عادتْ ولم تبدِ الهوى

عادتْ ولم تُبدِ الهوى = وكأنّها لم تقتربْ

أترى تريدُ إذابتي = ترمي فؤادي في اللَّهبْ

فأنا لفَرْط صبابتي = أُبدي الشَّقاوةَ والشَّغبْ

أشكو و اكتبُ لوعتي = لذوي المشاعرِ في العربْ

أشكو فقد سكنَ الجوى = حُبُّ المفاتن والأدبْ

مِنْ غادةٍ فتَّانة ٍ= والى الأكارم تنتسبْ

بنت الهدى ، بنت الندى = بنت الفضيلة والحسبْ

من رامَها رام العنا = والمستحيلَ من الطَّلبْ

فإذا دنوتُ مُسلِّما ً= تُبدي التَّذمُّرَ والغضبْ

وإذا كتبتُ مُعاتبا = تشكو الحروفَ وتضطربْ

ما ذنبُ قلبٍ عاشق ٍ= يُرمى ويُدفنُ في الكُربْ

رفقا بمن يهوى فقدْ = عانى منَ الصَّدِّ العَجَبْ

العيشُ مرٌّ علقمٌ = إن صدَّ حِبُّكَ واغتربْ

وجفا ولم يرعَ الهوى = ونأى ولم يُبدِ السَّببْ

أوّاهُ انَّ قصيدتي = قلبٌ جريحٌ يَنتحبْ

يشكو الجفاء من التي = ألقته في يمِّ العَطَبْ

زفِّي البشائرَ للذي = أضحى يُمرَّغُ في النِّكبْ

فتبسَّمي لقصيدة ٍ= تهمي المشاعرَ كالسُّحُبْ

رُدِّي بحرفِكِ انَّه = يُحيِ الحجارةَ والخَشبْ

أنتِ المحاسنُ والبها = أنت الجواهرُ والذَّهبْ

وأنا إذا شق َّالهوى = أشكو الجفاءَ وأحْتسِبْ

وسوم: العدد 910