جبر الخواطر

يُنجّي اللهُ في جوفِ المخاطر ْ

ْكريماً عاشَ في جبرِ الخواطر ْ

تراهُ بلسماً لنزيفِ قومٍ 

رماهم دهرُهم و الجرحُ غائر ْ 

بشوشَ الوجهِ مبتسماً رفيقاً 

يسدّدُ نورَهُ هدياً لحائر ْ 

بهِ يلقى الكوادحُ ظِلَّ دوحٍ 

و بردَ الماﺀِ عذباً في الهواجر ْ 

سروراً للحزانى دونَ مَنٍّ

أباً برّاً لأيتامٍ قواصر ْ 

عزاﺀً للثكالى و الأيامى 

ملاذاً حينما تعتو الأعاصر ْ 

و جبرُ القلبِ لا يحتاجُ علماً 

كما يتعلّمُ الطِّبَّ المثابر ْ 

و لكنْ أنْ يكونَ القلبُ حيّاً

بأهلِ اللهِ في الضَّراﺀِ شاعر ْ 

إذا عصفَ الخريفُ بدا ربيعاً 

و إنْ عرّى الشتاﺀُ التفَّ ساتر ْ

و إنْ قُهِرَ الرجالُ فيالَحُرٍّ

يُخفّفُ جابراً يحنو يُؤازر ْ.. ! 

ألا في الناسِ إنسانٌ رسولٌ 

بلا وحيٍ كنشرِ الزهرِ عاطر ْ 

وظيفتُهُ هيَ الإسعادُ حتّى 

بقولٍ أو دعاﺀٍ أو مشاعر ْ

يوزّعُ نبضَهُ في جمعِ زادٍ

كجسرٍ للجنانِ عليهِ سائر ْ 

و من قد عاشَ في جبرِ الخواطر ْ

حماهُ اللهُ في جوفِ المخاطر ْ

وسوم: العدد 960