كورونا وشرور البشر

كورونا أهون ما صنعت أيدي البشر في عالم يسوده القتل بالسّلاح ،والقتل بالتّجويع، والقتل بالخنا، والقتل بالتّجهيل

 

جاءتْ كُرُونَا فحلَّ الرُّعبُ والهَلَعُ=أهلا وسهلا لعلَّ البَغيَ يَرتدِعُ

جاء الوباءُ فَجَلَّى زيفَ مُجتمعٍ=أوْهَى فضائلَهُ الكُفْرانُ والطَّمَعُ

تَرَى الضِّعافَ عناءُ الجوعِ يقتلهمْ=والأثرياء غدَوْا يُفنِيهُمُ الشِّبَعُ

والدَّاءُ يُصْنَعُ من أجلِ الثَّرَى جَشَعًا=وقدْ يُبادُ ذَوُو البلوى بما صَنَعُوا

كم في المَوَاطِنِ من حَرْبٍ مُدمِّرةٍ=فمن يعالجُ من عانوا ومن فُجِعُوا؟

ومن يُواسي شعوباً لا مُعينَ لها=من شدَّةِ الضُّرِّ نحو الموت تَندفِعُ

كم ماتَ بالدَّاءِ ؟ انَّ الأرضَ صارخةٌ=قد بات يملؤني قتلى الألى قُمِعُوا

مَن يُقتلونَ بتجويعٍ وغطرسة ٍ=وفي حروبٍ تَجُذُّ النَّسلَ لا تَدَعُ

متى تفيقُ عقول النَّاسِ من خَبَلٍ=صُ ه ي و نُ يصنعه بالجهلِ يَنتفعُ

يُردي الفضيلة والأخلاقَ مُعتَبِرًا=مصائب الخلق أهدافا ، أما سَمِعُوا؟

يَرَى الشُّعوبَ دَواباً لا أمان لها=بالقهرِ يَحكمُها من تُنشِئُ البِيَعُ

البطشُ دَيْدَنُهُ فالظُّلمُ يُسعِدُهُ=والجوعُ والدَّاءُ والأوجاعُ والفَزَعُ

والتَّابعونَ ذيولُ الكفرِ في وطني=إلى الفسادِ وظلمِ النَّاسِ قد نَزَعُوا

والعالمونَ غدَوْا أحلاسَ صَهيَنَةٍ=فالمنهجُ اليومَ مطعونٌ بما ابْتَدَعُوا

يُسوِّغونَ الرَّدى والظُّلْمَ في طَمَعٍ=من ذا بفتوى شيوخِ البطنِ ينخَدِعُ ؟

* * *=* * *

جاءَ الوباءُ علاجاً للألى فسقوا=الضرُّ بالضرِّ في الأيام يَندفِعُ

أهلا وسهلا بكورونا وما فعلتْ=لعلَّ شرَّ بني الإنسان يَنقطِعُ

وسوم: العدد 966