عذرا .. فلست بشاعرة

خديجة وليد قاسم

( إكليل الغار )

قالوا بأني شاعرة

لكن شعري عاجز

في أن يبوح بكلمة

أو أن يجود بجملة

تسقي العطاشى اللاهثين

بلهفة

نحو الغيوم الماطرة

قالوا بأني شاعرة

لكن شعري صامت

ولسان شعري أخرس

وحروف آلامي سيوف

قاطعة

و سياط أشجاني

حراب قاتلة

قالوا بأني شاعرة

و ما دروا أن الحروف

تئن في قلب تشظّى

تفر من نار تلظى

حرقت زهور الحب

 في جوف المآسي

الغادرة

قالوا بأني شاعرة

لكن دفقات القلوب تناثرت

و تبددت

في لج ظلمات البحور الثائرة

في التيه

في درب الوحوش الكاسرة

يا ويح نزف للقوافي قد غدت

تحيا خريفا بائسا

ترجو ربيعا مائسا

ترنو ضياء رائقا

لتزين الكلمات ترسلها

عزفا بليغا

في الليالي القاهرة

قالوا بأني شاعرة

أدمي الفؤاد بكلمة

أسقي الجوى من دمعة

تجتاحني الكلمات في

ليل الهموم الحائرة

قالوا بأني شاعرة

العفو بل و المغفرة

من تهمة شعرية

متبرئة

عن وصمة شعرية

متقهقرة

هذا يراعي

قد أرقت مداده

هذي حروفي

قد عتقت إسارها

لأعود في صمت الليالي

سائرة

قالوا بأني شاعرة

العفو بل و المغفرة

عذرا أيا صحبي الكرام

عذرا لجرم لا يرام

عذرا لمن في تيه أحلامي

تعثر

عذرا لمن من نسج أشجاني

تدثر

العفو بل و المغفرة

عذرا فلست بشاعرة