قد بدأ العشر

د. عبد السميع الأحمد

تزوَّدْ من الخيرات، قد بدأ العشرُ

ولوّح بالتوديع من ساحنا الشهر

وقد بسط الرحمن بالجود كفّه

وبادر للخير المُخفُّون والتّجْر

هو الخير فاغرفْ ما استطعتَ فإنها

سوانح قد لا يستدرُّ بها الدهر

تقضّت ليالي الشهر إلا بقيةً

هيَ الفُضَليات البيض جاء بها الذكر

فمن قامها لله جلّ مقامه

وحلّ له القَدْر المعظّم والأجر

ليالٍ تجلى النور فيها مشعشعا

وزيّنها القرآن والشفع والوتر

بها ليلةٌ تزهو على كل ليلة

مطرّزة بالنور يعلو بها القدر

تدفّقَ فيها الخير وانفتحت لها

قلوب وفاض السعد وانطلق الذكر

تسامت بها الأرواح فهي رقيقة

كنسمة بستان تعهّده قطر

سماويّةٌ جاد الكريم بخيرها

على الأرض فاخضلّت بها الجُرُز البِكر

تجافى عن النوم العُفاة مخافةً

وشمّر للطاعات مَنْ حالُه الفقر

وأقبل ذو الذنْب العظيمِ وخوفُه

يطارده، والدمعُ من عينه ثرُّ

يمدُّ إلى الرحمن كفيه ضارعا

وقد ناء بالذنْب الأضالعُ والظهر

وهل لسوى الرحمن نرفع كفّنا

وفي بابه حطّت رواحلَها السّفْر

ورَدْنا على باب الكريم، ومن يَردْ

على بابه يصدرْ وفي كفّه بحر

إلهيَ أْقبلْنا وأنت رجاؤنا

وها نحن في الأعتاب يسبقنا العُذر

فجُدْ بالرضا والعفو والفضل والهدى

أيا منْ له في خلقه الخلْقُ والأمر

وسوم: العدد 927