ملك الموت في زيارته

 

  1. أنا في انتظارِكَ لا أطيقُ حِراكا

  فاللهُ قدَّرَ أنني ألقاكا

  1. يا أيُّها الـمَلَـكُ الذي تمضي إلى

  قدَرٍ له الرَّحمنُ قد سوَّاكا

  1. لا ضيرَ مما قد أتيتَ لأجلِه

  يا ليتَ أنِّي باسِمًا ألقاكا

  1. أنا لم أكُنْ إلا الموحِّدَ راضيًا

  فيما قضى، فافعَلْ كما وصَّاكا

  1. والأمرُ أمرُ اللهِ فامْضِ لأمرِهِ

  لأكادُ أُبصِرُ مسرعًا مأتاكا

  1. قَدَرٌ على كلِّ الخلائقِ فأتِني

  أهلًا.. وإنْ قد عشتُ لا أهواكا

  1. أنا مُذ ولِدْتُ علمتُ أنَّكَ راصدي

  مهما اختبأتُ تحوطني عيناكا

  1. مضتِ الثَّمانونَ التي قد عِشتُها

  وأرى ثوانيها أسىً وعراكا

  1. فإذا دنا أجلي وحانَ لقاؤنا

  فبلحظةٍ تصطادُني كفَّاكا

  1. أمضيتُ عمري ما استطعتُ مسامحًا

  وبكلِّ جهدٍ أقلع الأشواكا

  1. الصدُّ أجزيه ببسمةِ والدٍ

  ولكم رآني حاسدي ضحَّاكا!

  1. أسعى إلى الأملِ البعيدِ يشدُّني

  طمعٌ أخال يقول: ما أقواكا!

  1. وأجِدُّ لا أخشى العثارَ، ولا أرى

  غيرَ الذينَ يجددونَ شِراكا

  1. ويثورُ ما أبقى الإباءُ بفطرتي

  وعن المرجّى لا أريدُ فِكاكا

  1. وأظلُّ أسعى والطموحُ يقولُ لي:

  سلِّم أمورَكَ واستعِنْ مولاكا

  1. أسعى وأسعى لا أَملُّ يشدُّني

  وحيٌ يقولُ غِناكَ في مسعاكا

  1. فأرى إلهي قد حباني فضْلَهُ

  فجنيتُ من تيسيرِه أملاكا

  1. وبنينَ قد حفدوا لنا أشباهَهمْ

  فنراهمو في عيشنا أملاكا

  1. وغداة قد وهَنَتْ عظاميَ قلتُ يا:

  قلباهُ جُدَّ إلى المتابِ خُطاكا

  1. فأرى الذي جَمَّعْتُ يُوحي مُشفِقًا

  سينالُ غيرُكَ ما جَنَتْهُ يداكا

  1. والأهلُ كلُّ الأهلِ كلُّ أحبَّتي

  ستقولُ: ما عِشنا فلنْ ننساكا

  1. فارْحَلْ إلى ما سوفَ تلقاهُ غدًا

  فاللهُ ربُّ العالمينَ دعـاكا

  1. فأقول لا تبكوا أرجي دعوةً

  لأرى بها فضلَ الدُّعاءِ هناكا

 ***

  1. وتمرُّ أيامٌ ويَنسى من لهم

  كنتُ الحبيبَ فقد نسوا ذكراكا

  1. لا ذكرَ يُجدي، ولا يجدي غدًا

  شيءٌ سوى ما الله منه وقاكا

  1. ويقولُ من عقِلوا إذا حُمَّ الردى

  صبرًا على ما قد أتى، ودهاكا

  1. اِرحَلْ وكُنْ من عفوِ ربِّكَ موقِنًا

  فهو الذي من فضلِهِ أغناكا

  1. فأقولُ يا أهلاً بقابِضِ مهجتي

  يا مَنْ ستُمضي ما قضى مولاكا

  1. ما كانَ أسعدني ووجهُكَ باسمٌ

  يُنبي بأنَّكَ قائلٌ: بشراكا

  1. أنا قادمٌ للهِ أرحمِ راحِمٍ

  أقدِمْ فإنِّي لمْ أَعُدْ أخشاكا

  1. هذا الذي أرجوه من ربِّي غدًا

  ما غيرَ ربي أرتجيهِ لذاكا

  1. فامنُنْ بعفوِكَ يا إلهي منَّةً 

  أنتَ العفوُّ فنجِّ من ناجاكا

وسوم: العدد 1032