عِيدٌ بأيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يا عيدُ

( " قصيدة ٌ نظمتها على نمطِ قصيدةِ أبي الطيِّبِ المتنبِّي المشهورة   في هجاءِ كافورالإخشيدي العبد الأسود حاكم مصر وعلى نفس الوزن والقافيةِ ، وقد أخذتُ صدرَ البيت الأول منها ووضعتهُ بين قوسين كتضمين ، وهي مهداةٌ إلى الأحرارالشُّرفاء الثائرين على الظلم في هذا العالم... ومهداة ٌ إلى كلِّ عربيٍّ مؤمنٍ حُرٍّ وشريفٍ مُتسَربلٍ بالمبادىءِ والمثل والقيم السامية"):

"عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ   يا   عيدُ "     بالعَسْفِ بالقصفِ..للأهوالِ تصعيدُ

إنَّ الأحبَّة ذاقوا القهرَ وانتكبُوا       مصيرُهُمْ قد سَاسَهُ مَسْخٌ وَنمرُودُ

الإمَّعَاتُ هنا في خير وفي نعمٍ       والجهبذ ُ   الحُرُّ   مقمُوعٌ   وَمنكودُ

نامتْ نواطيرُ أرض الطُهرِ مُذ زمنٍ         ويرتعُ   الثعلبُ   المَكّارٌ   والدُّودُ        

نامت نواطيرُأرض العُربِ قاطبة         وذاقَ نارَ اللَّظى أحرارُها   الصِّيدُ

تبكي المعابدُ من هولَ الذي ارتكبتْ       أيدي الطغاةِ ، وكلُّ الجوِّ مَوْقُودُ

الحقُّ يسلبُ والأوطانُ قد نُهبتْ         والظالمونَ   فلا   يُلوَى   لهُمْ   عودُ

فالموتُ أصبحَ شهدًا للألى انتكبوا         إنَّ   المنايا   بوجهِ   الذلِّ     قِندِيدُ    

فالشَّعبُ إن هَبَّ لا تثني عزيمتهُ         كلُّ العوالمِ ...لا بيضٌ   ولا   سُودُ    

والنصرُ يأتي بعونِ اللهِ   مُؤتلقا         سيُدْحَرُ البغيُ.. ربُّ العرشِ موجودُ    

عنادِلُ الحبِّ لا شدوٌ ولا أرَنٌ         متى   يعودُ   لها   شدوٌ   وتغريدُ

نوحُ الحزانى تعالى في مرابعِهَا         فوقَ   الرَّوابي   لترجيعٌ   وترديدُ

العيدُ عادَ وَصوتُ الظلمِ مُرتفعٌ         والشَّرُّ والرّجسِ لا    يثنيهِ   تنديدُ

العيدُ يأتي وأهلُ الحقِّ في ألمٍ         تلكَ الجراحُ لها ما كانَ تضميدُ  

العَسْفُ قد عمَّ هذي الأرض قاطبة       فالعدلُ   مُنتهَكٌ   والحقُّ   مَوْءُودُ

كم من بلادٍ سوادُ الليلِ يغمرُهَا       سكانها   الصِّيدُ   أقوامٌ     صناديدُ

كم من ديار ٍ بُعَيْدَ العزِّ فانتكبَتْ       والكونُ يصمتُ، دربُ الحقِّ مَوْصُودُ

إرادة ُ الشَّعبِ لا طغيانَ يُوقفها         تهوي العروشُ إذا ما كانَ توحيدُ

فالشَّعبُ إن هبَّ لا تثنيهِ عاصفةٌ         وموعدُ   الفجرِ   والتحريرِ   منشودُ

تقرُّ عيونُ الثكالى والألى انتكبوا         وينعمُ الأهلُ ... قد تحلو المواعيدُ

والشَّعبُ   يَحْيَا   فلا هَمٌّ   يُؤرِّقهُ         تُجنى   الثمارُ   لهُ   ثمَّ   العناقيدُ

وتُشرقُ الشَّمسُ للأبرارِ قاطبةً         والحقُّ يرجعُ ..كم تسمُو المَواجيدُ  

يُحَرَّرُ الوطنُ المكلومُ من طغمٍ         والفجرُ   يبسمُ   تزدادُ   الزَّغاريدُ

أنا العروبةُ في شعري وفي نغمي         أفدِي   مَرَابعَهَا ... للحُبِّ   غِرِّيدُ

شعري لنهضةِ شعبي بتُّ أنظمُهُ         لا   للطغاةِ   وفيهِ   يشمخُ   الصِّيدُ

ويبسمُ الزَّهرُ ، والأطيارُ صادِحَةٌ         والغيثُ يهمي وفيهِ   تُخصبُ البيدُ

حَلَّقتُ في أفقِ الإبداع ما ذُكِرَتْ         " وجناءُ حرفٌ ولا جرداءُ قيدُودُ "

وإنَّني الثَّائرُ المغوارُ في زمني         ربُّ   المكارمِ   بالإبداع   مَحْسُودُ

ما بعتُ للغيرِ سيفي لا ولا قلمي         لم يغوني الحُسنُ والغيدُ   الأمَاليدُ

ربُّ القوافي أنا والفنِّ كم شهدُوا         أنا السَّنا والعُلا   والبأسُ   والجُودُ  

ربُّ المبادىءِ كم ضحَّيتُ في وطني     بذلتُ عُمري.. شبابي.. فهْوَ مَكدُودُ

والغيرُ باعَ ضميرًا للألى َظلمُوا       وَنكَّسَ الرَّأسَ … بالتفكير ِ مَحْدُودُ

لا يمدَحُ البغيَ إلا عاهِرٌ   قذِرٌ         الظلمُ   يَمدَحُهُ     القومُ     الرَّعَاديدُ

وعندنا نحنُ كم مِنْ آفك ٍ   قذر ٍ       بَاسَ النِّعالَ   بثوبِ الذلِّ   منضودُ

كم   ناقدٍ عندنا   نذلٌ   وَمُرتزقٌ         وعندهُ العقلُ   طول العُمرِ مَسْدُودُ

هُوَ العميلُ وتحتَ النّعلِ منتزلةً         مُدَجَّنٌ   لطريقِ   الخزيِ   مَرْصُودُ

عندَ الأراذلِ مَحظوظ ٌ وَمُبتهجٌ         عندَ   الأشاوسِ   مَنْبُوذ ٌ   وَمَطرُودُ

الحُرُّ   يبقى منارَ الحقِّ سُؤدُدَهُ         أمَّا الخَؤُونُ عدوُّ الحقِّ   مَكمُودُ

نالَ الوظائفَ أهلُ الرِّجس.. مَنْ فسَقوُا … للعاهرِ النذلِ   والفسَّادِ   تحديدُ

وطغمةُ الشّرِّ للأوغادِ   تحضنهُمْ     ... أما   الكريمُ     فمَنبُوذ ٌ   وَمَهْدُودُ

وَنحنُ في زمنِ الأنذال.. كم رَتعُوا       والجَهْبَذ ُ   الحُرُّ   والمِقدامُ   مفقودُ

أضحى المُبجَّلَ في عصرالخنا نتنٌ       وَغدٌ   قميءٌ   وَمَعتُوهٌ     وَقعديدُ

لكعُ بن لكع ٍ زعيمُ الناسِ سيّدُهُمْ       يُلقي المواعظ ... للأرجاسِ   تمديدُ

كلُّ الوظائفِ دونَ النعلِ أرفضُهَا       وَظائفُ   الذلِّ   للأحرار ِ   تنكيدُ

جوائزُ الذلِّ   والتطبيعِ   أنبذها         قد نالهَا في الخنا الأوباشُ والبُودُ

وإنَّني الحُرُّ والمقدامُ   يا وطني       وليسَ في القولِ   والأفعالِ   تفنيدُ

دروبيَ الشَّوكُ لا أنسى مَسالكَها       كم سرتها في الدُّجى .. ما كانَ تعبيدُ

وحاربتني حُشُودُ   الشَّرِّ   قاطبةً         واللهُ   ينصرُنِي   والكُلُّ   موْصُودُ

وإنَّني الغيثُ أروي كلَّ مُضطرمٍ       صَادٍ كئيبٍ ..عنِ الإنعامِ   مصْدُودُ  

وإنَّني الفارسُ الصِّنديدُ يعرفني       كلُّ الأشاوس ِ ... في الجُلَّى لمَعْدُودُ

وإنَّني الأرضُ في شوق ٍ وفي ظمَإٍ       للخيرِ     والبِرِّ   تأتيني   الأجاويدُ

وعندنا   أصبحَ   الإعلامُ   مَهزلةً       للجهبذِ     الحُرِّ     تعتيمٌ     وتجميدُ  

صحافةُ الزِّيفِ للأوباشِ نرفضُها       وكرُ العمالةِ   فيها النتتنُ موجُودُ  

تُوَظِّفُ الأخرَقَ   المَعتوهَ لا قِيَمٌ       والجَهْبَذ ُ الحُرُّ والمقدامُ     مَبْعُودُ

صحافةٌ   عندنا   مأجورةٌ   نتنتْ       لخدمةِ   الشَّرِّ … للأوغادِ   توطيدُ

وَمنبرٌ   هي             للأنذالِ     قاطبةً         أمَّا   الشَّريفُ   فمَنبُوذ ٌ   وَمَجْحُودُ  

وللدَّعارةِ   ما   زالتْ   ركائِزُهَا         للرِّجسِ   تبقى   وللأقذار ِ تحميدُ

وإنَّهُمْ   بجَّلوا   الأرجاسَ وَيْحَهُمُ         يا    للعَمالةِ … للطاغوتِ   تمجيدُ

كم حاربوني فلا   قَرَّتْ عيونُهُمُ       بالرُّغمِ من أنفِهمْ في النَّجمِ مَشدُودُ  

لا ينشُرُ الشِّعرَ لي نذلٌ وَمُرْتزَقٌ         هوَ العميلُ   بثوبِ الخزيِ مولودُ

كانَ انتشاري ورُغمًا عن تآمُرِهِمْ      همْ في الحَضيضِ، أنا بالخيرِ محمودُ

وشُهرتي وَصَلتْ للكونِ أجْمَعَهُ         أنا   الأبيُّ   وأقوامي     الأماجيدُ

وإنَّني   للعُلا   والمَجدِ .. مُنطلقي       .. وأنني   للمَدى   فكرٌ   وتسهيدُ

أبقى   نظيفًا   أبيًّا   دائمًا   أبدًا       أنا   لربِّي .. لصوتِ   الحقِّ   ترديدُ

بعون ربِّي صُروُح الرِّجسِ نهدمُهَا       مَعاقلُ   النورِ   والإيمانِ   توطيدُ

وسوم: العدد 988