التّفكرُ في الكونِ سبيلُ اليقين

هذه دعوة شعرية لذوي الألباب إلى التّفكر في آيات الله تعالى وآلائه

لأن ذلك هو السّبيل الأمثل لتذوق حلاوة اليقين

*

انظرْ إلى هذا الورى يا ذا الفؤادِ فكمْ بِهِ

من آيةٍ كونيةٍ تدعو إلى الرَّحمنِ

إنَّ التَّفكرَ في الوجود هدايةٌ دينيةٌ

تبنِي عُرى الإيمانِ

الفِكرُ عنوانُ المعارفِ في بُنَى العمران والأديانِ

الفكرُ نافذةُ العقولِ على الحقائقِ في الدُّنا

الفكرُ جوهرُ أمَّةِ الإنسانِ

سَرِّحْ خيالكَ أو عيونَك باحثاً

عن سِرِّ قَصْدٍ في الخلائق كامنٍ

في كلِّ موجودٍ وحالٍ في بُنَى الأكوانِ

انظرْ إلى ذاك التَّناغُم في الفضاءِ وفي البحارِ وفي الرُّبَى

وعوالمِ الأحياء والأبدانِ

انظرْ إلى زَخَمِ الظَّواهر كيف تشهدُ أنَّها

من حكمةِ الديَّانِ

انظرْ إلى النَّسماتِ والأصواتِ والألوانِ

انظرْ إلى كَوْمِ التُّرابِ فكم تجدْ

من كائنٍ حيٍّ بديعٍ مُدهشٍ كالفِطْرِ والدِّيدانِ

انظرْ وفكِّرْ واجتهدْ

لا تمشِ فوق الأرضِ في عَيٍّ وغَيْ

كالصُّم كالعِميانِ

انظرْ إلى الزِّلزالِ يَصدعُ في البلاد مذكِّراً

انظرْ إلى البركانِ

انظرْ إلى الأزهار كيف تكلَّلتْ بالحسنِ والرَّيحانِ

انظرْ إلى الثَّمرِ الذي ينمو على الأغصانِ

انظرْ فكلُّ كبيرةٍ وصغيرةٍ في الكون تُبرِزُ غاية الإتقانِ

الكونُ يشهدُ للّذي خلق الورى بالفضلِ والإحسان

فاشْكُرْ وقدِّرْ خالقاً سوَّاك بالسَّعي الحثيث إلى الهدى

بالصِّدق بالإيمانِ

بعبادةٍ تُضفي السَّعادةَ والأمانَ على حِمَى الأوطانِ

بعبادةٍ تُرخي السَّلامَ على الرُّبوعِ فينتفي منها أذى الأحزانِ

بعبادةٍ تحي المكارمَ في النُّهى

في الشَّعب في السُّلطانِ

انظرْ ودعْكَ من العَمَى

في ظلمةِ الإلحاد والأصنام والصُّلبانِ

إنَّ الحقيقةَ في هدى الإسلامِ ، في النُّور الجَلِيْ

في شُعلةِ القرآنِ

فافزَعْ إلى الله الذي خلقَ الوجودَ بحكمةٍ

حكَم النُّفوسَ برحمةٍ

واخترْ بعقلك يا فتى بين السَّعادة في الورى

وشقاوةِ الآلام والنِّيران

وسوم: العدد 984