العودة إلى كوخ الشتاء

يا ولدي ، يا عبد الله ! 

عدنا نجلس في الكوخ  

جوار البيت . 

نوقد نارا في الكانون  

تدفئنا في برد الليل . 

تؤنسنا أكثر من مدفأة الزيت . 

تطربنا إيقاعات المطر  

على سطح الكوخ . 

نسمع عزف الريح  

الهيمى في شجر البستان . 

نخشى أن تفتك سطوتها بالأغصان ، 

وبالأشتال  اللدناء . 

نلتذ القهوة من كف النار . 

     *** 

أرجع من عملي ليلا  

مقرورا ، مبتل الثوب ، 

فألوذ بدفء الكوخ وأنسه  

علي أنزح من غور القلب  

جمر الأنباء الأرزاء  

عن عرب عشقوا صهيون ، 

عن عرب لُعَبٍ للغرب . 

     *** 

في الأَمسية الغيماء  ، 

أكْسر حطبا للكانون ، 

وتسيل دموعي في صمت . 

أتذكر صوتك يأتيني قبل رحيلك : 

" كسَرت الحطب المطلوب ، 

هل أشعل يا أبتي النار ؟! " . 

صوتك يأتيني الآن من الغربهْ ، 

تخبرني عن مطر جَوْدٍ وثلوج ، 

عن برد ترجف منه النار . 

يا ولدى ! 

ما أبهى هذي الأرض ! 

ما أبهى غزة ! 

ما أهلك عيشتنا فيها إلا العدوان . 

تذْكر ما كنتُ أقول : 

"لولا العدوان الصهيوني  

كنا أسعد مَن في الكون " . 

لولا العدوان الدموي  

ما كنتَ غريبا عن هذا الكوخ ، 

ولكنتُ بفلبي أسمع صوتك من قرب  

إذ تكسِر حطبا للكانون  

حتى نوقد نارا تدفئنا في الكوخ . 

وسوم: العدد 904