إذا زلزلت الشام زلزالها

عبد الحفيظ بورديم

أعيونٌ أم بروق تكفهرّ؟

تحت أنقاضٍ كرعد يشمخرّ

هل ترى الشامَ بكت زلزالها

إذ سرى  موتا، وأمر الموت ذعر

هل ترى الدمع إذا فاض دما 

 يبرئ الجرح وقد عزّ  الهِزَبْر

بل أرى في الشام روحا طهرت

 قد سقاها (بَرَدَى) والروض قطْرُ

يا عيون الطفل من تحت الثرى

أنت مشكاة لمن عينه صقر

لست أبكي بلدة قد صاغها

الله من نور على هديه نَصْر

فعيون الشام من عهد الرَّدى

حُرَقٌ لا تنتهي، والغد سرُّ 

ولئن ضجَّت بأحزان السّما

 فلها في القلب إيمان وكِبْر 

إنها الشام تحاكي لوعة الـ

 حرِّ لا يقهره جوع وفقر

 وهي أرض البعث يحكيها المدى

 وبها خيْلٌ لها كرٌّ وكرُّ

وغدا يزهر في كلِّ الربى

 شهداء الله في الأطيار خضر

ويعيد الله من أحزاننا

 لعيون الشام قُدْسًا له ذكر 

وستبقى الشام ظهرا راسيا

ولها منّي أزاهيرَ  تسُرّ.

وسوم: العدد 1018