عيد في المعتقل !؟

من مذابح سجن تدمر  إلى مجازر سجن صيدنايا ، إلى محرقة حي التضامن …. إلى السجن الكبير سورية !!!؟

    (1)

لمْ يعلُ الشدوُ بمئذنةٍ

فَتَخيَلنا صَوتَ الشدوِ

وَتَحسَسْنا ريحَ الذِّكرِ

وهلالَ الصومِ أو الفطرِ

ما دوّى مِدفع إفطارٍ

ما لاَحتْ نسماتُ العطرِ

يا عيدُ أتيتَ على عجلٍ

ورَحَلْتَ كأنك لَمْ تَأتِ!

    (2)

العيدُ بِتَدمُرَ أَن تُصغي

للصمتِ وهلْ يُرجى الصَمتُ

أَنْ يمضي اليومُ بلا قهرِ

أن تُوقَفَ ساعاتُ الذلِّ

أَن تَشعُر أَنك إنسانٌ

أن تُبْصرَ سُحنةَ سجّانٍ

لِدقائق يَبْسمُ بالغَلطِ

أن يحُضرَ أفواجاً أخرى

دُفعَتْ للسجنِ ، بلا سَوطِ

    (3)

أن يَدخُلَ ضوءٌ مِن نُور

ويَبْحَّ صراخُ المسعورِ

وتُزادَ لقيماتُ الخُبزِ

ويَكَونَ الماءُ على وَفرِ

وتُغيَّر أنسامُ الغُرَفِ

    (4)

أنْ تَغْفوَ آلامُ البعضِ

أن تُرفَعَ أقذارُ الأرضِ

أن تسمعَ بعضَ الألفاظِ

لا يُكفر فيها بالله

أن تُوقف أَلسنةُ السوءِ

عن فُحْشٍ أو شَتمِ العِرْضِ

    (5)

العيدُ سعيدٌ  لو تَلقى

إنسَاناً أو وجهاً طَلقاً

أن تُفْتَحَ أبوابُ السجنِ

لِدقائقَ من عُمْرِ الزَّمَنِ

    (6)

العيدُ بِتَدمُرَ لو زادتْ

أو طَالتْ سَاعاتُ النومِ

أن يَحظى  عشراتُ المَرضى

بدواءٍ أو كَشفٍ طُبي

أن تُتركَ ألفاظُ الشتمِ

وتَغيبَ عِبَاراتُ الكُفرِ

    (7)

العيدُ - بسجنك - أشواقٌ

للعيدِ يَكونُ مَع الأهلِ

أن تُوقَظَ في وقتِ الفجرِ

أنْ تَبدأ صُبحَكَ بالعطرِ

بنداءِ الزوجِ أو الطفلِ

فالعيدُ هُنا لا كالعيدِ

بل قَهرٌ يَأتى بالقهرِ

    (8)

لو يَهجُرني ألمُ الشَوقِ

لَغَفوتُ اليومَ بلا أرقِ

وتَنَاسيتُ العيدَ الآتي

وبَقَيتُ أعيشُ مع الصَبرِ

وأمَّنى نفسيَ بالفرجِ

    (9)

لَو تَرضى أجنحَةُ الفِكْرِ

أن تحملني قَبل الفجرِ

لمضَيتُ أهرولُ للبيتِ

وَفتَحتُ البابَ على أمي

وصَرختُ أتيتكِ يا أمي

كي أوقظكُم قَبلَ الفجرِ

لَو ترضى أجنحةُ الفكرِ

    (10)

لَو تَرضى أجنحَةُ الفكرِ

أن تَمضى بي صَوبَ " الجسرِ"

لأتيتُ إلى نهرِ العَاصي

وَوَقَفْتُ على شَطَّ النَّهرِ

كي أَغْسِلَ آثارَ القيدِ

وبَكيتُ بَكيتُ على "العاصي"

وذرفتُ دموعَ الإخلاصِ

وأتيتُ المسجِدَ في لهفٍ

وهتفتُ وبي شغفُ الشَغَفِ

هَل تذكرُإخوانَ الصِدقِ

وحنيناً ألهبَ بي شَوقي؟

(11)

يا عيدُ، أيمنعكَ الحرسُ

أنْ تَأتينا الأفراحِ ؟

هل صَاحَ بوجهكَ جلادُ

وأعادَكَ ، مثلْك مَنْ عَادوا؟

فهنالكَ لَمْ يُسْمَع حِسُّ

    (12)

هَل عُدتَ كَما عَادَتْ أُمي؟

رُدَّت منْ غيرِ مقَابلةِ

وَقَفَتْ بالبابِ،  تُناشدُهمْ

أن تَنظر دُونَ مكالمةِ !!؟

وسوم: العدد 979