والأنفسُ الأخرى !؟

هيهاتَ يشفي القلبَ في بحـر الصراعِ هـوى العقولْ !

فالموجُ عاتٍ تصرخُ الأهوالُ فيهِ مـدى الفصولْ

والأنفُسُ الأخرى بها أصحابُها الـدَّاءُ الوبيلْ

صُـمٌ وبكمٌ بل وعُميٌ يحملون مُـدَى الغليلْ

فالحقدُ ديدنُهم وظلمتُه لهم عرضًا وطولْ

فاقتادَهم عبثُ الضلالِ فحاربوا النورَ الأثيلْ (1)

واستعذبتْهُ نفوسُهم وعُمـوا فلم يروا البديلْ

ماذا نقولُ لمفسدي عصرٍ غـوى ولمَن نقولْ !

ولكلِّ قولٍ عندهم ردٌّ قبيحٌ لايزولْ

هـذ مكائدُهم على الإسلامِ تعصفُ لاتحـولْ

وعقيدتي توحي لهم ولكلِّ أصحابِ العقولْ

أنَّ السلامةَ والأخوَّةَ والتعايشَ والأصـولْ

هي وحـيُ ربِّ الناسِ في الدنيا ومرماهـا ظليلْ

فعلامَ يطوون الحقيقةَ والمآثرَ والدليلْ!

وَلِـمَ التَّنابذُ والتَّحـدِّي والتَّآمرُ والغُلولْ !

ديني هـو الأمل الفريدُ لأمتي وبه تصولْ

في الخيرِ للأممِ التي عانتْ من الـدَّاءِ الوبيلْ

من سطوةِ الطغيانِ والقهرِ المُبَيَّتِ لا مثيلْ

عنوانُ دنياهـم هوًى والأمرُ في الدنيا يدولْ (3)

والشَّعبُ بالدِّين اشمخرَّ وليس بالحكم البديلْ

وبغيره وجـهُ البلادِ عليه آثارُ الخمولْ

فاصدعْ بشرعِ الله لاتخشَ السَّفيهَ ولا الذليلْ

فالعـزُّ بالإسلامِ وَلْتَخْسَأ أفانينُ الميولْ (4)

فنبِيُّنا الهادي الأمينُ وهَديُـه النَّضِرُ الجميلْ

قرآنُـه والسُّنَّةُ الغـرَّاءُ والخيــرُ الجـزيلْ

والفيءُ إن جارَ الطغاةُ برحبه يحلو المقيلْ

والمجـدُ للأجيالِ لن يبلى ابهـا ولها فضولْ

خابَ الذين استعذبوا خنقَ الصباحِ فلا أُفـولْ :

للحـقِّ للقيمِ الأثيرةِ والإلـهُ هـو الكفيلْ

هيهاتَ ترهبُنا الحشودُ وبأسُها ملَ المسيلْ !

فاللهُ أكبرُ من أفاعيلِ الجناةِ فلا سبيلْ

فكتابُ تاريخ العقيدة لم يزلْ يروي الفصولْ

وشهادةُ العقلاءِ تمرعُ فانظرَنْ ما من ذبولْ

وملاحمُ النصرِ المبينِ وطيفُها الغالي يجولْ

أما الطغاة فيكذبون ويمرقون وهـم ذيولْ

ياليتهم فطنوا بأنَّ اللهَ مولاهم جليلْ

يـدُه بها كلُّ الأمورِ فلا سِواهُ لها تؤولْ

فاسجدْ أخي للهِ ربِّ العرشِ ربِّكَ لايزولْ

وَثِقَنْ بأنَّ الفتحَ آتٍ فالأعادي لاتطولْ

فنبيُّنا وحبيبُنا لدعـائه أجلى قبولْ

قد بشَّرَ الأجيالَ والأجيالُ قائدُها الرسولْ(5)

هوامش :

  • الأثيل : أَثِيل هو اسم علم مؤنث من أصل عربي، جاء الاسم على صيغة فعيل، ويرمز : للأصالة والمجد والعراقة في الأصل والشرف الرفيع .
  • الغلول : غلّ يغلُّ غُلولاً وأغلَّ: خان وكل مَن خان في شيء فقـد غل .

(3) تدول الدول : تدول دول الاستبداد:  تولِّي وتزول لامحاله بمشيئة الله

   (4) أفانين : أفانين الكلام : أساليبه وطُرقه وأجناسه .

   (5) الرسول : هـو حبيبُنا وشفيعُنا صلى اللهُ عليه وسلم .

وسوم: العدد 1046