متى تموت يا عراق

gazi902.jpg

متى تموت يا عراق

متى تموت مكفن بثوب القصيدة

و تموت أمتي في عراكها شهيدة

متى نحزن متى نبكي متى نضحك

في ولادة  جديدة

أأبكيك ام أبكي نفسي.. يا عراق  

وفي حرقتي آهات و لوعة الفراق

هل نسيت دمشق يا عراق

هل نسيت جراحنا

والنزف سواء

باعك الأوغاد محاصراً

وسالت من عينيك الدماء 

قايضوا بدماك وما نتصروا

لعهرهم ثلة الجبناء

هل نسيت شهدائك يا عراق

هل نسيت لنا الأسماء

على ثرى الشام أودعتهم يا عراق

رفاتهم  في دمشق غريبة

بعدما دنستها لنا الغرباء

شقيقك أضحى مهجرأً مبعثراً

ممزق الأشلاء

والعشيقة التي كنت تعشقها

وتغازل سحرها الغناء

يجرها السفاح في شوارعها.

ضعينة تتوسد الحذاء

وما للضعينة من سفاحها

أن هم في الأغتصاب رجاء

 مزقوا للحرائر كرامتها

وأدموا لنا شرف الخنساء

إغتصبوا في دمشق أجسادنا

وفي القدس يمزق الرداء

أراقوا في كل ركن دم

وأفضوا للياسمين

في كل زاوية غشاء

محاصرون نحن يا أمتي

من كلاب لغيرنا أوفياء

أين انت يا عراق اين انت يا عراق

هل نسيت دمشق

وبردتها وسجاجيدها الخضراء

هل نسيت زهورنا وفراشتنا

تداعب ألوانها الحمراء

هل نسيت وجوه إن قابلتها

يتقطر من وجنتيها الحياء

هل نسيت وجوه إن صافحتها

تفوح من أكفها الحناء

في شارع الرشيد

كان لنا موعداً

ترتشف شفاهنا حفاوة اللقاء

و فناجين قهوتنا لم تزل في مكانها

تراقص عبير المساء

انا ذاك العاشق يا عراق

جئتك من بعيد

أحمل حروفي الأبجدية

ونزف جراح الهوية

وأطفال بين حجارة القدس ودمشق

أشلاء ودماء مرمية

أمي منذ سبعين عام

دخلت في مخاض القضية

ولدت أبناءها

في دمشق وصنعاء

ولم تكن في العراق منسية 

انا صهر بني العباس

و بني أمية

عشقت كل عربية

مدت يداها إليّ

انا ذاك البدوي الغائب

في عباءته يغطي رمال الصحراء

في كفنه يحمل هجير الأوجاع

أمضيت عمري لك عاشق

أغازل فوق جسورك كل النساء

أغازل أسماك الرافدين

التي تبحث عن عاشقاً

أغرقته شربة  الماء

يا جسور الرافدين المعلقة

يا شعوب بلا أمل ممزقة

إنهضي إلى مجدك والعلياء

وأمسحي جبينك الغراء

حروفنا لم تزل وليدة

تصدح ساحات الفناء

وفوق مآذن الأندلس

تحاكي وجد الإشتياق

مرصعة ألوانها

كخيول بكر في ليلة بيضاء

أنا ذاك الدمشقيُ يا عراق

في رحم الاندلس غرست 

جذوري وما زلت محاصراً

في جزيرتي الخضراء

قتلتوا في قرطبة وغرناطة

وفي القدس والعراق

وفي دمشق لا ينتهي لنا العزاء. 

وسوم: العدد 902