عهدنا بالشيوخ

د. عبد الرزاق حسين

عهدنا بالشيوخ

د. عبد الرزاق حسين

[email protected]

قد عهدنا علماء تربعوا على سدَّةِ القضاءِ والإفتاء ، فكانوا مصابيح هدى للأمة ، أناروا دروبها بمواقفهم الجريئة ، جاهدوا في الله حقَّ جهاده  ووقفوا في وجه الطغيان ، لا يخافون في الله لومة لائم ، فقرأنا عن الأئمة الأربعة ، وعن الإمام الإوزاعي ، والمنذر البلوطي ، وابن تيمية ، والعز بن عبد السلام وغيرهم ، ممن وقفوا مواقف الرجال ، وعهدنا في عصرنا الحاضر منْ يفتي بأنَّ المجرم الأثيم هو في مقام الصحابة الكرام ، ومن يقول بأن تزر وازرة وزر أخرى لأنَّ بوتن أفتى بذلك ، ومن يفتي بالقتل على الرائحة ، وإحراق المساجد بالمصلِّين ، وبأقل الضررين ، والضرر الكبير ما أفتى به . فقلت :

قد  عهدنا  الشيوخَ أوفى iiذمامًا
للحيارى  الجياعِ  قوتَ  iiسبيلٍ
ما  عهدنا  الشيوخَ طلابَ iiدنيا
ما عهدنا الشيوخَ من أجلِ iiمالٍ
يلبسونَ   الإفتاءَ   ثوبًا  iiمُعارًا
حيَّروا  الناسَ  فالفتاوى iiضلالٌ
وعميدُ   الإفتاءِ   يُفتي  iiبحرقٍ
وبأنَّ   الرسولَ   أحرقَ   iiقبلًا
كذبٌ   محضٌ   وافتراءٌ  iiمبيرٌ
يشترونَ  الدُّنا  بعرضٍ رخيصٍ
ما  عهدنا  الشيوخَ سيفَ iiطغاةٍ
ما  عهدنا  الشيوخَ  إلا iiشموسًا
ما  عهدنا  الشيوخَ  إلَّا  iiأُسودًا
قدْ    عهدناهمُ    أُباةً   iiلضيمٍ
ما  عهدنا  الشيوخَ  إلا  iiورودًا
ما   عهدناهمُ   لجسمٍ   iiسقامًا
همْ لمرضى الأجسادِ بلسمُ جرحٍ
لمعالي  الغاياتِ  أنضوا  iiركابًا
ذلَّةَ  العيشِ  يرفضونَ iiبخفضٍ
عزَّةَ  الدينِ  في  الوجوهِ  iiتراها
قدْ   عهدناهُمُ  مصابيحَ  iiهدْيٍ
لا   يخافونَ  لومةً  في  iiإلهٍ
لِأُهَيْلِ   الإيمانِ   أَبْدوا  iiولاءً
لسجلِّ   التاريخِ   كانوا  iiمدادًا
من    ثناياهُ   أشرقوا   iiكبدورٍ

























أصدقَ   الناسِ   للعهودِ  وفاءَ
لِلعطاشِ   الظماءِ   نبعًا  رواءَ
بل    لأخراهمُ   أعدُّوا   iiاللقاءَ
  يجعلون  الإفتاءَ  بيعًا iiشِراءَ
ولدنيا   الظُّلَّامِ   كانوا   iiرِعاءَ
فعتلٌّ     يصاحبُ     الأنبياءَ
كذبًا    يدَّعي    ومينًا   عماءَ
أَنقيسُ   الكفّارَ   والأولياءَ   ii؟
فعلى    الله   يكذبونَ   iiافتراءَ
خابَ  مَنْ  كانَ  منهمُ بل iiساءَ
ولسانًا     لهمْ    يفوحُ    رياءَ
في  سماءِ  العُلا  تُشعُّ  iiضياءَ
يَرِدُونَ   الوغى  أشدَّ  مضاءَ
وجنودًا   للحقِّ  أضحتْ  iiفداءَ
في  رياضِ  الهدى تفوحُ iiشذاءَ
بل    عهدناهمُ    لداءٍ   iiدواءَ
ولمرضى  الأرواحِ  كانوا iiشفاءَ
فتخطُّوا   إلى   العلا  iiالجوزاءَ
عزَّةُ  النَّفسِ  ترفضُ  iiالإنحناءَ
وسماتُ  الإيمان  تبدو  iiتراءى
قدْ  أضاؤوا  الدُّنا  سناءً iiضياءَ
  من  مُليمٍ  وإنْ  تعدَّى iiأَساءَ
ولإسلامهم       أشدُّ      iiولاءَ
ولدوحاتهِ      جذوعًا     iiلحاءَ
وبأعلاهُ     سُطِّروا     iiطَغْراءَ