يظنُّ بنا الدخيلُ ظنونَ سوءٍ= وليس بمعجزٍ فينا الدخيلُ
أنترُكُ أرضَنا حِلًّا لباغٍ= لَعَمْرُ اللهِ .. ذلكَ مستحيلُ
أنتركُها وحاميها رجالٌ = وكم لسيوفنا فيها صليلُ
وكمْ لِكُمَاتِها في الحربِ باعٌ= وكم لخيولنا فيها صهيلُ
ندمدمُ كالأسودِ لنا عرينٌ= وعن دربِ الأشاوسِ لا نميلُ
نكابدُ والقلوبُ لها حنينٌ= لمَجدٍ ليس يشبهُهُ مثيلُ
نقاتلُ والجهادُ له رجالٌ= ونحنُ رجالُهُ وهو السبيلُ
شِدَادٌ لا ترى الأيامُ منا= سوى جَلَدٍ ، وليس له بديلُ
على فجِّ الأكابر كم مشينا= كبارًا ، واليقينُ لنا دليلُ
أتعجبُ أن نعودَ إلى بلادٍ= بها الأحرارُ والصبرُ الجميلُ
فمِن عِشْقٍ لها نهوَى المَعالي = ويُطوَى دَربُنا النائي الطويلُ
ونرمي ذا العدوَّ بما لَدَيْنا= وبأسُ رجالنا بأسٌ وبيلُ
فيا بُشرَى لنا والحَقُّ ماضٍ= ولا عن نصْرِهِ يُرجَى المَقِيلُ
نقولُ لغاصبٍ ذاقَ المنايا= بأيدِينا ، ولمْ يُشفَ الغليلُ
سَيُرغِمُ صَبْرُنا أنفَ البلايا= وعند كريهةٍ منكَ العويلُ
وَحَسْبُ الحُرِّ أن يحيا عزيزًا= يَرَى في رَبِّهِ نِعْمَ الوكيلُ