عِيدٌ يعودُ .. وأمَّتي تندَاسُ= تحتَ الهوانِ أذلَّها الأنجاسُ
عِيدٌ يعودُ ، وما بها مِن نخوَةٍ= مهما تهانُ بعينها .. الأقداسُ
عِيدٌ تئنُّ به الجراحُ ، وقدسُنا= ماتت بها الأجنادُ والأفراسُ
سيفُ المروءةِ صَادِئٌ في غِمْدِهِ= إذ غاب حَوْلَ المَسْجدِ الحُرَّاسُ
والجوعُ ينهشُ إخوةً في غزةٍ= حتى طوتهمْ في الثرَى أرماسُ
ولقد عدا غدرُ العدوِّ وجُرمُهُ= ما صَدَّهُ عن قُدسِنا مِتراسُ
يا أيها الناؤونَ عن دفعِ العِدا= وحياتُكم يلهو بها الإفلاسُ
دمتم على طول الزمان أذلةً= ذَنَبُ الجبانِ مُنكَّسٌ والراسُ
لا عِزَّ يُرجَى للذي في خزيِهِ= يحيا يسوسُ بخُبْثِهِ ويُساسُ
لا مَجْدَ تأتلقُ الحياةُ بهديِهِ= إن ماتَ في قلبِ الفتى إحساسُ
مَن عَزَّ باللهِ العليِّ .. فعِزُّهُ= تحلو به الدنيا ، ويزهو الناسُ
كأسُ الإباءِ المُرِّ فاضَ حلاوةً= للماجدينَ .. وطابَ ذاك الكاسُ
وكذا الجراحُ يفوحُ طِيبُ نزيفِها = مِسْكًا وتُزهِرُ حَوْلَها الأغراسُ
وتمُرُّ أيَّامُ المرارةِ .. ليْتَها = تبدو بها بَعدَ الأسى .. أعراسُ