ألم وصمود

د. خالد محمد حماش

القلب كاد من الجوى يتفطر * ودموع عيني تستهل وتهمر

ضج الأسى مما جنى أهل الردى  أهل الغواية جمعهم يتبطر

جاسوا وداسوا ظالمين ديارنا وتشدقوا أن قد أتو ليحرروا

هذي الشعوب من الطغاة وبطشهم وهم الذين بأمرهم قد أمروا

سلبوا البلاد مهانة أرزاقها قتلوا الكرام وكل صوت يجأر

هتكوا المحارم في البلاد وما رعوا  حق الضعيف وحقدهم يتفجر

أنات قومي أسمعت صم الحصى فالحلم منا طائش يتحير

وتساءلوا ماذا ستفعل يا ترى  ماذا بربك تستطيع وتقدر

فأجبتهم والقلب ينزف بالأسى  والصدر بحر باللظى يتسجر

سألوذ بالصمت الرهيب وأنثني لألم كبداً في الحشا يتشطر

سأذود عن حقي وأبقى واقفاً   رغم الأسى أسطورة تتسطر

سأدق في أرض الأحبة أرجلي   وأصب دمعي كي أراها تزهر

سألوب في سِفر الجدود مفتشاً   عن شربة تطفي جوا يتسعر

سأمد كفي للسماء وناظري   ويظل قلبي ضارعا يستمطر

سألوك حزني صابراً متبتلاً   ليظل هامي قائماً يتسمر

سأهيم في حب الحياة كريمة    ممزوجة بنسائم تتعطر

وأظل أنتظر الصباح يشدني  وعد من الرحمن لا يتأخر

إن تنصروا أمر العزيز فأنتم    فوق الجميع وشأنكم أن تنصروا

أو تتركوا ما جئتم من أجله  فالأمر حتم فيكم أن تدبروا

سأذوب شهداً في عيون صغارنا وعروقهم وطلائعاً تتحدر

سأظل ذكرى للطغاة ممضة   كابوس رعب لا يكل ويفتر

سأظل أنشب كالزجاج بحلقهم    غصصاً تطارد حلمهم وتزمجر

سأظل لا أشفى بغير جهادهم  فهو الدوا وهو الحلال المسكر

سأقوم يوماً نافضاً عثراتنا وهواننا والقلب غيثاً يمطر

وتغرد  الدنيا بلحن مسلم   وتجيبها الأخرى ورب يغفر