التكفير والثـورة

كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ . 

كفرتُ بالفُصحـى التي 

تحبَـلُ وهْـيَ عاقِـرْ . 

كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي 

لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحـرِّكُ الضمائرْ . 

لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ 

لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ 

ولـمْ يَخُطَّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ . 

لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ 

ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرهْ 

وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ . 

لعنتُ كلَّ شاعِـرْ 

يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً 

والأسـى صَبابَـةً 

والموتَ قُشْعَريـرَهْ . 

لعنتُ كلّ شاعِـرْ 

يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ 

في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ 

ولا يرى فوّهَـةَ بُندُقيّـةٍ 

حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرهْ ! 

ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً 

حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَهْ ! 

ولا يرى مِشنَقَةً 

حينَ يرى الضَّفـيرهْ ! 

* * * 

في زمَـنِ الآتينَ للحُكـمِ 

على دبّابَـةٍ أجـيرهْ 

أو ناقَـةِ العشيرهْ 

لعنتُ كلَّ شاعِـرٍ 

لا يقتـني قنبلـةً 

كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرهْ ! 

وسوم: العدد 962