من يملك الهلال ؟؟؟ ( مزامنة الإنتخابات الأمريكية )

حكوا لنا عن عالمٍ من الخيال 

تسكنه الجهابذُ من الرجال

أنوفهم ذهبيةٌ رقيقةٌ الجمال

"مكياجهم" بريقه من عالم المثال

عقولُهم لا تعرف المحال

وقوةٌ  خارقة ٌتزلل الجبال

ويرسموا وجوههم ...بالحبِّ في النِزال

حتى نرى  كمالهم  في كل حال

فننبري نحبهم ..نعبدهم .. نقبل النعال

بلادهم جنَّتهم كثيرةُ الظِلال

ومفرط ٌ ثراؤها وماؤها زُلال

محرمٌ يدخلها الأُسدُ و الأشبال

وفُتِّحت أبوابها للمال و الدَلال

حريةٌ مسكرةٌ حتى الثُمال

ومعملٌ يصّنع الجحيمَ والغلال

صَلاتُهم لِذاتِهم في معبد الدجال

ميزانهم قوتهم ، وعدلهم ضلال

غضبُهم  مدمرٌ مزمجرٌ زلزال ...

حكوا لنا عن عالمٍ من الخيال...

أمَرِيكَا و حزبِها وحلفِها الشمال

ونحرِهم بالمنجلِ للدبِّ والغزال

نسمع منهم قولهم ولانعي المقال

وفجأةً ...تطلعوا  ناحية الهلال

فوجدوهُ سارياً بالليل في جلال

فأخذوا يرددوا بلهجة الأدغال

ننحرهُ ..نصلبهُ.. نسلبهُ الإطلال

نكسرهُ .. نصهرهُ .. نجعلهُ تمثال

نلويه حتى ينحني في قُمقم الإهمال

ننعته بأقذع الصفات والخصال

فلن يكون قوسُه صليبَنا بحال

فإننا نمقتُهُ .. و بدرَهُ  المُتَعال

ونشرَه ُ لنورِه في ظلمة الليال

وكشفَهُ العوراتِ والجحورَ والأذيال

وصمتَهُ وحلمَهُ عن ألسن الجهال

فهو الذي تزفُّهُ النجومُ والسحائبُ الثقال

وترتجي منالَهُ الصقورُ والنسورُ والجبال

وتحمل يمينهُ  الفرقانَ .. و الميزانَ والمثقال

ويبسم بكلِّهِ للفقر و الإقلال

ويرتجي بحبِّه الخير للأجيال

فهو الذي تعشقُهُ الثوار والأبطال

وهام كلُّ الشُعـَـرا  بسحره الحلال

وذاب فيه قبلهم صهيبُ و بلال

يكْفُلُ من تيتموا ويرحم الثكال

ويُخمدُ  بنوره الحقدَ والقتال

فعبرت طريقها في عهده الآمال

وعرفت قبورَها من نفسها الأفيال

وشربوا من علقمٍ بعدله الأنذال...

لكنهم تلفتوا... فوجدوه شامخاً وعال

وفي السماء نوره ونَيله محال

فبحثوا..من يملك الهلال؟؟؟

فربما يطفؤه وينتهي الجدال

أو ربما ينزله منازل الأطلال

أو ربما يأسره في القيد والحبال

فوجدوا أقوامَ يعبدونه .. عقولهم خبال

لا يعرفون سرَّه في الحال  والمآل

فباركوا سكرتهم و أسرجوا الرحال

وتابعوا في بحثهم .. عن مالك الهلال

فوجدوا ثعالباً  في ملبس الرجال

قد ادَّعوهُ خِلسة في غفوةِ الأقيال

ووردوا مشربهم وأكلوا الأنفال

ورتعت بغالُهم في مرتع الإمهال

فرردوا نحن الذين نملك الهلال

فسألوهم ، اسقطوهُ .. واطفئوا الإهلال

فجاوبوا بلهفةٍ .. وما انتهى السؤال

نحنُ لكم  في حربِكم الخيل والبغال 

وأختلط لعابُهم من صيدهم و سال

وبادروا في خطوهم وعقدوا احتفال

وخطب رعديدُهم  في جُبنِهِم و قال

إنْ  نحن إلا عصبة ٌ و صيدُنا هزال

لكنه الهلالُ و وهمهم في صيده محال

والله قد عصمه من سابق الآجال

وكلُّ من حاربه قد ذله إذلال

ونحن إن لم ننصرُه ..

أبدلنا أبدال .. أبدلنا أبدال..

وسوم: العدد 913