بربك أرضَ غزةَ خبّرينا

بربك أرضَ غزةَ خبّرينا= عن الأهل الكرام الصامدينا

عن الأحباب تحت القصف باتوا= لربٍّ واحدٍ متضرعينا

و عن أهوال ضربٍ مستمرٍّ= و كم  بتُّم  له  مترقبينا

و من جزعوا فبالله اعتصامٌ=فليس يُرَوْا  سوى متصبرينا

و عن أمّ الشهيد استقبلته= تزغرد ربنا إنا رضينا

تقول لقد نذرتك يا ضنايا= فداء الأقصى عز المسلمينا

و إني قد ائتمنتك يا بنيّ=على وطني فكنتَ له الأمينا

هنيئا بالشهادة يا حبيبي= إلى الفردوس ركب السابقينا

و تلك الأم تمضي ودَّعتْنا= و  قد تركت وصيتها الجنينا

و أخرى ودَّعت بنتا تنادي= أُوَاهٌ فلذةَ الكبد الحنونا

و عن تلك النساء الفاضلات=على جمر الغضا متحملينا

يَعِشنَ بلوعةِ الأكباد حَرَّي= و يكتُمنَ الأسَي مُتصَبِّرينا

و كم من أسرة في الهدم ترقى=جميعا للعلا متعانقينا

فما تركوا لنا أحدا ليلقى= عزاءً أو يظلَّ هو الحزينا

فيا ربِّي تقبلهم جميعا= و بعضهمو لبعض شافعينا

أبٌ .. أمٌّ .. و أطفال صغارٌ= شهودا عند رب العالمينا

بأن القصف  يقتل  أبرياء= بعمدٍ ذاك دأب المجرمينا

و عن تلك المشافي قد مُلِئن= دماءً بالضحايا الغارقينا

بها الطرقات و الردهات ضجّت= قد اشتعلت صراخا أو أنينا

صراخ الطفل  يدمي كل قلب= فما ذنب الصغار الطاهرينا

جراحاً أو جروحاً  نافذات= و هرولة الكرام المسعفينا

* * *=* * *

و رغم القصف قد تجد الصبايا= مع الأطفال ليسوا عابئينا

فقد ورثوا الشجاعة و الصمود=عن الآباء نعم الأكرمينا

و تسمع بعضهم في الليل يشدو=بألسنة الصغار مسبحينا

فذكر الله يغلب كلَّ قصفٍ= به لهج الصغار مهللينا

صغار السن لكن أقوياء=عزائمهم شداد لن تلينا

جهادٌ فانتصارٌ أو نكونُ= بالاستشهاد نحن الفائزينا

تيقّنّا بأن النصر آتٍ= صمودكمو  به زدنا يقينا

* * *=* * *

بربك أرضَ غزةَ خبرينا= ألا عذرٌ لنا كي تعذرينا

وددنا لو أتيناكم نكون=بجانبكم نصد المعتدينا

و لكن أُغلقت تلك الحدود= بأمر ولاتنا المتصهينينا

حدود الطوق حولك أغلقوها= و كانوا للقضية  بائعينا

غدا سنحرر الأقصى و لكن= بطردٍ للولاة المفسدينا

و في الدنيا قصاص العدل يأتي= عقاباً رادعاً للظالمينا

فعذرا أهل غزة ثم عذرا= لما تلقين من متخاذلينا

* * *=* * *

بربك أرض غزة خبرينا= عن الأبطال تقتحم الحصونا

على الثكنات قد هبطوا خفافا=و كانوا للعدو مصبحينا

و في يُسرٍ قد انقضّوا عليهم=أسودا أو نسورا كاسرينا

فمِن ذعرٍ قد ابتلت ثيابٌ=و فورا أذعنوا مستسلمينا

و قد سيقوا غنائم للأسود= أساري في القيود مجندلينا

و أفراحٌ بغزة في ابتهاجٍ= قنصنا اليوم ذا الصيد الثمينا

هجومٌ خاطفٌ شلَّ الأعادي= بفضل الله رب العالمينا

و كان البعض يعجب في ذهولٍ=يقول بدهشة متسائلينا

أكانت نزهةً أم كان "بَبْجي" ؟= به للحرب نبتكر الفنونا ؟

حماكم ربنا  " قَسِّامُ " دوماً= إلى عقر العدو مبادرينا

و عاشت رأس حربتنا حماسٌ= و من معها كراما صامدينا

* * *=* * *

و قال المجرمون لسوف نأتي= بغزو البر نأتي زاحفينا

فقال الأُسد  يا أهلا و سهلا= هنا الضيف يقول تشرفونا

ليرجعَ من سيرجعُ إن أتيتم= معاقا أو جريحا أو دفينا

و من يبقى هم الأسري ضيوف= على الضيف و غيرُ مُكرَّمينا

فإن يأتوا هنا متغطرسينا= يفروا بالهوان مولولينا

سيعلم من أتى منهم بأنّا= أسودٌ في الوغى تحمي العرينا

* * *=* * *

فيا ربَّ العباد إليك نشكو=من الأعداء و المتآمرينا

و من كذبٍ بأمريكا و غربٍ= به قلبوا الحقائق عامدينا

و شاشات لإعلامٍ بفُجرٍ= لقول الإفك صاروا مدمنينا

فأيِّد ربنا بالنصر جندا=بغزة في العراء مرابطينا

و أنزل من سكينتك عليهم= ووحد صفهم صلبا متينا

و ردًّ عدوهم عنهم نراهم= و قد فروا بخزيٍ خاسرينا

و كن يا ربّنا للأهل فيهم= وليا حافظا سندا معينا

و أيدهم بنصرك يا إلهي= على كل البغاة المعتدينا

و صل ربنا في كل حين= على الهادي إمام المتقينا

وسوم: العدد 1054