هي وصايا وإرشادات للذين شعروا بالسعادة الزوجية بعد إتمام الإجراء الشرعي لها . ولعل أجل وصية تُهدى للطرفين هي المحافظة على قدسية الرحمة والمودة التي جعلها المولى تبارك وتعالى في محكم آياته البينات في الزواج . فالقيام بمتطلبات الرحمة والمودة كفالة أكيدة لحياة زوجية فيها الطمأنينة والسعادة وبناء الأسرة المسلمة بمشيئة الله تبارك وتعالى .
وعندما :
وقلتُ لهما :
كَتَبَا كتابَهُما كما في شرعِنا = عقدًا يُصانُ بديننا الربَّاني
طوبى : لقد جاءا لنيلِ نصيحةٍ = منها بِهَدْيِ الشَّرعِ يستقيانِ
فقرأتُ بعضَ الآيِ ترشدُ مَن وعى = معنى الزواجِ بفطرةِ الإنسانِ
وذكرتُ من هَدْيِ الحبيبِ مُحَمَّدٍ = لكليهما من أعذبِ التِّبيانِ
وكتبْتُ في هذا السِّياقِ رسالةً = لهما وللعرسانِ في البلدانِ
لكما التَّهاني عذبةَ الأوزانِ = تشدو بحبِّكما مدى الأزمانِ
فلك المكانةُ ( أيُّها الزوجُ ) الذي = عاشَ الفتى السَّباقَ في الميدانِ
ولك التحيَّةُ ( ياعروسُ) وإنَّما = عِشْتِ السُّمُوَّ ببيئةِ الإيمانِ
صونا وفاءَكما لبعضكما ففي = صدقِ الوفاءِ رسالةُ التحنانِ
ودعا الليالي مقمراتٍ بالمنى = والحبِّ والتقديرِ والشكرانِ
لِتَمَرَّ ايامُ الهناءِ جميلةً = من غيرِ ما نكدٍ ولا حرمانِ
بل بابتساماتِ الوجوهِ ونظرةٍ = فيها نسيمُ الشَّوقِ كالريحانِ
فهي الحياةُ لدى الذين استبصروا = معنى الزواجِ بشرعةِ الرحمنِ
كالزَّهر في فصلِ الربيعِ تلألأتْ = وبطيبِ ما في النفسِ من إحسانِ
تمضي الليالي والسَّعيدُ مَن اجتنى = منها صفاءَ سعادةٍ و أمانِ
أبدا ويبقى الحبُّ في قلبيكما = ألقًا كَنُورِ الصبحِ في الأكوانِ
لم ترتحلْ أنوارُه عمَّن سعى = طول السنين بمنهجِ الفرقانِ
وعساكما تُرِيَانِ مَنْ قد يشتكي = سوءَ التَّصرفِ من بني الإنسانِ
بالسِّيرةِ المُثلَى وبالقيمِ التي = عُرفتْ لدى مَن عاشَ باطمئنانِ
فالخيرُ كلُّ الخيرِ فيمَنْ لايرى = وجهَ الحياةِ يطيبُ بالأضغانِ
إذْ جَدَّ مُمْتثلا لِهَدْيِ نَبِيِّهِ = وهو الرؤوفُ بأهلِ هذا الشأنِ
عيشا بما يحيي المودةَ والوفا = ويرد شرَّ وساوسَ الشيطانِ
هذي الرسالةُ لن أُطيلَ بيانها = فلدى الأفاضلِ نصحُهم كَبَيَاني