في رثاء أب

قال كشاجم(شاعر عباسي ت٣٤٨للهجرة) في رثاء أبيه:

أيُّ أَبٍ رُزِئتُهُ

أهلَكَ صبري إِذْ هلكْ

شمسٌ هَوَتْ من فلَكِ الـ

ـمجدِ وللمجدِ فَلَكْ

وكوكبي داجٍ فَقَدْ

دَجَا ظلامي وحَلَكْ

يا أَبتا أَيُّ أسى ً

لم يبقَ لابنٍ ثَكَلَكْ

تركَتهُ مقتفياً

إلى المعالي سُبُلَكْ

من بعدِ ما أدركْتَ أَو

شَارَفتَ فيه أَمَلَكْ

وحَملَ العبءَ الذي

كانَ أَبوكَ حَمَّلَكْ

يا أَبتي كُلُّ أَبٍ

يورَدُ يوماً مَنْهَلَكْ

من أيّ شيءٍ يعجَبُ الـ

ـباكُونَ والرَّاثُونَ لَكْ

أَمِنْ سريرٍ حَمَلَكْ

أَمْ من تُرابٍ أَكَلَكْ

أمِ الضَّريحِ الضَّيِّقِ الأَرْ

جَاءِ كيفَ شَمَلَكْ

وَدَدْتُ أَنِّي للمَنَا

يَا كُنْتُ يوماً بَدَلَكْ

وددتُ لو بجسَدِي

كنتُ احتَمَلْتُ عِلَلَكْ

كأَنَّما الأَيَّامُ لَمْ

يُعْجِزْنَ إِلاَّ حِيَلَكْ

أَو لَمْ يَمُتْ غيرُكَ مِنْ

إنسٍ وجِنٍّ وَمَلَكْ

تغمَّدَ اللّهُ بِحُسْـ

ـنِ العفوِ منهُ زَللَكْ

مسامحاً غيرَمو

فٍّ بالحسابِ عَمَلكْ

ولا إلى مَا قدّمَتْ

يَداكَ منهُ وَكَلَكْ

رحمك الله يا أبي رحمة واسعة، فقد اشتقت إليك.

وسوم: العدد 941