وهي الأُخوةُ بالمآثرِ تغدقُ

إهداء للأخ الفاضل ............... وفقه الله لِما يحبه ويرضاه

في حبِّ ربِّ العرشِ قلبي يخفقُ = وهي الأُخوَّةُ بالمآثرِ تُغدقُ

والفضلُ يابن الأكرمين رسالةٌ = وحروفُها بصفائها تتألَّقُ

لاتحملُ الحنقَ البغيضَ ولم تكن = إلا كما في سبكها لاتخلقُ

وكأنني المحنوق ويح مَن ارتأى = ماليس عندي والتسامحُ أخلقُ

عشتُ الثمانين التي قد زانها = حبٌّ لديني وبه الدياجي تشرقُ

أعوامُها مرَّتْ كطيفٍ زهوُه = هذا الوفا وبه الحنايا أليقُ

لي إخوة في اللهِ صانَ ودادَهم = قلبٌ سليمٌ بالمودةِ يخفقُ

وله التليداتُ الحِسانُ ولم تزل = بطريفها نحو الأحبةِ تصدقُ

ماكان لي أن أستثير شعورَهم = حاشا ولا لخديعة أتملَّقُ

لمَّا هَشَمْتَ قصيدتي وذكرتَ ما = نفسي بما قد قلْتَ لا تتعلَّقُ !

وَكَتَبْتَ في سَطْرَيْنِ ما لم يُفْهَمَا = والآخرون فهومُهم تتدفَّقُ !

وَفَتَحْتَ بابا يا أخي ماخلتُه = يوما بغير مودَّةٍ لا يعبقُ

وبغمرةِ الزمنِ البغيضِ حضوره = وقد اطلخم على يديه المُمْحَقُ

لكنَّها الأيامُ فيها وحشةٌ = ومضتْ وشرُّ طغاتها لايغلقُ

ذاقت مرارةَ حقدهم وعتوِّهم = والشَّرُّ بي بيدِ التغابنِ محدقُ

لكنَّه الإيمانُ مَكَّنَ مهجةً = صبرتْ وبالأغيار لا تتعلَّقُ

ولربما وجد الفؤادُ مرارةً = منهم ومن بعض النفوسِ تدفَّقُ

لكنها في الله يُؤخذُ صفحُها = وإلى المودة شأنُها لايُسبَقُ

ترعى حقوقَ أُخُوَّةٍ لاتنطوي = أحكامُها فبها الوفا يتحققُ

هي عروةٌ وُثقَى يهونُ عدوُّها = والعَذْبُ من فردوسها يترقرقُ

والأوفياءُ الإخوةُ الأبرارُ ها = هم للمكانةِ في الخلودِ تشوَّقُوا

ماكان للمغنى الذي أركانُه = قامت على قيمٍ يميلُ ويوبقُ

أو أن ترى روَّادَه إلا بما = يرضاهُ بارئُهم فلن يتملَّقُوا

 

 

شيمُ الإخاءِ عزيزةٌ ما أملقتْ = أو قد جفتْها في الطريق الأيْنُقُ

من أهلها الأبرارُ أرباب الهدى = ماضرَّهم مَن بالهوى يتشدَّقُ

ديوانُ رفعتِهم تسامى أهلُه = والموبقاتُ بغيرهم قد تصدقُ

وبهم تعزُّ رسالةٌ قدسيَّةٌ = فيها الإخاءُ أخا المآثرِ يسمقُ

العروةُ الوثقى وفيها عهدُه = بحباله يوم اللقا نتعلقُ

ماضرَّ دعوتَنا الكريمةَ في الورى = إلا فسادٌ في النفوسِ محقَّقُ

فالوُدُّ يابن الناسِ موئلُ إخوةٍ = في اللهِ لايبلى ولا هو يَنْتِقُ

وإخاؤُنا في اللهِ أقوى منعةً = مما يُساقُ بسوقِ دنيا ينعقُ

فالحبُّ والإيثارُ والآدابُ من = معنى الأُخوَّةِ فضلها لا يغلقُ

ناهيك عن سِيَرِ الذين استأثروا = بإخائهم فإخاؤُهم لايَبْثُقُ

فبه استعادَ الصالحون مكانة = وصروحُها بيدِ المودةِ تُرمقُ

أطيابُها تلك المآثرُ لم تزل = بين الورى في خيرِ حالٍ تُنْشَقُ

في بدر في اليرموك في زحفٍ جرى = قصصٌ لهم تُنْبِي الوفا وتُنَمَّقُ

مضتِ السنون وفي حناياها لنا = أعتى شدائد حيثُ لا تُسْتَنْطَقُ

قد لفَّها الصَّبرُ الجميلُ فأدبرتْ = كرباتُ قلبٍ بالأسى يتدفَّقُ

وافى إلى أوجاعهنَّ فكان من = نفحاته ترياقُهُ المستغلقُ

فتدفقتْ لمساتُه في رحمةٍ = تُرجَى لِقلبٍ في النوازل يصدقُ

كانت جراحات ومن لأوائها = في الغمرة انبجستْ وهاهي تنتقُ

ماكان للشِّدَّاتِ إلا أن تزولَ . = . وكربُها يطويه ربٌّ يشفقُ

ولإخوةٍ في الله أقبلَ أنْسُهم = كان العزاءُ مودَّةً تترقرقُ

طوبى لِمَن وجدَ الأُخُوَّةَ بلسما = وبظلها يوم القيامةِ تُعْتِقُ

والمتَّقون الأوفياءُ لربِّهم = ولعلَّ خيرَ الأوفياءِ الأصدقُ

وسوم: العدد 1127