تجيء مواسمه تترى

أذكر أني كنت اجالسه يوم السبت

له منعطف الديمومة

يختلس المشي

على الزاوية اليسرى لبراءته

لا شيء هنالك يردعه عن أن يثقب وحدته

بشماريخ تحاياه

ويقطف ناي الدهشة من شفة القمر المائل

زمن لخراب بات وشيكا هو

عنب تسأل عنه دواليه هو

أفق لم يصْحُ من الريبة بعد

تجيء مواسمه تترى

وسعادته في خجل تومض فوق محياه،

لقد كان البرق له تفاحا

وأماسيه دولارات تركب حد الكبريت

ولا أدري إن كان يريد شموسا

للّيل النابح تحت شجيرات الكالبتوس

ولِمَ كان يسير بكل جهات الموج؟

لقد أخبره الكاهن عن غرق أرجله أربعة

عن رعب يبدأ من قدميه نهايته عند مدينته...

أيتها الغربة

إمش طريقَكِ ودعيه

اِبْنِ الوجع الناعم في جفنيه

وقولي:

ذاك صديقي

عرفَ النجمَ الثاقبَ والشوقَ الغالبَ

والبعْدَ الطارئَ

عرف النفي وكيف يجيء أصيلا

نحو نوافذه

ووحيدا نحو متاعبه

كيف تصير مراياه منافي

كي تعبر منها الأشياء المنقوشة بالدم،

أنا شاهده الأوحد

واسم حضارته

وسرب طيور يديه...

ومضى في الأرض يجرُّ مشيئته

أغراه صهيل الماء

فعاد بوجه كمدار فرت منه كواكبه

حمحم عصرا

وانساب مساء ليفتش في الحانة

عن مرقد نجمته الموعودة.

ـــــ

مسك الختام:

فوق التلة

حين انقض الفخ على القبرةِ

ألم يك يدري أن لها عشا

و فراخا تترقب عودتها ؟

يا لفؤاد الفخ الصخري!!

وسوم: العدد 977