كلُّ الدُّرُوبِ إلى عينيكِ أسلكُهَا

البحرُ أنتِ   فكم أشتاقُ   للغرَقِ والبدرُ أنتِ يُضيىءُ الكونَ في الغسَقِ

كلُّ الدروبِ إلى عينيكِ أسلكُهَا    إليكِ أمضي ومهما صَعَّبُوا طرُقي

أنتِ   الحياةُ   لقلبي   والنعيمُ   لهُ   أبقى  أحبُّكِ   حتى   آخر   الرّمَقِ

قد كنتِ لي بصيصَ الحُلمِ في شجَني وَكُنتِ أنتِ خيوطَ النّورِ في الشَّفق

كانتْ حياتي ضياعًا دونما هدَفٍ   حتى التقينا   تلاشَتْ غصَّة ُ الأرقِ

الحُبُّ من   قبلِنا ضاعَتْ معالِمُهُ     حتّى أتيتِ فشعَّ السَّعدُ   في أفقي

يا جنّة َ الخلدِ طولَ الدَّهرِ وارفة ٌ   .. فيها   فكم مَنبع   صافٍ وَمُندفقِ

كلُّ الينابيع أضحَى ماؤهَا عذبًا   ولم يَعُد في الدُّنى من منبع رنِق

يا   توأمَ الروح   يا  دنيا مُلوَّنة    في سحرِ روعتِهَا ..في نشرِهَا العبقِ

وبينَ   أحضانِكِ  الأجواءُ   دافئة ٌ     قد فاقَ عطرُكِ نفحَ الوردِ والحَبَق

يا حبَّذا الحُبُّ شهدًا حينَ نرشُفهُ   وَخَمرة َ الروح ِ تبقى للهوى الخفقِ

يا حبَّذا قبلة ٌ من  فيكِ دافئة ٌ   وَأرشُفُ الشَّهدَ في شوق ٍ وفي سَبق

رمزُ الأناقةِ في شكلٍ وفي عملٍ     سحرُ البلاغةِ   في   أسلوبيَ   اللبقِ

وإنّني   شاعرُ الأجيالِ   قاطبةً         كم   ناقدٍ غارَ مِنِّي أرعَن ٍ خرقِ

قطعتُ عمريَ في كدٍّ وفي تعبٍ       كأنَّ خطويَ في السّردابِ أو نفقِ

كلُّ   الشّدائدِ   والأهوالِ   أهزمُهَا       ما كنتُ في وجلٍ يومًا وفي قلقِ

إنِّي أجودُ بفيضِ الخيرِ في فرح     من غير ما ثمن ٍ كالمُزنِ والودقِ

ديني يظلُّ   شعارَ   الحبِّ   أعلِنُهُ       وغيرُ دينِ الهوى ما كان مُعْتَنقِي

أراكِ   قادمة ً كالظبي   شاردةً    في أفقِ ذاكرتي في فسحةِ الحَدَقِ

أراكِ مُقبلة ً   كالشَّمسِ   مشرقة   فينتشي الشعرُ إبداعًا على الورَقِ

في القلبِ أنتِ وفي الوجدانِ باقيةٌ    إليكِ   يبقى مَدى   الأيّام   مُنطلقِي

أحيا   الهوَى   ودنيا الحبِّ مُنتشيًا       في القلبِ سهمُ غرام ٍ جدَّ مُخترق

الحُبُّ إكسيرُ روح   شعَّ جوهرُهَا     مثلي وكم عاشق ٍ بالحُبِّ مُحترِق

يبقى   هوانا   مدى الأيامِ   مُؤتلقًا       وفي ارتقاءِ   المعالي خير مُؤتلقِ

كلُّ الصّعابِ فلا   تثني مطامحَنا       لا شيىءَ يُوقفُ حُبًّا   دائمَ الخفق

نحنُ   المَنارةُ   للأجيالِ   قاطبة ً       نبقى المثالَ   وفي إبداعِنا   الغدِق

خُضتُ الحياةَ بلا يأس ٍ ولا مللٍ       أمجادُنا    بُنِيَتْ   بالجُهدِ   والعرَقِ

ولي   رسالةُ   حقٍّ   لستُ   أترُكُهَا       هيَ الأمانةُ طولَ الدَّهرِ في عُنُقِ

ولي   قضيَّةُ   شعبٍ   بتُّ   أعبدُهَا       ولن يُبَدَّلَ من عزمي وَمن خُلقي

أنا المناضلُ في كون يفيضُ أسًى       لرايةِ   الحقِّ   دومًا   خير مُمتشِقِ

وسوم: العدد 998