طَبِّع ...

محمد شنوف المغربي

طَبِّع...وَصَافِح أيَا مَن لا حَيَاءَ لهُ

هَلْ جَــاءَ نذلٌ بِشَيءٍ فِيهِ مُفتَقَدِ

هَروِل وَطَبِّع مَعَ المُحتَلِّ فِي عَلَنٍ

مَا استُلَّ سَيْفٌ لكُم يَومًا مِنَ الغَمَدِ

طـبِّع فمَــــــا بَقَرُوا بَــطْنًا لِوَالِدَةٍ

فِـــــــيكُم وَلاَ ثَكِلَتْ أمٌّ عَلَـى وَلَدِ

وَمـــا لَكُم شَرَفٌ تُــحمَـى جَوَانِبُهُ

حَـتَّـى يُرَاقَ دَمٌ مِـن طُـهْرِ مُـعتقَدِ

طَبِّع وَسِرْ في قَطِيعِ الهَوْنِ مُنجَرِدًا

مَن عَـزَّ ذُلَّ وَمَنْ فِي الـذُّل يَـسْتَزِدِ

طَبِّع...وَإن هَتكوا أعْرَاضَكُم سَفَدًا

مَا كَانَ في العِرضِ قَوّادٌ بِمُقتَصِدِ

مَنْ يَرْضَعِ الذُّلَّ فَالإسفافُ مَرْصَدُهُ

في القَدْرِ أهْوَن مِن عَيْرٍ وَمِن وتدِ

طبِّع ولا تخشَ بَعْدَ اليَومِ مِن أسُدٍ

فالأُسْدُ قد حُشِرَت تُغتالُ وَا كَبِدِي

طَبِّع...وَسَلِّمْ فَمَا الحُكَّامِ في وَطَنِي

سِوَى حَمِيلٍ طَفَا فِي السَّيْلِ مِنْ زَبَدِ

هذا زَمــــــانُ بُغَاثِ الطَّيْرِ فِي بَطَرٍ

فالـحُرُّ فِـي عُسُرٍ وَالـوَغْدُ فِـي رَغَدِ

طَبِّعْ...وَلاَ تَعْتَرِضْ فِي حُكمِهِمْ أبَدًا

فالحُكم في عُرفِهِم بَطْشٌ على رَصَدِ

طَبِّع...فَنُهْيَةُ مَنْ ضَْــــــاعَت هُوِيَّتُهُ

لِلـذِّئْبِ مِـثل فرادِ السّربِ فِي جَرَدِ

يَـــــا عُـرَّةً فِـي الوَرَى ذِكرًا وَمَنْزِلَةً

تَنقــــــــــادُ فـي عَلَنٍ لِلــنَّزْوِ كَـالقِرَدِ

ألعِهْرُ أسْرَعُ للتَّعجِيـــــــــلِ فِي نِقَمٍ

لا المَـــــالُ يَبْقَىْ وَلاَ الأردَافُ للأبَدِ

أبَا رغَـــــــال تَنَعَّم فِي اللَّظَى صلفًا

فالغَدرُ أخصَبَ في أحفَادِك الجُدُدِ

تبَّت نَوَى الوَغد والوغلان تَبَّ وَتَبْ

كَمْ مِنْ أْبي لَهَبٍ في سُـــورَة المَسَدِ

جُرح الخِيَـانَةِ لا يُنسَى وَلَوْ رُمِيَت

أجْسَــــــادُنا إرَبًا للنَّـــــارِ فِي خُدُدِ

تَبْقَى فِلَسْطِــــــــينُنَا أرْضًا مُوَحَدَةً

لِلخُلْدِ فِي الرُّوح وَالأنْفَاسِ وَالوَلَدِ

والقدسُ نَاقَتُنَا العَشراءُ إن عُقِرَت

نَـندَمْ وَنَـبْقَـى بِلاَ رِيــــــحٍ وَمُـلتَحَدِ