يا صاحب الإسراء

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

يا صاحب الإسراء هذي دمعة

تجري كسيل جامح هدّار

فالمسجد الأقصى أسير هواننا

مذ قيّدوه حثالة الأشرار

 يبكي و يصرخ  في الدجى لكنما

يرتدّ صوت صراخه كبَوار

فغدا يناجي المسلمين وليته

يحظى بجيش جحفل جرّار

مثل الليوث زئيرها تعلو على

صوت المدافع ، عينهُا كشَرار

لكن ّ صوته كالصدى  و كأنما

موتٌ طوانا جُنحُه بستار

أو ربما طاب المنام بأرضنا

حتى وصلنا ليلنا بنهار

يا صاحب الإسراء يا خير الورى

انظر إلى الأطواق والأسوار

قد كبّلت خير البقاع بِغِلّها

كالشوك تدمي طُهرها كالنار

و تسومها خسفا و تنكيلا فما

عادت تَنشّقُ نسمة الأزهار

بل قد غدت تبكي بنيها إذ بدا

فيض الدماء يسيل كالأنهار

يروي النجيعُ تلالها و سهولها

يذكي الجمار كمرجل كأُوار

فتصدّر الآهات من ترب  شكا

خطوات  جيش الرجس والفجار

يا صاحب الإسراء أمتنا غدت

مثل الغثاء تقاد من جزار

تغفو و تصحو لا تلبي صرخة 

لكأنما بُليت بِداء خدار

كم أمعنوا في غفلة و سفاهة

قد أبدلوا الإسفاف بالبتار

تركوا المبارك يستغيث و لا رجا

أن يقدموا بعزيمة الإصرار

يا صاحب الإسراء عذرا إننا

لقد  ارتضينا ذلنا كدثار

من بعد عز تالد صرنا بلا

جنب يُهاب  و رفعة الأقدار

عجزا أضعنا ما بناه جدودنا

ولكم هدمنا قلعة لفخار

كانت صخورا في وجوه مطامع

كانت كنبعٍ طيب فوّار

فمتى سنرجع يا حبيب إلهنا

نفني اليهود بغضبة الإعصار

 بقوافل   الإيمان  يعلو ركبهم

فوج من الأطهار والأبرار

فبهم نعود بعزة تسمو فلا

يتعثر الإسعاد بالأكدار

و نعود ننعم تحت ظل إبائنا

فرحا نقابل بسمة الأقدار

نمحو حزيران الكئيبة  مثلما

تتساقط الأشجان من أيّار