اعتذار إلى مجموعة: (حلب بلا سياسة)...

 قالوا : تحدثْ عن مدينتك الجميلةِ

عن مرابعها

  مفاتنها

  عن كل مافيها حلبْ

ودع الحديثَ عن السياسةِ

والمفاسدِ ، والجرائمِ ، والخيانة ، والشغَبْ

عِش في المباهجِ

  بين أحضان الطبيعةِ حالماً

   وانسَ المصائبَ والتَّعَبْ

  

فسألتهم :

هل ضمن أبواب السياسةِ

  وصف ما يلقاه أهلي  من نصَبْ ؟! 

أمن السياسةِ

 قول مايجري ، وتصوير الحياةِ

  ومن تسلَّقَ ، أو وثَبْ ؟!

  ماذا  سأكتبُ عن حلبْ ؟!

 إن لم أصفْ ماذا يدورُ ، وما تلاقي عن كثَبْ ؟

  أ أعيشُ في تاريخها ، 

وأحدِّثُ الأجيالَ عنْ

   ( ابن العديم ) وما كتبْ

وعن المطاعم والطعام ِ

 عن المآكل ، والمشاربِ ، والمشاوي ، والكببْ

   وأَغضُّ عمَّنْ سارعوا برحيلهم

  ببراءةٍ

من دون  معرفةِ السببْ

 وعن النوابغ حين غادرت البلادَ

  وصاحت الدنيا :

  لقد ذهبَ الذَّهَبْ

  جوعٌ ... ظلامٌ ... واضطرابٌ

  إذ رغيفُ الخبزِ  حلمٌ 

  للحسيبِ ذوي النَّسَبْ

  ماذا سأكتبُ عن حلبْ ؟!

  بعد الدمار ، أو الخرابِ ، أو الإبادةِ للنُّخَبْ

  فالروس قد حكموا البلاد وعسكروا

 والفرس قد  نشروا التشيّعَ ، والقبَبْ

  وابن المدينةِ ضاقَ ذرعاً  بالحياةِ

  فماتَ قهراً ... مات جوعاً ...  وانتحبْ

   عُذْراً ... أغادركم ، لأَنِّي  من حلبْ

وأرى ، وأسمع ما تعانيهِ ( حلبْ )

وسوم: العدد 970