لا في غوايته=تفتنُّ فيه وتستقصي وتبتكر
مزِّقه عنك وكن سمحاً بلا عقد =فإن صحبك مثلي منك قد نفروا
ولست أجحد أفضالاً ظفرت بها =هن الحسان ولكن شانها الكدر
فصرن ثوباً بديعاً حين نبصره =نحبه ثم يردي حبَّنا الضجر
إن التكلف أصفاد ومهلكة=وأنت في سجنه فرحان تنتحر
ويبصر الخير شراً وهو مؤتلق=ويبصر الشر خيراً وهو مستعر
راجع خطاك وإلا تغد منفرداً=قد ملَّ لقياك حتى السمع والبصر
حتى بنوك سينفضُّون في قرف=والزوج والدار والسُّمّار والسمر
* * *=* * *
أخو التكلف فرض أن يقال له:=بُؤْ بالصَّغار وذُقْ ما كنت تدخر
